استشارية الأمراض الجلدية وفاء سالم لـ"هي": العناية بجمال الناجيات من سرطان الثدي تبدأ بهذه التقنيات
"العناية بجمال الناجيات من سرطان الثدي". ليست مجرد جملة أكتبها بمشاعر صادقة، بل مفهوم عميق بات محل أنظار خبراء التجميل والأطباء المتخصين، وأيضًا صناع التقنيات الحديثة في عالم الجمال، يُجسد لهن أدوات التعافي الحقيقية.
لقد تطورعالم التجميل ليفهم احتياجاتهن الخاصة، وليقدم لهن حلولًا فعّالة تلائم بشرتهن الحساسة، وتُدعم نمو شعرهن بلطف، وتُساعدهن على استعادة بريقهن من خلال وسائل آمنة ومخصصة لهذه المرحلة.
ولاشك أنه حان الوقت ليُركزن على أنفسهن بعد رحلة العلاج الشاقة، والتي أثبتن فيها للعالم كله قوة إرادتهن والصبر اللامنتهي. عمومًا مفهوم العناية الذي أتحدث عنه ليس فقط للشفاء، بل للإزدهار مرة أخرى. لأن العناية في حد ذاتها بالنسبة للناجيات بمثابة لغة جديدة للحوار مع أجسادهن التي قاتلت بشراسة، وسيلة لإعادة كتابة قصة انتصارهن بخطوط من الراحة والثقة، وفرصة للتقنيات الحديثة أن تقدم لهن يد العون في رحلة استعادة أنوثتهن.
من هذا المنطلق، أضّع بين أيدّي الناجيات من سرطان الثدي، وعبر موقع "هي" أبرزالتقنيات الحديثة المناسبة للعناية بجمالهن بعد الشفاء؛ وكتابة فصل جديد من قصتهن"مليء بالعناية الذاتية والثقة المتجددة" بأساليب فعّالةتدعم جمالهن الطبيعي وقوتهن الفريدة؛ بناءً على توصيات استشارية الأمراض الجلدية الدكتورة وفاء سالم من القاهرة.
أهمية العناية بجمال الناجيات من سرطان الثدي من عدّة زوايا
ووفقًا للدكتورة وفاء، بالتأكيد العناية بالبشرة والشعر للناجيات من سرطان الثدي باتت تتجاوز بكثير مفهوم الجمال السطحي أو الرفاهية، لتصبح جزءًا أساسيًا من رحلة التعافي الشاملة، الجسدية والنفسية على حد سواء؛ وذلك للأسباب التالية:
العناية الجمالية ترسم ملامح الإنجازات على وجوه الناجيات
- بما أن معظم الناجيات يشعرن بأن السرطان وعلاجاته قد سلبهم السيطرة على أجسادهن؛ فإن إنشاء روتين للعناية بالبشرة والشعر (ولو كان بسيطً) سيعيد لهن شعورًا بالسيطرة والاختيار، مما يُعزز ثقتهن بأنفسهن.
- نعلم أن الشعر والجلد الصافي يرتبط في العديد من الثقافات بالجمال والأنوثة. وبالتالي الاهتمام بهما بعد التعافي سيُساعدهن على استعادة شعورهن بأنوثتهن وهويتهن التي قد تأثرت سلبًا بسبب تساقط الشعر وتغير لون البشرة وملمسها.
- لاشك أن النظر في المرآة ورؤية آثار العلاج يمكن أن يكون تذكيرًا يوميًا مؤلمًا بالمرض. وبالتالي العناية في حد ذاتها ستساعدهن على تحسين صورتهن الذهنية وتقبل التغيرات التي طرأت على أجساهن بجدارة.
- من ناحية أخرى، لا ننسى أن روتين العناية بعد التعافي من سرطان الثدي وسيلة فعالة لتعزيز مزاجهن و، والتقليل من مستويات القلق والاكتئاب المرتبطة برحلة العلاج والنجاة.
العناية الجمالية تتحدى ذكريات المعاناة والعلاجات المؤلمة
- يُخفف استخدام المرطبات المكثفة الانزعاج ويمنع التشققات التي قد تؤدي للعدوى عد الإنتهاء من العلاجات الكيميائية والإشعاعية.
- يحمي تجنب المنتجات القاسية البشرة من الطفح الجلدي والتهيج.
- يُسرع استخدام منتجات لطيفة ومخصصة لهن من التعافي النفسي والجسدي في آن واحد.
- تُعيد العناية الجمالية الصحيحة بناء حاجز الجلد لمكافحة أي عرضة للعدوى البكتيرية والفطرية بعد التعافي.
- تحفيز نمو الشعر الصحي بعد العلاج ليعود باقوى صورة ممكنة.
- تساعد العلاجات الموضعية مثل (رقعات السيليكون) والتدليك على تليين ندوب الجراحة وتحسين مظهرها، مما يقلل من التيبس والألم المرتبط بها.
العناية الجمالية جسر عبور لحياة أفضل في البيئة المحيطة
- بالتأكيد عندما تشعر الناجية بالرضا عن مظهرها، ستزداد ثقتها في الخروج والاختلاط اجتماعياً أو العودة إلى العمل؛ ما يُقلل ذلك من العزلة الاجتماعية التي تعاني منها الكثيرات.
- يُمكن أن يساعدها مظهرها الجديد بعد التعافي (شعر مستعار أنيق، بشرة نظيفة، مكياج خفيف) في تحويل النظرات من نظرات شفقة أو فضول إلى نظرات إعجاب واحترام، مما يُعزز شعورها بالقوة والطمأنينة لحياة أفضل في المستقبل.
