نصائحنا لكِ لتطوير مهاراتك في التوجيه... لا تغفليها

نصائحنا لكِ لتطوير مهاراتك في التوجيه... لا تغفليها

رحاب عباس

التوجيه أو الـ  Mentorship، هو مصطلحيُشير إلى علاقة بين طرفين، يكون أحدهما أكثر خبرة ودراية في مجال معيّن من الطرف الآخر؛ ويعتبر الموجّهون أو الـ Mentors  جزءًا مهمًّا من عملية التطوير الذاتي سواءً على الصعيد الشخصي أو المهني، فهم مرشدون رائعون في تلك الأوقات التي يحتاج فيها البعض إلى شخص ذو خبرة يساعدهم ويوجّههم نحو الطريق الصحيح في حياتهم.

عمومًا، يحتاج الموجّهون الجيّدون إلى امتلاك مهارات توجيه وتدريب مميّزة تساعدهم على القيام بدورهم في مساعدة الآخرين للوصول إلى أهدافهم وطموحاتهم.

فإذا كنتِ ترغبين في اكتساب هذه المهارة أو البحث عن من يوجّهك، فما عليك سوى قراءة السطور القادمة، للتعرف معنا عبر موقع " هي " على أهم النصائح لتطوير مهاراتك في التوجيه، وأهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الموجّه الناجح، وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

لتطوير مهارات في التوجيه تأكدي أن الموجّه معلّم ومُتعلّم
لتطوير مهارات في التوجيه تأكدي أن الموجّه معلّم ومُتعلّم

ستمتلّكين مهارة التوجيه باتباعك هذه النصائح

أوضح دكتور مصطفى، أن مهارة التوجيه ليست مبنية على العمر، وإنما على الخبرة، لذا فالشرط الأساسي لإكتسابها هو توافر خبرة واسعة في مجال معيّن يرغب الطرف الآخر في معرفة المزيد عنه، لذا يُمكنك عزيزتي اتباع النصائح التالية لتطوير مهاراتك في التوجيه، وذلك على النحو التالي:

مخرجاتك نابعة من سلوكّياتك

إياكي أن تقبليالقيام بدور الموجّه، إلا إذا كنتِ واثقة من رغبتكِ في فعل ذلك؛ فالموجّهون يقومون بعملهم هذا انطلاقًا من رغبة صادقة في مساعدة الغير؛ لذا احرصي على معرفة ما تسعين إليه من وراء اكتسابك هذه المهارة، كي تنتهجي السلوك الصحيح سواءً في عملك أو أمورك الشخصية.

مخرجاتك نابعة من سلوكيات فانتبهي لذلك لتطوير مهاراتك في التوجيه
مخرجاتك نابعة من سلوكيات فانتبهي لذلك لتطوير مهاراتك في التوجيه

توافقك مع الطرف الآخر أمر أساسي

لا يستفيد الجميع من موضوع التوجيه، ولا يعتبر كلّ موجه أو mentor مناسبًا لكل طرف آخر، خصوصًا في بيئة عملكِ؛ لذا تأكدي من رغبة الطرف الآخر في الاستماع إليك والاستفادة من خبرتك، من أجل استمرارية هذه العلاقة بشكل هادف وفعّال.

توافقك مع الآخرين أمر أساسي لتطوير مهاراتك في التوجيه
توافقك مع الآخرين أمر أساسي لتطوير مهاراتك في التوجيه

التوجيه في مجال عملكِ بعقد يحوي رؤيتك

وضّحي في هذا العقد توقّعاتك، إذا كنتِ تمارسين هذه المهارة في مجال عملكِ، وأيضًا تعرفي على توقّعات الطرف الآخر؛ ثمّ اسعَي للتوصل إلى اتفاق حول أهداف كلّ من الطرفين من وراء هذه العلاقة.ليس هذا وحسب، إذ يجب أن يوضّح العقد أمورًا مهمّة أخرى مثل:

  • مواعيد الالتقاء وعدد اللقاءات كلّ أسبوع/ شهر...الخ
  • الأوقات التي يجب عليكم فيها التوقّف لمراجعة التقدّم الذي تمّ إحرازه.
  • المخرجات التي يريد كلّ من الطرفين الوصول إليها.
  • اختاري ما يناسبك أنتِ والطرف الآخر مع التركيز على ضرورة وضوح أهداف كل طرف لدى الطرف الآخر.

الجدير بالذكر، أنه قد يلجأ البعض لإعداد هذا العقد كتابيًا، في حين يكتفي البعض الآخر بتوضيحه شفويًا في بداية عملية التوجيه.

كوني مُلتزمة فيما تقومين به

علاقتك مع الطرف الآخر، وخصوصًا المبنية على عقد واتفاق متبادل بين الطرفين، تستلزم بلا شكّ احترامها والالتزام بها. والتالي إن لم تكوني جادة في دورك كموجه في مجال عملك تحديدًا، فلن يكون الطرف الىخر جادَا معكِ؛ لذا طوري مهاراتك في إدارة الوقت بشكل فعّال، حتى تضمني قيامك بمهارة التوجيه على أكمل وجه.

