بعد 25 عاماً على وفاتها... تأثير الأميرة ديانا واضح على الموضة وصدى أسلوبها ما زال يتردد

رغم أنها لم تكن عارضة أزياء ولم تسر يوماً على منصة لعرض الأزياء لكن إطلالات الأميرة ديانا بأسلوبها المميّز جعلتها أيقونة للموضة. رغم مرور 25 عاماً على وفاتها، إلا أن إطلالات الأميرة ديانا لم تغب يوماً ولم ولن تنسى أبداً، هي التي تشتهر بإطلالات خالدة سواء فساتين السهرة الطويلة، أو البدلات الأنيقة وحتى الأزياء الكاجول التي كانت تطلّ بها من وقت لآخر وتحدث بها ضجة كبيرة إلى درجة أن أشهر النساء حول العالم استوحين إطلالاتهنّ من "أميرة القلوب".

صورة الأميرة ديانا من صفحة المصور الشهير ماريو تيستيتنو على انستقرام
إطلالات الأميرة ديانا بأسلوبها المميّز جعلتها أيقونة للموضة

صدى أسلوب الأميرة ديانا يتردد حول العالم بأسره

بعد خمسة وعشرين عامًا على وفاة الأميرة ديانا، وما زال صدى أسلوبها يتردد حول العالم بأسره وأكثر من أي وقت مضى ويستخدمه كبار المصممين والمؤثرين بانتظام كمصدر للإلهام، وصولاً إلى أفراد حاليين في العائلة الملكية فمن المعروف أن دوقة ساسكس ترتدي ساعة كارتييه التي كانت تملكها ديانا وتحمل حقيبة Dior Lady D-Lite، المفضلة لدى الأميرة والتي تم تسميتها تكريماً لها. كما تشابهت إطلالات كيت ميدلتون مع الكثير من أزياء ديانا مثل نقشة البولكا دوت وبينما ارتدت ديانا فساتين رائعة من تصميم دونالد كامبل، لجأت دوقة كامبريدج إلى تصاميم أليساندرا ريتش.

حتى أن بعض القصات والنقشات باتت مرتبطة بالأميرة ديانا، مثل نقشة المربعات أو الـ plaid والياقة العريضة، وتميّز أسلوبها في الثمانينيات باللوك المغامر مع لمسة خالدة مثل تنسيق البليزر مع السويتر والبنطلون الدنيم وقبعة البيسبول في إطلالة اختارتها لحضور مباراة بولو عام 1988، وهذه الإطلالة ما زلنا نراها حتى اليوم على منصات عروض الأزياء وإطلالات الستريت ستايل ومدونات الموضة.

اشتهرت باختيار نقشة الـ plaid
اشتهرت باختيار نقشة الـ plaid

العقد الأول من ديانا بصفتها ملكية قد خلّد لحظات أزياء مميزة مثل فساتين Laura Ashley والبلوزات ذات الأكمام المنتفخة والدنغري، قبل أن يتحوّل أسلوبها إلى أكثر أناقة في التسعينيات، حيث قدمت واحدة من إطلالاتها الأكثر ثباتًا حتى الآن: الرياضة الفاخرة. شورتات الدراجات Cycling shorts والسترات الأوفرسايز والأحذية الرياضية الضخمة.

ونجحت الأميرة ديانا في التحوّل من مراهقة خجولة إلى امرأة فائقة الأناقة، بمساعدة محررة الموضة آنا هارفي التي أخذت على عاتقها مهمة مساعدة الأميرة ديانا في كل ما يتعلق بأسلوب لباسها في جميع المناسبات، سواء كانت ملابس للجولات الخارجية والاحتفالات الملكية، أو حتى إطلالتها اليومية خلال حياتها الخاصة.

لا يمكن الحديث عن إطلالات الأميرة ديانا دون أن نذكر فساتينها. عندما تزوجت من الأمير تشارلز عام 1981، أطلّت بفستان عاجي اللون مصمم من قماش التفتا المرصع باللؤلؤ مع طرحة طولها 25 قدمًا، وظلّ فستانها مصدر وحي لكل عروس تحلم بزفاف أميرات. أما فستان "الانتقام" الأسود الشهير فقد ارتدته في الليلة نفسها التي اعترف فيها زوجها بخيانتها خلال مقابلة تلفزيونية.

خطفت إطلالة الأميرة ديانا الأنظار بفستان أسود قصير عام 1994 من تصميم Christina Stambolian
خطفت إطلالة الأميرة ديانا الأنظار بفستان أسود قصير عام 1994 من تصميم Christina Stambolian

إطلالات الأميرة ديانا بعد الإنفصال عن الأمير شارلز

أدركت الأميرة أهمية أسلوب اللباس في خطف الأنظار والظهور بشكل مثير. ومن هذا المنطلق، امتلأت خزانة ملابسها  بمجموعة من الفساتين المثيرة لدور أزياء أنغارو، شانيل، كريستيان لاكروا، وفيرساتشي.

