مصمم المجوهرات فخري طربين: تعاوني مع عائلة فيراري من المحطات الأكثر إثارة في مسيرتي

خمسة وعشرون عاماً من الرصيد التراكمي للخبرة في عالم الالماس والمجوهرات ويضاف لها فهم عميق وفكر مبدع شغوف، ليأتي الموزاييك ويغني لغته البصرية ويخلق عنده الشغف للإبداع بالمزج بين الفن والفخامة مع الحفاظ على الهوية والتراث مما جعله المتخصص الوحيد لفن الماس الطبيعي متناهي الصغر (الميكرو دايموند) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

هو فخري طربين الخبير في قطاع الرفاهية و مصمم المجوهرات ومخترع فكرة ترصيع اللوحات والصور الشخصية بالالماس، فقد قام بتصميم وتنفيذ أول وأكبر لوحات مرصعة بالألماس متناهي الصغر في العالم تحت شعار : لتبقى الصورة خالدة ما بقي الألماس للأبد.

كان لـ"هي" هذا الحديث مع مصمم المجوهرات  فخري طربين  الذي شاركنا بذكرياته الأولة وأبرز المحطات في مسيرته إضافة إلى نصائح متعلقة باستثمارات الذهب والمجوهرات.

 

ماهي ذكرياتك الأولى المرتبطة بعالم المجوهرات؟

الشرارة الأولى لشغفي وحبي لعالم الالماس والمجوهرات كانت في الثامنة من عمري، حيث كنت برفقة والدي (رحمه الله) في منطقة سوق الذهب في دمشق وهي منطقة مليئة بمتاجر الذهب والفضة والمجوهرات وخلال انشغال والدي بالحديث مع أحد الأصدقاء استوقفتني واجهة إحدى المتاجر التي كانت غنية بالتصميم المميزة وفي الداخل كان رجل حرفي يصنع قطعة من المجوهرات مستوحاة من الخط العربي وكان يعمل بهدوء وصوت أغاني السيدة فيروز يصدح من متجره العتيق، فدخلت اليه وسألته عما يصنع فابتسم وبدأ يشرح لي عن تفاصيل العمل ويعرض علي أدواته وطلب مني فتح يدي ليضع فيها قطعة من الماس وطلب مني التأمل فيها والنظر اليها من خلال المكبر وفعلت وعندها شاهدت بريقاً لم أشهده من قبل تولد لديّ منذ ذلك الحين العشق والشغف لحجر الماس الفريد، لا أذكر كم من الوقت استغرقت هذه التفاصيل لكن أذكر تماماً أنني عندما استدرت وجدت والدي خلفي بوجه غاضب ( ما حدث لاحقاً معروف للجميع).

ومن ثم أصبح الوقوف على واجهات متاجر الذهب والفضة والمجوهرات وحتى الحلي التقليدية وتصفح المجلات من هواياتي الرئيسية وأصبحت أتدخل وانصح اسرتي بما هو جميل ومناسب لهم من الحلي، وفي سن صغير عرضت على إحدى أقربائي أن تلبس عقداً على الظهر بدلاً من الصدر في يوم زفافها.

ومن ثم أغنت رحلاتي وإقامتي في عدد المدن الأوروبية والتعرف على ثقافات الشعوب مخزوني البصري وصقل شغفي وموهبتي، فمن إيطاليا الأخاذة والتي اعتبرها قلب الفن العالمي إلى بريطانيا العريقة إلى المانيا المتقنة إلى سويسرا الحرفية إلى روسيا العراقة وغيرها.

 

مصمم المجوهرات فخري طربين: قطاع الماس والمجوهرات متحفظ ويبرز التجديد فيه من خلال التصاميم فقط

ما الجديد والثوري في عالم الماس والمجوهرات والرفاهية؟

بشكل عام قطاع الالماس والمجوهرات متحفظ ويبرز التجديد فيه من خلال التصاميم فقط ولكن هنالك حالياً الماس من صنع الانسان والذي بدأ بأخذ حيز ويحكى عنه رغم التحفظات عليه ولكن المنتج الثوري والأهم هو الماس متناهي الصغر (الميكرو دايموند) لأصالته ومصدره الطبيعي والذي يعد ثورة في عالم الماس والرفاهية ومعه تم كسر احتكار عالم المجوهرات للماس وجعل هذا الحجر الجميل بمتناول قطاعات الرفاهية الأخرى.

