لتعزيز صحة الأمعاء والتصدي للسرطان... تناولي هذه الفاكهة يومياً
                                  
                          
                      كيف أصبح مرض السرطان، الشغل الشاغل للملايين حول العالم؟ هل كان هذا المرض موجودًا من قبل، لكن الكثيرين لم يكونوا على دراية به؟ وهل زادت أعداد المصابين به في الزمن الحديث، جراء تغيَر نمط الحياة المتسارع الذي شهدناه مع النهضة الصناعية والعمرانية حول العالم؟
أسئلةٌ كثيرة قد تخطر على بالي وأنا أُعدَ هذه المقالة حول السرطان، المرض الذي يحدث ملايين الإصابات والوفيات حول العالم كل يوم؛ بعض أنواعه الخطيرة والنادرة جدًا، قد يصعب تشخيصها في مرحلةٍ مبكرة أو تنتشر بسرعة، فيما بعض الأنواع الأخرى التي وبفضل اكتشافها المبكر، يمكن الشفاء منها بنسبٍ عالية.
عوامل عديدة تقف وراء زيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان، وتأتي الوراثة في مقدمها كما تعلمين عزيزتي؛ لكن لا ينبغي لنا إغفال العادات الحياتية اليومية والخاطئة في بعضها، والتي قد تُمثَل خطرًا كبيرًا على حياتنا، مثل التدخين، شرب الكحول، الإكثار من الأطعمة المُصنعة والجاهزة وقلة النشاط البدني. يمكن لهذه العوامل أن تلعب دورًا بارزًا في زيادة خطر تعرَضنا للسرطان، لهذا يُشجع خبراء الصحة والمواقع المعنية بصحة النساء بصورةٍ خاصة كما الحال مع موقع "هي"، على ضرورة تجنَبها أو التقليل منها قدر الإمكان.
على المقلب الآخر، تبرز أطعمةٌ قوية أو كما يُطلق عليها "أطعمة خارقة" Superfoods، وهي أطعمة غنية بالعناصر الغذائية والتي تمت معالجتها بشكلٍ بسيط التي تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة وغيرها من المركبات المفيدة للصحة التي تُعزَز الصحة وتحمي من أمراض عدة وفي مقدمها السرطان. ندركُ جيدًا أن مصطلح "الأطعمة الخارقة" هو مصطلحٌ تسويقي، وليس تصنيفًا علميًا؛ وأنه لا يوجد طعامٌ واحد قادر على توفير جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان، بل إن التنوع هو الأساس. لكن لا ضير من الحديث عن بعض مزايا هذه الأطعمة في مكافحة السرطان، ومنها فاكهة الكيوي محور مقالتنا اليوم.
لتعزيز صحة الأمعاء والتصدي للسرطان... تناولي هذه الفاكهة يومياً
هذا هو العنوان الرئيسي للحديث عن الكيوي، هذه الفاكهة الشهية التي تحمل في طياتها الكثير من الفوائد الصحية، ومنها مكافحة السرطان.

ينصح العديد من الأطباء، ومنهم الدكتورة تريشا باسريشا، اختصاصية الجهاز الهضمي في بوسطن، بتناول ثمرتين من الكيوي يوميًا لتعزيز صحة أمعائهم والوقاية من مرض السرطان. باسريشا التي تنصح مرضاها بهذا الأمر، تؤكد كما نقل موقع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن موقع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن فاكهة الكيوي هي من أفضل الأطعمة التي تقي من السرطان؛ كونها تُعزَز عملية الهضم وتُزوَد الجسم بجرعةٍ كافية من الفيتامينات ومضادات الأكسدة، التي كما نعرف، تقف سدًا منيعًا وراء الأورام السرطانية.
تحوي ثمرة كيوي واحد على قرابة 8 جرامات من الألياف، ما يحول دون الإصابة بالإمساك ويُعزَز عمل حركة الأمعاء وفقًا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). كما أن فاكهة الكيوي غنية بالأكتينيدين، وهو إنزيم يُساعد على الهضم عن طريق تكسير البروتينات. الملفت هنا هو عدم وجود إنزيم الأكتينيدين في كثيرٍ من الأطعمة الأخرى، ما يجعل فاكهة الكيوي تتقدم على أنواع فواكه وخضار أخرى نحتاجها لتسهيل عملية الهضم يوميًا. وهو ما توصي به باسريشا بدلاً من الأطعمة الغنية بالألياف الأخرى مثل البرقوق، التي قد تُسبَب الانتفاخ للبعض.
في دراسةٍ أُجريت عام 2022؛ خلص علماء من من نيوزيلندا وإيطاليا واليابان إلى أن تناول حبتين من الكيوي يوميًا، ساهم في مساعدة المشاركين بالدراسة على التبَرز بشكلٍ منتظم كل يوم، كما ساعد في تخفيف آلام البطن وعسر الهضم والإجهاد أثناء عملية التبرَز. كذلك وجدت الدراسة أن فاكهة الكيوي أثبتت فاعليتها أكثر من قشر السيليوم، وهو مُكمَل غذائي تربَع بحسب باسريشا، "على عرش علاجات أمراض الجهاز الهضمي لمدةٍ طويلة."
لكن ماذا عن الوقاية من السرطان؟ في دراسة قام بها باحثون في النرويج في عام 2011، تبيَن أن تناول الكيوي ساهم في منع تكسر الحمض النووي الذي قد يقف وراء تشكَل الأورام السرطانية في الجسم، كما ساعد علىخفض الدهون الثلاثية المرتبطة بخطر الإصابة بالنوبات القلبية.
وفي الصين، وتحديدًا في العام 2023؛ أشارت دراسةٌ إلى أن الأشخاص الذين تناولوا مزيدًا من الكيوي، انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 13%.
وفقًا لاختصاصية الجهاز الهضمي تريشا باسريشا، تحتوي فاكهة الكيوي على فيتامينات C و E وK بشكلٍ وفير، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة المعروفة بقدرتها على الوقاية من السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري. وعليه تنصح مرضاها بوجوب التركيز على تناول ثمرتين من هذه الفاكهة كل يوم.
تناول الكيوي يوميًا: فوائد وأضرار
مما استعرضناه آنفًا، يتبيَن لنا بالدليل العلمي وتوصيات الأطباء، من أن تناول فاكهة الكيوي يوميًا له بالغ الأثر الإيجابي على تسهيل عملية الهضم والوقاية من السرطان. لكن ماذا عن الفوائد الأخرى، وهل ثمة جانب سلبي لهذا الأمر؟
يشير موقع "ويب طب" المختص، إلى أن تناول فاكهة الكيوي يوميًا يمنحكِ الفوائد الصحية الآتية:
1. تعزيز جهاز المناعة: إذ قد تحصلين على 93 مللغرام من فيتامين سي أو فيتامين ج في الثمرة الواحدة من الكيوي، في حين تحوي حبة برتقال واحدة على 53.2 مللغرام من هذا الفيتامين الضروري لتقوية المناعة. ما يعني أن الكيوي أغنى بمستويات فيتامين سي من باقي الفواكه والخضروات الأخرى، ما يجعله في مقدمة الأطعمة التي تُعزَز صحة الجهاز المناعي وزيادة قدرته على مكافحة العدوى.
ليس هذا فحسب؛ بل إن فيتامين سي أو فيتامين ج يزيد من الشعور بالطاقة ويُقلَل الإرهاق، كما أنه مفيدٌ للعظام والمفاصل ويقيها من الالتهابات.

