هل مشروبات الطاقة ضارة بصحة قلبك

تناول مشروبات الطاقة.. هل يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية؟

جمانة الصباغ
10 ديسمبر 2025

مشروبات الطاقة Energy Drinks هي مشروبات غير كحولية، تحتوي على مكوناتٍ مُنشطة مثل الكافيين والسكر والمُحفزات كالجينسنغ والجوارانا، بهدف زيادة اليقظة الذهنية والبدنية والتركيز. تختلف هذه المشروبات عن المشروبات الرياضية Sports Drinks بأنها تستهدف زيادة الطاقة والتركيز، بينما تهدف المشروبات الرياضية إلى تعويض السوائل والأملاح المفقودة أثناء ممارسة الرياضة.

للأسف؛ تزداد شعبية مشروبات الطاقة، خاصةً بين الشباب، ويُقدر أن 30% من المراهقين الأمريكيين يستهلكون مشروبات الطاقة بانتظام. وعلى الرغم من الترويج لمشروبات الطاقة كوسيلة لتعزيز الأداء البدني أو العقلي، إلا أن الإفراط في تناولها يرتبط بآثارٍ جانبية على القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والنوبات القلبية.

تشير الإحصاءات الحديثة إلى نموٍ ملحوظ في استهلاك مشروبات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط والخليج، مدفوعًا بعوامل ديموغرافية وتسويقية ورياضية. الشباب بين 18 و35 عامًا هم الفئة الأكثر استهلاكًا، مدفوعين بثقافة اللياقة البدنية، السهر، والأنشطة الترفيهية؛ فيما يُشكَل الرياضيون ومحبو النوادي الرياضية شريحةً رئيسية لهذا الاستهلاك، خاصة في الإمارات والسعودية وقطر.

بعض الدول بدأت بتنظيم الإعلانات ووضع تحذيراتٍ صحية على العبوات، خاصةً فيما يتعلق بالكافيين والسكر؛ وهناك دعواتٌ متزايدة لتثقيف المستهلكين حول الاستهلاك المعتدل وتأثيراته على القلب والنوم.

هل مشروبات الطاقة ضارة بصحة قلبك
هل مشروبات الطاقة ضارة بصحة قلبك

لمعرفة العلاقة بين مشروبات الطاقة والنوبات القلبية، تابعي قراءة هذه المقالة التي تستند على معلوماتٍ قيَمة أوردها موقع Healthline ضمن موضوع بعنوان Can Consuming Energy Drinks Cause a Heart Attack؟

هل مشروبات الطاقة ضارة بصحة قلبك؟

خلال السنوات الأخيرة، تمَ الربط بين الإفراط في تناول مشروبات الطاقة وزيادة التردد على الطوارئ نتيجة مضاعفات القلب والأوعية الدموية المُهددة للحياة، بما في ذلك النوبات القلبية. والمعلوم أن هذه المشروبات تحتوي على كمياتٍ متوسطة إلى عالية من الكافيين والسكر، بالإضافة إلى مكوناتٍ منشطة مختلفة مثل الجوارانا، التورين، الكارنيتين والجينسنغ. وفقًا لأحدث البيانات، فإن الحد الأقصى الموصى به من الكافيين يوميًا هو 100 ملليغرام للمراهقين و400 ملليغرام يوميًا للبالغين. ومع ذلك، تحتوي بعض مشروبات الطاقة على أكثر من 500 ملليغرام من الكافيين، مما قد يؤدي إلى التسمم بالكافيين؛ كما تحوي المكونات العشبية مثل الجوارانا على كميات عالية من الكافيين.

