الرحلة الإبداعية

الرحلة الإبداعية

13 ديسمبر 2023

الإبداع من أقوى القدرات التي يملكها الفرد لوضع أفكار، وإنتاج أعمال، وإيجاد حلول أصلية. حين نستخدم مخيلاتنا في الابتكار وفي التعبير عن أنفسنا، نعطي الحياة للجديد والحديث. تختلف عمليات الإبداع والتفكير من شخص لآخر، متأثّرة ببيئاتنا الشخصية، وشخصياتنا، ومعرفتنا، وخبراتنا، وتجاربنا، وأذواقنا.

لأنني مصممة أزياء، لا تتوقف يوما عمليتي الإبداعية، بل تبقى رحلة متواصلة فيها صعود وهبوط، منعطفات ولفّات، ومطبّات غير متوقعة، لكنها رحلة تستحق وجهتها النهائية كل العناء.

في مجال التصميم، شيء لطالما شدّني نحوه، وهو إمكانية استخدام كل ما تعرّض له المصمم في الحياة، من أجل ابتكار لباس ذي هدف أو مفهوم محدد، وإمكانية تقديم منتج ملموس لم يكن ليوجد في هذا العالم، لو لم يفكّر فيه هذا المصمم وينفّذه.

يتطلب التصميم انتباها إلى التفاصيل، وتقنيات محددة، واستعمال المواد الصحيحة، وموهبة معينة حين يتعلّق الأمر بالألوان والأشكال التي سوف تجتمع بانسجام وتناغم. ومن الممكن تعلّم كل هذه المكوّنات التي أعتبر وجودها محوريا في سبيل الحصول على نتائج عالية الجودة. غير أن العنصر الأعلى قيمة الذي اكتشفتُه خلال عمليتي الإبداعية هو القدرة على التحلي بالمرونة، هذه السمة القائمة على التكيف مع التغيير، وإيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي تظهر.

إن فهم الأذواق والرغبات الفردية ضروري حين نريد ابتكار شيء لأفراد آخرين، فيجب أن نحتضن الليونة والمطواعية حتى نقبل التخلّي عمّا اعتقدنا أنه الأفضل، ونتكيّف مع ما يعجبهم ويريدونه. ما أعنيه هو إيجاد الحل الوسط بين ما يمثّل رؤية المصمم وما يلائم الزبون، وهذه الأرضية المشتركة هي منبع القوة لكل مبدع.

اكتشفتُ الكثير خلال تجربتي في العمل مع مديرين إبداعيين ودور أزياء مختلفة، ومن أهم الدروس التي اكتسبتُها "الإصغاء" إلى الإشارات غير اللفظية التي تقول معلومات كثيرة عمّا يتصوّرونه وكيف يمكنني تقديم أفكار وحلول إبداعية لهم

Credits

    "ليلى فونيس" LEILA FOUNES

    مصممة أزياء ومؤسسة علامة LUNÈS