
الطموح والثقة بالنفس وجهان لعملة واحدة... صدى رنينها عبارات محفزة لتحقيق نجاحات ملموسة
هل تعلّمين أن الطموح والثقة بمثابة وقود يطّلق أعظم نسخة منكِ؟. تصوّري معي هذا المشهد: "قلبكِ ينبض بأحلامٍ أكبر من سماء الليل، وعقلكِ يرفض أن يُقيّده مستحيل"
هذه هي الكيمياء السحرية بين الطموح والثقة.
ذات يوم وقفت أميرة القلوب "الأميرة ديانا" في قاعة مليئة بالعظماء،ترتجف يداها قبل إلقاء خطابها الأول؛ لكنها اختارت أن تُصدق صوتها الداخلي أكثر من صخب المخاوف، فخلّد التاريخ كلماتها.
فهل أنتِ مستعدة لتكوني النسخة الأعظم؟. قبل أن تتوارد الأجوبة في خاطركِ، دعيني أؤكد لكِ أنا محررة مجلة "هي" رحاب عباس، أن الطموح والثقة بالنفس أحد الثنائيات القادرة على إشعال شرارة التحدي، وتحوّل الخوف إلى طاقة. ولا أخفي عنكِ، فالثقة بالنفس "ليست أن تعرفي كل الإجابات، بل أن تؤمني أنكِ ستجدّيها"!. من ناحية أخرى، أكدت دراسة حديثة لجامعة ستانفورد أن 87 % ممن حققوا أحلامهم الكبرى بدأوا من دون موارد، لكنهم امتلكوا "ثقة البداية الجريئة"!. والسرّ في هذا: "أن الطموح يرسم القمة، والثقة تنحت درجات السلم أثناء الصعود".
من هذا المنطلق، تعرفي معي خلال السطور القادمة وعبر موقع "هي" على العلاقة التكاملية بين الطموح والثقة بالنفس لتحقيق النجاح، وأبرز العبارات المحفزة لكلايهما للاستفادة منها في حياتكِ بصفة عامة، وذلكِ بناءً على توصيات استشاري الطب النفسي الدكتور طارق شلتوت رئيس قسم الطب النفسي جامعة 6 أكتوبر في مصر.
ما هو الطموح وما أبعاده الأساسية؟

ووفقًا للدكتور طارق، الطّموح هو الشعور الداخلي الذي يدفعكِ للسعي نحو هدفٍ أعلى ممّا أنتِ فيه الآن، مثل "شعلةٍ لا تنطفئ.. تُضيء طريقكِ نحو التميّز، وتجعل المستحيلَ مجرّد تحدٍّ مؤقت". أما عن أبعاد الطموح الأساسية، فهي:
رؤية واضحة
صورة ذهنية لما تريدين تحقيقه (كأن تحلمي بأن تصبحي طبيبة بارزة، أو تبني مشروعًا عالميًا".
وقود نفسي
شغفّ يمنحكِ الطاقة لمواجهة العقبات "حتى عندما تشعرين بالإرهاق".
خطوات عملية
تحويل الحلم إلى خطة ملموسة (كدراسة الطب يوميًا 6 ساعات إذا كان هذا هدفك).
لماذا الطموح ضرورة؟
وتابع دكتور طارق، الطموح يُحقق التالي:
- يُعطي الحياة معنى أعمق من الروتين اليومي.
- يُحوّل الفشل إلى مدرسة تعلّمكِ كيف تقفين من جديد.
- يُطلق طاقاتكِ الكامنة "قد لا تعرفي قدراتكِ حتى تُجبركِ الأهداف على اكتشافها".

