مسيرتها المهنية ملهمة.. الطاهية العالمية "ريتو دالميا" تشارك أسرار نجاحها مع "هي "
بصرف النظر عن كونها الطاهية الرائعة، فقد تم الاعتراف بها أيضًا كواحدة من رائدات الأعمال الرائدات في دلهي من قبل الحكومة؛ تعمل إلى ما لا نهاية كناشطة اجتماعية من أجل المفاهيم التي تؤمن بها، وتقوم بتوجيه الشباب والطهاة بأي طريقة مُمكنة.
نحن اليوم على موعد مع الطاهية العالمية ريتو دالميا، التي طورت إعجابها بالمطبخ المحلي منذ نعومة أظافرها بعمر 16 عامًا؛ وظل عملها يأخذها إلى تعلم الطهي بمهارة، وسرعان ما أدركت أن هذه دعوتها.
في عام 1993، أنشأت مطعم Mezza Luna، وهو أول مطعم إيطالي مستقل في دلهي. كان الطعام ممتازًا، لكن حظوظ "ميزا لونا" لم تكن كذلك. انتقلت دالميا دون رادع إلى لندن، حيث افتتحت مطعم "فاما الهندي" الفاخر الذي حقق المطعم نجاحًا كبيرًا، وحصل على تقييمات رائعة. وبعد ذلك، قررت العودة إلى الهند ؛ والباقي هو التاريخ. واليوم هي المالك المشارك لستة مطاعم في الهند، وثلاثة في ميلانو، إيطاليا، وقطاع تقديم الطعام الذي يخدم الوجهات العالمية؛ فكان معها هذا الحواء الممتع.
أحد أهم اللحظات في حياتك كانت عندما فشل مطعمك الأول. شاركينا تفاصيل هذا الفشل وكيف تعاملتِ معه وما الذي دفعكِ للمضي في مجال الطهي كخيار مهني؟
بالتأكيد، الفشل في مطعمي الأول كان لحظة محورية في حياتي؛ كنت في مرحلة مُبكرة من رحلتي في عالم الطهي، وكانت التحديات تتوالى. عندما فشل المطعم الأول، وجدت نفسي أمام خيار الاستسلام والعودة إلى أعمال عائلتي. ولكن بصدق، هذا الخيار لم يكن حتى في حسباني. لدي شغف عميق بالطهي ورغبة قوية في تحقيق نجاح في هذا المجال، ولهذا السبب لم أستسلم. بدلاً من ذلك؛ قررت أن أستخدم هذا الفشل كفرصة للتعلم والنمو. قمت بتحليل الأسباب والأخطاء التي أدت إلى هذا الفشل وعملت على تحسين مهاراتي وإدارتي. هذه اللحظة علمتني أن النجاح يأتي بالصبر، والاصرار، والقدرة على التعلم من الأخطاء.
بالتأكيد، سفرك إلى العديد من البلدان ساهم بشكل كبير في تطوير مهاراتك وأثّرى تجربتك في مجال الطهي. ما هي أبرز المهارات التي اكتسبتها خلال هذه الرحلات وكيف ساهمت في نجاحك؟
أنا مؤمنة بشدة بأهمية الأصالة والنقاء في عالم الطهي. خلال رحلاتي إلى مختلف البلدان، كنت أعيش تجارب فريدة من نوعها. تناول الطعام مع العائلات في منازلهم في مناطق مختلفة كانت تجربة رائعة. كنت أشاهد كيفية إعداد الوجبات باستخدام المكونات المتاحة، وكيف تعكس هذه الوجبات ثقافة وتقاليد الأماكن التي زرتها. هذا علمني أهمية الاحترام والفهم للثقافات المختلفة وكيفية تقدير التنوع. تعلمت أيضًا كيفية استخدام المكونات المحلية لإعداد وجبات شهية ومميزة. هذه المهارات ساهمت بشكل كبير في تطوير قائمة الطعام في مطعمي وجعلتها مميزة ومتنوعة. كما أن هذه الرحلات أثرت على إلهامي وإبداعي في الطهي.
