أخطاء تفسد النقاش مع شريك الحياة مثل الصمت العقابي

10 أخطاء شائعة تفسد النقاش مع شريك الحياة.. احذروها!

ريهام كامل

التواصل هو روح الحياة الزوجية، وبنجاحه تُقاس درجة الترابط بين الزوجين. أجمل ما في الزواج الناجح أن تجد من يفهم صمتك قبل كلامك، ويصغي لقلبك قبل صوتك، فعندما يتحدث القلب قبل اللسان، يصبح النقاش مع شريك الحياة لغة حب لا خلاف فيها أبدًا، ويتحقق التفاهم والانسجام اللذان يأخذان العلاقة الزوجية حيث الهدوء والأمان، حينئذ يتحقق الاستقرار العاطفي بين الزوجين.

ولتفعيل أهمية الحوار بين الزوجين، وللتأكيد على أهمية الأخذ بالأسباب التي تجعل الحوار ناجحًا، والنقاش مثمرًا باعتبارهما أساس العلاقة القوية بين الشريكين، أقدم لكم اليوم، أهم الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء النقاش مع شريك الحياة، عبر إفادة "داليا شيحة" خبيرة العلاقة الزوجية والأسرية.

عزيزتي الزوجة، تابعي معي بدقة السطورا التالية لتضعي يدك على هذه الأخطاء لتجنها، ولتعرفي لماذا لا يحاورك زوجك؟ وأنت أيضًا عزيزي الزوج تابع معي بدقة هذا الموضوع الهام، حتى يمكنك قيادة نقاش هادف وبناء مع شريكة حياتك.

الصوت المرتفع والعصبية من الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء النقاش مع شريك الحياة
الصوت المرتفع والعصبية من الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء النقاش مع شريك الحياة

أخطاء يجب تجنبها أثناء النقاش مع شريك الحياة

يجب أن يكون النقاش مع شريك الحياة مثمرًا، وهادفًا، حتى يتحقق التفاهم الذي لا يعني بالضرورة عدم وجود خلاف، إنما يعكس مدى القدرة على الانصات رغم أي اختلاف بين الشريكين. الكلمة الطيبة، والنظرة الصادقة، والاهتمام بما يلقيه كل منهما على مسامع الآخر، تخلق تواصلًا ناجحًا يحقق نجاح حياتهما الزوجية.

من أجل ذلك، وليتحقق التواصل الناجح، يجب أن يكون النقاش مع شريك الحياة فعالًا، وليحدث ذلك يجب على الزوجين تجنب الأخطاء التالية:

  • التحدث بعصبية أو بصوت مرتفع

التحدث بعصبية، وبصوت مرتفع يأتي على رأس الأخطاء التي تحدث أثناء النقاش مع شريك الحياة، لأن الاستماع يقل نتيجة علو الصوت، والشعور بالتوتر الذي يؤدي بدوره إلى تصعيد الخلاف بدلًا من التغلب عليه، ونفور الشريك من النقاش. الصوت المرتفع لا يعني القوة بل يظهر ضعف مهارات التواصل. لذا توصي شيحة بضرورة الصبر والتزام الهدوء أثناء النقاش حتى مع وجود أي اختلافات.

  • انعدام الانصات

من الأخطاء القاتلة أثناء النقاش مع شريك الحياة أن ينشغل أحد الطرفين بالتحضير للرد أثناء حديث الآخر بدلًا من الانصات لما يقوله الشريك، المشكلة أن في ذلك رسالة بانعدام التقدير، وعدم الاهتمام بما يقوله الشريك، وهذا خطأ يجب تداركه ليتحقق نجاح النقاش باعتباره أحد أهم أسرار التواصل والتفاهم لتحقيق السعادة المشتركة بين الزوجين.

