أفضل أطعمة تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياً

مكونات السعادة في طبقكِ: إليكِ أفضل أطعمة تزيد سعادتكِ.. وتُحسن مزاجكِ كل يوم

جمانة الصباغ

السعادة هي شيءٌ نسبي للبعض، وهي شيءٌ ضروري وملح للبعض الآخر؛ لكن الجميع يتفق على أنها مبعث الراحة والشعور بالثقة بالنفس والإيجابية، وكلها عوامل تنعكس إيجابًا على حياتنا اليومية.

لكن الحياة بمعناها الحقيقي، لا تخلو من الكآبة والحزن أيضًا؛ وغالبًا ما نشعر بفتراتٍ من فقدان السعادة الذي قد يصل بنا إلى حد الاكتئاب، خصوصأ في ظل تسارع الحياة هذه الأيام والأحداث الكبيرة والمؤلمة التي تحصل من حولنا. لذا من الضروري دومًا، معرفة كيف نتخلص من هذه المشاعر السلبية ونعود بالنفس إلى عالم الراحة والسعادة.

يتحقق هذا الأمر من خلال أمورٍ عدة، في مقدمها الغذاء. نعم؛ فهناك العديد من الأطعمة التي تحوي عناصر كفيلة بتعزيز روح السعادة وتحسين المزاج كل يوم، وينصحنا بها الخبراء على الدوام. بجانب العلاجات والطرق الحياتية الأخرى، مثل التأمل واليوغا واستشارة المختصين النفسيين، للتخلص من مشاعر الكآبة الحادة.

فلنتعرف سويًا عزيزتي، في مقالة اليوم، على أفضل أطعمة تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياً؛ لمساعدتكِ على تعزيز جودة حياتكِ الجسدية والنفسية على حد سواء.

ما أفضل أطعمة تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياً؟

في جسم الإنسان هرموناتٌ عديدة، تُنظّم معظم وظائف الجسم الحيوية مثل النمو، التطور، التمثيل الغذائي (استهلاك الطاقة)، الوظائف الجنسية والإنجاب، والنوم والمزاج. ولنتوقف عند المهمة الأخيرة: تنظيم المزاج، هذه الحالة النفسية التي يعتريها بعض الاضطراب والشعور بالحزن وعدم التوازن في بعض الحالات، لكنها أمورٌ تمرَ بسرعة في حال استخدم المرء الأدوات الصحيحة لمعالجتها.

من هذه الأدوات، الأطعمة التي تزيد من الشعور بالسعادة وتحسن المزاج يومياً، بحيث يصبح اضطراب المزاج أمرًا قليل الحدوث. أطعمة يصفها موقع "الطبي" على أنها مصدر هرمونات السعادة الأربع، وهي الدوبامين، والسيروتونين، والإندورفين، والأوكسيتوسين؛ والتي تعمل ليس فقط على تعزيز صحة الجسم، وإنما أيضًا تحسين المزاج وتفعيل مشاعر السعادة التي نبغيها.

الأسماك والمأكولات البحرية من أفضل الأطعمة التي تزيد السعادة وتحسن المزاج
الأسماك والمأكولات البحرية من أفضل الأطعمة التي تزيد السعادة وتحسن المزاج

تجدين عزيزتي هرمونات السعادة هذه في الأطعمة التالية:

1.     الشوكولاته

معشوقة الجميع تقريبًا، بجانب القهوة؛ تأتي الشوكولاته في مقدمة الأطعمة التي تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياَ؛ نظرًا لمحتواها الفريد من عدة مكونات تتضافر لتحقيق هذا الأمر. والبداية مع السكر، الذي قد يُحسن المزاج كونه مصدرٌ سريع لتزويد العقل بالطاقة. هناك أيضًا الكافيين، والثيوبرومين، والأسيل إيثانول أمين (بالإنجليزية: N-acylethanolamine) يتم إطلاقهم من الشوكولاتة، وقد تمَ ربطهم بتحسين الحالة المزاجية.

لا ننسى بالطبع مركبات الفلافونويد المتواجدة بنسبةٍ عالية في الشوكولاتة، والتي ثبُت أنها تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، وتُقلَل الالتهاب، وتُعزَز صحة الدماغ؛ وكلها عوامل تزيد من الشعور بالسعادة.

لكن من الضروري التذكير بأن هذه الميزات تحصلين عليها أكثر من الشوكولاته الداكنة التي تحوي نسبة أعلى من الفلافونويد ونسبة أقل من السكر المضاف؛ مقارنةً مع الشوكولاته بالحليب التي تحتوي مكوناتٍ مضافة مثل السكر والدهون.