أصبحت رائدة أعمال ناجحة بفضل مبادرة من حكومة دلهي. كيف نجحتِ في تحقيق هذا الإنجاز وما الأدوات الإبداعية التي استخدمتيها لتحقيق هذا الهدف؟
أصبحت رائدة أعمال بفضل مبادرة دعمتها حكومة دلهي. كان هذا إنجازًا كبيرًا بالنسبة لي. أعتقد أن النجاح لا يأتي بمفرده، بل يتطلب العديد من الأمور. لتحقيق هذا الإنجاز، قمت بالاستفادة من الأدوات الإبداعية التي كنت أملكها. قمت بإعداد خطة عمل دقيقة وواقعية لمشروعي وتحديد الأهداف والخطوات اللازمة لتحقيقها. كنت دائمًا على استعداد لتكييف هذه الخطة بناءً على المستجدات والتحديات التي تطرأ. كما قمت ببناء شبكة اتصال قوية في صناعة الطهي والمطاعم، وهذا ساهم في توسيع دائرة عملائي وزبائني. عمومَا؛ الاستدامة كانت أحد الجوانب المهمة في مشروعي، حيث اهتميت بتقديم وجبات صحية ومستدامة. أيضًا، كنت دائمًا مستعدة لتقديم شيء جديد ومبتكر في مجال الطهي؛ ما ساعد ذلك في جذب الاهتمام والزبائن الجدد.
عالم الطهي له تأثير كبير على حياة الأشخاص، ويبدو أنه أثر بشكل كبير على حياتك الشخصية. كيف أثر هذا العالم على وجهة نظرك وطريقة تفكيرك وما القيم التي اكتسبتها من خلالها في عالم الطهي؟
بالتأكيد، عالم الطهي أثر بشكل كبير على حياتي بصفة شخصية. بالإضافة إلى الجوانب المهنية، فإنه أثر بشكل عميق على قيمي وتوجهي. عندما تكون معرّضًا لعملية إعداد الطعام من البداية حتى التقديم، تتعلم الكثير عن التضحية والجهد الذي يبذله الطهاة والنوادل، لضمان تقديم وجبة لذيذة ومميزة. يعمل هؤلاء المحترفون ساعات طويلة وفي ظروف صعبة، وهم يعملون بشغف لإرضاء العملاء. هذا جعلني أقدر وأحترم العمل الشاق الذي يقوم به أصحاب المطاعم وفرق الطهي.
فضلًا على ذلك، عرفت قيمة الفلاحين والمزارعين، الذين يقدمون المكونات الغذائية الأساسية. غالبًا ما يتم تجاهل دورهم الهام في توفير الطعام للناس. تعلمت أن الطهي ليس فقط عن الإبداع والتقنيات، بل هو أيضًا عن احترام المصادر والمكونات، وتقديرعمل الفلاحين والمزارعين.
من ناحية أخرى، أثر العالم على وجهة نظري في التغذية، وأهمية تناول الطعام بصورة صحية. أصبحت ملتزمة بتقديم وجبات صحية ومستدامة في مطعمي، وأسعى دائمًا لتوعية العملاء حول أهمية الأكل الصحي واختيار المكونات بعناية.
وذلك بخلاف، أن عالم الطهي علمني أنه يُمكن للطعام أن يكون وسيلة للتواصل، والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وجسرًا بين الأشخاص من مختلف الثقافات والجنسيات؛ لتعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب.
من هو الشخص الذي أثر بشكل كبير في حياتك وساعدك في تحقيق تطلعاتك في مجال الطهي؟
لقد كنت محظوظة جدًا بما أنني تلقيت الدعم والإلهام من العديد من الأشخاص في حياتي. كانت هناك صديقتي المقربة سارة، التي شجعتني على فتح مطعمي الأول وأعطتني الثقة في قدراتي. بعدها، كنت محظوظة بالتعرف على أشخاص مثل فيره ويلينجر وآنا تاسكا لانزا، اللذين ألهما وشجعا بشدة على تطوير مهاراتي وتحقيق أهدافي في مجال الطهي. هؤلاء الأشخاص وغيرهم كانوا دائمًا مصدر إلهام لي وساعدوني في رسم مسار النجاح.
وأخيرًا، ما هي نصيحتك للشباب والشابات الذين يحلمون بدخول عالم الطهي وتحقيق النجاح في هذا المجال؟
نصيحتي للشباب والشابات الذين يحلمون بدخول عالم الطهي هي أن يكونوا مستعدين للتعلم والاستماع إلى جميع الآراء والنصائح. يجب أن يكون لديهم شغفًا حقيقيًا بالطهي واستعداداً لبذل الجهد والوقت اللازمين لتطوير مهاراتهم. هم يجب أن يكونوا مستعدين أيضًا لمواجهة التحديات والفشل، وأن يستفيدوا من كل تجربة كفرصة للتعلم والنمو. وفي النهاية، يجب عليهم أن يكونوا أمينين لأنفسهم، وأن يتبعوا غرائزهم، ورؤيتهم الشخصية في عالم الطهي، دون أن يقيّدوا أنفسهم بقواعد محددة، لأن الطهي هو فن وعلم يُمكن أن يكون مصدرًا للإبداع والتعبير عن الذات؛ ومع الشغف والإصرار يُمكن لأي منهم تحقيق النجاح في هذا المجال.