
من بينها عوامل وراثية.. أسباب تُعيق حرق الدهون وأبرز النصائح للتخلص منها نهائيًا
في عالمٍ تزداد فيه ضغوط الحياة، تتحول الدهون المتراكمة من مجرد "خلايا مخزِّنة للطاقة" إلى عدو صامت يُهدد قلبكِ، هرموناتكِ، ومستقبلكِ الصحي.فالشحوم الزائدة ليست مجرد خطوط تُشوِّه مظهركِ، بل هي قيودٌ تُثقل صحتكِ، طاقتكِ، وحتى ثقتكِ بنفسكِ!
وبما أن الدهون ليست عدوةً دائمة، بل هي تحدّي يمكّن تحويله إلى فرصة. فحرقها ليس مجرد رحلة نحو قوامٍ متناسق، بل هو تمرين يومي لتعزيز المناعة، استعادة التوازن الهرموني، وإعادة اكتشاف الحيوية التي تمنحكِ القدرة على مواجهة الحياة بقلبٍ أخفّ وروحٍ أقوى. ووفقًا للدراسات الحديثة، فإن خسارة 5% فقط من دهون الجسم قد تُقلل خطر إصابتكِ بالسكري إلى النصف، كما أن التخلص من الدهون الحشوية يُعيد برمجة خلاياكِ لتحميكِ من الشيخوخة المبكرة.
لذا، اطلعّي معنا اليوم عبر موقع "هي" على أهم الأسباب التي تُعيق حرق الدهون، وأبرز النصائح للتغلب عليها بشكل صحي، لأن جسدكِ يستحق أن يكون قلعةً مناعةً، ومنبعًا للطاقة، لا مجرد مستودعٍ للدهون؛ بناءً على توصيات استشاري التغذيةالعلاجية وعلاج السمنة الدكتور محمد مهران من القاهرة.
أسباب رئيسية تُعيق حرق دهون جسم المرأة

ووفقًا للدكتور محمد، هناك عدة عوامل تُعيق حرق الدهون في جسم المرأة، بعضها مرتبط بالفسيولوجيا الأنثوية، والآخر يتعلق بنمط الحياة أو الظروف الصحية. إليكِ الأسباب الرئيسية:
العوامل الهرمونية
- تؤثرالتقلبات الهرمونية الدورية "الدورة الشهرية" على مستويات الإستروجين والبروجسترون، مما قد يزيد الشهية ويُبطئ الأيض مؤقتًا.
- تُسبب متلازمة تكيس المبايض (PCOS) مقاومة الإنسولين واختلال الهرمونات الذكورية، مما يعزز تخزين الدهون.
- يؤدي انخفاض الإستروجين في سن اليأسإلى تراكم الدهون حول البطن وضعف الكتلة العضلية.
- يرفع الإجهاد المزمن مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد)، مما يُحفز تخزين الدهون الحشوية.
اختلالات التمثيل الغذائي
- يُقلل قصور الغدة الدرقيةمن معدل الأيض الأساسي (BMR).
- تُعيق مقاومة الإنسوليناستخدام الجسم للجلوكوز، مما يزيد تخزين الدهون.
عوامل غذائية
- يُقلل نقص البروتينمن الشعور بالشبع ويُضعف بناء العضلات.
- يرفع الإفراط في الكربوهيدرات المكررة والسكر مستويات الإنسولين ويعزز التخزين.
- تُبطئ الحميات القاسية عملية الأيض بسبب تقليل السعرات الحرارية بشكل مفرط.
نمط الحياة
- تؤثر قلة النوم على توازن هرموني الجريلين (الجوع) والليبتين (الشبع).
- يُقلل الخمول وقلة الحركةمن إنفاق الطاقة.
- يرفع الإفراط في التمرين مستوى الكورتيزول ويُرهق الجسم.
العمر والوراثة
- يُقلل انخفاض الكتلة العضلية مع التقدم في العمر من معدل الأيض.
- قد تُحدد الجينات مناطق تخزين الدهون مثل "الأفخاذ أو البطن".
حالات صحية وأدوية
- تؤثر أدوية مضادة للاكتئاب أو حبوب منع الحملعلى الشهية أو تخزين الدهون.
- تؤثر اختلالات الغدد الصماءمثل "مشاكل الغدة الكظرية" على حرق الدهون بصفة عامة.
عوامل بيئية ونفسية
- تُعطل السموم البيئية مثل "البلاستيك" عمل الهرمونات.