الماس متناهي الصغر (الميكرو دايموند) هو الماس طبيعي بأحجام صغيرة (يشابه في القياس حبة الرمل).

مصدره مثل باقي الألماس يستخرج من المناجم أو بقايا حك الأحجار الكبيرة وهو موثق بموجب شهادات من معهد الأحجار الكريمة في إيطاليا IGI

و يمر بمرحل قطع وصقل وفرز معقدة جداً للوصول لقياس واحد متساوي لجميع الأحجار.

ويستخدم الميكرو دايموند في:

- في عالم المجوهرات

- في عالم الأزياء: كالحقائب والأحذية وعنصر تزيين في الألبسة

- في عالم الديكورات والتصاميم الداخلية والمفروشات كعنصر تطعيم لأضافه الفخامة والجمال

- في عالم السيارات والطائرات واليخوت الفارهة

- عالم الهدايا التذكارية والمجسمات والدروع والعلب الماسية

- المنتج الفريد هو الصور الشخصية المرصعة بالكامل بالماس.

 

مصمم المجوهرات فخري طربين: يتوجب على المصمم البحث الدائم عن الفن والجمال 

من أين تستقي إلهامك عندما تبدأ في ابتكار تصميم جديد؟

يجب أن يكون المصمم في بحث دائم عن الفن والجمال وعن إثراء ذاكرته البصرية من خلال متابعة اتجاهات الموضة والتعمق في تاريخ ورموز قطاع المجوهرات والرفاهية، بالإضافة لإثراء حواسه بالعوامل المحفزة مثل الطبيعة والموسيقى والمسرح من عدة منابع وثقافات كل هذه العناصر تشكل عندي مصدر إلهام لا ينضب

 

ما هي المميزات التي يجب توافرها في كل قطعة تصمّمها؟ وما هو أسلوب التصميم الذي تتبعه فى عملك؟

أبحث بشكل دائم عن التناغم والمزج بين الشرق والغرب في التصاميم المقدمة، فعيني وذاكرتي البصرية تهتم بتفاصيل التصميم وبنفس الوقت والقدر استمع بشكل عميق لرغبات ومتطلبات العميل لأقدم له تحفة فنية تناسب رغباته وترتسم من خلالها شخصيته كل ذلك يأتي من الرصيد التراكمي للخبرة في عالم الماس والمجوهرات وقطاع الرفاهية ويضاف لها الفهم العميق والفكر المبدع والشغف لذلك بالنسبة لي كل مشروع له خصوصيته وهويته ومنها أنطلق لوضع الركائز الأساسية لبناء الهوية البصرية للمنتج النهائي والتي تعتمد على التجانس والتكامل والترابط بين التصميم والمواد المستخدمة ليكون التصميم النهائي قادر على خطف الأبصار وذو أبعاد مختلفة حيث لا تكتفي بنظرة واحدة لفهم موضوع التصميم أنما تتعمق فيه لتكتشف تفاصيله.

مصمم المجوهرات فخري طربين: أول كرة قدم في العالم مرصعة بالألماس الطبيعي متناهي الصغر صممتها بالتعاون مع السيدة إليسا فيراري منطلقاً من شغفنا معاً بعالم الالماس وكرة القدم

حدثنا عن التحفة الفنية الفائقة التميُّز التي صممتها حديثاً وهي"أول كرة قدم في العالم مرصعة بالألماس الطبيعي متناهي الصغر"؟

هذه التحفة الفنية تم تصميمها الفريد بالتعاون بيني وبين السيدة إليسا فيراري منطلقاً من شغفنا معاً بعالم الالماس وكرة القدم، هذا التصميم المستوحى من الأصالة والعراقة والذوق الإيطالي الفريد في جسم الكرة مع اللمسة العربية المستوحى من الموزييك الدمشقي العريق في قاعدة الكرة من اللؤلؤ الأخضر المسطح ليقارب اللون أرضية ملعب كرة القدم الخضراء

أن تداخل كلاً من طلاء الذهب و بريق الماس مع الاشكال الهندسية المتداخلة في جسم الكرة مع الأرضية الخضراء يمنح تصميم الكرة لغة بصرية مبدعة مفعمة بالفخامة تأثر الناظر وتحفز شغفه وحماسه وخياله لتأخذه إلى قلب الحدث في لحظة تتويج على الأرض العشبية في ملاعب كرة القدم.

