صيفٌ ممتع بدون آلام وتشنجات في المعدة: نصائح تُجنَبك الإصابة بإنفلونزا المعدة

قد تكون ضربة الشمس والإجهاد الحراري والإرهاق والتسمم الغذائي، هي أكثر ما نخشى التعرض له خلال فصل الصيف.

لكن ثمة مشكلةً صحية أخرى لا يُلقى الضوء عليها كما ينبغي؛ ربما لأن أعراضها تتشابه وتتقاطع في أحيانٍ كثيرة، مع أعراض التسمم الغذائي. هذه المشكلة هي إنفلونزا المعدة Stomach Flu التي اخترنا الحديث عنها اليوم.

لماذا؟ لأن حالات الإصابة بإنفلونزا المعدة (التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي) تزداد خلال فصل الصيف ولأسبابٍ عدة؛ أهمها زيادة فرص التعرض للفيروسات المُسببة للمرض نتيجة زيادة النشاطات الخارجية والاجتماعية (خاصةً الأطفال)، وسهولة انتشار العدوى في الأماكن المزدحمة مثل حمامات السباحة والحدائق العامة. بالإضافة إلى ذلك، قد يساهم سوء النظافة الشخصية وضعف المناعة لدى بعض الأفراد، والتي قد يهملها البعض كما يحدث خلال الشتاء، في زيادة انتشار الفيروس.

تؤثر إنفلونزا المعدة (أو بإسمها الأدق، التهاب المعدة والأمعاء) بحسب موقع "كليفلاند كلينك أبوظبي" على البالغين والأطفال، وهي عدوى فيروسية تصيب المعدة والأمعاء وتُسبَب أعراضًا في الجهاز الهضمي كالإسهال والغثيان وتشنجات المعدة.

لا شك في أن إنفلونزا المعدة مزعجة للغاية، وقد تُنغص علينا فرصة الاستمتاع بفصل الصيف، فضلًا عن تسبَبها بالألم والإنزعاج معظم الوقت. لذا فالوقاية تبقى أفضل الطرق لنحمي أنفسنا ومن نحب، من هذه المشكلة الصحية. ولمعرفة طرق الوقاية الصحيحة، يجب أولًا التعرف أكثر على أسباب وعوامل الإصابة بإنفلونزا المعدة، ما الأعراض التي تُنبئ بها وكيف نُميَزها عن التسمم الغذائي، فضلًا بالطبع على التشخيص والعلاج.

ما هي أسباب إنفلونزا المعدة؟

وفقًا لموقع "كليفلاند كلينك أبوظبي"، وكما أسلفنا؛ تتسبب فيروساتٌ عدة بالإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، المعروف بإسم إنفلونزا المعدة. وأكثر هذه الفيروسات شيوعًا هي:

1.     فيروس الروتا: يُعدَ السبب الأكثر شيوعًا لإنفلونزا المعدة عند الأطفال، وهو فيروس يظهر بكثرة في الشتاء والربيع، مسبَبًا الإسهال المائي والحمى والقيء وآلام البطن. ويتوافر حاليًا لقاحٌ لحماية الصغار ضد فيروس الروتا.

2.     فيروس نورو: السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة والأمعاء عند البالغين، فيروس نورو شائع في الشتاء ولكن يمكن أن يحدث على مدار السنة. يُعرف أيضًا باسم "جرثومة القيء"، ويمكن أن ينتشر هذا الفيروس شديد العدوى عبر الأسطح الملوثة أو الطعام أو الماء أو عن طريق الاتصال بالأشخاص المصابين. يتسبب فيروس نورو بظهورٍ مفاجئ للقيء والإسهال، مصحوبًا بتشنجات المعدة التي تستمر حتى 3 أيام.

3.     فيروسات الأستروفيروس: هي فيروسات تصيب الأطفال الصغار وكبار السن عادةًَ، وتتسبب في الإسهال الخفيف والغثيان والقيء الذي قد يستمر لمدةٍ تصل إلى 4 أيام.

4.     فيروسات الغد: تصيب الأفراد من كافة الأعمار، ويمكن أن تحدث على مدار العام. وتنتشر الفيروسات الغدية عن طريق الرذاذ التنفسي أو عبر الأسطح أو الأطعمة الملوثة؛ قد تُسبَب التهابات الجهاز التنفسي ولكنها يمكن أن تُسبَب أيضًا انفلونزا المعدة عند تناولها. أما الأعراض التي يمكن أن تستمر لبضعة أسابيع، فتشمل الإسهال والحمى وأعراض الجهاز التنفسي.

ما هي أعراض إنفلونزا المعدة؟

يشير موقع "الطبي" المختص إلى أن أعراض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، تبدأ غالبًا بعد وقتٍ قصير من الإصابة، ويمكن أن تختلف باختلاف الفيروس المسبب للعدوى كما يلي:

•       النوروفيروس: تظهر أعراض إنفلونزا المعدة الناجمة عن هذا الفيروس عادةً خلال 12 - 48 ساعة.

•       فيروس الروتا: عادةً ما تظهر الأعراض خلال يومين بعد الإصابة بهذه العدوى.

•       الفيروس الغدي: يمكن أن تتأخر أعراض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي بالظهور، إذ يمكن أن تظهر خلال 3 - 10 أيام بعد التعرض للعدوى.