- يؤدي الأكل العاطفي إلى زيادة السعرات غير الضرورية.
نقص الكتلة العضلية
تحرق العضلات سعرات أكثر من الدهون، وقلتها تقلل من معدل الحرق.
أهمية حرق الدهون.. سرّالتوازن بين القوة والجمال

وتابع دكتور محمد، بما أن حرق الدهون بمثابة عن ثورة داخلية تبدأ من خلايا المرأة وتنعكس على كل تفاصيل حياتها؛ لذا تندرج أهميته الكبيرة تحت عدّة مستويات، سواءًمن الناحية الصحية أو النفسية أو الجمالية. إليكِ بعض النقاط الرئيسية التي توضح أهميته:
تحسين الصحة العامة
- الوقاية من الأمراض المزمنة، لأن تراكم الدهون الزائدة (خاصةً حول البطن) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل: "أمراض القلب والأوعية الدموية، السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، بعض أنواع السرطان (سرطان الثدي)".
- تحسين التوازن الهرموني، إذ تؤثر الدهون الزائدة على إفراز الهرمونات مثل الإستروجين، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية أو متلازمة تكيس المبايض (PCOS).
تعزيز الصحة الأيضية (التمثيل الغذائي)
- يُحسن تقليل الدهون الحشوية (التي تحيط بالأعضاء الداخلية) حساسية الجسم للأنسولين، مما يُقلل خطر مقاومة الأنسولين ومرض السكري.
- يُعزز زيادة الكتلة العضلية مقابل الدهونمعدل الأيض الأساسي (BMR)، مما يساعد على حرق السعرات الحرارية حتى أثناء الراحة.
دعم الصحة النفسية والعقلية
- يُعزز تحقيق وزن صحي الثقة بالنفس، ويُقلل من التوتر والقلق المرتبط بصورة الجسم.
- يُطلق النشاط البدني (الذي يساهم في حرق الدهون) هرمونات مثل "الإندورفين"، التي تُحسن المزاج وتُقلل الاكتئاب.
تحسين الأداء البدني
- يزيد تقليل الدهون من خفة الحركة والتحمل العضلي، مما يحسن الأداء في الأنشطة اليومية أو الرياضية.
- يُخفف الضغط على المفاصل (خاصة الركبتين والوركين)، مما يُقلل آلام التهاب المفاصل.
تعزيز الخصوبة والصحة الإنجابية
يُساهم الحفاظ على نسبة الدهون المعتدلة (ليست منخفضة جدًا ولا مرتفعة) في توازن الهرمونات التناسلية، مما يساعد على انتظام الدورة الشهرية وزيادة فرص الحمل.
التأثير على المظهر الجسدي
يُساعد حرق الدهون الزائدة على نحت القوام وتحسين التناسق العضلي، مما يعزز جماليات الجسم وفق المعايير الاجتماعية أو الشخصية.
زيادة العمر الصحي
يرتبط الحفاظ على وزن صحي بانخفاض خطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل "الخرف، هشاشة العظام".
نصائح مهمة لتعزيز جرق الدهون لدى المرأة

أوضح دكتور محمد، أن بعض هذه العوامل مثل "الوراثة أو العمر" لا يمكن التحكم بها، كذلك لا يوجد طعام سحري لحرق الدهون في منطقة محددة. لذا، استشارة طبيب أو أخصائي تغذية مُعتمد قد تكون ضرورية في حال وجود مشاكل هرمونية أو صحية؛ وفي نفس الوقت الالتزام بالنصائح التالية:
تحسين النظام الغذائي
إليكِ قائمة بأفضل الأطعمة التي تساعد على حرق الدهون في جسم المرأة؛ وذلك على النحو التالي:
- الأطعمة الغنية بالبروتين: البيض"مصدر ممتاز للبروتين يزيد الشعور بالشبع ويعزز بناء العضلات، مما يرفع معدل الأيض"، الأسماك الدهنية (السلمون، السردينغنية بأوميغا 3 التي تقلل الالتهاب وتحسّن حساسية الإنسولين، مما يساهم في تقليل الدهون الحشوية، البقوليات (الفاصوليا، العدس تحتوي على بروتين نباتي وألياف تُبطئ الهضم وتزيد الإشباع)، الزبادي اليوناني "غني بالبروتين والبروبيوتيك التي تدعم صحة الأمعاء وتعزز حرق الدهون".
