عالم اللياقة الافتراضي سلاح ذو حدين.. استفيدي منه بهذه الاستراتيجيات الفعالة
هل تعلّمين أنكِ في عالم اللياقة الافتراضي، لن تحتاجين إلى صالة رياضية فارهة أو معدات باهظة الثمن؛ بل يكفي زاوية في غرفتكِ، وسجادة رياضية، وهاتف يحوّل مساحتكِ الخاصة إلى فضاءات لا حدود لها "غابة افتراضية تهرولين خلالها وأنتِ تسمعين تغريد الطيور، شاطئًا ذهبيًا تمارسين عليه اليوغا مع شروق الشمس الرقمي، وجبالًا تتسلقينها عبر تمارين القوة بينما تتغير المناظر على شاشتكِ"؟
نعم، إنها تحديات تتناسب مع إيقاع حياتكِ، دقائق معدودة تختلسينها من يومكِ لتمارين سريعة تنشط كيانكِ، برامج ذكية تتطور مع تقدمكِ، كمدرب شخصي يفهم قدراتكِ الفريدة، مجتمعات افتراضية داعمة تشجعكِ لا تنافسكِ، وتشارككِ الإنجازات الصغيرة قبل الكبيرة.
لكن عالم اللياقة الافتراضي، ليس قائم على الأرقام التي تحصّلها تطبيقاتكِ، ولا على الصور التي قد تشاركيها فحسب؛ بل على تلك اللحظة التي تشعرين فيها أن جسدكِ يصبح أكثر ألفةً لكِ، الطاقة الجديدة التي تتدفق في يومكِ، النوم الصحي، الابتسامة الأوسع، والثقة الأعمق التي تنمو من داخلكِ.
من هذا المنطلق، دعينا نتعرف سويًا عبر موقع "هي" على كيفية ترويض هذا العالم ليصبح أداة تحرر لا قيدًا، مرآة تعكس قوتنا لا نقائصنا، رفيق رحلتنا نحو نسخة أكثر صحة وانسجامًا مع أنفسنا؛ بناءً على توصيات مدرب اللياقة البدنية كابتن محمد مرسي من جدة.
ما هو عالم اللياقة الافتراضي بالتفصيل؟

ووفقًا لكابتن محمد، هو البيئة الرقمية التي تتشكل حول موضوعات اللياقة البدنية والصحة والرياضة، ويتضمن التالي:
مكوناته الرئيسية
- منصات التواصل الاجتماعي الخاصة باللياقة (إنستغرام، تيك توك، يوتيوب) مع مدونين ومؤثرين متخصصين.
- تطبيقات اللياقة والتتبع الصحي MyFitnessPal، Strava، Nike Training Club.
- مجتمعات رقمية ومنتديات ومنصات نقاش حول اللياقة.
- التحديات الرياضية الافتراضية والمسابقات عبر الإنترنت.
- محتوى فيديو تعليمي للتمارين والأنظمة الغذائية.
- أدوات التتبع الذكية والساعات الذكية التي تشارك البيانات رقميًا.
خصائصه التي تميزه
- يعرض باستمرار أجسام "مثالية" وإنجازات رياضية استثنائية.
- يعتمد على ثقافة الأرقام "تركيز مفرط على السعرات الحرارية، الخطوات، الوزن، والقياسات".
- تحول اللياقة إلى منتجات وخدمات قابلة للشراء.
- يعرض نسخة مثالية غير واقعية من اللياقة اليومية.
- يستخدم اتجاهات سريعة الزوال في التمارين والأنظمة الغذائية.
جوانبه الإيجابية.. إذا استخدم بحكمة.
- الوصول للمعلومات والنصائح الصحية.
- التواجد في مجتمعات داعمة للتحفيز الإيجابي.
- استخدام أدوات لتتّبع التقدم الحقيقي.
- يُتيح التعلم من خبراء معتمدين.
التحديات التي تواجهه
- نشر معايير جمالية غير واقعية.
- الترويج لحلول سريعة غير مستدامة.
- التركيز على المظهر الخارجي على حساب الصحة الشاملة.
- خلق علاقة مضطربة مع الطعام والجسد.
وبالتالي عالم اللياقة الافتراضي هو مساحة ذات حدين؛ إذ يمكن أن يكون مصدر إلهام ودعم، أو بيئة سامة تُعزز القلق والمقارنات غير الصحية، حسب كيفية استخدامه والوعي في التعامل مع محتواه.