 

ماهى الخطوات التى يمر بها التصميم قبل عرضه؟

كل شيء يبدأ من الفكرة ومن ثم العصف الذهني ودراسة الفكرة بكل تفاصيلها مع شركائي في إيطاليا هذه المرحلة تمنح التناغم المبدع للتصميم بين الشرق والغرب تبعًا لمتطلبات العميل لتتوافق مع رؤيته وهويته، ومن ثم باقي المراحل من الرسوم الأولية إلى تحويل الرسوم الأولية إلى رقمية مع الرسم ثلاثي الأبعاد إلى صناعة مجسم طباعة ثلاثية أو خشبي أو شمع إلى الألوان والمواد التصميم التقني إلى النموذج النهائي الأولي حتى نصل لتصميم أدوات العرض والتعبئة الخاصة بالمشروع.

ما هي الأحجار والقطع التي تعتمد عليها في تصميماتك؟

الطبيعة الأم تمنحنا العديد من الأحجار الطبيعية الرائعة والموارد التي تساعدنا في خلق تصاميم متفردة وجميلة ولعلّي من المحظوظين الأوائل الذين يعملون مع أسطح الماس متناهي الصغر مما أطلق العنان لأفكاري بالتصميم والعمل مع العديد من المشاريع الفريدة المرصعة بأسطح الماس متناهي الصغر في مجال الرفاهية ليس فقط في مجال المجوهرات بل في عدة قطاعات أخرى فمن الحذاء المرصع بالماس للنجم كريستيانو رونالدو إلى قطاع الديكورات الداخلية مع المصمم العالمي إيلي صعب إلى عالم الأزياء مع سيلفاتوري فيرغاموا و النظارات الشمسية مع العلامة الفرنسية جوبان جيروم إلى عالم السيارات مع لامبورجيني والهدايا الملكية والرئاسية والمفروشات واليخوت الفارهة المرصعة بالماس وقريباً العديد من المشاريع مع دور الأزياء والساعات العالمية، مع أسطح الماس النفيسة لا حدود للإبداع.

 

مصمم المجوهرات فخري طربين: لله طرقه الخاصة في وصلنا بمبتغانا

ما المحطة الأكثر إثارةً في رحلتكِ إلى الآن؟

كما يقال : لله طرقه الخاصة في وصلنا بمبتغانا، حيث كان اللقاء مع عائلة فيراري العريقة عندها تعرفت فيها على مشروعهم الذي هو نتاج دراسات وتجارب منذ أربعون عاماً للمؤسس إيزيدورو فيراري مما دفعني للانضمام إليهم كشريك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا دون تردد منذ البدايات لتقديم وتطوير فكرة أسطح الألماس متناهي الصغر.. لذلك فأنني خبير الماس الميكرو دايموند الوحيد في المنطقة من أصل عشرة خبراء في العالم.

 

ما هي أغرب قطع المجوهرات التى صممتها؟

أول ما تبادر لذهني تصميمي لقطعة مجوهرات مستوحاة من الأساطير الفينيقية واليونانية وهي رأس حصان وجسد فرس البحر، تم تنفيذ هذه القطعة كأصدر وإهداء خاص من قبل أحد أصحاب السمو ومن شدة أعجابه بالقطعة أتخذ منها شعار لأحدى شركاته والهدية الرسمية من قبله وقمنا بتصنيع مجسم كبير في قصره وأصبح هذا المجسم محط أعجاب وتقدير العديد من الشخصيات.

وطبعاً أفخر بفكرة ترصيع الصور بالالماس وتقديم أكبر لوحات الالماس الطبيعي متناهي الصغر في العالم.

