متحور XBB.1.5يعاود القلق من كورونا من جديد

بعد رصده في عدة دول.. كشف معلومات إضافية عن متحور XBB.1.5 السريع

جمانة الصباغ

يبدو أن شبح متحورات كورونا الذي اعتقدنا أنه خفت مؤخراً، سيعاودنا من جديد وهذه المرة مع المتحور الأخير "أوميكرون" المعروف بسرعة انتقاله والعدوى التي يسببها وذلك منذ أواخر العام 2019.

ويتزامن هذا القلق مع عودة تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين من جديد، والتي تسجل يومياً ملايين الإصابات معظمها على ما يبدو من المتحور الجديد XBB.1.5 الذي ينتمي إلى "أوميكرون" الذي كشفت عنه منظمة الصحة العالمية.

ما أدى إلى تزايد مخاوف الجهات الصحية في العديد من الدول، والخشية من عودة عداد الإصابات للإرتفاع من جديد بعدما شهد كثير من الدول تدني ملحوظ في الإصابة بعدوى كورونا خلال العامين الماضيين. وتم رصد المتغير الجديد في كل من الولايات المتحدة وبريطانياوسنغافورة وهونغ كونغ، متسبباً بارتفاع إصابات كورونا في هذه الدول. وتُشير التقديرات إلى تضاعف متغير كورونا الجديد أكثر من الضعف في يوم واحد في سنغافورة، حيث ارتفعت الأعداد من 4700 إلى 11700 حالة، بحسب ما نقل موقع "العربية.نت" عن موقع صحيفة "ديلي بيستDaily Beast.

فما هي تفاصيل هذا المتحور الجديد، ولماذا الخشية منه، وكيف يمكن الوقاية من مخاطره في حال وجودها؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في موضوعنا اليوم بناء لمعلومات جمعناها من عدة مواقع إخبارية وطبية.

ما هو متحور XBB.1.5 السريع

التطعيم هو الحل الافضل للوقاية من المتحور الجديد
التطعيم هو الحل الافضل للوقاية من المتحور الجديد

أو كما أطلقت عليه بعض المواقع "المراوغ الجديد"، ينتمي إلى متحور "أوميكرون" الذي عصف بالعالم منذ ما يقرب 3 سنوات لسرعة انتشاره وانتقال عدواه بين الناس، بالرغم من أن معظم أعراضه كانت خفيفة مقارنة بالمتحورات السابقة.

وأشار موقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن أعراض XBB.1.5 قد تشبه أعراض سلالات "أوميكرون" السابقة، إلا أن الأوان ما زال مبكراً لتأكيد هذا الأمر. وقد تطورXBB.1.5من سلالة XBBالتي أخذت بالإنتشار في المملكة المتحدة خلال شهر سبتمبر 2022. لكن لم يتم تصنيفها على أنها "المتحور المثير للقلق" من قبل السلطات الصحية.

يمتاز متحور XBB.1.5 باحتوائه على 7 طفرات، ما قد يُصعَب على الأجهزة المناعية التعرف على هذا المتغير الفرعي، وزيادة احتمال تفادي الأجسام المضادة التي توفرها الأدوية واللقاحات.

وفي حديثها عن هذه الطفرات، نقلت شبكة "إي بي سي" الأمريكية عن البروفيسور ويندي باركلي من إمبريال كوليدج لندن أن XBB.1.5لديه طفرة تُعرف بإسم F486P تجعله ينتشر بسهولة أكبر. إضافة إلى طفرة أخرى تحمل إسم S486P يُعتقد أنها تحسّن من قدرة المتحور على الارتباط بالخلايا.

ليس ذلك فحسب، بل أن علماء من منظمة الصحة العالمية التي دقت ناقوس الخطر حول هذا المتحور الجديد، أكدوا أنXBB.1.5لديه "ميزة نمو" تفوق جميع المتغيرات الفرعية الأخرى التي تم رصدها حتى الآن. لكنهم أشاروا إلى عدم وجود ما يشير إلى أن هذا المتحور الجديد قد يكون أكثر خطورة أو ضرراً من متغيراتأوميكرون" السابقة.

فيما أكدت مصادر المنظمة الأممية على مراقبتها المستمرة للدراسات المخبرية وبيانات المستشفيات ومعدلات الإصابة حول العالم، لمعرفة المزيد عن تأثير هذا المتحور على المصابين به.

هل متحور XBB.1.5 هو الأسوأ حتى الآن

على ما يبدو هو كذلك بحسب تأكيدات المصادر الطبية، كونه يراوغ الأجسام المضادة من العلاجات أحادية النسيلة، مما يٌفقد الأدوية فاعليتها في إبطاء نموه داخل خلايا الجسم، مقارنةبالنسخ الأخرى.

