تأثير الألوان على النوم

لون النوم: كيف تتحكم ألوان غرفة نومكِ في راحتكِ النفسية؟

جمانة الصباغ

"الحياة بقى لونها بمبي"؛ من منا يتذكر هذه الأغنية الجميلة التي غنتها سعاد حسني في فيلمها الشهير "خلي بالك من زوزو" منذ عقودٍ مضتن، وما زالت كلماتها تتردد على ألسنة الملايين حتى اليوم؟

تُعبَر الأغنية عن جمال الحياة في نظر سعاد حسني، هي التي تعشق الحياة وتجدَدها مع كل موسم؛ وهي بذلك تُعبَر عنا جميعًا، أليس كذلك؟ للألوان أهميةٌ كبيرة في حياتنا، فهي تؤثر على مشاعرنا وسلوكنا وحتى قراراتنا؛ إذ نستخدم الألوان للتعبير عن المشاعر، والتواصل، والتأثير في المزاج، وحتى في العلاج.

ولا يخفى على أحد أن الألوان هي من العوامل المؤثرة في الصحة النفسية؛ حيث يمكن لكل لونٍ أن يُثير مشاعر وأحاسيس مختلفة لدى الأفراد. فالألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر، قد تثير مشاعر الطاقة والإثارة؛ فيما الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر والأرجواني قد تُثير مشاعر الهدوء والاسترخاء. ويهدف العلاج بالألوان، أو ما يُعرف أيضًا بالعلاج اللوني، إلى استخدام هذه التأثيرات النفسية للألوان لتحسين الصحة النفسية والعاطفية للأفراد.

تتركز الألوان في كل شيءٍ حولنا، خاصةً داخل بيوتنا؛ ويلعب اللون الصحيح دورًا أساسيًا في تعزيز راحتنا ورفاهنا داخل المنزل، وبالتحديد داخل غرف النوم، حيث الحاجة للراحة والاسترخاء بعد عناء يومٍ طويل. النوم الهانئ لا يعتمد فقط على ما تستلقين عليه، بل يشمل أيضًا كل ما يحيط بكِ؛ فالإضاءة والملمس وحتى الروائح، تلعب دورًا في تجديد طاقتكِ الجسدية والذهنية. ومع ذلك، هناك عنصر أساسي غالبًا ما يُهمل عند تصميم غرفة النوم: اللون.

تأثير الألوان على النوم - رئيسية واولى
تأثير الألوان على النوم

بحسب منصة سايكايتري أدفايزر، يشير خبراء علم نفس الألوان إلى التأثير العميق الذي تتركه الألوان على حالتنا الجسدية والعاطفية، حتى في أدق تدرجاتها. فعندما يتعلق الأمر بالراحة، يمكن لاختيار الألوان المناسبة أن يُهدّئ الذهن، يُقلل التوتر، ويساعد على نومٍ أعمق وأكثر جودة. وأكدت دراسةٌ صادرة عن جامعة ريتشموند على أن "الارتباط بين قتامة ألوان الغرفة وجودة النوم يتوسطه الشعور بالهدوء والرضا والسلام الداخلي".

لا يتوقف تأثير الألوان عند هذا الحد؛ إذ تؤكد الدراسات العلمية أن درجات الأزرق تُساهم بشكلٍ فعّال في خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يساعد الجسم على الدخول في حالة استرخاءٍ طبيعية. في المقابل، تضفي درجات الأخضر الهادئة والألوان المحايدة المستوحاة من الرمال، شعورًا بالاستقرار وصفاء الذهن، وهو تمامًا ما يحتاجه الجهاز العصبي قبل الاستعداد للنوم.

أدركت NakedLab، العلامة الرائدة في مجال أغطية الأسرّة ومنتجات العافية المصنوعة من حرير البامبو، أهمية العلاقة بين اللون والراحة. لذلك منحت الألوان دورًا محوريًا في تصميم بيئات النوم، من خلال تصميم صممت منتجاتٍ مصنوعة من حرير البامبو، لتوفير النعومة والاستدامة، وتنسجم أيضًا مع الطاقة العاطفية للمكان. ألوانها المستوحاة من وجهاتٍ حالمة، تُتيح لكِ إنشاء ملاذٍ يعكس حالتكِ المزاجية وينسجم معها بتناغم تام.

لماذا حرير البامبو؟

لا يكمن جمال حرير البامبو في مظهره الأنيق فقط، بل يتجلّى أيضًا في كونه من أكثر الخيارات استدامةً على الإطلاق. وتُنتَج أغطية الأسرّة من البامبو العضوي 100%، من الخيط إلى الألياف وحتى المنتج النهائي، مما يجعلها صديقةً للبيئة في كل مرحلة. والأهم من ذلك، أنها ترتقي بجودة النوم بفضل خصائصها الفريدة التي تُعزَز صحة البشرة، وتدعم راحة الجسم، وتحسّن تجربة النوم ككل. فهي:

●      تُنظَم درجة حرارة الجسم، إذ تُعدَل حرارة الجسم لتمنع التعرّق والشعور بالحرارة الزائدة.

