التنوع والشمولية في الرياضة.. "هي" تحاور ثلاث شخصيات ملهمة من العالم العربي

التنوع والشمولية في الرياضة.. "هي" تحاور ثلاث شخصيات ملهمة من العالم العربي

مشاعل الدخيل

في الاتحاد قوة، والوحدة في التنوع.. هذا ما ينظر إليه مفهوم التنوع والشمولية في عالمنا اليوم. حينما نتكلم عن الرياضة والمرأة في العالم العربي، نستمع إلى التحديات والعراقيل، نشاهد الاتزان والإنجاز، نستلهم من واقعهن الذي كان يوما ما حلما وأصبح حقيقة، ولكن ما الأفكار والمواقف والتجارب التي تصنع السيدات البطلات في عالم الرياضة العربية؟ إدراك الاختلاف، وتأصل الهوية، وأيضا الإيمان بقدرات الذات. استمعنا إلى قصص ثلاث شخصيات ملهمة في عالم الرياضة العربية، سيدات رسمن الطرق لنفسهن ولغيرهن اللواتي سيمشين في خطاهن، ليصنعن تاريخا مجيدا للمرأة العربية عالميا من خلال تغيير الصورة النمطية، والإفصاح عن ثقافة الشمولية والتنوع من تجاربهن الخاصة لتطبيق نهج المساواة والتنوع والشمول.

من الإمارات لاعبة كرة السلة أمل بن حيدر

من الإمارات لاعبة كرة السلة أمل بن حيدر
تصوير نورا الحمادي

 

حدثينا عن رحلتك إلى عالم الرياضة والقيم التي اكتسبتها في مشوارك الرياضي.

بدايتي في عالم الرياضة كانت منذ الطفولة، وكنت أمارس كل الرياضات، ما عدا رياضة السلة التي استقبلتني بالرفض من مدربتي في المدرسة بسبب عدم كفاءتي. ثابرت وعملت جاهدة لأصبح أفضل لاعبة في الإمارات. وحصلت أيضا على ألقاب كثيرة غيرها. الدرس الذي تعلمته أنه مهما وجدت العقبات مثل الرفض، فالاستسلام ليس خيارا أبدا. بل على العكس يجب علينا أن نحارب ونطمح ونتعب ونكافح لنكون نسخة أفضل وأجمل من التي كنا عليها.

ما أكثر ما يثيرك في مغامرة كرة السلة؟

أحب التحديات الرياضية، ولا سيما في المباريات والبطولات. أحب أن أتحدى نفسي دائما. الأهداف التي أطمح إلى الوصول إليها تحمسني أكثر، وتدفعني للاستمرار. أحب الطاقة التي أشعر بها بعد الانتهاء من حصة تدريب أو تمرين في النادي. كما تحفزني لذة الفوز وحزن الخسارة والمشاعر المختلفة التي نمر ونحس بها ونحن نمارس الرياضة. الملعب مثل بيتي أعامله بخصوصية وراحة مختلفة. يكون تفكيري متركزا فقط على الرياضة، ويتوقف عندي العالم الخارجي، ولا أشعر بوجود أي حدود بيني وبين الرياضة، فهذا الذي يدفعني دائما لأقدم كل ما أملك من مجهود، أرتقي إلى أقصى مراحل الإبداع في عالم الرياضة الجميل.

هل من قصص أو تجارب أو لقاءات أو حتى أفكار واجهتها أثناء لعب كرة السلة وغيرت وجهة نظرك في الحياة؟

خلال مسيرتي الرياضية، كنت من ضمن صفوف أحد النوادي في دولة الإمارات. وكنت صغيرة جدا، في وقت المباريات كان مكاني دائما على دكة الاحتياط. وكنت أتمنى أن أدخل الملعب ولو لـ20 ثانية. وظل هذا الموضوع يتكرر لمدة سنة تقريبا، إلى أن جاء اليوم الذي اضطرت فيه المدربة إلى أن تدخلني الملعب، وكان قد بقي ثوانٍ قليلة على المباراة. ومن فرحتي دخلت الملعب مستعدة، وسرقت الكرة من تمريرة، وركضت إلى السلة وسجلت نقطتين، وأحسست بفخر وإنجاز. وقلت: الحمدالله أنني استطعت استغلال الفرصة. غيرت هذه التجربة نظرتي لأشياء كثيرة في الحياة وتعلمت منها عدم إهمال الفرص والحرص على استغلالها بطريقة ذكية ومفيدة، فقد تتكون هي السبيل الذي يساعد على شق مسار النجاح في الحياة.

