
الانفصال الواعي: استعيدي رفاهكِ بالتخلص من السموم الرقمية.. بهذه الخطوات
ليست السموم من الغذاء والماء فقط، بل ثمة سمومٌ أخرى تغزو حياتنا وتُنغص علينا العيش الصحيح والسليم.
منها السموم الرقمية، والمقصود بها كل ما يؤدي إلى الإدمان والاستخدام المفرط للأجهزة والمنصات الرقمية، مثل الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، ما يُسبَب الإرهاق الذهني والعزلة والتوتر والقلق. يتطلب التعامل الواعي معها، ممارسة "التخلص من السموم الرقمية" (digital detox)؛ وهي فترةٌ يمتنع فيها الشخص وبكامل إرادته، عن استخدام تلك الأجهزة بهدف تحقيق التوازن وتحسين الصحة البدنية والنفسية، بحسب ما يقول خبراء العافية في منتجع Chiva-Som.
ما هي السموم الرقمية؟
هي أي ممارساتٍ أو محتوى رقمي، يُسبَب ضررًا صحيًا ونفسيًا للأفراد نتيجة الإفراط في استخدامه، وتشمل:
• الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: التعلق بالإعجابات والتعليقات والتفاعلات، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب وتدني احترام الذات، كما تذكر NPİSTANBUL.
• التعرض المستمر للإشعارات والرسائل: إذ يؤدي هذا التحفيز المستمر إلى إرهاقٍ ذهني، مما يصعّب التركيز على المهام الهادفة، وفق Continental Hospitals.
• المخدرات الرقمية: وهي ملفاتٌ صوتية تستخدم تردداتٍ معينة لتحفيز موجات الدماغ، محاكيةً بذلك التأثير النفسي لبعض المواد المُخدرة.

ما هي تأثيرات السموم الرقمية؟
لا تتوقف السموم الرقمية عن أذيتنا نفسيًا وفكريًا أيضًا، بل أن لها تداعيات سلبية جمة وخطيرة في بعض الأحيان، على صحتنا الجسدية؛ ولا ننسى بالطبع التأثير السلبي لحياتنا الاجتماعية.
وإذا ما أردنا تلخيص تأثيرات السموم الرقمية على حياة الجميع حاليًا، كبارًا وصغارًا؛ فإنها كالآتي:
1. مشاكل جسدية
• إجهاد العين والصداع: بسبب التعرض المطول للأجهزة الرقمية.
• آلام الرقبة والظهر: وضعية الجسم أثناء استخدام الأجهزة الرقمية يمكن أن تؤدي إلى آلام في الرقبة والظهر. وكلنا بات يعرف الآن عن حالة "رقبة الرسائل النصية" ومتلازمة النفق الرسغي، وكلاهما يحدثان بشكلٍ أكبر للأطفال والمراهقين ممن يستخدمون الأجهزة الذكية بإفراط.
• اضطرابات النوم: يرتبط الإفراط في استخدام الشاشات قبل النوم باضطرابات النوم.
• الخمول البدني: قد يؤدي الإفراط في استخدام الأدوات الرقمية إلى الكسل وقلة الحركة.
2. مشاكل نفسية وعقلية:
• القلق والاكتئاب: الإفراط في استخدام الهواتف الذكية قد يرتبط بزيادة القلق والعصبية والاكتئاب.
• اضطراب النوم: استخدام الهاتف قبل النوم يمكن أن يؤثر على جودة النوم.
• عدم التركيز: قضاء وقت طويل على الهواتف قد يقلل من القدرة على التركيز.
• العزلة الاجتماعية: كونها تجعلنا نبتعد عن الآخرين ونغرق في عالمنا الوحيد دون مشاركاتٍ اجتماعية تُثري الروح والعقل.
هناك مخاوف صحية محتملة أيضًا من إشعاعات التردد الراديوي (RF)، إذ تُسبَب هذه الطاقة تسخينًا طفيفًا للأنسجة في الجسم. وعلى الرغم من عدم وجود دراساتٍ تثبت بشكلٍ قاطع أن الهواتف تُسبَب السرطان، إلا أن الحذر يُنصح به بسبب نقص الدراسات طويلة المدى.
لماذا نحتاج للتخلص من السموم الرقمية؟
لتجنب هذه المضاعفات وتأثيراتها على حياتنا ككل؛ نحتاج للتخلص من هذه السموم بغية تحقيق الأهداف الآتية:
1. تحسين الصحة النفسية والجسدية: إذ يساعد التخلص من الشاشات في تخفيف التوتر، وتقليل الاكتئاب، وتعزيز الصحة العامة، حسب ما تشير إليه Chiva-Som وContinental Hospitals.
2. زيادة الإنتاجية والتركيز: يتيح الابتعاد عن التشتت الرقمي إمكانية التركيز على المهام الهادفة، وإعادة اكتشاف الأنشطة الهادفة مثل اليوغا والطهي.
3. تعزيز التواصل الواقعي: يمنح فرصةً للتفاعل وجهًا لوجه مع الأهل والأصدقاء، وإعادة بناء العلاقات الاجتماعية في الواقع، كما توضح Continental Hospitals.
