أدلة تؤكد فعالية الكمامة في الوقاية من فيروس كورونا
بين من يؤيد بشدة ارتداء الكمامة للوقاية من عدوى فيروس كورونا وبين من يعارضها، بين من يحتفظ بالكمامة على وجهه طوال الوقت حتى أثناء قيادة السيارة وحيداً وبين من لا يمانع بنزعها حتى في الأماكن العامة خصوصاً بعد تلقي لقاح كورونا، ما زالت الآراء تتضارب وكذلك الشائعات التي تطال الكمامات والتي تشكك في فعاليتها لجهة الحماية القصوى من الإصابة بكورونا.
وبعد ما يقرب من عامين تقريباً من تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم وتسببه بإصابة أكثر من 232 مليون شخص ووفاة ما يقرب من 4 ملايين و800 ألف شخص، ما زال العلماء يبحثون عن الأدلة الدامغة التي تؤكد فعالية الكمامة في الوقاية من فيروس كورونا.
ويبدو أن جهود الباحثين على مدار العام ونصف المنصرمين، أثمرت نتائج ملموسة لجهة التأكيد على هذه النظرية في دراسة قام بها فريق من جامعة كاليفورنيا –بيركلي في الولايات المتحدة.
فما هي تفاصيل هذه النتائج، وكيف تأكد للباحثين أن الكمامة فعالة في حمايتنا من كورونا؟ هذا ما نكتشفه سوياً بناء لتقرير نشره موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن معلومات واردة في "ساينس ألرت".
الكمامة فعالة في الوقاية من فيروس كورونا
هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة قام بها عدد من الباحثين من جامعة كاليفورنيا-بيركلي الأمريكية وقادتها لورا (ليلى) إتش كوونغ، وهي أستاذة مساعدة في علوم الصحة البيئية، أثناء البحث في أفضل المواد المستخدمة في أقنعة الوجه، من خلال المشاركة في تجربة عشوائية مضبوطة.
وعلى مدار العام ونصف العام الماضيين، أنتج الباحثون العديد من الأدلة المخبرية والقائمة على النماذج والمراقبة حول فعالية أقنعة الوجه ضد فيروس كورونا. وعلى الرغم من عدم مراجعة الدراسة كلياً من قبل اٌلأقران، إلا أنها حظيت بقبول جيد من قبل المجتمع الطبي.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن ارتداء الأقنعة خاصة الكمامات الطبية يحول دون الإصابة بفيروس كورونا. وأظهرت الدراسات المعملية والرصدية في أبريل 2020 أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا وليس SARS-CoV-2، ينفثون كمية أقل من الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا في الهواء المحيط بهم في حال ارتداء الكمامة. ودعم عدد من الدراسات المختبرية الإضافية فعالية الكمامة في هذا الخصوص.
وقد قام عدد من علماء الأوبئة بفحص تأثير سياسات الأقنعة، لتحديد ما إذا كانت تساعد في إبطاء انتشار كوفيد-19. ونظرت إحدى الدراسات القائمة على الملاحظة أواخر العام الماضي في التركيبة السكانية والاختبار وعمليات الإغلاق وارتداء الأقنعة في 196 دولة. لتجد أنه بعد التحكم في العوامل الأخرى، فقد شهدت البلدان التي لديها أعراف ثقافية مثل التنقيع أو سياسات تدعم ارتداء الأقنعة زيادة أسبوعية في معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا للفرد بنسبة 16% أثناء تفشي المرض، مقارنة بزيادة أسبوعية بنسبة 62% في البلدان التي لا توجد بها قواعد ارتداء الأقنعة.
كما شهدت المناطق التي تم توزيع الأقنعة فيها، زيادة في استخدام الأقنعة أكثر من 3 أضعاف، إضافة للتباعد الجسدي الذي شهدته المناطق المشمولة بالبحث. وفي القرى التي شهدت توزيع الأقنعة، شهد الباحثون انخفاضاً بالإصابة بكورونا بنسبة 9%.
وفي القرى التي شهدت توزيع أقنعة جراحية، لاحظ الباحثون انخفاض نسبة الإصابات بكورونا لنحو 12%، ووصلت النسبة إلى 35% لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهن عن 60 ، و23% للأشخاص بين 50-60 عاماً. وبالنظار للأعراض الشبيهة بكوفيد-19، وجد الباحثون أن الأقنعة الجراحية والقماشية أدت لانخفاض بنسبة 12%.
كذلك قدمت الدراسة أدلة واقعية على فعالية الأقنعة الجراحية في خفض الإصابة بفيروس كورونا، خاصة لدى كبار السن ممن يعانون من معدلات وفاة وعجز أعلى في حال الإصابة بالمرض.