توجد علاقة بين الموسيقى والزهايمر إذ تساهم الألحان الهادئة في تحفيز الذاكر

الموسيقى والزهايمر..هل يمكن أن تكون الموسيقى علاجًا للزهايمر?

ريهام كامل

يحتاج مريض الزهايمر إلى تعامل خاص، يقوم على أساليب طبيعية تراعي حالته النفسية والعصبية. فعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض حتى الآن، إلا أن اتباع تعليمات الطبيب، وممارسة بعض الأنشطة اليومية مثل الاستماع إلى الموسيقى، يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة مريض الزهايمر.

لقد أظهرت الأبحاث أن الموسيقى، خاصة الهادئة تثير الذكريات العالقة في الأذهان، وتساهم في تحفيز مراكز العاطفة والذاكرة في الدماغ. هذا ما يجعل العلاقة بين الموسيقى والزهايمر محط اهتمام متزايد في الأوساط الطبية، حيث يُنظر إلى الموسيقى اليوم ليس فقط كوسيلة ترفيه، بل كأداة علاجية فعالة يمكن أن تُسهم في تأخير تطورات المرض وتحسين جودة حياة المصابين به. تُرى ما هي حقيقة تأثير الموسيقى على مرضى الزهايمر؟ وهل يمكن للموسيقى أن تصبح علاجًا داعمًا في رحلة المرض الصامت؟

في هذا المقال، تكمن الإجابة على هذه الأسئلة، وغيرها من الأسئلة الشائعة حول تأثير الموسيقى على مرضى الزهايمر.

الموسيقى الهادئة وأغاني الطفولة تحفز ذاكرة مريض الزهايمر

هل الموسيقى مفيدة لمرضى الزهايمر؟

تُعد الموسيقى وسيلة طبيعية ومتاحة تعمل على تحفيز مناطق واسعة في الدماغ، بما في ذلك المناطق المسؤولة عن العاطفة والذاكرة طويلة الأمد. وتشير الدراسات إلى أن هذه المناطق تظل نشطة حتى في المراحل المتقدمة من الزهايمر، وهو ما يفسر سبب استجابة المرضى للأغاني والألحان حتى حين يفقدون القدرة على التعرف على وجوه أحبائهم.

وبحسب موقع "ويب طب" يمكن الاستعانة بأنواع معينة من الموسيقى في علاج الزهايمر، مثل:

  • الأغاني المرتبطة بمرحلة الطفولة لدى مريض الزهايمر، في محاولة لإيقاظ الذكريات لديه عند سماعها.
  • الأغاني المبهجة التي تحث على التفاؤل، والموسيقى التي تحفز على الرقص، لأنها تحفز النشاط الذهني مع النشاط البدني.
  • الموسيقى والأغاني البسيطة الخفيفة مثل أغاني الأطفال، وذلك لأنها بسيطة وخفيفة وكلماتها ليست معقدة ويسهل تذكرها، إذ سهل على مريض الزهايمر تذكرها.
  • الموسيقى الهادئة التي تساعد على الاسترخاء، لأنها تخفف من القلق والإحباط الذي يشعر به مريض الزهايمر، يعد وقت النوم أنسب وقت لها.

ما هي فوائد الموسيقى لمرضى الزهايمر؟

توجد علاقة كبيرة بين الموسيقى والزهايمر، إذ تتعدد فوائد الموسيقى لمرضى الزهايمر بحسب الدراسات العلمية كما يلي:

  • الموسيقى تنشط الذاكرة

يعد تنشيط الذاكرة من أبرز فوائد الموسيقى لمرضى الزهايمر، وذلك لقدرتها على إثارة الذاكرة العاطفية بمجرد سماع أغنية عاطفية. للمريض في شبابه، قد يسترجع لحظات ومشاعر مضى عليها عقود. هذا الاسترجاع ليس فقط يعيد الذكريات، ولكن أيضًا يبعث في النفس إحساسًا بالهوية والانتماء.

  • تحقيق الاسترخاء وتحسين المزاج

تتجلى العلاقة بين الموسيقى والزهايمر، في قدرة الألحان الموسيقية الهادئة على تخفيف مشاعر القلق وتخفيف حدة الاكتئاب لدى مريض الزهايمر، وبخاصة مع تقدم المرض، فقد أظهرت الأبحاث أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو تلك التي يحبها مريض الزهايمر يساعد على تقليل مستويات التوتر، ويخلق بيئة أكثر أماناً وراحة له.