بمعنى آخر؛ نحتاج لاستعادة ما يُعرف ب "إحياء التقنيات التناظرية" أي استخدام اليدين وباقي الحواس في تلمَس الأشياء والإحساس بها ومن خلالها، من جديد.
لمعرفة المزيد عن كيفية التخلص من السموم الرقمية، ومبدأ إحياء التقنيات التناظرية؛ ننصحكِ بقراءة محتوى هذه المقالة.

ما هي كيفية التخلص من السموم الرقمية؟
هل ترك هاتفكِ لبعض الوقت، أو إغلاقه بين الحين والآخر، أو فصل الانترنت عن كافة الأجهزة الذكية التي تستخدمين باستمرار، يجعلكِ في منأى من السموم الرقمية؟
بالتأكيد يُساعد، لكنه ليس حلًا نهائيًا؛ فهناك حاجةٌ كبيرة لاستعادة السيطرة على انتباهكِ، وقتكِ، وصحتكِ النفسية. ويبدأ ذلك بالطبع من التخلي عن استخدام الهاتف الذكي لعدة فترات خلال النهار، كونه الجهاز الذكي الأكثر استخدامًا من الجميع دون استثناء. ثم يأتي دور تحديد الهدف من تنظيف جسمكِ وعقلكِ من تلك السموم الرقمية، من خلال سؤال نفسكِ ما يلي:
1. هل أنا بحاجة للتوقف عن استخدام الهاتف لأسبابٍ صحية؟
2. هل كثرة استخدام الأجهزة الذكية يؤثر على مستويات التوتر والقلق لديَ؟
3. ماذا عن جودة النوم والتركيز والتفاعل الاجتماعي؟
تحديد الأهداف مسبقًا، يتيح لكِ النجاح في التخلص من السموم الرقمية التي تؤثر على كيانكِ ككل؛ ومنها يمكن البدء بتطبيق خطوات التنظيف.
ما هي الخطوات العملية للتخلص من السموم الرقمية؟
لا شك في أن اتخاذ الخطوات الصحيحة والبناءة والمتتابعة، سيوفَر لكِ راحةً من سموم الأجهزة الذكية التي تؤثر على صحتكِ ورفاهكِ النفسي والعقلي.
وتتمثل تلك الخطوات في التالي:
1. تقييم الاستخدام
• استخدمي تطبيقات مثل Screen Time أو Digital Wellbeing لمعرفة أين تقضين معظم وقتكِ خلال اليوم.
• حددي التطبيقات أو الأنشطة التي تستنزفكِ أكثر من أن تغذيكِ، وقومي بحذفها عن جهازكِ.
2. تحديد أوقات خالية من الشاشة
• فلتكن ساعة صباحية بدون هاتف، ساعة لشرب القهوة بهدوء والاسترخاء وشحن الطاقة في الجسم والعقل لبدء يومٍ جديد ومثمر.
• "صيام رقمي" ليوم كامل أسبوعيًا: كما تلجأين للصيام لتنظيف جسمكِ من السموم والتخلص من الوزن الزائد، ينصحكِ الخبراء بالقيام بالخطوة ذاتها تجاه السموم الرقمية.
• قاعدة "لا شاشات قبل النوم بساعة"؛ وتصبح أسهل عند إطفاء جهاز الانترنت في كافة أرجاء المنزل.
3. أزيلي الإغراءات
• أوقفي الإشعارات غير الضرورية.
• انقلي التطبيقات المشتتة إلى مجلدٍ بعيد أو احذفيها مؤقتًا.
• استخدمي هاتفًا بسيطًا أو ضعي هاتفكِ في وضعية الطيران خلال أوقاتٍ معينة.
4. استبدلي الرقمي بالتناظري
• قومي باستخدام دفتر ملاحظات بدلًا من تطبيقات المهام.
• استمتعي بالقراءة من كتابٍ ورقي بدلًا من القراءة على الشاشة.
• ارتدِ ساعة يد جميلة للتحقق من الوقت عوضًا عن الهاتف.
5. طقوس يومية تعيدكِ إلى الواقع
• قومي بممارسة التأمل أو التنفس الواعي.
• واظبي على الاستمتاع بالمشي دون سماعات أذن.
• حضَري وجبتكِ القادمة ببطء، دون تصوير أو مشاركة.
في الخلاصة؛ ألا تشتاقين عزيزتي للحظات الألفة والاستمتاع البريئة التي كنا نعيشها بشغف، قبل أن تغزو الهواتف والأجهزة الذكية حياتنا؟ قراءة كتابٍ ممتعة، سماع الموسيقى على الاسطوانات أو جهاز التشغيل، تمضية الوقت الجميل مع العائلة والأصدقاء بحب ولهو؛ كلها أمور بتنا نفتقدها اليوم بسبب ثورة التكنولوجيا، التي للأسف جلبت لنا سمومًا رقمية تؤثر على حياتنا ككل.
لذا اسعِ عزيزتي للتخلص من هذه السموم بالعودة إلى الأصل، وإحياء التقنيات التناظرية كي تنعمي بحياةٍ صحية خالية من الاضطرابات والمشاكل.