ما أهم ما يميز حياتك الرياضية؟ وكيف تستشعرين النجاح؟

الحمد لله، حققت ألقابا كثيرة بفضل من رب العالمين، منها أول إماراتية تحصل على لقب أفضل هدافة عربية في بطولة الأندية العربية للسيدات، وأفضل لاعب في الإمارات. وآخر بطولة كانت بطولة الخليج سنة 2022 في دولة الكويت الحبيبة حصلت على أعلى نسبة نقاط بمجموع 66 نقطة. كما لقبت أيضا بوحش السلة الإماراتية، وغيرها من الألقاب، وحصلت على شهادة التدريب من المستوى الأول في تدريب كرة السلة، وغيرها الكثير.

أصبحت الرياضة متنوعة وتؤثر في الكثير من الصناعات مثل الموضة والجمال. بصفتك رياضية عربية، ما رأيك في حالة الشمولية الآن؟

بصفتي رياضية عربية إماراتية، أرى أن دمج الرياضة بالأزياء والجمال والمجالات الأخرى في العالم يعد أمرا إيجابيا. وفي الفترة الأخيرة تزايدت الفرص المسنوحة لمن يملك الموهبة، ليصبح واجهة في مجالات عديدة بسبب الرياضة، سواء كان عربيا أو غير ذلك. أصبحت الرياضة من الأساسيات في جميع المجالات، ونقطة مهمة وقوية لربطها بمجال آخر، وإظهار الموهوبين والموهوبات حول العالم.

أصبحت الصحة النفسية موضوعا مهما في السنوات الأخيرة، وتم تناوله في جميع المجالات. كيف تتغلبين على تحدياتها؟

ليس هناك إنسان لا يمر بأزمات نفسية، سواء من ضغوط حياتية أو المحيط أو الأصدقاء أو الأهل وغيرهم. كانت حالتي النفسية غير مستقرة لأني مررت بتجارب مختلفة كثرت بينها السلبية منها. لجأت إلى طبيب نفسي في فترة من فترات حياتي، ولكن في قرارة نفسي لم أكن مقتنعة. وكنت دائما أؤمن بأن كل ما يحصل لي في هذه الدنيا خير من رب العالمين يبشر بشيء أفضل للمستقبل. وكان عندي أمل، وأنا متمسكة بهذا الأمل حتى يومنا هذا، ومؤمنة بأن القادم دائما أفضل. كنت كلما أسقط يتولد فيّ شغف العناد للمقاومة، وأقف إلى أن حوّلت هذه السلبيات إلى إيجابيات. قد تكون إصابتي بالمرض عام 2006 أبرز السلبيات والتجارب الصعبة التي مررت بها. إلا أنني مع الوقت بت أنظر إليها كتجربة إيجابية مدتني بالقوة وصنعت مني شخصية جديدة. وكان لي من اسمي نصيب "أمل تنظر للحياة بأمل.

هل الموضة تلهمك؟

بوجه عام أنا من عشاق الأزياء بجميع أشكالها وألوانها. وأميل أكثر للملابس الفريدة من نوعها. أحب الظهور دائما بشكل مختلف. وتجدينني دائما أزيد لمستي الخاصة في تنسيق أزيائي. من المواقف المتكررة دائما معي أن الناس تستوقفني وتمدح إطلالتي. وأكثر الأسئلة التي أسمعها دوما ما هي العلامة التجارية التي ترتدين منها؟ ومن الماركات العالمية التي أحبها: Gucci، Rick owens، Dior، Givenchy.

