إهمال الدوار المفاجئ قد يهدد حياتك لذا عليكِ باستشارة الطبيب على الفور

حالة صحية شائعة ولكن ! .. لسلامتك لا تهملي الدوار المفاجئ

ريهام كامل

الدوار المفاجئ أو الدوخة هي حالة صحية شائعة تصيب كثير من الأشخاص، قد يكون السبب ورائها بعض الأمراض البسيطة التي يمكن علاجها سريعاً متى تم تشخيصها تشخيصاً سليماً، ولكنها ليست كذلك في كل الحالات، إذ أنها وفي بعض الحالات قد تشير إلى مرض خطير يجب مراعاة الدقة عند تشخيصه للتأكد منه، وبدء رحلة العلاج حيث السير في الاتجاه الصحيح.

ولكي يكون الفصل بين الدوار المفاجئ البسيط، والدوار المفاجئ الذي يكون عرضاً لمرض خطير، التقت هيالدكتور عثمان مغل استشاري طب الأعصاب في معهد الأعصاب بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الذي أوضح أسباب وسبل علاج الدوار المفاجئ لتكون مرجعاً أساسياً لكِ.

الدوار المفاجئ قد يكون عرضا لمرض خطير لذا يجب استشارة الطبيب والتأكد من عدم وجود أي علامات خطر
الدوار المفاجئ قد يكون عرضا لمرض خطير لذا يجب استشارة الطبيب والتأكد من عدم وجود أي علامات خطر 

تشخيص الدوار المفاجئ

قال دكتور عثمان مغل "من المهم عند مقابلة المريض سؤاله عن طبيعة ما يشعر به عند تعرضه للدوار، إذ يساعد ذلك في اتخاذ الإجراءات الضرورية لإجراء التشخيص المناسب ودراسة الحاجة لإجراء المزيد من الاختبارات أو الاكتفاء بالتشخيص الأولي، خصوصاً وأن المرضى عادة ما يصفون شعورهم بالدوار بأنه اضطراب في القدرة على البصر، أو الشعور وكأن الأشياء تدور حولهم، أو تعرضهم للدوخة، أو شعورهم بخطر السقوط والإغماء، أو حتى خدر الجسم أو دوار الحركة أو عدم تحمل الحركة أو انعدام القدرة على المشي باتزان"

وبعد الحصول على وصف دقيق من المريض لحالته، نقوم بإجراء فحص عصبي مفصّل، بما يشمل أي تغيرات في قراءات ضغط الدم أثناء النوم والجلوس والوقوف. وبالعموم، سنحصل من المريض على وصف دقيق فيما إذا كان الدوار مستمراً أم عرضياً. فالدوار العرضي الناجم عن محفزات أو عوامل محددة قد يكون دلالة على اضطراب في الأذن الداخلية أو بسبب تغيرات في ضغط الدم.

أسباب الدوار المفاجئ

بحسب دكتور عثمان مغل، يمكن أن يكون الدوار العرضي غير المبرر أحد أعراض الإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة)، أو نوبات الهلع، أو بسبب حالات نفسية وعصبية أخرى. وقد يكون ناتجاً عن تعرض الرأس للإصابات أو التسمم بمختلف أنواعه بما يشمل التسمم الدوائي. في حين من الممكن أن يكون مؤشراً على حالات أكثر خطورة مثل النوبة الإقفارية العابرة التي قد تدل على قرب الإصابة بالسكتة الدماغية.

وفي معظم الحالات، تضمن الفحوصات العصبية المفصلة الحصول على تشخيص دقيق لسبب الدوار دون الحاجة لاختبارات أخرى، إلا أنه في بعض الحالات يتطلب الأمر فحوصات أكثر دقة مثل التصوير المقطعي المحوسب للرأس أو الرنين المغناطيسي للدماغ. ونقوم بهذه الإجراءات عادةً عند شعور المريض بدوار مستمر أو وجود مؤشرات على إصابة المريض بالسكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة.

علاج الدوار المفاجئ

يعتمد علاج الدوار على سببه. فعلاج اضطراب الأذن الداخلية يكون في العادة على شكل تمارين معينة، وتناول أدوية الدوار، والعمل مع أخصائي العلاج الطبيعي. وفي حال السكتة الدماغية، سيكون المرضى بحاجة لأخصائي العلاج الطبيعي لتحسين توازنهم وقدرتهم على المشي. وفي مثل هذه الحالات، سيحتاج المريض لإدارة عوامل الخطر الأساسية للسكتة الدماغية بتناول الأدوية المناسبة.

وبوجه عام، تعتمد عملية الإدارة الناجحة للدوار وعلاجه على المدى الطويل على سببه الرئيسي. ففي حالة الأذن الداخلية، يتعين تثقيف المريض وتزويده بالمعلومات المناسبة ليتمكن من إدارة حالته. أما في حالة السكتة الدماغية، فإن تحديد عوامل الخطر وعلاجها أمر هام لتحسين التشخيص العام على المدى الطويل وتقليص فرص حدوث مضاعفات أخرى".

هيالدكتور عثمان مغل استشاري طب الأعصاب في معهد الأعصاب بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي
هيالدكتور عثمان مغل استشاري طب الأعصاب في معهد الأعصاب بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي

أعراض مهمة لا يجب إهمالها

تترافق الأعراض التالية مع حدوث الدوار المفاجئ، ويجب الانتباه إليها جيداً، وهذه الأعراض هي

  • الوهن (الشعور بأن الشخص على وشك السقوط)
  • خفة الرأس
  • خلل التوازن
  • إحساس غامض بدوران الرأس
  • الدوار (الإحساس بالحركة عند عدم وجود حركة فعلية)
  • الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ كما في بعض الحالات
  • صعوبة المشي أحياناً.
  • الشعور بحركات أرجحة إيقاعية للعيون في بعض الحالات
انعدام التوازن والشعور بالخمول وأحيانا الشعور بالغثيان كلها ترافق الدوار المفاجئ وتستدعي الخضوع للفحص الطبي
انعدام التوازن والشعور بالخمول وأحيانا الشعور بالغثيان كلها ترافق الدوار المفاجئ وتستدعي الخضوع للفحص الطبي

صعوبة التشخيص في بعض الحالات

كثيراً ما يخلط المرضى بين مصطلح الدوخة الدوار لدى المرضى في كل مرة.فعلى سبيل المثال، قد تكون الأحاسيس بشكل خفة في الرأس تارة، ومثل الدوار تارةً أخرى، ولذلك يكون من الصعب  تشخيص الحالة، لأنها مزعجة كما أنه وبغض النظر عن طريقة وصفها، فإن هذه الأحاسيس تكون مزعجة ومعيقة للحياة اليومية.

وبشكل عام تصبح الدوخة أكثر شُيُوعًا مع التقدم في السن إذ تصيب الدوخة نَحو 40٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة في وقتٍ ما.يمكن للدوخة أن تكون مؤقَّتة أو مزمنة، وتكون الدوخة مزمنة إذا استمرت لأكثر من شهر، وهي الأكثر شيوعاً بين كبار السن.

وفي حالات أخرى قد  تكون الدوخة أو الدوار المفاجئ عرضاً لمرض خطير يستدعي عمل الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من أن كل شيء على مايرام، ولذلك ورغم كون الدوخة أو الدوار المفاجئ حالة صحية شائعة إلا أنه لا يجب عليكِ إهمالها لكي لا تزيد احتمالات تعرصك لوعكات صحية خطيرة.

والآن وقبل أن ننهي هذا المقال، يُسعدنا أن نستقبل أسئلتك الخاصة بهذا المقال، وسنجيب عليها في مقال لاحق؟