- الدهون الصحية: الأفوكادو"يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة تُنظم الهرمونات وتقلل تخزين الدهون حول البطن"، المكسرات (اللوز، الجوزغنية بالدهون الصحية والمغنيسيوم، تعزز الشبع وتنظم سكر الدم)، زيت الزيتون وزيت جوز الهند"يُحسنان التمثيل الغذائي ويقللان الالتهاب".
- الأطعمة الغنية بالألياف: الشوفان "يحتوي على ألياف قابلة للذوبان تُبطئ امتصاص السكر وتزيد الإشباع"، الخضروات الورقية (السبانخ، الكرنبمنخفضة السعرات وغنية بالفيتامينات التي تحسّن الهضم وتدعم حرق الدهونن)، التوت والتفاح "غنيان بمضادات الأكسدة والألياف التي تقلل تراكم الدهون".
- التوابل والمشروبات المُحفزة: الشاي الأخضر"يحتوي على الكاتيكين والكافيين اللذين يسرعان الأيض ويزيدان حرق الدهون، خاصة عند تناوله قبل التمارين"، القرفة "تنظم مستويات السكر في الدم وتقلل الشهية"، الفلفل الحار " يحوي الكابسيسين الذي يرفع حرارة الجسم ويزيد معدل الحرق"، خل التفاح "يُخفض الأنسولين ويزيد الشعور بالشبع".
- الحبوب الكاملة والبدائل الصحية: الكينوا "غنية بالبروتين والألياف، تحافظ على توازن الهرمونات وتدعم الأيض"، الأرز البني والشعير"بدائل غنية بالألياف تُحسن الهضم وتقلل الرغبة في تناول السكريات".
تمارين مُركَّزة
- تزّيد تمارين القوة (رفع الأثقال، تمارين المقاومة) من الكتلة العضلية، مما يرفع معدل الأيض حتى أثناء الراحة.
- يحرق التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) سعرات عالية في وقت قصير، ويُحفز "تأثير ما بعد الحرق".
- تعمل الحركة اليومية "المشي، صعود السلالم" على زيادة النشاط غير الرياضي (NEAT) الذي يستهلك طاقة.
إدارة الهرمونات
- تحسين حساسية الإنسولينعبر تقليل السكر، وإضافة خل التفاح أو القرفة.
- السيطرة على الكورتيزول بممارسة التأمل، اليوجا، أو تمارين التنفس.
- إذا كانت هناك مشكلة هرمونية مثل PCOS أو قصور الغدة الدرقية؛ فيجب استشارة الطبيب المختص على الفور.
نمط حياة صحي
- الالتزم بالنوم الصحي "7- 8" ساعات يوميًا.
- تجنب الإجهاد المزمن لمنع زيادة تخزين الدهون الحشوية حول البطن.
- تناول وجبات منتظمة، وتجنب تخطي الوجبات؛ لأنه يُبطئ الأيض ويزيد الشهية لاحقًا.
- تجنب الحميات القاسية "لا تُقللي سعراتك عن ١٢٠٠ سعرة يوميًا؛ لأن الجسم يدخل في "وضع الجوع" ويخزن الدهون، بل ركزيلى التغذية المتوازنة بدلًا من الحرمان.
مكملات قد تساعد على حرق الدهون (بعد استشارة طبيب)
- أوميغا -3: تُحسّن حساسية الإنسولين.
- فيتامين D: نقصه مرتبط بزيادة الدهون.
- ماغنيسيوم: يساعد في تنظيم السكر والهرمونات.
تجنب السموم البيئية
- التقليل من استخدام البلاستيك (خاصة في تخزين الطعام)؛ لاحتوائه على مواد تُسبب اختلال هرموني.
- اختيار منتجات العناية الشخصية الخالية من البارابين والفثالات.
التتّبع الذكي للوزن
- قياس التقدمعبر ملاحظة قياسات الجسم أو الملابس، وليس الميزان فقط.
- الأكل الواعي، مع تجنب الأكل أمام الشاشات؛ لعدم الإفراط في الكميات.

وأخيرًا، تأكدي أن التركيز على الصحة العامة بدلًا من الرقم على الميزان هو الأهم؛ فكل جسم مختلف، لذا خذي وقتك واختاري ما يناسبكِ. وإذا لم تلاحظي تحسنًا رغم التزامكِ بالنصائح المقدمة لتعزيز حرق الدهون، فقد تحتاجين فحصًا طبيًا مثل "هرمونات الغدة الدرقية أو الإنسولين".