الاستعداد العاطفي للمدرسة يساهم في التغلب على قلق اليوم الأول لدى الطفل

سنة أولى دراسة.. الاستعداد العاطفي للمدرسة يقلل من قلق اليوم الأول!

ريهام كامل

يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن تجهيز الطفل للمدرسة يعني فقط شراء الحقيبة والكتب والزي المدرسي، لكن الحقيقة أن الاستعداد العاطفي للمدرسة يمثل الأساس الذي يضمن نجاح الطفل وتقبّله للتجربة الجديدة. فالانتقال من البيت إلى بيئة مليئة بالأنشطة والوجوه المختلفة والروتين اليومي قد يكون مرهقًا للطفل إذا لم يكن مستعدًا نفسيًا وعاطفيًا، خصوصًا في سنوات الدراسة الأولى. هنا يظهر الدور الكبير للأسرة في منح الطفل الأمان والثقة، ليذهب إلى المدرسة بروح مطمئنة وحماس لاكتشاف العالم من حوله

ما هي التحديات التي تواجه الأطفال والأهل عند بدء الدراسة؟

لا يواجه الأطفال وحدهم صعوبات العودة إلى المدرسة، بل يشاركهم الأهل هذه التحديات. من أبرزها:

  • النوم المبكر والاستيقاظ صباحًا: بعد عطلة طويلة مليئة بالفوضى في مواعيد النوم، يصبح الالتزام بروتين منتظم تحديًا كبيرًا.
  • الخوف من اليوم الأول، القلق من المجهول، والابتعاد عن الوالدين، والانخراط في بيئة جديدة. كما أن مقابلة معلمين وأصدقاء جدد قد يولّد توترًا عند الطفل.
  • نوبات القلق أو الغضب المتزايدة عند الأطفال، لأنهم يعبرون عن خوفهم بالبكاء أو الرفض أو العصبية، وهو أمر يحتاج إلى حكمة وصبر من الأهل.
  • ضغوط الأهل حيث يتعرض الوالدان بدورهما لضغط نفسي في محاولة تنظيم الروتين العائلي ومساعدة الطفل على التكيف.

بحسب سمر زنانيري، مدربة معتمدة في الذكاء العاطفي وصانعة محتوى في مجال تطور الطفل هذه التحديات ليست عائقًا إذا تم التعامل معها بحكمة ووعي، بل يمكن أن تكون فرصة لبناء علاقة أقوى مع الطفل وتعزيز ثقته بنفسه.

سمر زنانيري مدربة معتمدة في الذكاء العاطفي وصانعة محتوى في مجال تطور الطفل
سمر زنانيري مدربة معتمدة في الذكاء العاطفي وصانعة محتوى في مجال تطور الطفل

ما أهمية الاستعداد العاطفي للمدرسة؟

توضح سمر، أن الاستعداد العاطفي والنفسي للمدرسة لا يقل أهمية عن الجانب الأكاديمي، فهو مفتاح نجاح الطفل في سنواته الدراسية الأولى، لأنه يمنحه الراحة والقدرة على التكيف مع التغيرات.

 وتشير سمر في هذا الصدد إلى عدة حقائق مهمة هي:

  • الخوف من اليوم الأول أمر طبيعي، والمهم أن يتفهم الأهل جذور هذا الخوف ويعملوا على تهدئته.
  • الأهل مرآة لمشاعر أطفالهم، فإذا تعاملوا بإيجابية وطمأنينة انعكس ذلك مباشرة على الطفل.
  • الشعور بالأمان النفسي يمهّد الطريق لنجاح الطفل أكاديميًا واجتماعيًا.

ما هي طرق دعم الاستعداد العاطفي للمدرسة؟

يمكن لكل أم دعم الاستعداد العاطفي للمدرسة لدى طفلها في سنة أولى دراسة من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • تنظيم روتين النوم مبكرًا

البدء بتنظيم ساعات نوم الطفل تدريجيًا قبل المدرسة بأيام، لأن النوم الجيد يساعده على التركيز ويخفف من التوتر في الصباح.

