ما هي عدوى الشيغيلا التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية
عديدة هي أنواع العدوى التي يتعرض لها الإنسان على مدار سنوات عمره، من عمر صغيرة حتى الكبر، بعضها نعرفه جيداً ونعلم طرق الوقاية منه، والبعض الآخر ما زلنا نجهل الكثير عنه، ربما لأنه لا يمر علينا بصورة مستمرة ودائمة.
وهذه هي الحال مع عدوى الشيغيلا التي ظهرت في عدد من دول أوروبا وبريطانيا وحذرت منها منظمة الصحة العالمية.
بدورها، أخطرت دائرة الصحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي مزودي خدمات الرعاية الصحية في الإمارة تحذير المنظمة الأممية بارتفاع عدد حالات بكتيريا "الشيغيلا" بشكل حاد وغير اعتيادي. وتُعد عدوى بكتيريا الشيغيلا خطيرة كونها تقاوم الأدوية المضادة لها بشكل كبير.
والشيغيلا هي عدوى معوية تصيب الأمعاء وتُسبب داء الشيغيلات، مصدرها الأساسي فصيلة بكتيرية تُعرف بإسم "الشيغيلا" وأهم أعراض الإصابة بها هي الإسهال. وقد صدرت بلاغات عن تزايد حالات الإصابة بعدوى الشيغيلا منذ أواخر العام الماضي في كل من المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية وبلدان أخرى في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، كالنمسا، وبلجيكا، والدانمارك، وفرنسا، وألمانيا، وإيرلندا، وإيطاليا، والنرويج، وإسبانيا.
وفي التعميم الذي أصدرته دائرة الصحة في أبوظبي لمزودي خدمات الرعاية الصحية، تم التحذير من أنه وعلى الرغم من أن معظم الحالات المسجلة قد تتسبب بمدة مرضية قصيرة وانخفاض في أعداد الوفيات، إلا أن داء الشيغيلات المقاومة للأدوية المتعددة والمقاومة للأدوية على نطاق واسع هو مصدر قلق للصحة العامة."
مشيرة إلى أن الإصابة بالبكتيريا المقاومة لأنواع مختلفة من المضادات الحيوية، لا تترك سوى خيارات علاجية محدودة للحالات المتوسطة إلى الشديدة.
كيف تنتقل عدوى الشيغيلا
يشير موقع "مايو كلينك" إلى أن عدوى الشيغيلا معدية جداً، ويمكن أن يصاب أي فرد بهذه العدوى جراء ملامسة كميات صغيرة من البكتيريا من براز شخص مصاب بالشيغيلا ويبتلعونها، خاصة في أماكن رعاية الأطفال. حيث يمكن أن يغفل العاملون في هذه الأماكن عن غسل أيديهم بشكل جيد بعد تغيير الحفاضات للأطفال أو بعد مساعدة الرُضع أثناء التدريب على استخدام الحمامات. كما يمكن أن تنتقل بكتيريا الشيغيلا عن طريق الأطعمة الملوثة أو عند شرب مياه ملوثة بها أو السباحة في مياه ملوثة.
ما يعني أن الأطفال دون الخامسة هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى الشيغيلا، لكن يمكن أن تحدث الإصابة بهذه العدوى الخطيرة في أي عمر. وتُشفى الحالات المرضية الخفيفة بالعدوى عادة من تلقاء نفسها خلال أسبوع، وفي حال تطلب الأمر الخضوع للعلاج، فإن الأطباء يصفون عادة المضادات الحيوية.
ما هي أعراض عدوى الشيغيلا
ذكر موقع "مايو كلينك" أن الإسهال هو أول علامات الإصابة بعدوى بكتيريا الشيغيلا، وعادة ما يكون مدمماً أي مخلوطاً بالدم، كما قد يكون الإسهال مائياً في بعض الحالات.
ومن الأعراض الأخرى للإصابة بعدوى الشيغيلا:
- آلام البطن والتشنجات.
- الحمى والغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- الصداع والشعور بالتوعك.
وحذرت دائرة الصحة في أبوظبي من أن إمكانية انتشار عدوى الشيغيلا من أوروبا لدول أخرى عالية، وعليه ينبغي على المهنيين الصحيين التنبه واليقظة أكثر عند التعامل مع الحالات المشتبهة أو المؤكدة للإصابة بالبكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة أو المقاومة للأدوية على نطاق واسع. كما يجب الانتباه للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى، والمسافرين القادمين من مناطق عالية الخطورة.
وفي تصريحات لصحيفة "الإمارات اليوم" حول عدوى الشيغيلا، شرح الأطباء أيمن مختار وعلاء خيرت ومي محمد وأمنية صلاح الدين أن الإصابة بعدوى الشيغيلا يمكن أن تحدث بين جميع الأعمار، لكن احتمالية الإصابة بها تزداد وسط الأطفال دون سن الخامسة.
ويمكن للحالات المرضية الخفيفة أن تُشفى من تلقاء ذاتها خلال أسبوع، مع الإشارة إلى أن علامات الإصابة بعدوى الشيغيلا تبدأ عادة في الظهور بعد يوم أو يومين من التعرض للبكتيريا، وتستمر لمدة 5-7 أيام. وفي بعض الحالات، قد تستمر فترات أطول، فيما لا تظهر على بعض الأشخاص أي أعراض بعد الإصابة، على الرغم من أن برازهم قد يظل مُعدياً لبضعة أسابيع.
وأكد الخبراء أن المخالطة المباشرة بين الأشخاص، هي الطريقة الأكثر شيوعاً لانتشار المرض، وقد تحدث الإصابة بالعدوى في حالة عدم غسل اليدين جيداً بعد تغيير حفاضات طفل مصاب بعدوى الشيغيلا ولمس الفم، أو تناول أطعمة ملوثة. كما يمكن أن يكون الطعام مصدراً للعدوى ببكتيريا الشيغيلا، في حال نمت مكوناته النباتية في حقل يُروى بمياه الصرف الصحي، أو في حال شُرب مياه ملوثة نتيجة الإختلاط بمياه الصرف الصحي.
كيفية الوقاية من عدوى الشيغيلا
حدد أطباء عدداً من الإجراءات الإحترازية للوقاية من الإصابة بعدوى بكتيريا الشيغيلا، تشمل التالي:
- غسل اليدين بشكل كبير بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
- مراقبة الأطفال أثناء قيامهم بغسل أيديهم.
- التخلص من الحفاضات المتسخة بطريقة صحيحة.
- تطهير مناطق تغيير الحفاضات بعد الإستخدام.
- عدم تجهيز الطعام لأشخاص آخرين في حال الإصابة بالإسهال.
- عدم السباحة حتى الشفاء من المرض.
- إبقاء الأطفال المصابين بالإسهال في المنزل بعيداً عن مناطق رعاية الأطفال، أو مناطق اللعب، أو المدرسة.
- تجنيب الأطفال ابتلاع مياه البرك، أو البحيرات، أو حمامات السباحة غير المعالجة.
- تجنب الممارسات الجنسية في حال إصابة أحد الطرفين بالإسهال، أو كان قد شُفي توّا منه.