2.     الأسماك والماكولات البحرية

من أعماق البحار والمحيطات، تأتينا أطعمة تزيد من شعورنا بالسعادة وتحسن مزاجنا كل يوم. هذه الأطعمة البحرية مثل السلمون والتونا وغيرها، تمتاز بمحتواها العالي من أحماض أوميغا 3 الدهنية الصحية، والتي بجانب تعزيز الصحة العامة، تُساعد كذلك على محاربة الاكتئاب وتهدئة الأعصاب المتوترة. كما تحوي الأسماك والمأكولات البحرية مادة الزنك، والتي تؤثر بشكلٍ كبير على الدماغ إن لجهة تحسين الذاكرة أو تعديل المزاج؛ ونجد الزنك بشكلٍ كبير في المحار.

الأسماك والمأكولات البحرية غنية أيضًا بمادة اليود ذات الخصائص المضادة للاكتئاب؛ وكثيرًا ما نجد هذه المادة في الأعشاب البحرية Seaweed التي يُحضَر منها السوشي.

وقد وجد الباحثون أن الجماعات التي تعيش قرب البحار، هي أكثر سعادةً من باقي المجموعات؛ كونها تكثر من تناول الأسماك والمأكولات البحرية التي تعزز الشعور بالسعادة.

3.     السبانخ والخضراوات الورقية الداكنة الاخرى

هذه الورقيات ذات اللون الأخضر الداكن، هي مصدرٌ مهم للفيتامينات والمعادن والألياف، منها المغنيسيوم المعروف بدوره الكبير في تخفيف الاكتئاب. فقد خلصت بعض الأبحاث إلى أن المغنيسيوم يتمتع بنفس فعالية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ويعمل على تقليل التوتر والقلق؛ وهو عنصرٌ ضروري للتفاعلات البيوكيميائية التي تحدث في الدماغ وتزيد من مستويات الطاقة لدى الفرد.

تحوي الخضراوات الورقية الخضراء أيضًا حمض الفوليك، والذي يرتبط نقصه عادةً بخطر الإصابة بالاكتئاب؛ إذ يُحتمل أن نقص حمض الفوليك قد يعيق عملية التمثيل الغذائي للنواقل العصبية التي تُحسن المزاج مثل الدوبامين، والسيروتونين، والنورأدرينالين.

4.     القهوة

نشربها صباحًا لمساعدتنا على الاستيقاظ وبدء نهاراتنا المزدحمة بالأعمال والالتزامات؛ لكن الساحرة السوداء لا تقوم بهذه المهمة فقط، بل إنها فعالةٌ كذلك في تحسين المزاج وتفعيل مشاعر السعادة في الجسم. ويعود الفضل في ذلك إلى خاصية القهوة الأساسية الكافيين، والذي يمنع الأدينوزين، وهو مركبٌ طبيعي بالجسم يعمل على زيادة اليقظة والانتباه.

كما يمتاز الكافيين بخصائص مضادة للاكتئاب ويزيد من إطلاق الناقلات العصبية التي تُحسن المزاج. وجد الباحثون أيضاً أن القهوة الخالية من الكافيين، تزيد الشعور بالسعادة وتحسن المزاج بصورةٍ ملحوظة، مما يشير إلى أن القهوة تحتوي على مركبات أخرى تؤثر على الحالة المزاجية للفرد، ومنها المركبات الفينولية المختلفة، مثل حمض الكلوروجينيك.

إنما من الضروري التذكير بوجوب عدم الإكثار من القهوة لتحسين المزاج، كون الاستهلاك الزائد لهذا المشروب اللذيذ قد يزيد التوتر والقلق والأرق وصعوبة النوم، بالإضافة إلى زيادة العصبية وتسارع ضربات القلب، وزيادة الحموضة وإمكانية الإصابة بالإسهال أو الغثيان. وقد تؤدي أيضاً إلى كثرة التبول، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على ضغط الدم وصحة العظام عند تناول كميات كبيرة منها.

5.     الموز

إن أردتِ الخلود للنوم بسرعة، أو إراحة مزاجكِ من التوتر والقلق، ما عليكِ سوى تناول موزة. هذا ما يؤكده خبراء الصحة، مشيرين إلى أن الموز يُعدَ من الفواكه التي تعزز السعادة والتخلص من الاكتئاب بسرعة. بفضل محتواها العالي من فيتامين ب6 الذي يساعد على تصنيع النواقل العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، التي تجعلنا تشعر بالسعادة.

الموز غني أيضًا بالسكر والألياف؛ واقتران السكر بالألياف يساعد على إطلاقه ببطء في مجرى الدم، مما يسمح باستقرار مستويات السكر بالدم والتحكم بالمزاج بشكلٍ أفضل. إذ أن انخفاض مستويات السكر بالدم يُقلَل من حيث التهيَج العصبي وتقلَب المزاج.

كذلك يحتوي الموز على البوتاسيوم، المعدن المهم لمقاومة الاكتئاب والتخلص من مشاعر الحزن التي تعترينا. لكن لا تنسي عزيزتي أن الإكثار من الموز قد يُصيبكِ بالإمساك، لذا تناوليه باعتدال.