  • تعريف الطفل على بيئة المدرسة

يمكن قراءة قصص عن المدرسة، أو القيام بزيارة قصيرة للفصل الدراسي، فذلك يقلل من رهبة المكان الجديد ويجعله أكثر ألفة.

  • التحلي بالصبر مع التغيرات

يواجه الطفل في سنة أولى دراسة تغيرًا بيئيًا ونفسيًا عند دخول المدرسة، وقد يحتاج وقتًا ليعتاد على الانضباط. على الأهل أن يدركوا أن هذه المهارات تُكتسب مع الوقت والممارسة.

  • بناء الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي العمود الفقري للاستعداد العاطفي للمدرسة. عندما يشعر الطفل أن والديه يؤمنان بقدراته، يصبح أكثر استعدادًا للتعامل مع التحديات.

  • الإصغاء لمشاعر الطفل

تعتبر الأم مصدر الأمان الأول لطفلها، لذا عليها أن تنصت إليه بدقه، وأن تحتضنه، وأن تستمع له دون تهوين أو سخرية من مشاعره. كلمات التشجيع والاحتضان تحدث فرقًا كبيرًا في طمأنينته، وكذلك تعزيز ثقته بنفسه، والتأثير إيجابًا على شخصيته.

الاستعداد العاطفي للمدرسة يحقق نجاح الطفل في سنة أولى دراسة
الاستعداد العاطفي للمدرسة يحقق نجاح الطفل في سنة أولى دراسة

ما هو دور الذكاء العاطفي في الاستعداد المدرسي؟

لا يقتصر الذكاء العاطفي على المهارات الشخصية، بل يشكل جسرًا يسهل انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة. فهو يساعده على:

  • التعامل مع القلق والخوف.
  • تكوين علاقات صحية مع الأصدقاء والمعلمين.
  • مواجهة المواقف الجديدة بثقة ومرونة.
  • وعي الأهل بأهمية هذه المرحلة يعزز نجاح الطفل على المستوى الدراسي والاجتماعي، ويمنحه قدرة أكبر على التكيف مع التغيرات المستقبلية.

كيف ينعكس الاستعداد العاطفي للمدرسة على نجاح الطفل؟

بحسب سمر، يلعب الاستعداد العاطفي للمدرسة دورًا كبيرًا في تعزيز نجاح الطفل كما يلي:

أولًا أكاديميًا

الطفل المستقر عاطفيًا أكثر قدرة على التركيز والتعلم، وهذه الأمور تعد المقومات الأساسية لتحقيق النجاح وتحصيل معدلات دراسية جيدة.

ثانيًا اجتماعيًا:

الاستعداد العاطفي النفسي يجعل الطفل منفتحًا على تكوين صداقات جديدة، والنجاح فيها، فينشأ شخصًا اجتماعيًا.

ثالثًا ذاتيًا:

الاستعداد العاطفي للمدرسة يطور الشعور بالاستقلالية والثقة في ذاته. الطفل الذي يذهب إلى المدرسة بطمأنينة يكون أكثر استعدادًا لاستقبال العلم، وأقل عرضة للتوتر أو الانطواء.

خلاصة القول:

إن الاستعداد العاطفي للمدرسة يلعب الدور الأكبر في تقبل الطفل للمدرسة، ويساهم في تعزيز انخراطه بلطف في البيئة الجديدة الذي يعيش فيها، وهو أيضًا ضرورة أساسية لضمان انتقال سلس للطفل إلى المرحلة الدراسية. كما أن الدعم النفسي والاحتواء من الأهل يمنحانه الشعور بالأمان والثقة، وهما الأساس الذي يبنى عليه النجاح الأكاديمي والاجتماعي.

تذكري دائمًا عزيزتي الأم:  أن كل خطوة صغيرة في تعزيز مشاعر طفلك اليوم، ستصنع فارقًا كبيرًا في مستقبله غدًا.

مع خالص تمنياتي لطفلكِ بسنة دراسية جديدة عامرة بالنجاح والحب والأمان،،،