انتبهي من أعراض سرطان الثدي في سن الثلاثين

أعراض سرطان الثدي في سن الثلاثين.. لا تهملي إشارات جسدكِ!

ريهام كامل
27 أكتوبر 2025

قد لا يخطر ببالكِ، وأنتِ في سن الثلاثين، أن تفكري كثيرًا في صحة ثدييكِ. بين حيويتكِ، وأحلامكِ، ومسؤولياتكِ اليومية بين العمل والبيت، قد تغيب عنكِ تلك الإشارات الصغيرة التي يرسلها جسدكِ ليخبركِ أن هناك أمرًا يحتاج انتباهكِ.

إن الأمر لا يتعلق بمدى قوتكِ أو نشاطكِ في هذا السن، بل بمدى وعيكِ بجسدكِ وفهمكِ له. لذلك، لا تهملي أي عرض يطرأ على ثدييكِ، فالكثير من هذه الأعراض تكون طبيعية أو حميدة، لكنها في الوقت ذاته دعوة لطيفة للاهتمام بنفسكِ والتأكد من سلامتكِ.

في هذا المقال، سنقترب سويًا من أكثر أعراض الثدي شيوعًا في سن الثلاثين، في محاولة للتمييز بين ما هو طبيعي، وما هو غير ذلك، لمراجعة الطبيب في الوقت المناسب لتعزيز وقايتك من مخاطر الإصابة بهذا المرض

الفحص المبكر يحميك من تطور أعراض سرطان الثدي في سن الثلاثين

هل سرطان الثدي شائع في سن الثلاثين؟

تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب 5-7% من حالات سرطان الثدي تُكتشف بين النساء في سن الأربعين، وغالبًا ما تكون بسبب العوامل الوراثية أو التغيرات الهرمونية القوية، إلا أن هذا لا يعني أنه لا يظهر في سن الثلاثين. من هنا تظهر أهمية الكشف المبكر والفحص المنتظم، لأنهما يجعلان فرصة الشفاء مرتفعة جدًا، وبخاصة عند اكتشاف المرض في مراحله الأولى.

ما هي أبرز أعراض سرطان الثدي التي لا يجب تجاهلها في سن الثلاثين؟

بحسب دكتورة أمينة العسلي، اختصاصية أمراض النساء والتوليد، من الممكن أن يصيب سرطان الثدي النساء في سن الثلاثين. لذلك، يجب الانتباه لأي أعراض غير طبيعية والتي من بينها ما يلي:

  • ظهور كتلة أو تكتل داخل الثدي

تعد تكتلات الثدي أكثر أعراض سرطان الثدي شيوعًا التي تدفع النساء إلى زيارة الطبيب. في سن الثلاثين، تكون معظم هذه الكتل حميدة، مثل الأكياس الليفية أو التليفات الناتجة عن اضطرابات هرمونية. لكن من المهم جدًا أن يتم فحصها بالأشعة (الماموغرام أو السونار) لاستبعاد أي احتمال خبيث.

  • تغير في شكل أو حجم الثدي

إذا لاحظتِ أن أحد الثديين أصبح أكبر أو أصغر فجأة، أو أن شكله تغير مقارنة بالآخر، فقد تكون هذه من أعراض الثدي التي تتطلب الفحص من باب الاطمئنان، ففي بعض الحالات، يكون السبب مجرد تغير هرموني مؤقت.

  • إفرازات غير طبيعية من الحلمة

الإفرازات الشفافة أو البيضاء طبيعية لدى بعض النساء، خاصة قبل الدورة الشهرية. لكن إذا كانت الإفرازات دُموية، أو صفراء داكنة، أو تخرج من حلمة واحدة فقط، فهنا يجب زيارة الطبيب فورًا.

  • ألم مستمر في الثدي لا يرتبط بالدورة الشهرية

الألم العرضي في الثدي أمر شائع، خاصة في فترات التبويض أو قبل الحيض، لكن إذا استمر الألم بعد انتهاء الدورة، أو تمركز في منطقة محددة من الثدي، فقد يكون من أعراض الثدي التي تحتاج تقييمًا بالموجات فوق الصوتية.

  • تغير في لون الجلد أو ملمسه

من أعراض الثدي التي يجب عدم إغفالها تغير الجلد المحيط بالثدي أو الحلمة، مثل: احمرار أو تقشر دائم، أو سماكة أو انكماش في الجلد، أو كأن يصبح شبه قشرة البرتقال. هذه الأعراض قد تكون علامة مبكرة على سرطان الثدي الالتهابي، وهو نوع نادر لكنه يحتاج تدخلاً سريعًا.

  • تغير في شكل الحلمة أو انقلابها للداخل

لدى بعض النساء، تكون الحلمة منقلبة طبيعيًا منذ الصغر، لكن إذا لاحظتِ انقلابًا حديثًا لم يكن موجودًا من قبل، فذلك من أعراض الثدي التي تتطلب فحصًا، إذ يمكن أن يشير إلى كتلة خلف الحلمة.