  • الموسيقى وسيلة تواصل

يمكن أن تكون الموسيقى جسرًا للتواصل، خاصة في المراحل التي تقل فيها قدرات المريض اللغوية، حيث يتأثر بالموسيقى، كأن يصفق، أو يتحرك مع الإيقاع، مما يعزز التفاعل مع الآخرين ويقلل من شعوره بالعزلة.

توجد علاقة بين الموسيقى والزهايمر إذ تساهم الألحان الهادئة في تحفيز الذاكر

ما هي أنواع الموسيقى المناسبة لمرضى الزهايمر؟

يمكن إدخال الموسيقى ضمن الروتين اليومي للمريض، مثل تشغيل لحن معين عند الاستيقاظ أو قبل النوم، مما يساعد على تنظيم أوقات اليوم وتخفيف الارتباك. من المهم أن تكون الموسيقى ملائمة لمريض الزهايمر، وأن تحقق الغرض منها، لكي لا تكون مزعجة له. لذا يمكن اعتماد الأنواع التالية من الموسيقى:

  • موسيقى الأغاني القديمة المألوفة لمريض الزهايمر.
  • الموسيقى الهادئة ذات الإيقاع المنتظم.

ولكي تحقق الموسيقى الغرض منها في حالات الزهايمر، يجب الالتزام بما يلي:

  • تجنب الأصوات العالية أو النغمات الصاخبة المفاجئة.
  • السماح لمريض الزهايمر باختيار الموسيقى المحببة لديه.

دراسات علمية حول الموسيقى والزهايمر

ظهرت العديد من الدراسات العلمية التي تشير إلى العلاقة بين الموسيقى والزهايمر منها:

  • دراسة أجراها معهد أبحاث الزهايمر بجامعة كاليفورنيا أظهرت أن المرضى الذين استمعوا إلى الموسيقى المفضلة لديهم يوميًا أبدوا تحسنًا ملحوظًا في التواصل والسلوك.
  • برنامج "Music & Memory" في الولايات المتحدة أثبت أن استخدام قوائم تشغيل موسيقية مخصصة لكل مريض ساعد على تقليل الاعتماد على الأدوية المهدئة وتحسين جودة الحياة.
  • كما أشار المعهد الوطني للشيخوخة إلى أن العلاج بالموسيقى ساعد في تقليل الأعراض السلوكية مثل العدوانية والارتباك.

نصائح لتطبيق العلاج بالموسيقى في رعاية مريض الزهايمر

إذا كنت ترعى مريضًا بالزهايمر، يمكنك دمج الموسيقى في حياته باتباع هذه النصائح:

  • تحديد الأغاني المفضلة من شبابه أو طفولته.
  • إنشاء قائمة تشغيل يتم تشغيلها يوميًا في أوقات محددة.
  • المشاركة مع المريض في الغناء أو الحركة مع الإيقاع.
  • مراقبة ردود الفعل لتعديل قائمة الأغاني حسب التأثير النفسي والمزاجي.
  • تجنب تشغيل الموسيقى لفترات طويلة دون توقف لتفادي الإرهاق الذهني.

خلاصة القول:

يمكن اعتبار الموسيقى أداة إنسانية لرعاية وعلاج الزهايمر للحد من تطوراته وتخفيف حدته على مرضاه، وذلك من خلال تحفيز الذاكرة وتنشيط الدماغ، لأن العلاقة بين الموسيقى والزهايمر علاقة مثمرة وتحقق فوائد جمة، خاصة وأنها وسيلة تفاعل حقيقية تحقق مكاسب عديدة لمريض الزهايمر، وبخاصة عند حسن اختيار نوعية الموسيقى المناسبة له، التي تلامس وجدانه، وتحفز الذاكرة التي تأثرت بالمرض.

إن دمج الموسيقى في رعاية مرضى الزهايمر ليس أمرًا صعبًا، إذ يتم ذلك من خلال قلب محب وبقليل من المعرفة بالذوق الموسيقي للمريض. ومع مواصلة الأبحاث، تبقى الموسيقى أملًا إنسانيًا ناعمًا في عالم الزهايمر ، هذا المرض الصامت الذي يعصف بالذاكرة، ويرهق قلوب مصابينه ومحبينهم على حد سواء.

مع تمنياتي لكم جميعًا باالمعافاة الدائمة،،،