●      مضادة للحساسية والبكتيريا، مما يجعلها خيارًا آمنًا للبشرة الحساسة.

●      أنعم من القطن بمرتين، ما يُوفر ملمسًا حريريًا فائق الراحة حتى لأكثر الأشخاص حساسيةً أثناء النوم.

●      مُنتَجة بأساليب مستدامة، باستخدام إنزيماتٍ طبيعية، وتغليفٍ قابل للتحلل الحيوي، ونُظم تصنيع تعتمد على الحلقة المغلقة للحفاظ على الموارد.

بالعودة إلى موضوعنا الأساسي، لون النوم؛ نتعرف من القيَمين على NakedLab إلى 5 درجات ألوان مثالية لغرفة النوم، ومدعومة بأبحاث علم النوم.

تأثير الألوان على النوم

تُعتبر الألوان الهادئة والناعمة، مثل الأزرق الفاتح والبيج الدافئ والرمادي الخفيف، مثاليةً لغرف النوم؛ لأنها تساعد على الاسترخاء والراحة، بينما الألوان الزاهية والدافئة قد تكون مُحفزة جدًا للاستخدام في غرف النوم.

اللون الأخضر يُعزَز الهدوء ويساعد على التعافي والتوازن الذهني
اللون الأخضر يُعزَز الهدوء ويساعد على التعافي والتوازن الذهني

لذا من الضروري استشارة مهندسي الديكور والمعماريين، حول الألوان الأفضل لغرف نومكم، وكيفية ترتيبها؛ كي تنعموا براحةٍ وهدوء يؤمن لكم أقصى درجات النوم الهانئ.

الألوان الأفضل لتحقيق معادلة "النوم الجيد" هي التالية:

●      الأخضر الفاتح: تعزيز الهدوء - المشاعر المرتبطة به: السكينة، التوازن، والصفاء الذهني

يعكس هذا الأخضر الهادئ أثر الطبيعة المريح، حيث أظهرت الدراسات أن درجات الأخضر تساعد على التعافي من التوتر والإجهاد الذهني. لذا، يُعدَ خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن التوازن العاطفي والهدوء في نهاية اليوم.

●      الرمادي الفحمي: ملاذ السكينة - المشاعر المرتبطة به: السكون، العمق، والتجدَد

تُضفي الألوان الداكنة والرصينة، مثل الرمادي الغامق، إحساسًا بالاحتواء يُعزَز السكون والصفاء الذهني. ويُعدَ هذا اللون مثاليًا لمن يطمحون إلى نومٍ عميق وهادئ، إذ يُضفي عمقًا بصريًا على الغرفة، مُعزّزًا في الوقت نفسه الشعور بالوضوح والاستقرار العاطفي.

●      الوردي الناعم: الحلم الرومانسي - المشاعر المرتبطة به: الدفء، الحب، والإبداع

توحي درجات الوردي الناعم بالراحة والتواصل العاطفي، إذ تخلق أجواءً دافئة ومُطمئنة تُهدئ الحواس وتُخفف التوتر. وهي مثاليةٌ لتهيئة النفس للاسترخاء والانفصال التدريجي عن صخب الحياة قبل النوم.

●      البيج الدافئ: المحايد المتوازن - المشاعر المرتبطة به: الاستقرار، الدفء، والبساطة

تستحضر درجات البيج دفء الرمال المشرقة تحت أشعة الشمس، ما يُضفي شعورًا بالجاذبية والسكينة والتوازن. هذا اللون هو خيارٌ مثالي لعشاق البساطة، الذين يتطلعون إلى تهدئة فوضى العالم الخارجي وإعادة تنظيم محيطهم العاطفي.

●      الأصفر الباستيل: المُنشط المُبهَج - المشاعر المرتبطة به: البهجة، النعومة، والتفاؤل

يُضفي هذا الأصفر الباستيل، المستوحى من دفء أشعة الشمس الذهبية فوق الحقول الفرنسية، لمسةً من الخفة والبهجة على غرفتكِ. وهو الخيار المثالي لمُحبَي الصباح، الذين يُفضَلون الاستيقاظ على طاقةٍ مشرقة وبداية يومٍ مليئة بالحيوية.

توحي درجات الوردي الناعم بالراحة وهي مثالية للاسترخاء قبل النوم (1)
توحي درجات الوردي الناعم بالراحة وهي مثالية للاسترخاء قبل النوم (1)

وأنتِ عزيزتي، ما اللون أو الألوان التي تعتمدين في غرفة نومكِ؟ وهل يمكن لكِ اعتماد الألوان المذكورة أعلاه، أم تُفضَلين اللون الأبيض مثلًا دون غيره، وهو اللون الذي يعتمده معظم الناس؟

خياركِ لألوان غرفة نومكِ هي مرآتكِ الداخلية، التي تعكس الكثير من مشاعركِ وتُوجَه طاقتكِ؛ فلا تترددي عزيزتي في اختيار الأنسب لكِ من تلك الألوان، كي تنعمي بنومٍ هانئ ومريح ومفيد للصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.