هل ينتشر السارس في السعودية؟

هي – أسماء وهبة لا زلنا نتذكر جيدا المخاوف التي عمت العالم مع انتشار فيروس السارس منذ بضع سنوات، حتى أن الكثيرين امتنعوا عن السفر إلى الشرق الأقصى، وتحديدا الصين بعد ارتفاع معدلات الإصابة بهذا المرض، الذي وصف حينها بالـ "مميت". ليس ذلك فقط بل بات هذا الفيروس وسيلة للنكتة في بعض الأفلام السينمائية مثل فيلم "فول الصين العظيم"، الذي لعب بطولته الممثل المصري محمد هنيدي، حيث بيّن كيف ابتعد الناس عن أحد المشتبه بهم في إصابته بالفيروس، وكيف تكاثروا عليه في أحد الأماكن العامة في بكين مدججين بالكمامات والملابس الواقية، ما يعكس حجم "الهلع" الذي أصاب سكان العالم من هذا الوباء القاتل. إذن ماذا قد يحدث إن عاد لينتشر من جديد لكن هذه المرة في السعودية وبصورة مختلفة عن فيروس السارس الأصلي؟ نشر موقع cnn الإخباري خبراً مفاده "ارتفاع عدد ضحايا فيروس السارس الجديد (كورونا) إلى 9 أشخاص". كما أكد الموقع نفسه ظهور حالة أخرى مصابة بنوع غامض من الفيروس! وفي السعودية، أبلغت وزارة الصحة منظمة الصحة العالمية دخول رجل يبلغ من العمر 39 عاما إلى المستشفى، بعد إصابته بفيروس "كورونا" الجديد في 28 فبراير، لم يلبث أن توفي بعد يومين. كما أفادت التحليلات أن المريض السعودي لم يتواصل مع شخص مصاب بالفيروس الجديد. ومن هنا ما زالت منظمة الصحة العالمية تبحث عن مصادر أخرى محتملة نقلت العدوى إلى المريض السعودي. عالميا، سجلت منظمة الصحة العالمية 15 حالة مصابة بفيروس كورونا توفي منها 9 أشخاص منذ الخريف الماضي. ويصنف "كورونا" ضمن عائلة فيروس السارس، الذي أصيب به 8 آلاف شخص بين عامي 2002-2003، توفي منهم 774 مريضا. وهنا يتساءل البعض عن مصدر فيروس السارس؟! أشارت إحدى الدراسات في نوفمبر الماضي الى أن الحيوانات هي أساس نشأة فيروس السارس، مدللة على وجود فيروسات في الخفافيش شبيهة بفيروس كورونا الجديد! الجدير ذكره أن هذا المرض ينتشر عبر فيروس يهاجم الجهاز التنفسي، والذي تمتد فترة حضانته من يومين إلى سبعة أيام. وتنتقل الإصابة سريعًا من خلال الاتصال المباشر مع المصابين، مثل الرذاذ الذي يخرج من الجهاز التنفسي أثناء السعال، والذي قد يصل إلى الأنف أو الفم أو حتى العينين. كما أن ملامسة الشخص لسطح ملوث بالرذاذ تؤدي إلى إصابته بالمرض. في هذا السياق يقول أخصائي الأمراض المعدية د. نزار باهبري أن فيروس "الكرونا" نادر "لكن للأسف لا يوجد لقاح خاص به. وتكمن خطورته في أن المريض يظن أنه مصاب بالإنفلونزا، بسبب تشابه الأعراض مثل صعوبة التنفس، حمى، وسعال. وفي مرحلة متقدمة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئوي أو فشل كلوي". وبالعودة إلى تقرير موقع cnn الذي قال أن معظم الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بفيروس "كورونا" هم من الشرق الأوسط، كما سجلت حالات أيضا في المملكة المتحدة، من ضمنها بريطاني اكتشف بعد عودته من السعودية إصابته بالفيروس، والذي نقله لاحقا إلى اثنين من أفراد أسرته. لذلك يقول د. باهبري أن "فيروس كورونا خطير، لكن المطمئن في الأمر أن الإصابة به صعبة أيضا. لذلك يجب عند اكتشاف المرض أن يتم عزل المريض، لأن الخطورة لا تكمن في ارتفاع درجة الحرارة المصاحبة للفيروس، بل في الأمراض التنفسية الناتجة عنه". وبناءً على ذلك طلبت منظمة الصحة العالمية من الدول الأعضاء التنبه إلى التهابات الجهاز التنفسي الحادة الشديدة ومراجعة أنماطها غير العادية. لكنها لم توصي بفرض قيود على التجارة مع البلدان التي تم العثور فيها على الفيروس أو حتى عدم السفر إليها، وبالتالي يجب أن لا يخاف الناس، لعدم وجود دليل على انتشار الفيروس.