 

مصمم المجوهرات فخري طربين: تصميم المجوهرات فن بالدرجة الأولى ومن ثم يمكن أن يصبح حرفة

برأيك الشخصي، هل يعتبر العمل في تصميم المجوهرات فناً أم حرفة؟

تصميم المجوهرات فن بالدرجة الأولى ومن ثم يمكن أن يصبح حرفة تدخل المرء في عالم تصميم المجوهرات، ولكن ليس كل فنان حرفي وليس كل حرفي فنان فتكامل الموهبتين محدود وبحاجة لنوعية معينة من المصممين، على سبيل المثال: هناك فنانين يرسمون أفكار لعالم المجوهرات جميلة ولكنها غير قابلة للتنفيذ كما تم رسمها وهنالك حرفيين ذوي أيادي ذهبية ليس لديهم سعة الخيال لتصميم المجوهرات.

لذلك مصمم المجوهرات قادر في مرحلة رسم التصميم خلق صورة ثلاثية الأبعاد في مخيلته ليكون تصميمه قابل للتنفيذ بنفس جمالية وإبداع الرسم.

مصمم المجوهرات فخري طربين: دور المجوهرات العربية في حالة تخبط وبحث عن الهوية

كيف ترى علامات المجوهرات العربية؟ وهل استطاعت أن تنافس عالميًا؟

دور المجوهرات العربية في تخبط وبحث عن الهوية، لذلك لم تستطع أي علامة تجارية عربية من الانتشار أو التنافس عالمياً بموجب هويتها أو اسم العلامة التجارية والسبب الرئيسي عدم وجود "هوية" أو استراتيجية واضحة ترسم وتحدد هوية العلامة . ولكن استثني فقط علامة مجوهرات واحدة كانت ولازالت تحافظ على هويتها منذ التأسيس وهي المصممة المصرية المبدعة "عزة فهمي" الذي يحسب لها إبداعها وحفاظها على هويتها منذ التأسيس ولكن يحسب عليها عدم انتشارها بالشكل المطلوب رغم تمييزها.

من أهم المشاريع التي منحت دور المجوهرات العربية ما نسميه الصدمة الإيجابية أو إعادة التفكير وأثرت بشكل إيجابي على قطاع المجوهرات العربية ، مشاريع التوأمة وبناء الجسور بين الثقافات العريقة و دور المجوهرات العريقة مع الحفاظ على هوية العلامة التجارية ( مجموعة جنة من بلغاري مع سمو الشيخة فاطمه بنت هزاع بن زايد آل نهيان، وهنا أرفع لهما القبعة تقديراً وإعجاباً )،  أرى أنه من هذا المشروع ومن هذه الأفكار يمكن أن ترى النور يوماً ما دار مجوهرات عربية ذات هوية و رؤية واضحة ومشروع قائم على هوية و بنية فكرية إبداعية وتطويرية ويمكنها الانتشار عالمياً.

مصمم المجوهرات فخري طربين: الاستثمار يكون إما بالذهب أو أحجار الماس النادرة وكبيرة القيراط

ما هي النصائح التي يمكن تشاركها لأفضل استثمار عند شراء الذهب والمجوهرات؟

تبعاً للوضع العالمي الحالي وتبعاً لمجمل التطورات أصبح المستثمر يبحث عن فرص للاستثمار الآمن و من المعلوم أن المجتمعات العربية بشكل عام تشجع على الاستثمار في الذهب من منطلق أنه استثمار مضمون (وهذا صحيح)، لكن لايمكننا في يومنا هذا الاعتماد على المفاهيم القديمة فقط، فالمفهوم الجديد للاستثمار ليس فقط الحفاظ على رأس المال بل زيادته أيضاً وهنا أتفق مع المصمم المبدع سامر حليمة أن أفضل الاستثمار في الماس يكون بالأحجار الكبيرة والفريدة وهو استثمار أمن ومجدي على المدى الطويل.

اللافت في الوقت الحالي هو توجه الاستثمار لدى بعض الشباب العربي إلى إقتناء الأعمال الفنية وهذا استثمار مجدي لمن يملك الخبرة والمعرفة، ونحن نعمل مع شركائنا في إيطاليا وبعض المتاحف لخلق فرص استثمارية للمهتمين من خلال المزج بين الفن والماس معاً.

لكن مخطأ من يؤمن بالاستثمار بالمجوهرات، الاستثمار يكون إما بالذهب أو أحجار الماس النادرة وكبيرة القيراط فقط لأن المجوهرات هي حالة اشباع لرغباتنا وقدرتنا بالتمييز واقتناء أجمل قطع المجوهرات لنشبع بها رغباتنا في التمييز والرقي.