ما هو فرق الطموح الحقيقي عن الأمنيات؟
أوضح دكتور طارق الفرق بين الطموح والأمنيات من خلال المثال التطبيقي التالي:
- الأمنيات: " أتمنى أن أكون غنية"، "ياليتني أتحدث الإنجليزية".
- الطموح: "سأتعلم الاستثمار في عام 2025 وأبدأ مشروعي في عام 2026"، "سأدرس اللغة ساعة يوميًا لمدة عام".
كيف تبني طموحًا لا يُمل؟
أشاد دكتور طارق بمقولة "نيلسون مانديلا": ""الأبطال لا يُصنعون في الصالات الرياضية..يُصنعون برغبة عميقة وطموح ورؤية". واستكمل حديثه بضرورة اتباع الخطوات التالية لبناء طموح هادف ومستمر، وذلك على النحو التالي:
اصنعّي أهدافًا ذكية (SMART)
محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، محددة بزمن. على سبيل المثال: "سأزيد دخلي 20% بنهاية2025 عبر تطوير مهاراتي الرقمية".
ابحثي عن مرشدين (Mentors)
خذّي بحكمة مَن سبقوكِ على الطريق.
احتفّلي بالانتصارات الصغيرة
حتى لا تُهزمي بالإرهاق قبل الوصول للقمة.
ابتعدّي عن أعداء الطموح
الخوف من الفشل، مقارنة نفسكِ بغيركِ، والرضا بالحد الأدنى.
ما هي الثقة بالنفس ومكوناتها الحقيقية؟

من ناحية أخرى، أكد دكتور طارق، أن الثقة بالنفس هي إيمانكِ الداخلي بقدراتكِ وخبراتكِ، وقبولكِ لنقاط ضعفكِ من دون خجل؛ أما مكوناتها الحقيقية، فهي:
- التقبل الذاتي: معرفة نقاط قوتكِ وضعفكِ من دون مبالغة؛ على سبيل المثال: " أنا أخطئ في الإلقاء، لكني ممتازة في التحضير".
- الكفاءة: ثمرة التدريب المتكرر والخبرة المتراكمة؛ على سبيل المثال: " تتحدثي بلغة جديدة بعد ٦ أشهر ممارسة".
- المرونة: قدرتكِ على النهوض بعد الفشل؛ على سبيل المثال: " ترسلي سيرتكِ الذاتية مجددًا بعد الرفض".
لماذا الثقة أساسية لتحقيق الطموح؟
وأضاف دكتور طارق، من دون ثقةيتحول الطموح إلى مجرد أمنيات؛ على سبيل المثال: " امرأة تحلم بإنشاء شركة، لكن خوفها من الإفلاس يمنعها من التقديم على قرض". أما الطموح مع الثقة سيجعلكِ تشعُرين أن العقبات كفرص للتعلم؛ على سببيل المثال: "فشلي الأول ليس نهاية، بل دليل أنني أجرب الطرق الخطأ!".
كيف يخلّق الطموح ثقةً أكبر؟

وتابع دكتور طارق، عندما تسعى المرأة أو الفتاة لهدفٍ أعلى؛ سيتحقق التالي:
- تكتشف مهارات لم تعرفها عن نفسها.
- تتراكم خبرات صغيرة تبني منها ثقتها بنفسها.
- تحقق انتصارات (ولو صغيرة) تُثبت أنها قادرة.
وهنا أثبتت دراسة حديثة لجامعة هارفارد، "أن الأفراد الطموحون الذين فشلوا 3 مرات على الأقل، يطورون ثقةً أقوى ممن لم يحاولوا".
ماذا لو اختل التوازن بين الطموح والثقة بالنفس؟
أوضح دكتور طارق، أن طموح من دون ثقة يساوي "إحباط وتسويف"؛ ولتخطي هذه المشكلة بنجاح يجب وضع أهدافًا صغيرة تكسب منها الثقة بالنفس. أما الثقة ببالنفس من دون طموح فتساوي " الرضا بالوضع الراهن وجمود"؛ ولتخطي هذه المشكلة يجب البحث عن تحديات تدفع المرأة أو الفتاة للأمام.
كيف تبني ثقتكِ بنفسكِ بخطوات عملية؟

