الإيمان بقوتنا وكفاءاتنا

يسعدني دائما، وليس في هذا اليوم فقط (اليوم العالمي للمرأة) أن أحتفل باستمرار بجميع النساء من مختلف أنحاء العالم.

من تجربتي الخاصة، أؤمن إيمانا راسخا بأن المرأة تتمتع بعزيمة هائلة، ويمكنها أن تنجح في مساعيها المهنية وفي حياتها الشخصية.

أعتز بأن أغلبية فريق العمل لدي من النساء (80 بالمئة من موظفينا من النساء والأمهات). وسعيت دائما إلى تمكينهن من خلال تأكيد أهمية الاستقلال الاقتصادي.

وبهذه الأهمية نفسها، على أصحاب العمل أن يوفروا بيئة عمل داعمة، حيث يمكن للمرأة أن ترتقي في مساعيها، وتحقق تطلعاتها، وأن تتولى الأدوار القيادية.

لقد كان لوالديّ دور فعال في تكوين مبادئي، وغرس قيم العمل الجاد والاستقلال في نفسي، وتحقيق التوازن بين النجاح الوظيفي والحياة الأسرية. وهذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ولكن يمكن للمرأة أن تكون استثنائية، ويمكنها وضع كل شغفها في ما تفعله.

أنا محظوظة بوجود الكثير من النساء الناجحات بين عملائنا، حيث يمثلن قدوة ملهمة، وأعجب شخصيا بإنجازاتهن كثيرا، وأتعلم منهن.

لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة الكثير من الأمثلة الإيجابية على اضطلاع النساء بأدوار بارزة في الشركات والحكومات وما إلى ذلك، ولكن في الكثير من القطاعات مثل البنوك والحكومات لا تزال هناك نسبة ضئيلة من النساء اللواتي يلعبن أدوارا مهمة. وهذا ليس فقط لأن هذه القطاعات لن توظف نساء في هذا المنصب، ولكن لأن النساء في بعض الأحيان لا يتمتعن بالشجاعة الكافية لاقتراح أنفسهن لهذه الأدوار. ويبدو الأمر كما لو أننا "خجالى" قليلا في تقديم أنفسنا.

أتمنى حقا أن نبادر جميعا بتمكين أنفسنا، ولا ننتظر ذلك من غيرنا. وأدعو النساء إلى التحلي بالشجاعة والإيمان بقوتنا وكفاءاتنا، وليس علينا أن نتخلف خطوتين عن الركب.

أود أن أحتفل بهذا اليوم مع "هي"، المجلة العريقة التي تروي لنا قصص النساء الناجحات في العالم العربي دوما، وبفضل هذه القصص الملهمة تعلمنا كيفية النهوض والمبادرة بالإنجازات.

وتلعب المنصات الإعلامية، وفي مقدمتها مجلة "هي"، دورا مهمّا في تثقيفنا وإلهامنا كيف نصبح أفضل، وكيف نحقق أحلامنا".