2. المحافظة على الوزن الصحي: والذي يُعدَ هاجسًا كبيرًا يواجهه أغلبنا، بجانب خسارة الوزن الزائد؛ فالكيوي وفقًا لموقع "ويب طب"، من الأطعمة المُشبعة التي تنخفض فيها السعرات الحرارية، وترتفع فيها نسبة الألياف التي تساعد على الشعور بالشبع، لهذا يُنصح بتناولها في حال كنتِ تتبَعين حميةً غذائية للمحافظة على وزنكِ.
يحتوي كل 100 جرام من الكيوي على حوالي 60 سعرة حرارية و3 جرام من الألياف، ما يعني أنه بالإمكان تناولها دون الخوف من زيادة الوزن.
3. منع مشكلات الهضم: لاحتوائها على إنزيم الأكتينيدين الذي يُعزَز عملية هضم البروتينات، ما يُقلَل من مشكلات الهضم. زيدي عليها شرب الماء والانتظام في ممارسة الرياضة، لتحظي بتوليفة ممتازة تحميكِ من اضطرابات الهضم كل يوم.
4. ضبط مستويات ضغط الدم: الكيوي فعالةٌ في ضبط ضغط الدم أكثر من الفواكه الأخرى؛ وفي حال واظبتِ على تناولها يوميًا، يمكن للكيوي تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بارتفاع ضغط الدم كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
5. تخفيف ضعف البصر: ليس الجزر وحده ما يُعزَز قوة ومتانة النظر، بل للكيوي دورٌ رئيسي في هذه العملية أيضًا، كونها تحوي معدلاتٍ مرتفعة من الزيوزانثين واللوتين واللذين يساعدان على تعزيز صحة البصر وتقليل فرص الإصابة بالضمور البقع الذي يعدَ السبب الرئيسي لفقدان البصر. وينصح بعض المختصين، للحفاظ على صحة العين وقوة البصر، بتناول ثلاث حصص من فاكهة الكيوي يوميًا.
6. تقليل نوبات الربو: تلعب مستويات فيتامين ج ومضادات الأكسدة الموجودة في الكيوي دورًا فعالًا في التحكم بنوبات الربو والتقليل من أعراض، مثل الصفير، وصعوبة التنفس التي تصيب الأطفال غالبًا ممن يعانون من هذا المرض.
جميع هذه الفوائد لا تُلغي للأسف، بعض المخاطر أو الأضرار الناجمة عن تناول فاكهة الكيوي يوميًا لدى البعض. منها على سبيل الحساسية، التي تحول دون إمكانية الاستفادة من مزايا هذه الفاكهة؛ فإذا ما شعرتِ عزيزتي بالتهاب الحلق، تورم اللسان، صعوبة البلع، التقيؤ والتهابات الجلد واحمراره، راجعي طبيبكِ لتحري ما إذا كنتِ تعانين من الحساسية تجاه الكيوي.
في حالاتٍ نادرة جدًا، يمكن أن يتسبب تناول الكيوي في زيادة نزيف الدم؛ لذا فهو غير مناسب قبل الخضوع لعمليةٍ جراحية.
في الخلاصة؛ لتعزيز صحة الأمعاء والتصدي للسرطان، تناولي فاكهة الكيوي يومياً، كونها تحوي فيتامين ج ومضادات الأكسدة بنسبٍ عالية، إلى جانب العديد من الإنزيمات والعناصر الأخرى التي تجعل من هذه الفاكهة الأفضل بين أقرانها لجهة تحسين الهضم والوقاية من السرطان.
لكن لمن لديهم حساسية من الكيوي، أو يتحضرون لإجراءٍ جراحي قريب، يُنصح بعدم تناول الكيوي. وتبقى استشارة الطبيب هي أفضل السُبل لمعرفة ما إذا كنتِ قادرةً على تناول فاكهة الكيوي يوميًا لتحسين وتعزيز صحتكِ.