وهنا أشاد دكتور طارق بمقولة "هنري فورد": "سواء اعتقدت أنك تستطيع، أو لا تستطيع...فأنت على حق في كلا الحالتين". ولبناء ثقتكِ بنفسكِ بشكل هادف، اتبعّي الخطوات العملية التالية:
- ابدئي من الصفر باختيار مجالًا واحدًا تُريدين التحسن فيه (كالتواصل، أو العمل).
- سجّلي إنجازاتكِ اليومية حتى الصغيرة "تحدثتي في اجتماع"، "طلبتي مساعدة".
- واجهّي مخاوفكِ بالتعرض التدريجي "تخيلي الموقف، شاهدي فيديو عنه" ثم طبقيه في الواقع.
- حوّل "لا أستطيع" إلى "ليس الآن"؛ فالدماغ يُصدّق ما تكرريه، لذاغيّري حواركِ الداخلي.
- اخرّجي من منطقة الراحة يوميًا "تحدّى نفسكِ بأفعال صغيرة (كالحديث مع غريب، أو تعلمي مهارة في 10 دقائق)".
- اسألي: "ماذا لو نجحت؟"؛ فالتركيز على الفرص بدل المخاوف يوسع آفاقك.
- ابتعدي عن أعداء الثقة بالنفس، وابرزها: المقارنة السامة، وهناتذكّري أنكِ تري "لقطاتٍ مكتملة" من حياة الآخرين، بينما تعيشين "خلف الكواليس" في حياتك.التهويل العقلي وتضخيم عواقب الأخطاء على سبيل المثال: (إذا فشلت في العرض سأخسر وظيفتي للأبد). انتظار الإذن "كوني مدركة أنكِ لا تحتاجين إلى موافقة أحد لتبدئي مشروعًا أو تُعبري عن رأيكِ".
- انتبهي جيدًا إلى الفرق بين الثقة بالنفس والتكبر؛ فمن خلال الثقة بالنفس يُمكنكِ"تشجيع الآخرين، طلب المساعدة عن الحاجة، القيام بفعل ما تستطيعين بهدوء". أما في حالة التكبر فستشعرين دومًا برفض النصيحة خوفًا من النقص، أو التقليل من إنجازات غيركِ، أو قولكِ دومًا " أنا وحدي أستطيع".
لماذا الطموح والثقة بالنفس بينهما علاقة تكاملية تصّنع النجاح؟

أكد دكتور طارق، أنهما كجناحي طائر، إذا ضعف أحدهما، لا تستطيع التحليق؛ فالثقة بالنفس تُشعل فتيل الطموح، والطموح يُغذي قوة الثقة. إليكِ تحليل العلاقة:
- دور الطموح: يُحدد الهدف الكبير، يدفعكِ للتخطيط طويل المدى، يوسع آفاق رؤيتكِ
- دور الثقة بالنفس: تُعطيكِ الشجاعة للبدء، تمنحكِ الصمود عند الفشل، تُذكّركِ بقدراتكِ المخزونة.
- وبالتالي النتيجة التكاملية بينهما ستكون "تحويل الحلم إلى فعل، استمرارية المسيرة، تحدي المستحيلات".
كيف تبني الاثنين معًا بخطوات عملية؟
وهنا أشاد دكتور طارق، بمقولة ستيف جوبز:"الثقة بالنفس كالطاقة النووية...
إن تحكمت بها، تبني لك عالمًا. وإن خرجت عن السيطرة، تدمرك". لذا، ابدئي الآن بخطوة واحدة؛ فكل عظيم كان يومًا مجرد واثقٍ يخطو نحو طموحه؛ ويُمكنكِ ذلك باتباع الخطوات العملية التالية:
طوّري "ثقة البداية"
ابدئي بمشروع صغير (كورشة حرفية، دورة إلكترونية)، فالنجاح فيه سيخلق زخمًا.
حوّلي الطموح إلى خطة ذكية (SMART)
على سبيل المثال: بدل "أريد أن أكون غنية"، قولي: "سأدخل 5000$ شهريًا من التجارة الإلكترونية بنهاية 2025 عبر تعلم التسويق الرقمي".
استخدمي "تأثير الدومينو"
إنجاز صغير... ثقة... طموح أكبر... إنجاز أكبر (وهكذا).
احذري الغرور
لا تخلطي بين الثقة الصحية و الغرور. فالثقة بالنفس مثل"أستطيع أن أحاول وأتعلم إن أخطأت". أما الغرور فمثل" أنا كاملة ولا أحتاج للتطوير" فهذا يقتل الطموح الحقيقي.