ما شعارك في الحياة؟

 في مشيئة الله.

من السعودية المتزلجة شريفة السديري

من السعودية المتزلجة شريفة السديري

حدثينا عن رحلتك إلى عالم الرياضة والقيم التي اكتسبتها في مشوارك الرياضي.

اهتمامي بالرياضة بدأ منذ سن صغيرة، من التزلج والتنس وركوب الخيل وركوب الأمواج. وكلما استمتعت برياضة معينة، التزمت باتقانها كي أشعر بما يشبه الاستمتاع بها على مستوى متقدم. لقد كانت رحلة لمتابعة الهوايات والشغف لمعرفة إلى أين ستقودني. تعلمت الكثير من الرياضة التي أثرت بشكل كبير على حياتي. مثلا أنه لم يفت الأوان للمباشرة برياضة جديدة، وأن العمل الجاد والإلتزام والإنضباط يصنع الفرق. وأرى أنه علينا ألا ننسى أن نستمتع بما نفعله وباللحظة التي نعيشها. ألتزم بأخلاقيات العمل التي لا هوادة فيها وأحاول مثلا أن أحاكي تفاني "توم برادي" في العناية بجسده للتوصل إلى هذا المستوى العالي من الأداء. وقد دعا "كوبي براينت" إلى أهمية التأمل لنجاح أي رياضي، وهذا شيء أدرجته كجزء من ممارساتي اليومية.

وأخيرا، المتزلجة المذهلة من جيلنا "ميكايلا شيفرين" هي مصدر إلهام دائم بالنسبة لي، لأنها كرست نفسها للغاية، وركزت على رياضتها، وهو ما يجعلها تواصل تسجيل الأرقام القياسية والبقاء في صدارة لعبتها.

ما أكثر ما يثيرك في مغامرة التزلج؟

أكثر ما أحبه في سباقات التزلج هو تلك اللحظة عند بوابة بداية سباق تدريبي أو سباق فعلي، حيث أكون فقط أنا والجبل. حقيقة أن شهور وسنوات الممارسة تنحصر في لحظات قصيرة جدا. حقيقة أنني أشعر بمسؤولية أن أقدم للجبل أفضل ما لدي، وأطلب منه أن يمنحني أفضل ما لديه، لإعطائي أفضل الظروف وأفضل طاقة وأفضل سباق. أنا أحب شد جميع حواسّي التي يمكن أن تشعر بها تقريبا في كل خلية من جسدك. كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى اندفاع الأدرينالين الذي يصعب عليّ التغلب عليه.

هل من قصص وتجارب أو لقاءات أو حتى أفكار واجهتها أثناء التزلج وغيرت وجهة نظرك في الحياة؟

 ألهمتني استمرارية وعزم الرياضيين الآخرين في هذه الرياضة. من الأطفال الطموحين، أرى من يحلم أن يكون "ماركو أوديرمات" أو "ميكايلا شيفرين". لقد رأيتهم منضبطين للغاية في الساعات الأولى من الصباح عندما يكون الجو مظلما في بعض الأحيان، وباردا جدا، ويحملون معداتهم الثقيلة جاهزة ليوم من التدريب. إلى وقت آخر عندما كان من حظي مشاهدة الفائزة بكأس العالم "بيترا فلوفا" تتدرب على المنحدر نفسه الذي كنت أتدرب عليه. جلست هناك أتلقى نصائح من إحدى أساطير سباقات التزلج الذي تعامل مع كل جولة تدريبية كما لو كانت سباق كأس العالم. لقد أعطت كل شوط كل تفانيها والتزامها، أحاول التعلم والمراقبة والاستفادة من كل تجربة أمارسها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وأتعلم من الأشخاص الذين صادفتهم. في بداية مسيرتي المهنية،  أصبحت الرياضة متنوعة وتؤثر في الكثير من الصناعات مثل الموضة والجمال.

