ألم الإبهام: مشكلةٌ تُصيب الإبهام لعدة أسباب وعلاجها بسيطٌ بهذه الطرق

ألم الإبهام: مشكلةٌ تُصيب الإبهام لعدة أسباب وعلاجها بسيطٌ بهذه الطرق

جمانة الصباغ

هل سمعتِ من قبل عن حالةٍ صحية تدعى "التهاب غِمد الوتر دو كورفان"؟

هذا التعبير هو إسمٌ مُعقَد لحالةٍ يُشار إليها للتسهيل بإسم "إبهام الأم" أو"معصم الأم" أو"إبهام اللاعب"؛ وترتبط هذه الحالة بالاستخدام المتكرر لليدين والمعصمين،وقد تُسبَب ألمًا مُبرّحًا في منطقة الرسغ والإبهام.

والتهاب غِمد الوتر دو كورفان هو حالةٌ مؤلمة، تؤثر في أوتار الرسغ من ناحية الإبهام  فإذا كنتِ مصابةً بالتهاب غِمد الوتر دو كورفان، فعلى الأرجح أنكِستشعرين بالألم عندما تُديرين رسغكِ أو تُمسكين بأي شيء أو تضمين قبضتكِ.

بالرغم من أن السبب المحدد لالتهاب غِمد الوتر دو كورفان غير معروف، إلا أن أي نشاطٍ يعتمد على حركات اليد أو الرسغ المتكررة، مثل تنسيق الحديقة أو لعب الغولف أو رياضات المضرب أو رفع الأطفال، يمكن أن يزيد الحالة سوءًا.

لمن يواجهون هذه المشكلة، نتعرف سويًا في مقالة اليوم على أسباب وأعراض التهاب غِمد الوتر دو كورفان؛ إضافةً للمضاعفات وطرق التشخيص والعلاج، من خلال معلومات أفادنا بها الدكتور سانجيف كاكار، دكتور في الطب وجرَاح العظام في "مايو كلينك".

الألم والورم بالقرب من قاعدة الإبهام من أبرز أعراض التهاب غِمد الوتر
الألم والورم بالقرب من قاعدة الإبهام من أبرز أعراض التهاب غِمد الوتر

البداية كما نفعل دومًا، بالإضاءة أكثر على المشكلة...

عندما تصبح حركة اليد البسيطة، مثل تحريك قبضة اليد أو تحريك الإِبْهام مؤلمةً، فقد يكون ذلك نتيجة زيادة الاستخدام اليومي لهما. ويقول الدكتور كاكار إن أحد أكثر الأمراض شيوعًا لليدين هو التهاب غِمد الوتر دو كورفان، وهو مشكلةٌ في الوتر أساسًا.

ويقول: "إذا فكرتِ في المعصم، فإن ما لدينا هنا هي أوتارٌ تُحرَك إبهامكِ. هذا الأوتار مُغطاةٌ بهذا الشَريط، وهو أمر طبيعي. إذ نعاني جميعًا من هذا الأمر، ولكن قد يُصاب بعض المرضى بالتهابٍ في هذه المنطقة."

عندما تلتهب الأوتار الموجودة أسفل هذا الشريط، يمكنها أن تؤدي إلى التهاب. ويصيب التهاب غِمد الوتر دو كورفان اثنين من الأوتار في جانب المعصم جهة الإبهام؛ وتشبه الأوتار الحِبال التي تربط العضلات بالعظم.

يمكن أن يؤدي فرط الاستخدام المزمن، مثل تكرار حركةٍ معيّنة لليد يومًيا، إلى تهيَج الغطاء المحيط بالأوتار؛ وفي حال حدوث ذلك، قد يزيد سُمك الأوتار وتتورَّم. ويُعيق هذا السُمك الزائد والتورم حركة الأوتار عبر النفق الصغير الذي يربط بينها وقاعدة إصبع الإبهام.

أسباب التهاب غِمد الوتر دو كورفان

أبرز الأسباب الأخرى لهذه الحالة الصحية تشمل التالي:

  • التهاب المفاصل الالتهابي، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • تعرَض المعصم أو الوتر لإصابةٍ مباشرة، ما قد يؤدي إلى تكوَن نسيجٍ ندبي يُعيق حركة الأوتار.
  • احتباس السوائل، مثل تلك الناتج عن تغيرات الهرمونات أثناء الحما.

في حين تشتمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب غمد الوتر دو كورفان على:

  • العمر: إذ يزداد خطر الإصابة بالتهاب غِمد الوتر دو كورفان لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا، مقارنةً بالفئات العمرية الأخرى، بما في ذلك الأطفال.
  • الجنس: تشيع الإصابة بهذا المرض أكثر بين النساء.
  • الحمل: قد يرتبط هذا المرض بالحمل.
  • رعاية الأطفال: إذ يتطلب تكرار حمل الطفل استخدام أصبعي الإبهام كأداةٍ للرفع، ويمكن أن ينتج المرض لهذا السبب.
  • الوظائف أو الهوايات التي تتطلب القيام بحركات مُتكررة باليد والرُسغ: يمكن أن تُسهم هذه العوامل في الإصابة بالتهاب غِمد الوتر دو كورفان.
    تناول بعض مسكنات الألم يساعد في التخفيف من التهاب غِمد الوتر
    تناول بعض مسكنات الألم يساعد في التخفيف من التهاب غِمد الوتر

أعراض ومضاعفات التهاب غِمد الوتر دو كورفان

يُعدَ الألم بالقرب من قاعدة الإبهام، أبرز أعراض الإصابة بالتهاب غِمد الوتر دو كورفان؛ والذي يتطلب مراجعة الطبيب المختص في حال تكراره وشدته.

