بمناسبة يوم المرأة العالمي: طاهيات برتبة ميشلان

عنوان مغري للقراءة، صحيح؟ لكنه حقيقة ثابتة وهناك العديد من الطاهيات العالميات اللواتي يحملن لواء نجمة ميشلان على اكتافهن وفي ادوات مطبخهن بحب وشغف.

ان تحمل نجمة ميشلان يعني ان تتحول من مجرد طاهي مشهور لكن عادي، الى طاهي بمميزات خاصة لا يمكن لاحد سلبها منك، ميزات تجعل منك شخصا مثيرا فوق العادة ومصدر تهافت واعجاب الكثيرين ممن سيوددون تناول الطعام من صنع يديك حيت تعمل.

والفوز بنجمة ميشلان كان حكرا على الرجال لفترة ليست بقصيرة، الا ان الجنس اللطيف اقتحم بانوثته ومهارته هذا العالم واثبت ان الابداع لا يميز بين ذكر وانثى.

لكن الطريق الى هذه النجمة ليس سهلا، وما زالت الكثيرات من الطاهيات يجهدن للحصول عليها دون جدوى. فما الذي يسهل على الرجل الحصول على نجمة ميشلان اسرع من المرأة، وهل سيأتي يوم نشهد فيه تفوق النساء على الرجال في مجال رتبة ميشلان؟

Dominique Creen.. شيف بثلاث نجمات ميشلان

تعد دومينيك وهي فرنسية الاصل، اول امرأة تحصل على نجمة ميشلان، وهي حاملة لنجمتين في الوقت الحالي.

بدأت مطعمها الاول في العام 2011 وواجهت الكثير من الصعوبات لعدم وجود دعم مادي كافي، وكان من حولها يشككون في قدرتها كامرأة على بناء هذا العمل والمضي فيه بنجاح. لكن اصرارها دفعها للمضي قدما في المهمة التي وجدت نفسها قادرة على القيام بها، واليوم وبعد 7 سنوات تعتزم افتتاح مطعمها الثالث.

وتقول كرين انها تقوم في العام الحالي بسلسلة من العمل مع 12 طاهية في مطعمها الثاني، بيتي فرين، وان البطاقات نفذت في دقيقتين، معلقة ان الامر يتعدى كونه موضة جديدة بل هو تصميم من النساء على البقاء والدفع قدما لتحقيق ما يحلمن به في هذا المجال الذي كان لسنوات حكرا على الجنس الخشن.

تستغرب كرين لماذا استغرق القيمون على ميشلان وقتا طويلا لمنحها نجمتي ميشلان على عملها كطاهية، وهي تؤمن بضرورة التغيير في صناعة الطهي بالاجمال بحيث لا يتم تكريم المرأة الطاهية بهذا الامتياز الا لانها جميلة وجذابة او لانها تطبخ مثل الرجل، مضيفة ان هناك العديد من الطاهيات المميزات اللواتي يستحققن التنويه لجدارتهن والتزامهن في عالم الطهي.

Clare Smyth.. وحكايتها مع جوردن رامزي

تمتلك كلير مطعم "كور" في لندن، لكنها قبل ذلك حصدت ثلاث نجمات ميشلان في عملها كرئيسة طهاة في مطعم جوردن رامزي في لندن كذلك، لتكون اول طاهية بريطانية تحصل على اعلى تقدير عالمي في مجال الطهي.

وتعتبر كلير ان اعظم انجاز لها هو الاحتفاظ بنجمات ميشلان الثلاث لمدة 10 سنوات خلال ادارتها لمطعم رامزي، مضيفة ان الانجازات الحقيقية هي الاشياء التي تدوم طويلا خاصة اذا ما امتزجت مع التصميم والجهد الدؤوب للبقاء في القمة لوقت طويل بالرغم من العقبات التي قد يمر بها اي شخص طيلة حياته.

وكلير سميث هي عضو في مشروع عالمي يهدف الى تغيير المفاهيم السابقة حول الجنس واستحداث ادوار جديدة للنساء، بحيث تتوقف الافكار المسبقة حول بعض الوظائف التي لا يقوم بها الا الرجال والوظائف الخاصة بالنساء فقط.

تحديات الطاهيات في الفوز بنجمة ميشلان

يبدو انها تحديات قوية جدا، اذ ان هناك فقط 2.7% من المطاعم الحاصلة على نجمة ميشلان تديرها النساء في فرنسا وهي الدولة الابرز لفن تقديم الطعام.

وحتى تاريخنا اليوم ومنذ ثلاث سنوات، لم تحصل اي طاهية على نجمة ميشلان جديدة في قائمة ميشلان الفرنسية للعام 2018 على الرغم من تأكيد القيمين على القائمة ان التصنيف لا يعتمد على جنس الطاهي وانما جودة المطبخ والطعام المعد فيه.

اذن، ما الذي يجعل عدد النساء الطاهيات الحاصلات على نجمة ميشلان قليلا جدا بالمقارنة مع اقرانهم من الرجال؟ سؤال تطرحه النساء وتجيب عليه بانفسهن، وبحسب احدى الطاهيات الفرنسيات اللواتي حصلن على نجمة ميشلان مؤخرا فان المطلوب من الطاهية اثبات جدارتها ضعفي ما يحتاجه الرجل لاثبات مهارته في المطبخ. مضيفة انه من الصعب على المرأة العمل في المطبخ ما لم تتصرف كالرجل لتحظى بالتقدير والاحترام.

حتى في مدرسة الطبخ حيث يتعلم الجميع مهنة الطبخ، فان المرأة تواجه دوما بالقول: قد تحصلين على شهادتك اليوم لكنك لن تستطيعي الصمود في المطبخ. ناهيك عن تحديات التحرش الجنسي والمعوقات التي تفرضها الامومة على النساء الطاهيات خاصة في حال عدم وجود دعم قوي وكافي لها من جانب زوجها واسرتها لمساعدته في هذا الموضوع.