بصفتك رياضية عربية، ما رأيك في حالة الشمولية الآن؟

بصفتي رياضية سعودية، أنا فخورة جدا بأن أقول: إن بلدي ومنطقتنا ككل شاملة للغاية عندما يتعلق الأمر بمختلف المبادرات التي يتم اتخاذها بالرياضة؛ سواء كنت أنثى أو ذكرا أو بالغا أو مراهقا أو شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن بلدنا يشجع ويقدم قدرا هائلا من الدعم لتمكيننا من التفوق على منصة تنافسية دوليا.

أصبحت الصحة النفسية موضوعا مهما في السنوات الأخيرة، وتم تناوله في جميع المجالات. كيف تتغلبين على تحدياتها؟

 أعتقد أن الصحة النفسية موضوع مهم. في الواقع، لا يوجد شيء مثالي ولدينا جميعا تحدياتنا. في حالتي، طورت على مر السنين مجموعة متنوعة من الاهتمامات والأدوات التي ساعدتني في مواجهة التحديات المختلفة؛ أعتبر نفسي محظوظة لأنني اكتشفت في وقت مبكر من حياتي أن الطبيعة هي مكاني السعيد، وأنا متأصلة فيها أحظى بدعم مذهل يأتي من الأشخاص الذين أحبهم وأحترمهم كثيرا، ويمكنني دائما الاعتماد عليهم للحصول على المشورة. لا ينبغي لأحد أن يقلل من قوة المجتمع. هناك الكثير من الممارسات الأخرى التي أضفتها إلى أسلوب حياتي عبر السنين، مثل التأمل، وتعلم العزف على الغيتار وركوب الخيل. فهي تساعد في إبعاد ذهني عن المواقف والأمور الحياتية والاستمتاع باللحظة التي أكون فيها.

بالحديث عن الصحة النفسية، هل لديك أي نصائح تجميل لا تتخلين عنها؟

دعي جمالك يأتي من الداخل. من المهم البدء بالتغذية الصحيحة والترطيب المستمر والتعرض الطبيعي لأشعة الشمس، واتباع روتين نوم جيد، ونظام جاد للعناية بالبشرة.

ما شعارك في الحياة؟

 استفد إلى أقصى حد من كل فرصة تحصل عليها في الحياة. واستمتع بالأشياء الصغيرة، فهي تحدث فرقا كبيرا.

من مصر متسلقة الجبال والقمم منال رستم

تصوير نعيم شدياق
تصوير نعيم شدياق

حدثينا عن رحلتك إلى عالم الرياضة، والقيم التي اكتسبتها في مشوارك الرياضي.

الشغف والعيش بشغف وتحديد هدف في كل ما نفعله. استيقظي، واسألي نفسك لماذا، لهذا السبب يجب أن ندفع أنفسنا ونستمر دائما. ينبغي أن نبقى دائما ممتنين، ونذكر الذين ساعدونا في هذا المشوار. فالامتنان يقطع شوطا طويلا جدا، ويتطلب الأمر الكثير من المثابرة والصبر، فهذه قيم يصعب تحقيقها. وأنا ممتنة لكوني أستشعر هذه القيم، وأعيش بها.

ما أكثر ما يثيرك في مغامرة التسلق؟

بمجرد وصولك إلى تلك القمة أو قمة الجبل، يكون الأمر أشبه برحلة تستغرق أسابيع. وفي رحلة جبل إيفرست، استغرق الأمر بضعة أشهر في الواقع على وجه التحديد. وأتذكر أنني كنت أعيش في حالة مجنونة يتخللها الخوف من الشك الذاتي. ولكي تبقي قوية عقليا، تحتاجين إلى القوة من خلال الخوف، ثم تصلين إلى أهدافك بنفسك، وتصدمين ذاتك. وهذا شعور جميل لا يوصف! ثم يصبح أمر النجاح إدمانا، وتحتاجين باستمرار إلى البحث عن أنشطة مماثلة. إنه شكل صحي من أشكال الإدمان.

