إدارة السكر في أيام العزائم .. كيف تستمتع بمناسبات ديسمبر دون قلق؟
مع بداية ديسمبر، تبدأ دوائر العائلة والأصدقاء في الاتساع من جديد، وتكثر الدعوات والتجمعات التي ترافق أجواء نهاية العام. وبينما يتعامل أغلب الحضور مع هذه المناسبات ببساطة، يظل مريض السكري في مساحة مختلفة قليلًا، بين رغبة واضحة في الاستمتاع بالأجواء وذكريات الطاولة العامرة، وبين خوف داخلي من أي ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر. فالتجمعات بالنسبة له ليست مجرد لقاءات، بل اختبارات صغيرة متكرّرة: هل يتناول قطعة من الحلوى؟ هل يضيف قليلاً من النشويات؟ وهل ستكون النتيجة مقبولة لجسمه؟ ورغم هذا التردد الطبيعي، تؤكد أخصائية التغذية العلاجية وأمراض السمنة والنحافة دكتورة ليندا جاد أن الاستمتاع ممكن تمامًا، بشرط التخطيط الذكي والانتباه إلى التفاصيل التي تصنع الفرق. وهنا يبدأ المشهد من نقطة مهمة لا ينتبه لها الكثيرون. لذا إليكم أفضل طريقة لاستمتاع مريض السكر بالعزائم دون قلق

بدء يوم العزومة بوجبة تمنع الشره
تشير دكتورة ليندا إلى أن الجوع هو العدو الأول لمريض السكري، لأنه يجعل الجسم في حالة بحث سريع عن الطاقة، فيُفتح الباب أمام تناول كميات كبيرة من النشويات والسكريات. لذلك تنصح بتناول وجبة خفيفة قبل الخروج، تحتوي على بروتين وألياف مثل زبادي يوناني مع قليل من المكسرات، أو ثمرة تفاح، أو بعض الخضروات الطازجة. هذا الاختيار الصغير يمهّد لاختيار أكبر وأكثر أهمية بمجرد الوصول للعزومة، ويدعم بطريقة مباشرة أفضل طريقة للاستمتاع مريض السكر بالعزائم دون إفراط أو ندم.
شرب الماء.. فالجفاف يربك مستوى السكر
بعد السيطرة على الجوع، توضّح دكتورة ليندا أن الجفاف قد يتسبب في ارتفاع مستوى السكر أو يجعله يبدو غير مستقر. لذا تنصح بشرب كوبين من الماء قبل مغادرة المنزل، ثم كوب إضافي عند الوصول. الماء هنا ليس مجرد ترطيب، بل أداة تحمي المريض من الشعور الوهمي بالجوع، ما يضمن دخولًا أكثر هدوءًا إلى مرحلة ترتيب الطبق على الطاولة، وهي المرحلة الأكثر حساسية.
كيف ترتّب طبقك بذكاء؟ قاعدة النصف هي السر
في لحظة الجلوس أمام المائدة المتنوعة تبدأ معركة الاختيارات. وهنا تقدّم دكتورة ليندا الطريقة الذهبية لضبط الطعام دون حرمان: نصف الطبق يجب أن يكون من السلطة أو الخضار المشوي، أما الربع الثاني فمخصّص للبروتين المطهو بطريقة صحية، بينما يُترك الربع الأخير للنشويات. وتوصي بتناول طبق شوربة متوسط الحجم في البداية لدعم الشعور بالشبع.
ومع النشويات، يأتي التحذير الأوضح: العيش والأرز والمكرونة والبطاطس ينتمون للفئة نفسها، لذلك يجب اختيار نوع واحد فقط من بينها وبكمية صغيرة. وتفضّل الأرز البسمتي والبطاطس المشوية والخبز الأسمر كخيارات أنسب. هذه الخطوة ستدعم عمليًا أفضل طريقة للاستمتاع مريض السكر بالعزائم دون تأثير كبير على مستوى السكر.
الابتعاد عن المقليات والصوصات الثقيلة
تؤكد دكتورة ليندا أن أخطر ما يمكن تناوله أثناء العزائم هو الأطعمة المقلية أو تلك المحمّلة بالدهون والصوصات المختلفة، لأن هذه الأصناف غالبًا تحتوي على سكريات مخفية وترفع مستوى السعرات بشكل كبير. لذلك يفضَّل اختيار طرق طهي أبسط وأخف، مع تجنب أي طبق يلمع بكمية واضحة من الزيت أو الصوص.

الحلو… نعم ولكن بحساب
تطَمئن دكتورة ليندا المرضى بأن الحلوى ليست ممنوعة. يمكن لمريض السكري تناولها بشرط الالتزام بقاعدة واضحة: اختيار نوع واحد فقط بحجم نصف كف اليد وتناوله بعد الوجبة الرئيسية بنصف ساعة إلى ساعة. كما تنبّه إلى ضرورة قراءة مكونات الحلويات المكتوب عليها "دايت"، إذ قد تحتوي على دهون مرتفعة.
وتذكر بدائل أقل ضررًا يمكن التفكير فيها قبل الحلويات الشرقية والغربية: سلطة فواكه بدون سكر، مهلبية أو رز بلبن قليل الدسم، أو قطعة شوكولاتة داكنة 70%.
الحركة بعد العزومة… الدواء الطبيعي لضبط السكر
بعد الانتهاء من الطعام، تنصح دكتورة ليندا بالمشي الخفيف لمدة 15–20 دقيقة، وهي خطوة كفيلة بخفض مستوى السكر حتى لو حدثت بعض التجاوزات أثناء العزومة. وتشدد على ضرورة تجنب النوم المباشر بعد الأكل، والحرص على الجلوس في وضع مستقيم لمدة ساعة على الأقل إذا لم يكن المشي ممكنًا.
قياس السكر يوم العزومة.. خطوة حاسمة
توصي دكتورة ليندا بقياس السكر قبل وبعد الأكل لتقييم تأثير الوجبة، والتنبه لأي ارتفاع قد يستدعي التصرف السريع. كما تشدد على الالتزام بالجرعات الدوائية المحددة دون تغيير، وعدم تعديل أي جرعة إلا بعد استشارة الطبيب.
وجبة للطوارئ.. لإنقاذ الموقف عند الهبوط
وبشكل عام، تنصح دكتورة ليندا جاد المرضى، خصوصًا من يعتمدون على الإنسولين، بحمل وجبة صغيرة للطوارئ في أيام العزائم، مثل تمر أو علبة عصير صغيرة، لأنها أساس لإنقاذ أي هبوط مفاجئ في مستوى السكر.
خلاصة القول
إن عزائم ديسمبر ليست عائقًا أمام مريض السكري، بل فرصة يمكنه الاستمتاع بها دون قلق إذا اعتمد على اختيارات واعية، وتوزيع ذكي للطبق، وحركة بسيطة بعد الأكل، والالتزام بالدواء. ومع هذه الأدوات سيكتشف أن المرض ليس حاجزًا بينه وبين المتعة، بل ضيف يحتاج إدارة جيدة فقط.