أعراض سرطان الثدي تستدعي استشارة الطبيب فورًا

لماذا تظهر أعراض سرطان الثدي في الثلاثين؟

الأسباب الهرمونية والنفسية والبيئية، تقف وراء ظهور أعراض سرطان الثدي في سن الثلاثين التي من أبرزها:

  • تقلب مستوى الإستروجين والبروجسترون يؤثر مباشرة على نسيج الثدي.
  • حبوب منع الحمل تسبب احتباس السوائل وتورمًا في الثديين.
  • التوتر وقلة النوم يؤثران على الهرمونات وتسبب ألمًا أو احتقانًا في الثدي.
  • وجود تاريخ عائلي لسرطان الثدي يزيد من احتمالية ظهور الأعراض مبكرًا.
  • التغذية ونمط الحياة غير الصحي مثل السمنة، التدخين، وتناول الكافيين لأنها تزيد من تهيج أنسجة الثدي.

متى يجب القلق من الأعراض التي تطرأ على الثدي؟

ينبغي مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظتِ أي عرض من الأعراض التالية:

  • كتلة صلبة غير مؤلمة وتستمر لأكثر من أسبوعين.
  • إفرازات دموية من الحلمة.
  • تغير واضح في شكل الثدي أو الحلمة.
  • ألم لا يختفي بعد الدورة الشهرية.
  • تورم في الإبط أو الرقبة.

كيف تجرين فحص الثدي الذاتي في المنزل؟

بحسب د.أمينة يمكنك إجراء الفحص الذاتي للثدي من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • قفي أمام المرآة، ولاحظي أي تغير في الشكل أو الحجم أو لون الجلد.
  • ارفعي ذراعيكِ للأعلى، وراقبي إن كان أحد الثديين يتحرك بشكل مختلف.
  • افحصي الثدي باللمس، باستخدام أطراف الأصابع بحركات دائرية لطيفة من الخارج إلى الداخل.
  • افحصي أثناء الاستحمام، فالصابون يساعد على تحسس أي تكتلات بسهولة.
  • سجلي ملاحظاتك، وقارنيها كل شهر بعد الدورة الشهرية.

كيف تتعاملين مع القلق الناتج عن أعراض الثدي؟

شعورك بالخوف عند ملاحظة أي عرض غير مألوف أمر طبيعي، لكن ما يجب أن تعلميه هو أن معظم أعراض الثدي ليست سرطانية. كما أن القلق الزائد لا يفيد بينما الفحص المبكر هو الحل الأمثل لتحقيق أمنك وسلامتك من السرطان. يجب عليكِ التحدث مع طبيبتك بصراحة حول مخاوفكِ.

من الأفضل وبدلًا من القلق والوقوع فريسة لهذه المشاعر السلبية أن تمارسي الرياضة بانتظام، فهي تخفف التوتر وتنشّط الدورة الدموية، وأن لا تهملي الدعم النفسي من العائلة أو الصديقات.

نصائح لتعزيز الوقاية من سرطان الثدي في سن الثلاثين

توصي د.أمينة بضرورة الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • الالتزام بالفحص السريري السنوي للثدي من خلال الطبيبة المختصة. الأشعة بالموجات فوق الصوتية كل عامين في حال وجود أعراض أو تاريخ عائلي، أو الماموغرام  (Mammogram)  بدءًا من سن الأربعين، إلا في حالات محددة يُطلب قبل ذلك.
  • اتباع نمط حياة يحميكِ من مشاكل وأعراض الثدي.
  • تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات.
  • تقليل الكافيين والمشروبات الغازية.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تجنب التدخين والكحول.
  • ارتداء حمالة صدر مريحة تناسب حجمكِ.

خلاصة القول:

في سن الثلاثين، تكون المرأة في ذروة النضج الجسدي والهرموني، لكن هذا لا يعني أن أعراض سرطان الثدي التي قد تلاحظينها عابرة دائمًا. فالكثير من النساء في هذا العمر يواجهن تساؤلات كثيرة حول الفرق بين الأعراض الطبيعية والدلالات المقلقة التي قد تشير إلى بداية سرطان الثدي.أعراض سرطان الثدي ليست دائمًا مقلقة، لكنها رسالة من جسدكِ تستحق الاستماع. الوعي المبكر، والفحص الذاتي المنتظم، والزيارات الطبية الدورية هي مفاتيح حمايتكِ.

تذكري دائمًا: صحتكِ ليست رفاهية، بل أمان لكِ ولمن تحبين. احرصي على الكشف المبكر، هو الدليل الأول لوقايتك من أعراض سرطان الثدي في سن الثللاثين وفي كل عام.