هل من قصص أو تجارب أو لقاءات أو حتى أفكار واجهتها أثناء التسلق وغيرت وجهة نظرك في الحياة؟

بصراحة القصة الوحيدة التي أتحدث عنها باستمرار هي أحد الدروس التي أشاركها حاليا عندما أتكلم عن الشجاعة والدروس من إيفرست، وهي الافتقار إلى الشمولية في رياضات تسلق الجبال.. غالبا ما أتحدث عن الاقتران العقلي والتحيز اللاواعي عندما أقول كلمة متسلق الجبال، لا يتخيل الناس فتاة ذات بشرة سمراء محجبة تتسلق، أو غالبا لا يتخيل الناس امرأة تتسلق الجبال . أشعر بأن الأمر سيستغرق الكثير من الجهد والعمل لتغيير هذه الصورة النمطية في المنطقة، ولحسن الحظ لدينا متسلقات عربيات نفخر بهن. لكني أريد تأكيد حقيقة أنه يمكنك أن تكوني ذات بشرة سمراء، ويمكنك ممارسة دينك، ولا يزال بإمكانك أن تكوني على رأس العالم. لذا أود فقط توضيح هذه النقطة، شعرت بأن هناك مثل التمثيل على الجبل، سأجعل الناس يستجوبونني إذا تسلقت!.

ما أهم ما يميز حياتك الرياضية؟ وكيف تستشعرين النجاح؟

أود أن أذكر اثنين من أبرز الأحداث والمحطات في حياتي، أولها أنني أصبحت أول امرأة مصرية تتسلق جبل إيفرست. أعلم أنه كان حلما طويلا جدا حلمت به لمدة 15 عاما. أنا أول امرأة من بلدي تحقق هذا الإنجاز، ونحن تقريبا 100 مليون نسمة! لذا أشعر بالفخر، لأن تحقيق هذا الحلم تطلب الشجاعة القصوى. الحدث الثاني هو مشاركتي في ماراثون طوكيو في شهر مارس الماضي. وهو واحد من 6 سباقات ماراثون كبرى في العالم.

النجاح يعني أن الأطفال الصغار من ثقافتي وبلدي يمكنهم أن يقولوا مرحبا بأول امرأة مصرية تسلقت جبل إيفرست، أو لدينا شخص يشبهنا شارك في ماراثون العالم يمنحنا في النهاية الأمل، ويمنحنا سببا للحلم بإنجازات أكبر من انجازاتي. لا يتعلق الأمر بالحصول على أرقام على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يتعلق الأمر فقط بكونك مؤثرة لكل قول، ولكن كم من العالم تمكنت من تغييره؟ وكم عدد العقليات التي تمكنت من تغييرها. أتذكر أنه ذات مرة أتى شخص إلي، وقال لقد تغيرت  نظرتي عن المرأة المحجبة ولن أنظر لها مرة أخرى بالصورة النمطية التي اعتدتها وكل ذلك بعد  أن سمعوني أتحدث. هذا في النهاية هو النجاح الذي تمكنت من خلاله من تغيير سرد الرواية.

أصبحت الرياضة متنوعة، وتؤثر في الكثير من الصناعات مثل الموضة والجمال. بصفتك رياضية عربية، ما رأيك في حالة الشمولية الآن؟

تقدم العلامات التجارية حاليا عملا جيدا نسبيا، وهي تحاول أن تكون شاملة، وقد بدأ كل شيء في مارس 2017 مع إعلان

NIKE عن أول ملابس محتشمة على الإطلاق للرياضيات المحجبات، وكنت محظوظة للغاية، وتشرفت بانضمامي إلى حملة الإعلان عنها في جميع أنحاء العالم، وغيرها من العلامات التي تولي اهتماما لهذا الأمر. تقدم معظم العلامات التجارية الرياضية خدماتها للرياضيات المحجبات. لكنني أعتقد أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لرفع الحظر عنهن في بعض الاتحادات. مثلا لا تزال هناك بعض العراقيل للمرأة في اتحاد السباحة الذي يحظر على النساء المحجبات المشاركة في البطولات.