تناول كمياتٍ قليلة إلى متوسطة من الكافيين يوميًا يُعدَ آمنًا بصورة عامة، لكن الخطر يكمن في استهلاك كمياتٍ كبيرة منه، ما قد يُسبَب مشاكل صحية خطيرة. للمكونات الأخرى الداخلة ضمن مشروبات الطاقة، مثل التورين والجينسنغ، تأثيراتٌ منشطة أيضًا قد تؤدي إلى مشاكل صحية بجرعاتٍ عالية، خاصةً عند دمجها مع الكافيين. وقد أظهرت الدراسات أن العديد من مشروبات الطاقة تحتوي على كمياتٍ زائدة من هذه المكونات (على سبيل المثال، تحتوي بعض مشروبات الطاقة على أكثر من 10 أضعاف الكمية اليومية الموصى بها من التورين، وهو حمض أميني أساسي موجود بشكل طبيعي في الجسم والعديد من الأطعمة الغنية بالبروتين؛ يلعب أدوارًا مهمة في وظائف الجسم الحيوية كامتصاص الدهون، ترطيب الخلايا، ووظيفة الأعصاب).

في دراسةٍ أُجريت عام 2017، تبيَن أن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة قد يؤدي إلى مجموعةٍ متنوعة من مشاكل القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب، السكتة القلبية، واحتشاء عضلة القلب. وأشار الباحثون إلى أن هذه الحالات عادةً ما تنطوي على الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة ضمن فترةٍ زمنية قصيرة، وغالبًا ما يتم دمجها مع الكحول أو المنشطات الأخرى. مع ذلك، وعلى الرغم من الصلة بين الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة وقصور القلب، لا توجد أدلة كافية بعد لتحديد علاقة السبب والنتيجة؛ وهناك حاجةٌ لمزيد من البحث حول سلامة استهلاك مشروبات الطاقة والتأثير التآزري لمكوناتها مجتمعة.

هل يمكن لمشروبات الطاقة أن تُلحق الضرر بقلبكِ؟

سؤالٌ مشروع، تجيب عليه نتائج بعض الأبحاث، مؤكدةً أن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة قد يُلحق الضرر بالقلب بطرقٍ مختلفة، مما يؤدي إلى مشاكل قلبية وعائية مُختلفة:

1.     الرجفان الأذيني

أحد أكثر أنواع اضطراب نظم القلب شيوعًا، ويُمكن أن يُسبَب نبضات قلبٍ سريعة وواضحة أو ضيقًا في التنفس، وهو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية. وصف تقريرٌ صدر عام 2011 حالة مراهِقين سليمين، يبلغان من العممر 14 و16 عامًا، أُصيبا بالرجفان الأذيني بعد تناول مشروبات الطاقة، فيما تناول أحدهما الكحول مع مشروبات الطاقة.

2.     ضغط الدم

يُسبب ارتفاع ضغط الدم بعض المضاعفات، مثل تلف الأوعية الدموية، السكتة الدماغية والنوبات القلبية. ووجدت دراسةٌ أُجريت عام 2019 أن مشروبات الطاقة قد تتسبب بارتفاع ضغط الدم، مما يؤدي لتفاقم مشاكل صحية عند الأشخاص المُصابين بارتفاع ضغط الدم.

يستهلك الشباب مشروبات الطاقة بهدف زيادة النشاط والتركيز
يستهلك الشباب مشروبات الطاقة بهدف زيادة النشاط والتركيز

3.     اضطرابات نظم القلب

يحدث اضطراب نظم القلب نتيجة مشاكل في النظام الكهربائي للقلب، المسؤول عن تنظيم ضرباته؛ وقد يؤدي ذلك إلى بطء أو سرعة نبضات القلب. وقد خلصت دراسةٌ أُجريت عام 2021 إلى أن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة قد يُسبَب اضطرابًا في النظام الكهربائي للقلب بطرقٍ متعددة، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب أثناء الراحة. وأشار الباحثون إلى أن هذه التغييرات قد تُثير قلق الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مُعينة، بما في ذلك داء السكري؛ ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)؛ وتاريخ عائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية.