تنامى اهتمام الأميرة ديانا بالموضة بالتزامن مع انفصالها عن الأمير تشارلز. ففي ديسمبر 1992، أعلنت الأميرة ديانا والأمير تشارلز الخبر علناً. من هذه اللحظة، التبدّل كان واضحاً في إطلالات الأميرة ديانا. استبدلت الفساتين المحافظة التي اشتهرت بها في المناسبات الرسمية ببدلات مع بنطلون للوك عمليّ احترافي، في حين استبدلت حقائب الكتف التي تتدلى من سلاسل ذهبية بحقائب اليد الجلدية والـ tote bags. فتضمّنت خزانة ملابسها الجديدة بدلات مقلمة مع البناطيل أو البدلة مع التنورة ذات اللون الباستيل من فيرساتشي Versace، إضافة إلى الفساتين المصممة بشكل لا تشوبه شائبة.

رغم ذلك، فإن الأميرة ديانا لم تهتمّ كثيرًا بإطلاق الصيحات، بل كانت تتابعها باهتمام. وتدلّ إطلالات الأميرة ديانا أنها سعت لكي تكون عصرية باختياراتها بدل اعتماد الصيحات بشكل أعمى، وهذا الأمر منطقي بالنسبة لشخص خضع لفترة من حياته إلى بروتوكول اللباس الملكي. ومن المفارقات، أن حتى بعد مرور 25 عاماً على وفاتها ما زال أسلوب الأميرة ديانا يعتبر حديثًا وعصريًا للغاية، ونرى عارضات أزياء مثل جيجي حديد وهايلي بيبر تكرمان بإطلالاتهما العديد من إطلالات ديانا الأيقونية.

اطلالة الاميرة ديانا في 31 أكتوبر 1996 خلال عشاء معهد فيكتور تشانغ لأبحاث القلب في مركز سيدني الترفيهي
اطلالة الاميرة ديانا في 31 أكتوبر 1996 في سيدني 

سام ماكنايت Sam McKnight، الذي تعرّف على الأميرة في جلسة تصوير مع المصور باتريك ديمارشيلير، كان مسؤولاً عن تسريحة شعرها الجديدة العصرية وعملا سوياً لمدة سبع سنوات. "أرادت الاستقلال، وأن تبدو قوية وقصة الشعر الجديدة كانت جزءًا من هذا الأمر. أعتقد بطريقة ما، أنها لم تعد تريد الاختباء خلف شعرها بعد الآن". من أقوال كوكو شانيل أن "المرأة التي تقص شعرها على وشك تغيير حياتها"، وبالفعل، رحبت الأميرة ديانا بحقبة جديدة من حياتها.

في النصف الأول من التسعينيات، عبّرت إطلالات الأميرة ديانا عن حريّتها المكتشفة حديثًا بلوكات مستوحاة من رحلاتها إلى عواصم الموضة الرئيسية، بما في ذلك باريس ونيويورك وميلانو، ودائرة الموضة الجديدة الخاصة بها من جياني فيرساتشي Gianni Versace إلى فالنتينو جارافاني Valentino Garavani وجيانكارلو جياميتي Giancarlo Giammetti. واستبدلت دور الأزياء البريطانية التي كانت تلجأ لها بتصاميم تميّزت بالأناقة والجاذبية من توقيع مصممين إيطاليين. أثبتت خزانة ملابس ديانا المكوّنة من البلايزر والكنزات المحبوكة من الكشمير والجينز وحقائب اليد أنها لم تعد مقيّدة بعادات العائلة الملكية.

وبحلول عام 1995، باتت ديانا على دراية جيداً بما يناسبها، كانت تعرف لوحة ألوانها، فضلاً عن القصات التي تناسبها، وباتت تميل إلى أزياء كاجول أكثر انسيابية ورياضية إلى حد ما، بما يتماشى مع دورها الجديد.

بعد 25 عاماً على وفاتها تأثير الأميرة ديانا واضح على الموضة وصدى أسلوبها ما زال يتردد
بعد 25 عاماً على وفاتها تأثير الأميرة ديانا واضح على الموضة وصدى أسلوبها ما زال يتردد

تأثير أزياء ديانا واضح على موضة اليوم

أصبحت ملابس الرياضة التي أطلت بها ديانا هي الزي الكاجوال المعاصر، بموافقة دور الأزياء الراقية؛ عرض أزياء Off-White's AW لعام 2017 أشار إلى هذه الإطلالة الشهيرة، كما تم في عام 2021 تحديث حقيبة Gucci المصنوعة من الخيزران والتي رافقت رحلاتها ديانا، وتم تسميتها Gucci Diana.

25 عاماً مرّ ويمكن رؤية تأثير أزياء ديانا بوضوح على موضة اليوم والذي من المتوقّع أن يستمرّ في المستقبل أيضاً؛ ولكن ربما كان أهم درس قدمته الأميرة هو موهبتها في إعادة تنسيق أزيائها في مناسبات متكررة. من البلوزات إلى فساتين السهرة، غالبًا ما كانت ديانا تعيد تدوير القطع المفضلة لديها وتعيد ابتكارها في ملابس جديدة كانت قد شوهدت بها عدة مرات.