فوائد مثبتة علمياً للزعفران والكركم على الدماغ وعلاج الاكتئاب

تعرفي على أبرز فوائد الزعفران والكركم لصحة الدماغ والاكتئاب

عبير عباس

على مدار السنوات الماضية ازداد اهتمام الكثير من الأشخاص بالصحة النفسية، وذلك بعدما تزايدت أعراض الاكتئاب والاضطرابات بسبب ضغوط الحياة وسرعتها. وربما تتساءلين الآن: هل من الممكن أن نجد علاجًا طبيعيًا داخل المطبخ؟ الحقيقة أن البعض بدأ بالفعل في الاتجاه إلى المكونات الطبيعية التي تدعم المزاج دون اللجوء إلى العقاقير.

من بين هذه المكونات، يبرز اسمان يلمعان باللون الذهبي: الزعفران والكركم. فهما ليسا مجرد توابل تمنح الأطباق لونًا ورائحة، بل كنزان من الفوائد التي تمتد إلى الدماغ والمزاج والصحة النفسية بشكل عام.

الكركم والزعفران.. توابل تلامس المزاج قبل المذاق

يعزز الكركم نشاط الدماغ ويساعد على تحسين التركيز
يعزز الكركم نشاط الدماغ ويساعد على تحسين التركيز

هل يمكن أن تؤثر نكهة بسيطة في حالتك النفسية؟ يبدو أن الإجابة نعم. الزعفران والكركم ليسا توابل عادية، بل لهما تأثير مدهش على الجهاز العصبي والمزاج. بحسب تأكيد عدد من الأطباء المتخصصين في التغذية العلاجية، فإن إدخالهما في النظام الغذائي يمكن أن يكون خطوة فعالة للتخفيف من أعراض القلق والاكتئاب.

وفي هذا السياق، تكشف أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة ماهيتاب وليد في تصريحات لـ"هي" عن أبرز فوائد هذين المكونين للصحة النفسية وأفضل طريقة لاستخدامهما.

ذهب التوابل.. ما سر الزعفران؟

يُعرف الزعفران منذ القدم باسم "ذهب التوابل"، ليس فقط للونه الجذاب وسعره المرتفع، بل لقيمته الغذائية الفريدة. تقول دكتورة ماهيتاب إن الزعفران يحتوي على مركبات طبيعية تحفّز إفراز المواد المسؤولة عن الإحساس بالسعادة في الدماغ، مما يساهم في تحسين المزاج وتقليل مشاعر الحزن والتوتر.

هل كنتِ تعلمين أن رائحته وحدها قد تُحدث فرقًا؟ تشير الدكتورة إلى أن استنشاق الزعفران يساعد على تهدئة الأعصاب، وتحفيز مراكز الاسترخاء في الدماغ، وتقليل الشعور بالإجهاد العضلي. كما أنه غني بمضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الدماغ من التلف الناتج عن القلق والتوتر، وتُنشّط الذاكرة وتزيد من التركيز.

وتوضح أن الزعفران يعتبر خيارًا آمنًا وفعالًا للأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئاب خفيفة إلى متوسطة، مشيرة إلى أن تناوله بمعدلات متوسطة يوميًا يهدئ الأعصاب ويحسّن جودة النوم. وتوصي بإضافته إلى الحليب أو الشاي أو الأرز، أو حتى استخدامه في تتبيلات الدواجن ودريسنج السلطة.

الكركم.. السر الأصفر في صفاء الذهن

هل يمكن لتابل بسيط أن يحسّن الذاكرة؟ الكركم فعلًا يفعل ذلك. فهو واحد من أكثر الأعشاب التي حظيت باهتمام الأطباء مؤخرًا، بفضل احتوائه على مادة فعالة تُعرف بقدرتها على مقاومة الالتهابات وتحسين وظائف المخ.

توضح دكتورة ماهيتاب أن تناول الكركم يساعد على زيادة إفراز بعض المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ التي ترفع الحالة المزاجية وتقلل من نوبات القلق، كما يعزز الذاكرة والانتباه. وتضيف أن تناوله بانتظام يحافظ على خلايا الدماغ من التلف الذي يؤدي غالبًا إلى الشعور بالحزن والارتباك الذهني.

وللحصول على أقصى استفادة منه، تنصح الدكتورة بإضافة القليل من الفلفل الأسود، لأنه يحسّن امتصاص الكركم داخل الجسم بشكل كبير. وتشير إلى أن تناول كوب من مشروب الكركم الدافئ يوميًا يساعد على تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر، وأن شربه صباحًا يمنح طاقة إيجابية وشعورًا بالحيوية.

كيف يمكن الجمع بين الزعفران والكركم؟

قد تتساءلين الآن: هل يمكن خلطهما معًا؟ والإجابة نعم، بل إن الجمع بينهما يضاعف الفوائد. فمزجهما في الأطعمة أو المشروبات يمنح تأثيرًا مميزًا على الصحة الجسدية والنفسية.

وتوصي دكتورة ماهيتاب بمشروب “الحليب الذهبي” الذي يجمع بين الحليب الدافئ والزعفران والكركم والعسل، مؤكدة أن تناوله ليلًا يساعد على الاسترخاء والنوم الهادئ. كما يمكن إضافتهما إلى الشوربة أو الأرز أو السلطة للحصول على فائدة مستمرة.

هل يظهر الفرق فعلًا؟

يُحفّز الزعفران هرمونات السعادة رئيسية
يُحفّز الزعفران هرمونات السعادة

وفقًا لتجارب كثيرة نقلتها دكتورة ماهيتاب، فإن عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين واظبوا على تناول الزعفران والكركم لاحظوا تحسنًا في المزاج بعد أسابيع قليلة فقط. والأجمل أنهم لم يعانوا من أي آثار جانبية تُذكر، بل شعروا براحة أكبر ونوم أعمق.

ما يميز هذه التوابل أنها تمنح نكهة لطيفة، فلا تشعرين بأنك تتناولين شيئًا “طبّيًا”، بل تستمتعين بطعامك في الوقت نفسه. ولهذا تعتبر إضافة الكركم والزعفران عادة ذكية وممتعة لكل من يهتم بصحته النفسية.

الراحة النفسية تبدأ من المطبخ

في النهاية، قد نكتشف أن الطريق إلى الراحة النفسية لا يمر دائمًا عبر الأدوية أو العيادات، بل يمكن أن يبدأ من أبسط مكان في المنزل: المطبخ. فالزعفران والكركم مثال واضح على أن العلاج يمكن أن يكون في طبق من الأرز أو كوب من الحليب الذهبي.

إن تناول مشروب يجمع بين رائحة الزعفران الدافئة ولمسة الكركم العطرية لا يمنح فقط متعة حسية، بل هو أيضًا خطوة صغيرة نحو صفاء الذهن وهدوء النفس. وربما يكون علاج الاكتئاب في نهاية الأمر مجرد كوب دافئ من الحليب، محلى بالأمل، ومطعّم ببهجة الزعفران وحكمة الكركم.