  • النقد الجارح

بحسب شيحة، يعد النقد الجارح أحد أهم الأخطاء التي تحول دون نقاش ناجح مع الشريك، فالنقد الهادف يبني وله فوائد جمة، والنقد الجارح يهدم، ويخلق فجوة كبيرة بين الزوجين، فشتان بين الاثنين، لذا يجب التركيز على تعديل السلوك وليس نقد الشريك. فبدلًا من قول "أنت أناني"، يمكن قول "تأثرت جدًا بسبب عدم أخذ احتياجاتي بعين الاعتبار"

  • استدعاء الماضي وتشعب الخلاف

استحضار الخلافات القديمة أثناء كل نقاش جديد، خطأ فادح يرتكبه كثير من الأزواج أثناء النقاش مع شريك الحياة، لأنه يجعل الحوار متشعبًا، وفاقدًا لمساره الصحيح. لذا، يجب أن يكون النقاش منصبًا على القضية الحالية موضوع الخلاف فقط، لأن استدعاء أخطاء الماضي يحبط أي تقدم نحو تحقيق نقاش ناجح بين الشريكين.

  • التعميم المرتبط بالأحكام

تقول شيحة أن التعميم في الحكم على الشريك أثناء النقاش معه خطأ قاتل يجب تجنبه، لأن التعميم ينكر على الشريك كل الأفعال الإيجابية التي يقوم بها، ومن ذلك كلمة "دائما"، أبدًا" عند تعميم الخطأ. ترى شيحة أنه يجب تجنب ذلك بالتخصيص على الموقف الحالي، كأن يقول الشريك"شعرت في هذا اليوم بالوحدة"، بدلًا من قول "أنا أشعر بالوحدة دائمًا".

  • الصمت العقابي

يعد الصمت العقابي أحد أهم الأخطاء التي تسبب فشل النقاش. لأنه حين يمتنع أحد الطرفين عن الكلام كوسيلة للضغط على الشريك أو عقابه، تنعدم قيمة النقاش، ويضيع الوقت دون أي فائدة، ويفشل التواصل بين الزوجين لأنه لا يساهم في حل المشكلة بل يزيد من الفجوة. الصمت قد يكون أحيانًا وسيلة للتهدئة، لكنه يجب أن يكون مؤقتًا ومصحوبًا بتوضيح النية للعودة للنقاش مجددًا بعد الهدوء.

  • عدم احترام مشاعر الشريك

قد يستهين أحد الأطراف بمشاعر الآخر أو يسخر منها. هذه الممارسات تُفقد الثقة والاحترام المتبادل. إن النقاش مع شريك الحياة لا يعني أن تُثبت أنك على صواب دائمًا، بل أن تُظهر تعاطفك واهتمامك بمشاعره حتى لو كنت في خلاف معه حول كثير من الآراء ووجهات النظر.

إدراك الأخطاء التي تفسد النقاش مع شريك الحياة يساهم في تعزيز التواصل معه
إدراك الأخطاء التي تفسد النقاش مع شريك الحياة يساهم في تعزيز التواصل معه
  • تفسير تصرفات الشريك بشكل سلبي

التسرع في تفسير تصرفات الشريك بشكل سلبي، دون منحه فرصة للتوضيح من الأخطاء التي يجب الحذر من الوقوع فيها أثناء النقاش مع الشريك، سوء الفهم قد يكون ناتجًا عن خلل في التواصل. لذا، من الضروري أن نطرح الأسئلة قبل إصدار الأحكام، وأن نتحقق من نية الطرف الآخر بدلًا من التسرع باستنتاجات مغلوطة في غير محلها.

  • المبالغة في رد الفعل

في بعض الأحيان، يكون الخلاف بسيطًا، لكن يتم تضخيمه بشكل يخرج عن السيطرة. قد يرجع ذلك إلى تراكمات نفسية لم يتم التعامل معها بشكل صحي منذ حدوثها. ترى شيحة كخبيرة علاقات زوجية، ضرورة قياس حجم المشكلة بموضوعية، وأن لا يتم تحميل كل نقاش أكبر من طاقته، لأن النقاش مع شريك الحياة يجب أن يتم بطريقة موضوعية متزنة يتخللها العقل والحكمة، مع ترك مساحة للمشاعر دون المبالغة فيها.

  • اللوم وتجاهل الحلول

إن الهدف من النقاش وضع حلول للخلافات الموجودة، يجب التركيز فقط على الحلول، والحذر من قذف التهم، وتبادل اللوم الذي يحول النقاش إلى دائرة مغلقة، حتى ينتهي النقاش مع شريك الحياة بوضع مقترحات مبدأية لحل الخلافات. كما أن اللوم يقتل الرغبة في الفضفضة عند شريك الحياة.