6.     التوت والفراولة

ليست مجرد فاكهة جميلة بألوانها الزاهية ومذاقها الحلو، بل يمكن لهذه الأطعمة أن تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياً. كونها غنية بمضادات الأكسدة والمركبات الفينولية التي تتحكم في الحالة المزاجية، عن طريق تقليل الالتهاب المرتبط بالاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى.

تمتاز هذه الأطعمة أيضًا بمحتواها من مركب الأنثوسيانين على وجه الخصوص، الذي يساعد في التقليل من أعراض الاكتئاب بنسبةٍ كبيرة نسبياً. وفي حال لم تتوافر هذه الفاكهة على مدار السنة، يمكنكِ تناولها مجمدة، بشرط أن تكون عضوية أو ذات جودة عالية، لضمان احتفاظها بأكبرٍ قدر من مضادات الأكسدة.

7.     المكسرات والحبوب

مثل الجوز واللوز والكاجو والفول السوداني وبذور اليقطين والسمسم وعباد الشمس وغيرها، هي أطعمة تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياً؛ كونها تحتوي على التربتوفان، وهو حمضٌ أميني مسؤول عن إنتاج هرمون السعادة. كما أن بعض المكسرات والحبوب، مثل الجوز البرازيلي، واللوز، والصنوبر، تُعدَ مصادر جيدة للزنك والسيلينيوم، وهي عناصر مهمة لوظائف الدماغ؛ وغالبًا ما يرتبط نقصها بارتفاع معدلات الاكتئاب، لذا فإن تناولها باعتدال قد يكون له تأثيرٌ إيجابي على الحالة المزاجية.

تناول القهوة باعتدال يزيد الشعور بالسعادة ويحسن المزاج يومياً
تناول القهوة باعتدال يزيد الشعور بالسعادة ويحسن المزاج يومياً

8.     الشاي الاخضر

نتناوله عادةً للمساعدة في حرق الدهون والسعرات الحرارية بهدف إنقاص الوزن، لكن الشاي الأخضر مثالٌ قوي على أعشابٍ تعزز السعادة. يمكنكِ شرب الشاي الأخضر أيضًا لتحسين مزاجكِ كل يوم، فقد وُجد أن تناول أكثر من خمسة أكواب من الشاي الأخضر يومياً يُقلَل من مستويات التوتر النفسي لدى الفرد بنسبة 20% مقارنةً بشرب أقل من كوب واحد في اليوم.

إنما ننصحكِ دومًا بمراجعة الطبيب المختص حول الكمية الأنسب لكِ من هذا المشروب الساحر.

9.     البقوليات

مثل الفاصوليا والعدس وسواها، هي أطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي تعزز الشعور بالسعادة. كونها مصدرٌ ممتاز لفيتامينات ب التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية عن طريق زيادة مستويات الناقلات العصبية مثل السيروتونين، والدوبامين، والنورادرينالين، وحمض جاما أمينوبوتريك، والتي تعد مهمة لتحسين الحالة المزاجية؛ المساهمة بإرسال الإشارات العصبية، ما يسمح بالاتصال المناسب بين الخلايا العصبية؛ والبقوليات مصدرٌ جيد أيضًا للزنك، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، والحديد، وصرنا نعرف الآن أنها عوامل تعزز من  رفع المعنويات وزيادة الشعور بالسعادة.

10.   الطماطم

لاحتوائها على مركب اللايكوبين، الذي يمنحها لونها الأحمر اللامع، ويعد علاجاً فعالاً في محاربة الكآبة وتحسين المزاج. لذا أضيفيها إلى وجباتكِ اليومية، خصوصًا عند شعوركِ بالحزن أو انخفاض الطاقة الإيجابية.

تجدر الإشارة إلى أن الأطعمة العشر المذكورة آنفًا، ليست الوحيدة التي تبعث على السعادة والاسترخاء؛ فهناك أطعمةٌ أخرى يمكن التركيز عليها ضمن وجباتنا الغذائية الصحية لتعزيز الشعور بالسعادة مثل الشوفان، الألبان، الكيمتشي، المخللات، الكركم، الشمندر، البيض، شاي البابونج، الفليفلة الحمراء، جوز الهند، البطاطا الزرقاء، الدجاج، بذور الشيا، زيت الزيتون والأفوكادو والقائمة تطول. شريطةً أن يكون الاعتدال في استهلاكها سيد الموقف، حتى لا تنقلب فائدتها إلى مساوئ تزيد من الحزن والكآبة.

في الخلاصة؛ فإن تناول أطعمة تزيد السعادة وتحسن المزاج يومياً هو السبيل الأسرع والأفضل لنا لتحسين حالتنا المزاجية وتقليل خطر الإصابة بالتوتر والاكتئاب. وهذه الأطعمة موجودة ومتوفرة في معظم المواسم، وحتى يمكن تناولها مجمدة، لضمان الحفاظ على صحةٍ نفسية سليمة وتجنب اللجوء إلى الخيارات العلاجية والدوائية ذات الآثار الجانبية، والتي للأسف يُقبل كثيرون عليها لتحسين المزاج وتعزيز رفاه الحياة.