اجراء جديد لتشخيص وعلاج انقطاع التنفس الانسدادي اثناء النوم

انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم مشكلةٌ خطيرة.. وإجراء جديد لعلاجه

جمانة الصباغ

انقطاع النفس الانسدادي النومي هو الشكل الأكثر شيوعًا من اضطرابات النفس المرتبطة بالنوم، ويُسبَب توقف النفس وبدئه مرارًا أثناء النوم.

ويشير موقع "مايو كلينك" إلى أن هناك عدة أنواع من انقطاع النفس الانسدادي، إلا أن أكثرها شيوعًا هو انقطاع النفس الانسدادي النومي. ويحدث هذا النوع من انقطاع النفس عندما تسترخي عضلات الحلق بشكل متقطِّع وتغلق مجرى الهواء أثناء النوم. ومن العلامات الملحوظة على انقطاع النفس الانسدادي النومي، الشخير.

تتوفر عدة علاجات لانقطاع النفس الانسدادي النومي، يتضمن أحدها استخدام جهاز يستخدم ضغطًا موجبًا لإبقاء مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم. ومِن العلاجات الأخرى، المبسم الذي يُوضَع لدفع فكك السفلي للأمام أثناء النوم. وقد تكون الجراحة من الخيارات الممكنة كذلك.

كذلك تم الإعلان عن إجراء جديد لتشخيص وعلاج انقطاع النفس الانسدادي النومي، يسهم في اكتشاف المشاكل التنفسية بين المرضى بعد عجظ الإجراءات التشخيصية التقليدية عن تحديد حالتهم بدقة.

فما هي تفاصيل هذا الإجراء، وما الحالات التي يمكنه المساعدة فيها؟ هذا ما نتعرف عليه سويًا في موضوعنا اليوم.

إجراء جديد لتشخيص حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي

الدكتور فافاس ثيفالابيل استشاري أمراض الرئة وطب النوم في هيلث بوينت
الدكتور فافاس ثيفالابيل استشاري أمراض الرئة وطب النوم في هيلث بوينت

"تنظير مجرى التنفس مع دراسة تخطيط النوم أثناء التنويم بالأدوية" هو الإجراء الذي يتبَعه الأطباء في مستشفى "هيلث بوينت" في أبوظبي، للمساعدة في علاج المصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهي حالةٌ طبية منتشرة على نطاق واسع تُعرقل التنفس وتقود إلى تدهور نوعية نوم المريض.

ويحدث مرض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم عند توقف تدفق الهواء إلى الرئتين خلال النوم، الأمر الذي يُسبَب عجز المريض عن التنفس لفترة قصيرة أثناء نومه، كما يحرم جسمه ودماغه من وصول كميات كافية من الأكسجين. وتقود هذه الحالة المريض إلى الشخير وإصدار أصوات الإختناق، علاوة على الشعور بالتعب نتيجة عدم الحصول على نوم صحي على الرغم من النوم لمدة ست إلى ثماني ساعات.

وقد يقود انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم إلى مضاعفات أكثر خطورة في حال إهمال علاجه، إذ يُسبَب أمراضًا أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري واضطرابات التمثيل الغذائي، علاوة على السكتات الدماغية والنوبات القلبية. 

في هذا الإطار،توجه أحد المقيمين بدولة الإمارات والمصاب بهذه الحالة إلى "هيلث بوينت" لاستشارة فريقه متعدد التخصصات الطبية، والذي يضم أخصائيين في النوم والتخدير وتقويم الأسنان، ومشاكل الأنف والأذن والحنجرة، حيث كان المريض قد خضع سابقًا لعدد من الخيارات العلاجية التقليدية، بما يشمل علاج الضغط الهوائي الإيجابي المستمر ولكن دون تحسن. 

وأوصى الدكتور فافاس ثيفالابيل، استشاري أمراض الرئة وطب النوم ورئيس مركز النوم في "هيلث بوينت"، بإخضاع المريض لإجراء "تنظير مجرى التنفس مع دراسة تخطيط النوم أثناء التنويم بالأدوية"؛ وتمكن فريق الرعاية من استخدام الإجراء الجديد لتقييم حالته بتقنية ثلاثية الأبعاد لتشخيص وتصنيف مشكلته التنفسية المُعقَدة في ذات اليوم.

وتضمَن الإجراء تقييم مجرى التنفس العلوي خلال مراحل النوم المختلفة إلى جانب مخطط النوم المتزامن، المعروف أيضًا باسم دراسة النوم، ليتمكن الأطباء من مراقبة مراحل النوم التي يختبرها المريض وتحديد مراحل انسداد التنفس، وهو أمرٌ لم يكن ممكنًا في السابق.

مخاطر صامتة تنجم عن انقطاع النفس الانسدادي غير المُعالج

عدم علاج انقطاع التنفس الانسدادي النومي قد يتسبب بارتفاع ضغط الدم
عدم علاج انقطاع التنفس الانسدادي النومي قد يتسبب بارتفاع ضغط الدم

في تعليقه على الموضوع، قال الدكتور فافاس: "نرى عادةً الكثير من المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، أو يعجزون عن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، ويكون العديد منهم مصابون بحالات صحية صامتة تجعلهم عرضة لمخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ويمكننا عادةً تحديد السبب الرئيسي للمشكلة وعلاجها بشكل فعال؛ ومع ذلك، وبالنسبة للمرضى الذين لا يحققون النتائج المرجوة من العلاجات التقليدية، فإن خطط العلاج الشخصية ضرورية لتحديد السبب الكامن خلف حالتهم بدقة ووضع الخطة العلاجية المناسبة".

وأضاف: "ساعدنا الإجراء الجديد في تحديد موضع الانسداد بدقة أكبر لدى المريض، وأتاح لنا تقديم خيارات علاجية بديلة لانقطاع التنفس أثناء النوم بما في ذلك إعادة النظر في جهاز الفم أو الإجراء الجراحي. ويُعتبر إجراء تنظير مجرى التنفس مع دراسة تخطيط النوم أثناء التنويم بالأدوية، أداةً فعالة لتقييم حالة مجموعة محددة من المرضى واكتشاف الخلل، لاسيما أولئك الذين عانوا من هذه المشكلة لوقت طويل." مؤكداً أن الإجراء الطبي الجديد، يتيح المساعدة في اكتشاف وتشخيص أمراض الجهاز التنفسي المعقدة ووضع الخيارات العلاجية المتقدمة في متناول المرضى، بما يعود بالفائدة عليهم وعلى عائلاتهم أيضاً.

في الختام، لا بد من التذكير بوجوب المحافظة على وزن صحي، والتوقف عن التدخين، وعلاج مشكلات ارتفاع ضغط الدم وضبط نسبة السكر بالدم كونها عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس الإنسدادي أثناء النوم ومضاعفاته على الصحة.