الكشف المبكر عن سرطان البروستات يزيد فرص النجاة منه

يعد سرطان البروستاتا من الامراض الاكثر شيوعا بين الرجال، ويشهد شهر نوفمبر شهر التوعية من هذا المرض الذي يصيب نسبة لا بأس بها من الرجال حول العالم ويمكن ان يؤدي بحياة الكثير منهم في حال عدم الكشف عنه مبكرا.

ويؤكد الاطباء والخبراء الصحيون على ضرورة الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا والذي يعد مفتاح الفوز في المعركة ضد هذا المرض الخبيث، خاصة لدى الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للاصابة بمرض سرطان البروستاتا.

الكشف المبكر يحمي من سرطان البروستاتا

في حال الكشف المبكرعن سرطان البروستاتا، يكون المرض في مراحله الاولى ولا يحتاج المريض سوى لعلاج خفيف. كما ان معدل النجاة والبقاء على قيد الحياة يرتفع لدى هذا المريض ليصل الى 100%.

لكن في حال تم الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا ولم يخضع المريض للعلاج الضروري ما يسمح للمرض بالانتشار لمناطق اخرى في الجسم، فان معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات ينخفض بصورة كبيرة ليصل الى 30% فقط.

ويشدد الدكتور وليد حسن، اخصائي اورام المسالك البولية في معهد الجراحة الدقيقة بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، على اهمية الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، معرباً عن أسفه بأن يتم تشخيص إصابة بعض الرجال بهذا المرض في مراحل متأخرة لا يمكن علاجه عندها. ويضيف: "اشجع بقوة جميع الرجال الذين تتراوح اعمارهم بين 50 و70 عاما على تحمل مسؤولية صحتهم واستشارة الطبيب بشأن ما إذا كان مناسبا لهم اجراء فحص سرطان البروستاتا، فاختبار دم بسيط كفيل بالمساهمة في انقاذ حياتهم".

ويتم اجراء فحص سرطان البروستاتا عادة عن طريق فحص رقمي عبر المستقيم أو باختبار دم بسيط يسمى اختبار المستضد البروستاتي، الذي يكتشف عن مستوى بروتين PSA في الدم، أو بكلا الاختبارين. ووفقا لجمعية السرطان الامريكية، تقل مستويات بروتين PSA في الدم لدى غالبية الرجال الاصحاء عن 4 نانوغرام في المليليتر.

فحوصات الكشف عن سرطان البروستاتا

من جانبه، قال الدكتور باسل الطرابلسي، المسؤول الطبي الأول لدى المختبر المرجعي الوطني، ان المستويات المرتفعة من بروتين PSA "مؤشر على أن المريض قد يكون مصابا بسرطان البروستاتا، وبالتالي يستخدم اختبار بروتين PSA بشكل روتيني كطريقة للفحص"، مضيفا: "إذا كانت نتائج هذا الاختبار تشير لوجود المرض، يمكن أخذ خزعة من البروستات وفحصها لتشخيص الإصابة بالمرض".

كما يمكن، بالإضافة إلى ذلك، اللجوء للاختبارات الوراثية للمساعدة في تحديد خطر إصابة شخص ما بسرطان البروستات. وتُعدّ الجينات المتعلقة بسرطان الثدي (BRCA1 وBRCA2) والجين المتحور لمتلازمة الترنح وتوسع الشعيرات (ATM)، من بين الجينات التي يمكن اختبارها لهذه الغاية. 

ويعد الرجال الذين يرثون طفرة BRCA1 الجينية أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بما مقداره 3.8 مرات مقارنة بمن ليست لديهم هذه الطفرة، أما من لديهم طفرة BRCA2 فهم أكثر عرضة بما مقداره 8.6 مرات للإصابة بالمرض.

وأوضح الدكتور الطرابلسي أنه من المستحسن إجراء الفحص عن طريق الاختبارات الجينية للرجال الذين لديهم تاريخ عائلي بارز من السرطان، كالبروستاتا والثدي والبنكرياس والقولون، من أجل فهم أفضل للمخاطر التي قد تواجههم، وذلك نظراً لأن معظم الطفرات الجينية وراثية بطبيعتها، وانتهى إلى القول: "يقوم الطبيب بتحديد برنامج للفحص الدوري استناداً على نتائج الاختبارات الجينية للمريض، مع وضع اجراءات وقائية وخطة للتدخل المبكر".