هل يوجد استراتيجيات عملية وفعالة للحفاظ على صحة المرأة في عالم اللياقة الافتراضي؟
نعم، وتابع كابتن محمد، رغم أن عالم اللياقة الافتراضي يغمرنا بصور "الكمال" الجسدي ومعايير غير واقعية، إلا أنه يمكن لأي امرأة الحفاظ على صحتها النفسية تحديدًا؛ باتباع الاستراتيجيات التالية:
- ضعّي حدودًا زمنية لاستخدام منصات اللياقة الإلكترونية وتطبيقات تتّبع اللياقة.
- تذكّري دومًا أن ما تُشاهديه على وسائل التواصل غالبًا ما يكون "نسخة معدلة ومثالية من الواقع".
- ركّزي على مقاييس الصحة الحقيقية والواقعية حسب طبيعة جسمكِ (مستوى الطاقة، النوم الجيد، الشعور العام) بدلًا من الأرقام والمقارنات.
- نوعي مصادر التحفيز بقراءة محتوى عن الصحة النفسية والجسدية المتوازنة.
- مارسي اليقظة الذهنية والتواصل مع جسدكِ أثناء التمرين من دون التركيز فقط على المظهر؛ لأن اللياقة الحقيقية هي للصحة والعافية في المقام الأول.
- نظّمي بيئة رقمية إيجابية بمتابعة حسابات تشجع على التنوع الجسدي والصحة الشاملة.
- خذّي فترات راحة رقمية للتواصل مع الطبيعة أو مارسي نشاط بديني من دون تسجيله أو مشاركته.
- احتفي بتقدمكِ الشخصي بدلًا من المقارنة مع الآخرين.
- إذا شعرتِ أن اهتمامكِ باللياقة يؤثر سلبًا على تقديركِ لذاتكِ أو علاقتكِ مع طعامكِ وجسدكِ، اطلبي الدعم المهني والنفسي ولا تستسلمي. لأن الهدف الحقيقي من عالم اللياقة الافتراضي هو تحويل اللياقة من سعي نحو الكمال المثالي إلى رحلة شخصية نحو صحة متكاملة تحترم التنوع الجسدي والفروق الفردية.
ما هي أفضل تمارين في عالم اللياقة الافتراضي من منظور صحي متوازن للمرأة؟
اختار كابتن محمد، أبرز التمارين المناسبة للمرأة حسب الهدف، وذلك على النحو التالي:
تحسين القوة العامة
- تمارين وزن الجسم (ضغط، قرفصاء، لانجز، بلانك).
- تمارين المقاومة باستخدام الدمبلز (رفعات متنوعة للأذرع، الظهر، الأرجل).
- تمارين البار ( السكوات، الرفعة المميتة) بإشراف مناسب للمبتدئات.
دعم صحة القلب
- تمارين HIIT المنزلية ( دورات قصيرة مكثفة20-30 دقيقة).
- الرقص الإيقاعي عبر تطبيقات أو قنوات متخصصة.
- تمارين الكارديو متوسطة الشدة مثل (المشي السريع أو الدراجة الثابتة).
تعزيز المرونة والتوازن
- أنواع مختلفة من اليوغا حسب المستوى.
- ممارسة تمارين البيلاتس لتقوية العضلات العميقة.
- ممارسة تمارين الإطالة الموجهة.
على الهامش.. نصائح للاستفادة الآمنة من عالم اللياقة الافتراضي

- ابحثي عن مدربين معتمدين وليس مؤثرين فقط عند اختيار المحتوى
- اختاري محتوى متنوع المستويات (مبتدئ، متوسط، متقدم).
- استخدمي القنوات التي تركز على التقنية الصحيحة للوقاية من الإصابات.
- استمعي لجسمكِ ولا تتّبعي كل التحديات الشائعة من دون مراعاة لقدراتكِ.
- ركّزي على التقدم الشخصي وليس المقارنة بالآخرين.
- ادمجي أيام راحة في جدولكِ الرياضي.
- تجنبي الحميات القاسية المرتبطة ببرامج اللياقة الشائعة.
- لا تبالغي في الاعتماد على أرقام حرق السعرات التي تظهرها التطبيقات.
- استشيري مدربًا حقيقيًا إذا كان لديكِ مشاكل صحية.
وأخيرًا، تذكّزي دومًا أن الأجسام المثالية في المحتوى الافتراضي غالبًا ما تستخدم إضاءة، زوايا، وفلاتر؛ كذلك تأكدي أن أفضل تمرين هو الذي: "تستمتعين به وتستمرين عليه، يُناسب ظروفكِ وقدراتكِ، يُحسن صحتكِ العامة وليس مظهركِ فقط، ويمكنكِ أداؤه بتقنية صحيحة لمنع الإصابات". ولا تنسي أن اللياقة الحقيقية هي رحلة مستمرة، وليست سباقًا نحو صورة مثالية على وسائل التواصل.