  • التوقيت غير المناسب للنقاش

لاختيار الوقت المناسب للنقاش دور كبير في تحقيق نجاحه. لا يُنصح بفتح مواضيع حساسة عندما يكون أحد الطرفين مرهقًا أو مهمومًا بأمر آخر، أو في وقت متأخر من الليل، أو أثناء الانشغال بأمر آخر. لأن النقاش المثمر مع شريك الحياة يحتاج إلى وقت هادئ وبيئة خالية من الضغوط ليستوعب كل طرف كلام الطرف الآخر بهدوء. لذا يجب اختيار الوقت المناسب لتعزيز نجاح النقاش.

النقاش البناء مع شريك الحياة يحقق التناغم والانسجام في العلاقة
النقاش البناء مع شريك الحياة يحقق التناغم والانسجام في العلاقة

كيف يمكن تطوير مهارات النقاش مع شريك الحياة؟

إن جودة النقاش مع شريك الحياة لا تحدد فقط مدى عمق العلاقة، بل ترسم ملامح مستقبلها أيضًا. لذا يجب أن يهتم كل من الشريكين بتعزيز فرص نجاج الحوار في ما بينهما.

يمكن تطوير مهارات النقاش مع شريك الحياة بالالتزام بالتوصيات التالية بحسب خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية "داليا شيحة".

  • تحفيز الوعي الذاتي، ويتم بمراقبة كل من الطرفين لمشاعرهما وردود أفعالهما أثناء النقاش، والبدء بتحسينها لتعزيز نجاحه، على سبيل المثال، إذا شعر أحدهما بالغضب، يجب عليه أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يرد لتفادي التسرع في رد الفعل.
  • التدريب على التواصل الفعال، ومعرفة مسببات غياب التواصل بين الزوجين، والتغلب عليها.
  • طلب التوضيح عند الشك بأمر ما، لكي لا تفرض النوايا السيئة أو الخاطئة نفسها على النقاش، وحتى لا تفسده.
  • تقدير الرأي الآخر واحترامه، يجب تفعيل ذلك أثناء النقاش بين الشريكين حتى مع وجود الاختلاف، لأن احترام وجهة نظر الشريك يعزز من نجاح النقاش، ويعجل بوجود حلول للمشكلات القائمة.
  • الاستعداد للاعتذار، الاعتذار لا يُقلل من شأن المخطئ، بل يدل على نضجه العاطفي، والعقلي أيضًا، وهو أحد أهم المقومات الأساسية التي تعزز من نجاح النقاش مع شريك الحياة.
  • التحدث بصوت هادئ أثناء النقاش، يخلق بيئة خصبة لتبادل أطراف الحديث في ما بين الشريكين بهدوء وتفاهم.
  • الانصات بدقة أثناء الحوار وتأكيد لغة الجسد على الانتباه لكل ما يقوله الشريك.
  • اختيار الوقت المناسب لتبادل أطراف الحديث وإقامة حوار هادف وبناء يعزز من نجاح النقاش مع شريك الحياة
يجب اختيار الوقت المناسب للنقاش مع شريك الحياة
يجب اختيار الوقت المناسب للنقاش مع شريك الحياة

خلاصة القول:

النقاش مع شريك الحياة جسر لبناء التفاهم والتقارب، وليس صراعًا. يمكن لكل علاقة أن تواجه تحديات معينة، لكن المهم هو كيفية إدارتها والتعامل معها بطريقة موضوعية. بتجنب الأخطاء الشائعة أثناء النقاش، يمكن تحقيق نقاشًا بناءًا ومثمرًا بين الشريكين ومن ثم تحقيق التناغم والانسجام اللذان يحققان السعادة الزوجية.

تذكروا .. النقاش الهادف البناء أحد أهم وسائل تعزيز التواصل بين الزوجين الذي هو روح العلاقة الزوجية، وسر من أسرار تحقيق السعادة.

داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية .jpg
داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية 

مع تمنياتي للجميع بحياة زوجية سعيدة ونقاش مثمرة وبناء،،،