ازرعي حب المثابرة والصبر لدى طفلك ةحفزيه ذاتيًا

حفزي طفلكِ ذاتيًا وازرعي فيه طاقة لا تنطفئ في خطوات بسيطة وفعالة

ريهام كامل

حين يخطو الطفل أولى خطواته في الحياة، لا يحتاج فقط إلى يد تمسك بيده،  بل إلى قلب كبير يؤمن بقدراته، وحضن دافئ يغمره بعمق. الأم بطاقة الحب التي تغمرها هي سر انطلاقة طفلها نحو الثقة بالنفس، كلماتها الحنونة، مدحها وتشجيعها المستمر له هم الشرارة الأولى نحو التحفيز الذاتي الذي يساهم في بناء شخصيته.

في هذا المقال تابعي معي عزيزتي الأم كيف يمكن أن تبدأ رحلة التحفيز الذاتي لطفلك، تلك الرحلة التي تبدأ من عندك وتنتهي مع بلوغه أعلى مراتب الثقة بالنفس سلاحه المنتصر دائمًا في كل مرحلة من مراحل حياته.

ما هو التحفيز الذاتي؟

التحفيز الذاتي هو الدافع الداخلي الذي يجعل الطفل يرغب في تحقيق أهدافه والتطور باستمرار، دون الاعتماد فقط على المكافآت أو التشجيع الخارجي. هو شعور ينبع من داخله، يحفزه على التعلم، ويسلحه بالقوة اللازمة لمواجهة التحديات والمواقف الصعبة بكل ثقة.

طاقة الحب بداخل الأم تنمي التحفيز الذاتي لدى طفلها
طاقة الحب بداخل الأم تنمي التحفيز الذاتي لدى طفلها

ما هي أهمية التحفيز الذاتي للطفل في تعزيز نفسيته؟

يمثل التحفيز الذاتي حجر الزاوية في بناء شخصية الطفل وتقويتها، كما ان له تأثيرات نفسية عميقة عليه، إذ ترى "أميرة داوود" دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا أنه يحقق الفوائد التالية:

  • يجعل الطفل أكثر قدرة على التعامل مع الفشل والإحباط.
  • يعزز من ثقته بنفسه.
  • يجعل الطفل سوي نفسيًا.
  • ينشأ الطفل متحملًا للمسؤولية عن أفعاله وقراراته.
  • يمكن الطفل من تحقيق نجاحات أكاديمية واجتماعية.
  • يطور مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي.

ما دور الأم في تنمية التحفيز الذاتي عند الطفل؟

كما ذكرنا أعلاه الأم هي كلمة السر دائمًا، وهي النواة الأولى في حياة الطفل، مشاعرها الحنونة، وسلوكياتها الإيجابية، وكلماتها الدافئة، تقف وراء ثقته بنفسه وقوة شخصيته. كل ذلك يكون مثمرًا أكثر مع دور الأور في تنمية التحفيز الذاتي للطفل الذي يتحقق من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • توفير بيئة آمنة للطفل

يحتاج الطفل إلى الدعم المستمر من الأم باعتبارها المرافق الدائم له، خصوصًا في الشهور الأولى من عمره، ليجرّب ويتعلم. إن احتضان الأم لطفلها ورعايتها له نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا يحقق شعوره بالأمان، وهذه البيئة كفيلة بتنمية التحفيز الذاتي الذي يسهم بدوره في تعزيز شخصيته.

  • تعزيز الثقة بالنفس

يجب على الأم أن تثني على الجهد الذي يبذله طفلها مهما كانت النتيجة، لأن ذلك يحفزه ذاتيًا، ويمنحه القوة، ويعزز من عزيمته في حب التجربة بعد الفشل حتى يتحقق النجاح. كما أن تركيز الطفل على على الجهد والمحاولات يجعله يتقن المعنى الحقيقي للتحفيز.

  • تشجيع الاستقلالية

إعطاء الطفل فرصة لاتخاذ قراراته الصغيرة يعزز شعوره بالمسؤولية، وهذا يزيد من تحفيزه الذاتي، لأنه يشعر بأنه صاحب دور مهم في حياته.

  • تعليم الطفل كيفية تحديد الأهداف

توجيه الطفل لتحديد أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق يساعده على تجربة الشعور بالإنجاز، مما يعزز دافعه الداخلي للتحرك نحو أهداف أكبر.

  • القدوة الحسنة

يتعلم الأطفال بالتقليد والملاحظة. لذا، يجب أن تكون الأم قدوة حسنة لطفلها، وأن تكون تجربة حية من الواقع لطفلها في الصبر والمحاولة والايمان بالذات. كل ذلك يسهم في تحقيق التحفيز الذاتي للطفل.

التحفيز الذاتي للطفل يتحقق بتعليمه المثابرة والصبر والتركيز على الجهد المبذول
التحفيز الذاتي للطفل يتحقق بتعليمه المثابرة والصبر والتركيز على الجهد المبذول

نصائح عملية للأم لتنمية التحفيز الذاتي عند الطفل

توصي د.أميرة بضرورة الالتزام بتطبيق النصائح التالية لتنمية التحفيز الذاتي لدى الطفل:

  • الانصات للطفل، وقضاء وقت كافٍ معه، مما يجعله يشعر بالأهمية ويعزز تحفيزه ذاتيًا.
  • يجب أن تقوم الأم بكل ما تريده أن ينشأ عليه.
  • الحرص على تشجيع الطفل، ومدحه بشكل مستمر، كلمات الفخر والمدح تجعل الطفل واثقًا من نفسه.
  • وضع روتين يومي بسيط يلتزم به الطفل، حددي وقتًا للدراسة، واللعب، والراحة. الروتين مهم جدًا، لأنه يمنح الطفل شعورًا بالأمان والسيطرة على يومه، ويشجعه على الالتزام بنفسه.
  • تشجيع الطفل على اتخاذ القرارات الصغيرة تمهيدًا لتعزيز استقلاليته في مراحل لاحقة.
  • تعليم الطفل مهارات تنظيم الوقت، ومساعدته على تنظيم حياته منذ الصغر.
  • التركيز على الجهود، يجب الحذر من التركيز على النتائج النهائية، مع الإشادة بالمثابرة والعمل الجاد.
  • إتاحة فرص الاستكشاف للطفل وتوفير أنشطة متنوعة تتيح له التجربة والتعلم بنفسه.
  • يجب تعليم الطفل كيفية التعامل مع الفشل، واستقباله بايجابية كونه جزءًا من التعلم وطريقًا للنجاح.
  • تقديم مكافلآت معنوية وليست مادية مع التركيز على الجهد المبذول بدلًا من التركيز على النتيجة.
  • تجربة قدرة الطفل على حل المشاكل بمفرده.

كيف يؤثر التحفيز الذاتي على مستقبل الطفل؟

الطفل الذي يملك تحفيزًا ذاتيًا قويًا يكون أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة مقارنة بالطفل الذي لا يملكه. كما أن التحفيز الذاتي يعزز من قدرته على اتخاذ قرارت سليمة في المستقبل فضلًا عن مساعدته في بناء علاقات إجتماعية صحية وناجحة.

خلاصة القول:

يلعب التحفيز الذاتي دورًا كبيرًا في بناء شخصية قوية للطفل، وتعزيز استقلاليته. تستطيع الأم أن تزرع في طفلها بذور شخصية قوية قادرة على مواجهة تحديات الحياة، وتساعده في تحقيق النجاح من خلال تحفيزه ذاتيًا بالايجابية والصبر والقوة.

مع تمنياتي لكل أم بأمومة سعيدة ورحلة تربية ناجحة،،،