استمعي أكثر مما تتحدثي

الاستماع والإصغاء هو أحد أهمّ مفاتيح نجاح أيّ نوع من أنواع العلاقات البشرية. وينطبق الأمر أيضًا على علاقة الموجّه بالطرف الآخر في جميع المجالات المختلفة؛ فإن أردتي النجاح كموجّه، فكوني مستمعة جيدة، وتأكدي أن  مهما كانت خبرتك كبيرة في مجال معيّن، ومهما كانت معرفتك فيه واسعة، فلن تكون ذات نفع ما لم تستطع فهم ما يحتاجه الطرفالآخر بالضبط. ولن تستطيعي معرفة ذلك إن لم تتيحي له المجال للتحدّث والتعبير عن نفسه والإصغاء له.

الاستماع والإصغاء أكثر من التحدث لتطوير مهاراتك في التوجيه
الاستماع والإصغاء أكثر من التحدث لتطوير مهاراتك في التوجيه

صفات الموجّه الناجح بين يديك فلا تُهمليها

وبحسب دكتور مصطفى الباشا، سواءً كنتِ ترغبين في أن تكوني موجّهًه، أو أنك تبحثين عن موجّه يساعدك لتحقيق أهدافك، عليك في كلتا الحالتين أن تركّزي على صفات شخصية في غاية الأهمية، أبرزها:

الحماس والشغف

إذ من المعروف عن الموجّهين أو الـ Mentors أنّهم يمتلكون حماسًا كبيرًا وشغفًا ملتهبًا تجاه ما يقومون به؛ لأن هذا الشغف والحماس هو ما يتيح لهم القيام بواجبهم على أكمل وجه في تقديم النصيحة الفعّالة المفيدة دون رغبة في الحصول على أي مقابل مادي، ومن المهمأن يكون هذا الشغف والحماس حقيقيًا نابعًا من القلب، وليس مجرّد قناع ظاهري، لأنه في هذه الحالة، لن يؤدّي الغرض المطلوب منه.

 التوجيه وجهان لعملة واحدة

إن كنت تبحثين عن  mentor، عليكِ أن تأخذي وقتك في ذلك، وأن تختاري الشخص الذي ترتاحي لأسلوبه وطريقته في التوجيه. عمومًا سيكون هناك الكثير من الأشخاص الذين سيحاولون التحكّم في حياتك الشخصية والوظيفية، وتطويرَك على النحو الذي يخدمهم بشكل أفضل، أو الذي يعتقدون أنه الأفضل لكِ.

لكن هذا الأمر سيجعل منهم موجّهين غير أكفاء، وتجربتك معهم لن تكون ناجحة على الإطلاق.

علمًا أن الموجّه الناجح، سيضع استراتيجية تتناسب مع احتياجاتك ومهاراتِك ومواهبك، والأهم من ذلك، مع رغباتكسيَسعى ليجعل منكِ نسخة أفضل من نفسك وليس نسخة عنه هو؛ بناءً على ذلك، إن كنت ترغبين في أن تكوني موجّهه، فعليكِ إذن أن تكوني متوافقة تمامًا مع الطرف الآخر، وقادرة على فهم احتياجاته جيدًا.

الموجّه معلّم ومُتعلّم

كثيرون من يعتقدون أن الموجه هو شخص خبير في جميع نواحي الحياة، وهو أمر خاطئ بلا شك؛ فالموجّه الناجح ليس مجرّد معلّم، بل هو متعلّم أيضًا، وتقع عليه مسؤولية نقل حبّ المعرفة والتعلّم المستمرإلى الطرف الآخر.

والجدير بالذكر، أن أهمسمات الموجّه الناجح هو إدراكه لحقيقة أنه حتى وإن كان خبيرًا في مجال معيّن، فهناك أيضًا أمور قد يجهلها، وإنه لا يشعر بالحرج من الإجابة بعبارة: "أنا لا أعلم"، لكنه مع ذلك يُلحقها دومًا: "سأبحث عن الإجابة المناسبة".

ولتكوني موجّهه متميزة، عليكِ أن تنمي عقلك دومًا، ولديكِ الاستعداد للتعلّم المتواصل والمستمر.

احترام الآخرين

لا يقتصر احترام الغير على الموجّهين فقط، لكنه مع ذلك سمة مهمّة للغاية لهم؛ فالموجّه الناجح يُحسن إدارة الحوار بأسلوب أنيق، ويمتلك الذكاء العاطفي الذي يتيح له فهم مشاعره الخاصّة وكذا مشاعر الآخرين.

لذا ليس من الجيّد أن يطلق الموجّه الأحكام على الآخرين، أو يتحدّث عن الغير بسوء أمام الطرف الآخر، ففي ذلك خرق للخصوصية التي يجب احترامها، والأهم من ذلك، ستُعتبر تلك إشارة على قلّة كفاءته بل وفشله في مهمّته كموجّه ناجح.

وأخيرًا، اجعلي قاعدتك الأولى على الدوام هي أن تستمعي أكثر ممّا تتكلّمي، وأن تستمعي بانتباه، وذلك بجانب اتباعك النصائح السالفة الذكر، من أجل تحسين مهاراتك في التوجيه، والقيام بأداء أفضل مع الآخرين، كي يتيحي لهم الاستفادة التامة من خبراتك، وهدفك في نقل معارفك إليهم.

فضلًا عن ذلك، من المهم التنويه إلى أن التوجيه أو الـ mentorship هو علاقة ذات اتجاهين، وفي حال تمّ بناؤها بالشكل السليم، فالطرف الآخر ليس الشخص الوحيد الذي سيستفيد وإنّما ستكون المنفعة مشتركة بين الطرفين حتمًا.