فن الإنجاز بذكاء.. كيف تعيدين صياغة يومكِ بعيداً عن ضجيج الإرهاق؟
السعي إلى تبسيط العمل ليس تكاسلاً، بل هو أعلى درجات الذكاء الإنساني، فلما لاتبدئي يومك بواحدة من النصائح التي تقدمها لك مجلة "هي"،ثم راقبي كيف ستتحول طاقتكِ وإنتاجيتكِ نحو الأفضل.
ففي عالم يتسارع بجنون، نجد أنفسنا غالباً في دوامة من المهام التي لا تنتهي، نبدأ يومنا بروتيننا الصباحي المعتاد، وسرعان ما نغرق في بحر من المسؤوليات، لكن، هل فكرتِ يوماً كيف يمكنكِ إنجاز هذا العمل بطريقة أقل استهلاكاً لطاقتكِ، وأكثر ذكاءً وصفاءً؟
إن جوهر الوجود الإنساني لخصه الفيلسوف الإسباني "خوسيه أورتيغا إي جاسيت" حين قال: أخبرني بما تُركّز عليه، وسأخبرك من أنت، وهنا نؤكد على أن التميز ليس ضربة حظ، بل هو عادة راسخة نتاج ما نفعله باستمرار.
الركائز العشر لتبسيط حياتكِ المهنية والخاصة
أولاً: قوة التركيز الأحادي.. وداعاً للتشتت

في زمن يُمجد تعدد المهام، أثبتت الدراسات أن العقل البشري يزدهر حين يمنح طاقته لشيء واحد فقط، القيام بمهمة واحدة في كل مرة لا يرفع جودة العمل فحسب، بل يمنحكِ شعوراً بالسكينة الداخلية، إذا شعرتِ بالارتباك، فتوقفي قليلاً وحددي مهمتك الأكثر أهمية وركزي عليها، فهذا الاعتراف البسيط بالارتباك والتشتت كفيل باستعادة صفاء ذهنكِ فوراً.
ثانياً: المساحة البسيطة تعني عقلاً صافياً

مكان عملكِ هو انعكاس لحالتكِ الذهنية، الفوضى البصرية تستهلك طاقة الدماغ دون أن تشعري، جربي تقليل مقتنيات مكتبكِ لتقتصر على الأساسيات فقط، البساطة المحيطة بكِ ستعمل كحارس يحمي تركيزكِ من التشتت.
ثالثاً: سحر التمهل.. أسرع طريق للوصول

قد يبدو الأمر متناقضاً، لكن العمل بوتيرة أبطأ قليلاً مما اعتدتِ عليه هو مفتاح الإتقان، التمهل يقلل من العبء العقلي ويحطم قيود التسويف، لأن المهمة تبدو أقل ترهيباً عندما تمنحين نفسكِ المساحة للتنفس أثناء تأديتها.
رابعاً: استراتيجية الحذف الذكي

ليست كل المهام التي نقوم بها ضرورية، اسألي نفسكِ: ما هي المهمة التي يمكنني حذفها اليوم دون عواقب حقيقية؟، نحن أحياناً نكرر أفعالاً لمجرد الاعتياد أو شعور زائف بالواجب، شجاعة الحذف هي التي توفر لكِ الوقت لأشياء تهمكِ حقاً.
خامساً: إيقاع العمل والراحة.. قانون 100/100

هذا هو السر الحقيقي للحفاظ على الحدة الذهنية، التزمي بدورة عمل مركزة بنسبة 100% لمدة 40 دقيقة، متبوعة براحة كاملة بنسبة 100% لمدة 10 دقائق، خلال الراحة، ابتعدي عن الشاشات تماماً، نزهة قصيرة، وجبة خفيفة، أو مجرد إغماض العينين سيعيد شحن طاقتكِ لجولة جديدة من الإبداع.
سادساً: الرفق بالذات عند تعثر الخطط

الحياة ليست خطاً مستقيماً، والأمور لن تسير دائماً كما هو مخطط لها، بدلاً من جلد الذات وإهدار الطاقة في الندم، كوني ذكية واستثمري تلك الطاقة في التعلم، اسألي نفسكِ: ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا الموقف؟، هذا السؤال يحول العثرة إلى استثمار للمستقبل.
سابعاً: الساعة الذهبية.. البريد الإلكتروني يمكنه الانتظار

لا تمنحي ساعاتكِ الذهبية الأولى لطلبات الآخرين وتوتر الرسائل الواردة، ابدئي يومكِ بإنجاز أهم مهامكِ قبل الغوص في بريدكِ الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، حماية انتباهكِ في الصباح هي التي تحدد نبرة يومكِ بالكامل، لاحظي أن انشغالنا في البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي لا يقف عند الوقت الذي نقطعه هناك، بل في استمرار التفكير وانشغال الذهن المستمر لفترة طويلة.
ثامناً: حمية المعلومات.. اختاري ما يغذي روحكِ

نحن نعيش في عصر التخمة المعلوماتية، قومي بعملية تنقية دورية لاشتراكاتكِ في المدونات، البودكاست، وقنوات التواصل، احتفظي فقط بما يلهمكِ، يثقفكِ، أو يمنحكِ بهجة حقيقية،فتقليل كل هذه المدخلات أو فلترتها يوفر مساحة هائلة للإبداع الخاص بكِ.
تاسعاً: أسئلة البوصلة اليومية

للبقاء على المسار الصحيح وسط ضجيج اليوم، ضعي هذين السؤالين أمام عينيكِ باستمرار:
ما هو أهم شيء يمكنني فعله الآن؟
ماذا سأفعل لو كان لدي ساعتان فقط للعمل اليوم؟ هذه الأسئلة تعمل كبوصلة تعيدكِ دائماً إلى جوهر أهدافكِ الكبرى.
عاشراً: حولي "ماذا لو" إلى "كيف سأفعل"؟

التحليل المفرط والقلق بشأن الاحتمالات السلبية هو فخ مدمر للثقة بالنفس، توقفي عن الغرق في السيناريوهات المحتملة– أغلبها لن يحدث وهي مجرد أفكار من اختراع ذواتنا القلقة- ، وركزي على الإجراءات العملية، اسألي نفسكِ دائماً: ما هي أصغر خطوة يمكنني اتخاذها الآن للمضي قدماً؟، الحركة هي العدو الأول للقلق.