
د. دينا الطيب لـ"هي": لا عمر محدد للجمال.. هو مزيج من القوة والجاذبية
كتبت د. دينا الطيب، طبيبة أسنان ورياضية في سباقات الترياثلون، لـ"هي":
التقدم في العمر ليس انطفاء للضوء، بل نور جميل ينير بعمق، ويضيء بسطوع. المرأة تزداد حكمة مع كل عام يمر. وكأنها ترقص مع الحياة نفسها ولا تستسلم لرقم يكتب في بطاقة أحوالها، بل هو دافع للنمو والإنجاز مع إدراك حقيقتنا ويقيننا.
أنا أم لثلاثة أولاد، وطبيبة أسنان ورياضية في سباقات الترياثلون، وامرأة تؤمن بأن الجمال لا يقتصر على الشباب. إنه تحفة فنية تتطور. تُصنع من التحديات، والانتصارات، ولحظات التأمل الصامتة. الجمال يبدأ من داخل الإنسان، وينعكس على خارجه. يبدأ من صفاء النية والقلب. والتوكل على الخالق.
عندما أصبحت أول امرأة عربية تتنافس في بطولة العالم لـ"الآيرون مان" في كونا هواي، لم يكن ذلك مجرد سباق.. بل كان إعلانا بأن الشغف لا يعرف عمرا، وأن القوة لا تعترف بالحدود، وأن الأحلام خُلقت لنلاحقها بلا هوادة.
الحياة فوضى جميلة.. دوامة من تمرينات السباحة الصباحية الباكرة، وساعات العيادة المزدحمة، وأمسيات مفعمة بدفء العائلة. إيجاد التوازن لا يعني السيطرة على الفوضى، بل السماح لها بأن تشكلنا، وتوجهنا، وتصقل هدفنا. أن ندرك أن كل ركضة طويلة، وكل ابتسامة مُتعبة، ما هي إلا جزء من قصة نكتبها بأيدينا.
الجمال ليس وجها لم تمسّه السنين، ولا جسدا خاليا من آثار الجهد.. بل هو روح ترفض أن تستسلم. لديها الشجاعة لتبدأ من جديد عند الفشل، وفي الإصرار على تحقيق هدف آخر، وفي تقبّل العيوب كجزء من الرحلة. الجمال يكمن في الضحكة التي تُليّن الملامح، وفي الشغف الذي يضيء عينيك عندما تعبّرين عن حقيقتك وعن حلمك.
إلى كل امرأة تقرأ هذه الكلمات: لا تخافي من التقدم في العمر. بل احتضني القوة التي تأتي مع كل عام، وكل درس، وكل تحدّ تم تجاوزه. لم تخلقي لتتراجعي مع الوقت، بل لتتوسعي، ولتصبحي أعمق، وأغنى، وأكثر حياة. احتفلي بقوتك. وافتخري بحكايتك. وارتدي تجاربك كالتاج، لأنك تستحقين كل لحظة من رحلتك.
التقدم في العمر ليس قيدا، بل هدية. فرصة لإعادة كتابة الرواية، والعيش بجرأة، والحب بلا تحفظ. إنها رقصة جميلة بين من كنتِ، ومن أنتِ بصدد أن تصبحي، رقصة قوية، ورشيقة، وفريدة تماما مثلك.