في الأساس، أرغب في أن تكون المزيد من الاتحادات مفتوحة وأكثر شمولية، وأن تكون المزيد من العلامات التجارية أكثر شمولا للرياضات. وأريد الوصول إلى حالة أخبر فيها شخصا ما أنني ركضت في سباقات الماراثون الستة الكبرى، أو تسلقت جبل إيفرست دون أن يكون المحور الأساسي للحديث هويتي أو اعتقاداتي الشخصية، وألا يكون أول شيء يلاحظونه هو حجابي، ومن ثم لا يمكنني تجاهل حقيقة أنه سيكون هناك هذا التعبير الصادم على وجوههم!

أصبحت الصحة النفسية موضوعا مهما في السنوات الأخيرة، وتم تناوله في جميع المجالات. كيف تتغلبين على تحدياتها؟

أحافظ على صلواتي الخمس يوميا، وأتمسك بإيماني. أهم شيء في الحياة أن تؤمني بشيء صحيح؟ أنا أيضا أتأمل، وأدوّن كثيرا، أحاول الحفاظ على دائرة صحية جدا من الأصدقاء. من المهم جدا أن تتأكدي من التخلص من "القمامة العقلية" إذا كنت محاطة بطاقة والأشخاص الذين يحاولون باستمرار إحباطك، فلن يؤثر ذلك فقط في أدائك في الحياة، ولكن أيضا سيؤثر في روحك ومظهرك وكل شيء. حاولي أن تحافظي على نظافة دائرتك ومن تسمحين لهم بالدخول إلى دائرتك لحماية طاقتك، واستعيني بالتأمل واليوغا.

بعد تسلقي قمة إيفرست، أشعر بأنه كان معيارا عاليا للنجاح بالنسبة لي، عندما تصادفني مشقات تأتي في طريقي أو كنت أعاني من أي صعوبات، أتذكر دائما صعوبة الضغوط التي مررت بها في تلك المغامرة، وخاصة في ليالي القمة لتحقيق حلم عشته منذ أن كان عمري 15 عاما. أشعر دائما بأنني أستطيع أنا أقف على قمة العالم كفتاة بسيطة من خلفية عادية جدا. أعتقد أنني أستطيع تجاوز هذا. يتطلب الأمر الكثير من الإيمان بالذات والشجاعة والعودة إلى قيمنا التي يجب أن نؤمن بها حقا، ونؤمن بالله.

بالحديث عن الصحة النفسية، هل لديك أي نصائح تجميل لا تتخلين عنها؟

 إذا استيقظت بوجه منتفخ أجري لمسافة 5 كيلومترات. عندها سينتعش جسمي ويصبح وجهي متوهجا ونضرا. فلا شيء يتفوق على ذلك. يمكنك الجري بأي سرعة تناسب لياقتك وجسمك للحصول على هذه النضارة الطبيعية.

امنحي جسمك ما يحتاجه من شرب الكثير من الماء. وحاولي أن تأكلي طعاما صحيا ونظيفا حتى لا تشعري بالذنب، ولا ينعكس على وجهك أو جسدك. النوم مهم جدا، فلا شيء يضاهي النوم الجيد في الليل. كما أنصح بالحرص على وضع كريم واقٍ من الشمس وكريم ليلي قبل النوم.

هل الموضة تلهمك؟

أنا أحب الموضة وأحب متابعة آخر أخبار الموضة، ولكن أسلوبي قد يكون مجنونا بعض الشيء. يعتمد أسلوبي على دمج القطع والملابس مع أي شيء رياضي. إذا كانت هناك ملابس رياضية جميلة، فسأضيف إليها بلوزة من الشيفون لمجرد أنها ستبدو رائعة حقا. من الواضح أن أسلوبي رياضي للغاية، وإذا تزوجت يوما ما، فأنا الفتاة التي ستذهب إلى حفل زفافها بأحذية الجري. أشعر براحة أفضل عندما أرتدي الملابس الرياضية.

ما شعارك في الحياة؟

كوني على طبيعتك، وقولي ما تشعرين به، لأن الذين لا يمانعون غير مهمين، والذين لا يهتمون لن يمانعوا!