4.     قصور القلب

يحدث القصور، عندما لا يستطيع القلب ضخ كميةٍ كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم. وفي تقرير حالةٍ أُجري عام 2021، وُجد أن شابًا يبلغ من العمر 21 عامًا، كان يستهلك في المتوسط أربع علب من مشروبات الطاقة يوميًا لمدة عامين، يُعاني من قصور القلب والفشل الكلوي. وقد تحسنت أعراض قلبه ووظائفه بشكلٍ ملحوظ مع العلاج الدوائي، وبعد توقفه عن تناول مشروبات الطاقة.

في تقرير حالةٍ آخر صدر عام 2021، ظهرت على شابٍ يبلغ من العمر 24 عامًا، تناول من 8 إلى 10 علب من مشروبات الطاقة يوميًا لمدة أسبوعين، علامات تلفٍ في القلب؛ بما في ذلك تمدد البطين الأيسر ومشاكل في قدرة القلب على ضخ الدم.

ما العلاقة بين السكر في مشروبات الطاقة والحالات الطبية الخطيرة؟

بحسب موقع Healthline، يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك السكر إلى زيادة الوزن، الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وحالاتٍ طبية خطيرة منها مشاكل القلب. ولقد وجدت مراجعةٌ منهجية أجريت عام 2020 أن الإفراط في استهلاك المشروبات المُحلاة بالسكر، بما في ذلك مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والمشروبات الغازية، يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين.

تجدر الإشارة إلى أن مشروبات الطاقة لا تحتوي جميعها على كمياتٍ كبيرة من السكر، وبعضها يستخدم بدائل السكر؛ لذا يمكن اختيار الأنسب منها، لكن تبقى مسألة الاستهلاك المعتدل هي الفصل في هذا الشأن، فإذا ما أردتِ حماية نفسكِ ومن تحبين من تداعيات الإفراط في تناول مشروبات الطاقة، ما عليكِ سوى التقليل منها قدر الإمكان.

ما هي أعراض النوبة القلبية؟

في حال شعرتِ بالأعراض المذكورة أدناه، أو لاحظتها عند أي شخصٍ آخر، من الأفضل الإتصال بخدمات الطوارئ؛ فالحصول على العلاج في أسرع وقتٍ ممكن يمكن أن يساعد في تقليل حجم الضرر الذي يلحق بعضلة القلب.

الأفضل استهلاك مشروبات الطاقة باعتدال لتجنب النوبات القلبية وغيرها من أمراض القلب
الأفضل استهلاك مشروبات الطاقة باعتدال لتجنب النوبات القلبية وغيرها من أمراض القلب

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تشمل الأعراض الرئيسية للنوبة القلبية ما يلي:

1.     ألم أو انزعاج في الصدر، قد يستمر لأكثر من بضع دقائق ويشبه ضغطًا أو عصرًا مزعجًا.

2.     ضعف أو دوار.

3.     تعرَق بارد.

4.     ألم أو انزعاج في الفك، الرقبة أو الظهر.

5.     ألم أو انزعاج في أحد الذراعين أو كليهما أو الكتفين.

6.     ضيق التنفس.

كما قد يكون التعب غير العادي، الغثيان والتقيؤ من الأعراض الأخرى للنوبة القلبية.

خلاصة القول؛ من المرجح ألا يُسبَب مشروب طاقةٍ واحد أية مشاكل صحية. لكن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة وغيرها من المشروبات المحلاة قد يُسبَب مشاكل في القلب والأوعية الدموية، خاصةً عند تناولها مع المنشطات الأخرى.

وقد ربطت بعض التقارير بين استهلاك مشروبات الطاقة ومشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل عدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية. وعلى الرغم من الحاجة لمزيدٍ من البحث لحسم هذه المسألة، إلا أن الوقاية خير خيارٍ حياتي تلجأين إليه، ليس فقط لمنع مضاعفات النوبة القلبية وإنما لدرء العديد من الأخطار الصحية الآخرى.