أبرز التقنيات الحديثة المناسبة للعناية بجمال الناجيات من سرطان الثدي
وتابعت دكتورة وفاء، ستظل العناية بالبشرة والشعر للناجيات من سرطان الثدي بجميع الطرق والأساليب الفعّالة هي أداة علاجية نفسية وجسدية، وليست رفاهية كما ذكرنا من قبل، بل والأهم هي خطوة عملية نحو استعادة الذات. أما عن أبرز التقنيات والمنتجات الحديثة المناسبة بعد التعافي؛ فهي كالتالي:
منتجات الإصلاح الحاجز الجلدي
ركّزي على تقنيات تحوي السيراميدات، الأحماض الدهنية، والنياسيناميد التي تُعيد بناء الحاجز الواقي للبشرة، وتقلل من فقدان الماء وتهدئة الاحمرار والحكة.
مستحضرات العناية بالبشرة الطبية
اختاري منتجات خالية من العطور، والبارابين، والكبريتات، والكحول لتجنب أي تهيج.
الرذاذ المرطب
استخدمي رذاذ ماء حراري ومرطب غني بمضادات الأكسدة؛ لترطيب البشرة فورًا من دون الحاجة لفركها.
الواقيات الشمسية المعدنية
بما إنها الأكثر أمانًا لبشرتكِ الحساسة، لأنها تحوي أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم اللذان يُشكلان حاجزًا فوق البشرة لعكس الأشعة فوق البنفسجية، لذا احرصي على استخدمها بدلًا من الواقيات الكيميائية.
العلاجات اللطيفة لفروة الرأس
استخدمي شامبو طبي خالٍ من المواد الكيميائية القاسية، ومرطبات فروة الرأس بخلاصات طبيعية مثل (الصبار أو البانونج) لتهدئة الحكة والجفاف.
الليزر منخفض المستوى (LLLT)
هوتقنية تستخدم بعد انتهاء العلاج لتحفيز نمو الشعر "زيادة تدفق الدم وتنشيط البصيلات الخاملة"؛ ولكن يجب استخدامها بعد استشارة الطب المعالج وليس من تلقاء نفسكِ
منتجات متخصصة
جل أو بخاخات مرطبة للفم تحتوي على إنزيمات مشابهة للعاب الطبيعي؛ معاجين أسنان لطيفةخالية من مادة لوريل كبريتات الصوديوم (SLS) التي قد تسبب التقرحات والتهيج. وأيضًا غسولات مصممة خصيصًا للعناية بجفاف الفم وتقرحات ما بعد العلاج الكيميائي.
العناية بالأظافر
استخدمي طلاء الأظافر الواقي الغني غنية بالفيتامينات والمعادن لتقوية الظفر؛ كذلك العلاج بالضوء "بعض المراكز تقدم جلسات ضوء معينة لتحسين صحة الظفر"، ولا تنسي المرطبات المركزة الغنية بفيتامين E وزيت الجوجوبا لتدليك منطقة الظفر والجليدة (المنطقة المحيطة بالظفر) لتحسين الدورة الدموية ومرونتها.
المكياج التصحيحي
ويشمل "مستحضرات الأساس والكونسيلر عالية التغطية واللطيفة، منتجات خالية من العطور والمواد المسببة للحساسية، مصممة لتغطية التصبغات أو الاحمرار من دون أن تسد المسام أو تهيج البشرة". كذلك مكياج الحواجب الدائم (المايكروبلادينغ/ المايكروشادينغ) بعد التعافي، وهو تقنية متطورة لإعادة رسم الحواجب بشكل طبيعي بعد فقدانها. علمًا أنه يجب الانتظار حتى التعافي التام واستشارة الطبيب، والذهاب لخيرة متخصصة وذو خبرة.
العناية بالندوب بعد الجراحة
يُعتبر السيليكون جل أو "الرقعات الطبية" هو المعيار الذهبي في علاج الندوب. إذ يُشكل حاجزًا مرنًا فوق الندبة ويحافظ على رطوبتها، مما يساعد على تليينها وتخفيف لونها وملمسها. كذلك استخدمي ملابس ضاغطة طبية مخصصة للمساعدة في تسطيح الندبة ومنع تكون الندبة الجدرية.
الليزر التجميلي بعد التعافي نهائيًا
يمكن أن تساعد تقنيات الليزر مثل الليزر الجزئي (Fraxel) أو الليزر النبضي (Pulsed Dye Laser) في تحسين ملمس ولون الندوب بشكل كبير. ومع ذلك، يجب مناقشة الجراح والأخصائي الجلدي بعد انتهاء جميع العلاجات.
على الهامش.. نصائح مهمة لا تفوتكِ
- استشيري فريقكِ الطبي دومًا قبل تجربة أي تقنية أو منتج جديد، خاصة تلك التي تنطوي على أجهزة أو إجراءات غازية، لأن من الضروري الحصول على موافقة الطبيب المعالج في المقام الأول.
- استعيني بمتخصصي التجميل الطبي، وابحثي عن أخصائيي تجميل مدربين على العمل مع الناجيات من سرطان الثدي تحديدًا وليس غير ذلك.
- ركّزي على اتباع مفهوم العناية الذاتية كأسلوب حياة، وتذكّري دومًا أن الهدف النهائي هو شعوركِ بالراحة والثقة بعد التعافي.
وأخيرًا، رغم أن رحلة النجاة من سرطان الثدي هي رحلة قوية، إلا أن العناية بجمالكِ بعد التعافي هي أداة لطيفة لمساعدتكِ على استعادة ملامحكِ الجذابة وإطلالتكِ المشرقة مدى الحياة.