•       الفيروس النجمي: أعراضه قد تحتاج أيضًا إلى 4 - 5 أيام لتظهر.

مع الإشارة إلى أن أعراض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي غالبًا ما تظهر بشكلٍ مفاجئ، لتتطور على مدار ساعةٍ أو ساعتين. ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لفترةٍ تترواح من 1 - 14 يوم اعتمادًا على نوع الفيروس الذي أصيب به الفرد.

أما إذا أردنا إلقاء نظرةٍ سريعة على أبرز أعراض إنفلونزا المعدة، فإنها كما يلي:

1.     إسهال مائي رخو، يمكن أن يحدث أكثر من 3 مرات في اليوم، وعادةً لا يكون غير دموي.

2.     الحمى أو القشعريرة.

3.     التقيؤ والغثيان.

4.     الصداع.

5.     آلام العضلات أو آلام المفاصل.

6.     التعرَق أو الجلد الرطب.

7.     تشنجات وآلام البطن.

8.     فقدان الشهية، وبالتالي خسارة الوزن مع الوقت.

لا ننسى بالطبع مشكلة الجفاف التي قد تنجم عن الإسهال القيء والإسهال المستمرين، وهناك علاماتٌ معينة تشير للإصابة بالجفاف منها:

•       جفاف الجلد وجفاف الفم.

•       الشعور بالدوار.

•       العطش الشديد.

قد تُعالج معظم هذه الأعراض بوصفةٍ طبية أو بدونها؛ لكن ثمة أعراضًا تتطلب مراجعة الطبيب فورًا ولا ينبغي إهمالها مطلقًا. لذا قومي باستشارة طبيبكِ في حال:

•       استمرََ الإسهال لمدة يومين أو أكثر دون أن يقلَ تكراره خلال اليوم.

•       أصيب بالطفل بالإسهال.

•       ظهور الدم أو الصديد في البراز.

•       إخراج ما لا يقل عن ستة براز رخو في يومٍ واحد.

•       القيء المستمر.

•       ظهور أحد علامات الجفاف.

•       ارتفاع درجة حرارة الجسم أعلى من 40 درجة مئوية أو أي حمى عند الرضع.

•       تغيَر الحالة النفسية.

•       عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل لمدة 24 ساعة.

كيف يتم علاج إنفلونزا المعدة؟

بحسب موقع "كليفلاند كلينك أبوظبي"، لا علاج محدد لالتهاب المعدة والأمعاء، كما لن تنجح المضادات الحيوية في التخلص منه، كونه ناتج عن فيروس. سيتخلص جسمكِ من الفيروس، وما الأعراض التي تتفاوت حدتها بين شخص وآخر، إلا دلالة على قوة الجهاز المناعة وقدرته على القيام بوظيفته كما يجب.

إنما بالطبع، يوجد بعض الأمور التي قد تُساعد في تخفيف أعراض انفلونزا المعدة؛ منها شرب الكثير من الماء، والحصول على قسط كبير من الراحة. قد يبدو الأمر شاقًا للبعض، لكن من الضروري المحاولة دومًا لتناول الطعام لتقوية الجسم ومعاونته على مكافحة الفيروس، بشرط تجنب الأشياء التي قد تسبب اضطرابًا في المعدة، مثل الأطعمة الغنية بالدهون ومنتجات الألبان والكافيين.

في الحالات الشديدة من إنفلونزا المعدة، قد يوصي الطبيب بالسوائل الوريدية للحفاظ على الترطيب في جسمكِ. وتبقى الوقاية هي خير وسيلةٍ لحمايتكِ ومن تحبين من إنفلونزا المعدة، إليكِ التفاصيل في الفقرة التالية..

كيف أحمي نفسي من إنفلونزا المعدة؟

هي خطواتٌ سهلة، لكنها أساسية؛ واستمراريتها تضمن لكِ ليس فقط الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، وإنما من العديد من المشاكل الصحية الأخرى التي قد تداهمكِ.

لتخفيف وتقليل الإصابة بفيروسات هذه الإنفلونزا وانتقالها بين الأفراد، ينصحكِ موقع "الطبي" باتخاذ التدابير الآتية:

1.     اغسلي يديكِ كثيرًا، خاصةً بعد استخدام الحمام وقبل إعداد الطعام.

2.     تجنَبي مشاركة أدوات المطبخ، أو الأطباق، أو المناشف إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضًا.

3.     تجنَبي تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.

4.     احرصي على غسل الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها.

5.     قومي بتطهير أسطح العمل وغسل الملابس والفراش جيدًا.

6.     ينبغي على الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض المرض، عزل أنفسهم داخل المنزل وتقليل تواصلهم المباشر مع الآخرين.

7.     عدم تحضير الطعام من قبل الأشخاص المرضى.

8.     إعطاء التلقيحات المتوفرة حاليًا، مثل لقاح فيروس الروتا، للأطفال لحمايتهم من هذا الفيروس المُسبَب لالتهاب المعدة والأمعاء.

في الخلاصة؛ فإن إنفلونزا المعدة أو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، هو مشكلةٌ شائعة في مختلف المواسم. تنتج بشكلٍ رئيسي عن بعض الفيروسات مثل الروتا، ويمكن الوقاية منها بتجنب هذه الفيروسات عن طريق النظافة الشخصية واستشارة الطبيب المختص فور الشعور بأعراضٍ شديدة مثل التقيؤ المستمر والجفاف.