وكان أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية الأميركي، حذر في وقت سابق من العام الماضي، من ظهور متحور جديد من فيروس كورونا خلال فصل الشتاء الحالي. مشيراً إلى أن المتحور الجديد قد يمتلك قدرة فائقة على تجاوز الاستجابة المناعية التي حصلنا عليها سواء كان ذلك من العدوى أو اللقاحات، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي أن بي سي" CNBC.

وشدد مدير المعهد المختص بالأمراض المعدية على ضرورة عدم التخلي عن الحذر نظراً لإمكانية وجود خطر دائم من زيادة مخاطر انتشار العدوى بشكل طفيف في أشهر الشتاء، مؤكدا أنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع أننا "انتهينا تماماً من الوباء".

ماذا عن الأدوية واللقاحات

المتحور الجديد من سلالة اوميكرون ويراوغ الاجسام المضادة
المتحور الجديد من سلالة اوميكرون ويراوغ الاجسام المضادة

أشار أميش أدالجا، خبير الصحة العامة في "مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي"، أن متحور XBB.1.5الجديد قد يكون الأكثر مراوغة للمناعة، ما يُشكل مشكلةً حقيقية للعلاجات الحالية القائمة على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة واستراتيجية الوقاية.

مضيفاً أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لن تمنع العدوى بالمتحور الجديد، لكنها قد تُخفض نسبة الإصابة بالأعراض الشديدة التي تدؤي للدخول للمستشفى بشكل كبير. من جهته أكد بيتر هوتيز، المتخصص في تطوير اللقاحات بكلية بايلور، أن تطور فيروس كورونا ليصبح أكثر عدوى يرفع من أهمية الحصول على اللقاحات استعداداً لما قد يحدث.

هذا وتشير البيانات الصادرة حتى الآن، أن 81% من إصابات كورونا حول العالم هي ناجمة عن متحور أوميكرون، فيما لم تظهر بعد الأرقام الخاصة بالمتحور الجديد الذي يحمل 7 طفرات قد تزيد من صعوبة الأجهزة المناعية في الجسم والأدوية، في التعرف على المتغير الفرعي، وبالتالي زيادة احتمال تفادي الأجسام المضادة، ودخول الخلايا والتسبببالعدوى.

تفاوت في الجسم الطبي حول المتحور الجديد

فيما يحذر فاوتشي وأدالجا وغيرهما من العلماء مثل البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات في جامعة وارويك من المتحور الجديد، داعين للإستيقاظ والقلق خشية تفاقم الحالة الصحية لملايين الناس حول العالم من متحور XBB.1.5، ومثلهم فعل البروفسور بول هانتر، عالم الأوبئة في جامعة إيست أنجليا.

يطمئن علماء أخرون الناس من هذه العدوى، ومنهم الدكتور سيمون كلارك عالم الأحياء الدقيقة في جامعة ريدينغ، الذي يقول أنه وعلى الرغم من قدرة XBB.1.5 على التهرب من المناعة لكن هذا الأمر لم يتم ملاحظته إلا في المختبر. وبالرغم من تزايد حالات دخول المستشفيات في عدد من مناطق الولايات المتحدة، إلا أنه لا يوجد دليلٌ قاطع على أن هذا المتحور مسؤول عن ذلك؛ مضيفاً أنه لا يبدو أيضاً أنه يُسبَب مرضاً أكثر خطورة من المتحورات السابقة الأخرى والتي تُعد أحم المقاييس الواجب مراقبتها عند تتبع كورونا.

وعلى حد رأيه كما أشار موقع "اليوم السابع" المصري، فإنه سيكون من المثير للإهتمام متابعة كيفية تطور الوضع الصحي خلال الأشهر المقبلة، كون الموجة السنوية المعتادة التي نشهدها لحالات دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا عادةً ما تكون الأعلى في شهري يناير وفبراير.

إذن، كيف نحمي أنفسنا من متحور XBB.1.5

متحور XBB.1.5يعاود القلق من كورونا من جديد
متحور XBB.1.5يعاود القلق من كورونا من جديد

إلى أن تتوحد جميع الآراء الطبية حول المتحور الجديد، يبقى التطعيم هو أفضل طريقة دفاعية لنا ضد هذا المتحور وغيرها من متحورات كورونا المستقبلية. وعليه ينصح خبراء الصحة حول العالم بوجوب الخضوع للتطعيم بجميع الجرعات للقاحات المتوفرة حالياً، لمن هم مؤهلون للحصول عليها في أقرب وقت ممكن.

مع وجوب توخي الحذر وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والمغلقة، والعناية بالنظافة الشخصية قدر الإمكان، وعدم الخروج في حال الشعور بالمرض، وكذلك عدم مخالطة من تظهر عليهم أية أعراض لكورونا أو الإنفلونزا.