أما أعراض هذا المرض الأخرى، فتأتي على الشكل الآتي:

  • ورم بالقرب من قاعدة الإبهام.
  • صعوبة تحريك الإبهام والمعصم عند فعل شيءٍ، يتطلب الإمساك أو القرص.
  • الشعور بوخزٍ أو إحساسٍ متقطع في الإبهام عند تحريكه.

وإذا استمرت هذه الحالة المرضية لفترةٍ طويلة دون علاج، فقد ينتشر الألم في الإبهام أو الساعد، أو في كليهما. كما قد يؤدي تحريك الإبهام أو المعصم إلى تفاقم الألم.

ينبغي زيارة الطبيب المختص في حال استمرار الشعور بالألم أو مواجهة مشاكل في الحركة بعد تجربة:

  • عدم استخدام إبهامكِ المصاب.
  • وضع الكمادات الباردة على المنطقة المُصابة.
  • استخدام العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.

وليكن معلومًا لكِ عزيزتي، أنه في حال ترك التهاب غِمد الوتر دو كورفان دون علاج؛ فقد يصبح من الصعب استخدام اليد والمعصم بكفاءة،كما قد يقل نطاق الحركة للمعصم بعض الشيء.

وعليه تأتي أهمية الخضوع للتشخيص السليم والعلاج، واللذين نشرحهما في الفقرة التالية..

طرق تشخيص التهاب غِمد الوتر دو كورفان

للتشخيص، سيفحص الطبيب اليدين لمعرفة ما إذا كنتِ تشعرين بألم عند الضغط على الرسغ من جانب الإبهام أم لا. كما قد يُطلب منكِ إجراء اختبار فينكلشتاين؛ حيث تقومين بثني إبهامكِ نحو راحة يدكِ وثني أصابعكِ لأسفل على الإبهام، ثم تثنين معصمكِ نحو إصبع الخنصر. إذا سبَب ذلك ألمًا لمعصمكِ من جانب الإبهام، فمن المحتمل أن تكوني مصابةً بداء التهاب غِمد الوتر دو كورفان. مع الإشارة إلى عدم الحاجة للخضوع لاختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية، لتشخيص هذا الداء.

كيفية علاج التهاب غِمد الوتر دو كورفان

يهدف علاج التهاب غِمد الوتر دو كورفان إلى تقليل الالتهاب، والحفاظ على حركة الإبهام، ومنع تكرار الإصابة به.وفي حال بدء العلاج مبكرًا، من المتوقع أن تتحسن الأعراض خلال مدةٍ من 4 إلى 6 أسابيع. أما في حال كانت الإصابة بالتهاب غِمد الوتر دو كورفان قد بدأت أثناء الحمل، فيُحتمل أن تنتهي الأعراض قُرب نهاية الحمل أو مرحلة الرضاعة الطبيعية.

قد يُوصي الطبيب باستخدام مُسكنات الألم التي يمكن شراؤها دون وصفةٍ طبية، لتخفيف الألم والتورم؛كذلك قد يُوصي الطبيب بحقن غطاء الأوتار بأدويةٍ تحتوي على الكورتيكوسترويدات لتقليل التورم. وفي حال بدأ العلاج بغضون الأشهر الأولى الستة من ظهور الأعراض، فإن  معظم الأشخاص سيتعافون باشكلٍ تام بعد تلقي حقن الكورتيكوسترويدات، وغالبًا بعد حقنة واحدة فقط.

ألم غِمد الوتر دو كورفان مشكلةٌ شائعة بين النساء-رئيسية واولى
ألم غِمد الوتر دو كورفان مشكلةٌ شائعة بين النساء

قد يتضمن العلاج الأولي لداء التهاب غِمد الوتر دو كورفان ما يلي:

  • منع حركة الإبهام والمعصم، وإبقاؤهما مستقيمين باستخدام جبيرة أو دعامة لإتاحة قدر من الراحة للأوتار.
  • تجنَب حركات الإبهام المتكررة قدر الإمكان.
  • تجنَب الضغط على الإبهام عند تحريك المعصم من جانب لآخر.
  • وضع الثلج على المنطقة المُصابة.

قد يُوصى أيضًا باستشارة اختصاصي علاج طبيعي أو اختصاصي علاج وظيفي؛ وسيفحص الاختصاصي طريقة استخدامكِ لمعصمكِ، مقترحًا كيفية تخفيف الضغط الواقع عليه. ويمكن للاختصاصي أيضًا أن يُعلّمكِ تمارين مُخصَصة لمعصمكِ ويدكِ وذراعكِ، وتساعد هذه التمارين في تقوية عضلاتكِ وتخفيف الألم والحدَ من تهيَج الأوتار.

في حال لم تنفع الأدوية والعلاج الأولي، ماذا يكون الحل؟

يقول الدكتور كاكار في هذا الشأن: "في بعض الأحيان يتطلب الأمر إجراء جراحةٍ لعلاج هذه المشكلة؛ وهو إجراءٌ يتم في العيادة الخارجية، يتضمن فتح الغِمد المحيط بالوتر لتحرير الضغط والسماح للأوتار بالانزلاق بحريةٍ أكبر ودون ألم."

في الختام، ينبغي علينا إيلاء أجسامنا العناية الطبية والصحية والقصوى؛ وعدم إهمال أي عضوٍ من أعضائها مهما كان صغيرًا مثل وتر الإبهام، الذي يبدو أن يتعرض لحالةٍ صحية مزعجة ومؤلمة يمكن علاجها ببعض الإجراءات البسيطة. بشرط التنبه مبكرًا لهذه المشكلة، والمسارعة باستشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب الذي يُريحكِ من الألم لتستعيدي حركة إبهامكِ بشكل طبيعي وسلس.