إليكِ عبارات محفزة مثل صواريخ تصيب قلب المستحيل وتُطلق طاقاتكِ
عبارات عن الطموح:
- الطموح هو أن تُشاهدي النجوم..وتصرّي أن تبني سلّمًا تلمسيها به.
- لا تنتظري الفرصة.. اصنعيها كما يصنع النهر طريقه بين الصخور.
- إذا كان حلمكِ لا يُخيفكِ، فأنتِ لم تحلم بما يكفي بعد، مقولة "أوبرا وينفري"
- المستقبل ملك لأولئك الذين يجرؤون على مطاردة أحلامهم اليوم.
عبارات عن الثقة بالنفس
- الثقة هي أن تمشي في الظلام..وأنتِ تعلّمين أن يديكِ ستجد مصباحًا في الطريق.
- لا تقارني بدايتك بآخرينَ صعدوا القمة..فأنتِ لا تعرفي كم مرّة تعثّروا.
- الخوف من الفشل يختفي عندما تبدئي.. لأنكِ تكتشفينأن العدو كان خيالًا.
- لا تُرهقي نفسكِ بأن تكوني "مثالية".. يكفي أن تكوني جريئة، مقولة "ميشيل أوباما".
عبارات للدمج بين الطموح والثقة بالنفس
- طموحك يُحدد الهدف..وثقتكِ تُحدد سرعة وصولك.
- "إذا سقطت 7 مرات..قفِ8 مرات..ليس لأنكِ لا تخشي السقوط..بل لأن الطموح أكبر من جراحك.
- أقوى سلاح ضد الشك..هو أن تُحرقي السؤال "ماذا لو نجحت؟".
كلمات من ذهب في مغارة تحقيق النجاحات الملموسة
- رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة..لكنها تستمر بثقةٍ لا تعرف التراجع "لاو تزو".
- النجاح وُلد تحت أقدام الذين لم ينتظروا أحدًا ليُمسك بأيديهم.
- "لا تُقللي من حجم أحلامك..بل زيدّي حجم ثقتك بنفسك.
- يومًا ما..ستنظرين للوراء لتدركّي أن أصعب خطوةٍ في رحلتكِ.. كانت الخطوة التي لم تتجرأين على البدء بها.. فلا تدعّي فرصة العمر تمرّ لأن الخوف همسَ لك: "لستَ جاهزة".
- لا تنتظر.. ابدئي من حيث أنتِ الآن، وبالموارد التي بين يديكِ.. فأعظم السفن أبحرت في ظلام المحيط قبل أن تُخترع البوصلة.
- طموحكِ هو بذرة العظمة فيك وثقتكِ بنفسكِ؛ لذا اسقيها بالتخطيط، وجنّدي لها الإرادة، وستثمري مُستقبلًا يفوق تخيُلكِ.
- تذكّري دومًا "العالم لا يُميّز بين من يحلمون ومن يحققون.. إلا برمز واحد: الشجاعة في تحويل الكلمات إلى أفعال".

وأخيرًا، تأكدي أن الطموح بلا ثقة.. مثل سيارة بلا بنزين.والثقة بلا طموح.. مثل بنزين بلا طريق. إذا جمعتيهما معًا.. ستصلين حيث لا يتخيل الآخرون. لذا، اختاري واحدةً من العبارات المحفزة السالفة الذكر من الآن فصاعدًا، وارسميها على مرآتكِ، أو اجعليها شاشة هاتفكِ.. لتذكّركِ أنكِ أقوى مما تتخيلين. فما هي العبارة التي ستكون شعارك في رحلتك القادمة؟ شاركنيي بها.