
العودة للمدارس: كيف تهيئين طفلكِ لعام دراسي ناجح؟
ها قد حلّ ذلك الوقت من السنة الذي تنتظره كل أسرة بلهفة وتستعد له بجدية. صباحي اليوم مختلف، وكذلك صباح كل أم، لأنه يعلن عن العودة للمدارس، وعن انتهاء الفوضى وعودة النظام من جديد. هذه العودة ليست مجرد انتقال من عطلة طويلة إلى مقاعد الدراسة، بل هي محطة مهمة في حياة كل طفل وأسرة، حيث تتجدد التحديات الدراسية والنفسية والاجتماعية، وتبدأ مرحلة جديدة من التعلم وبناء العادات التي تشكل مستقبل الطفل.
ورغم أن بعض الأطفال قد يشعرون بالقلق مع بداية العام الدراسي، فإنها فرصتنا نحن كأهل لمساعدتهم على تجاوز هذه المشاعر السلبية، وغرس الحماس في قلوبهم ليستقبلوا أيامهم الدراسية بابتسامة وثقة منذ اللحظة الأولى.نصائح فعالة لبداية عام دراسي ناجح

نصائح فعالة لعام دراسي ناجح مع العودة للمدارس
يجب الالتزام بالنصائح التالية لتعزيز فرص النجاح في العام الدراسي الجديد:
-
التهيئة النفسية للطفل قبل العودة للمدارس
بحسب أميرة داوود دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، يعتبر الاستعداد النفسي وتهيئة الطفل للدراسة أحد أهم الجوانب التي تساهم في نجاح العام الدراسي. فالكثير من الأطفال يشعرون بالقلق من مواجهة البيئة المدرسية الجديدة، خصوصًا إذا كانوا ينتقلون من مرحلة إلى أخرى مثل دخول الصف الأول أو الانتقال إلى مدرسة جديدة.
لذا توصي د.أميرة بضرورة بدعم الطفل من خلال تطبيق الآتي، لأن التهيئة النفسية تخلق بيئة آمنة تجعل الطفل أكثر استعدادًا للتعلم والتفاعل مع أصحابه
- التحدث معه عن المدرسة بطريقة إيجابية وملهمة.
- اصطحابه في جولة سريعة للمدرسة قبل بداية العام للتعرف على المكان.
- تعزيز ثقته بنفسه عبر التأكيد على قدراته.
- مشاركته ذكريات جميلة عن الدراسة لتخفيف التوتر.
-
تنظيم الوقت والروتين اليومي
التغلب على الفوضى وضبط الوقت من أبرز التحديات التي تواجه الأسر عند العودة للمدارس. حيث يعتاد الأطفال على السهر والاستيقاظ المتأخر. لذلك، من المهم إعادة ترتيب الروتين اليومي تدريجيًا قبل بداية العام الدراسي، لأن اتباع روتين يومي يساعد الطفل على التكيف بسرعة ويعزز تركيزه وانضباطه.
يمكن ذلك من خلال تطبيق ما يلي:
- التعود على النوم المبكر بتقديم وقت النوم تدريجيًا حتى يصل إلى الساعة المناسبة للدراسة.
- تخصيص وقت محدد للمذاكرة والقراءة حتى قبل بدء الدراسة.
- تنظيم أوقات اللعب واستخدام الأجهزة الإلكترونية بحيث لا تتعارض مع المذاكرة والنوم.
-
التغذية الصحية ودورها في التركيز
الغذاء وقود العقل والجسم، لذا يجب استشارة خبير التغذية لإعداد برنامج غذائي متوازن لانعاش ذاكرة الأطفال من جديد لتكون رحلة العودة للمدارس مثمرة. كما أن الطفل بحاجة إلى طاقة كافية تساعده على التركيز والانتباه طوال ساعات اليوم الدراسي.
يقول معتز الشريف خبير التغذية، أن عادات التغذية الجيدة لا تساهم فقط في النجاح الدراسي، بل تعزز الصحة العامة للطفل. ويرى ضرورة تطبيق ما يلي مؤكدًا على أن التحصيل الدراسي الجيد ينبع من المطبخ:
- يجب الحرص على تناول وجبة الإفطار الغنية بالبروتينات والحبوب الكاملة.
- تجهيز وجبة مدرسية صحية تتضمن الفواكه والمكسرات. لتعزيز التركيز وتقوية الذاكرة.
- تقليل الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية.
- تناول كميات كافية من الماء خلال اليوم الدراسي.
- يجب أن تكون وجبة غذاء الطفل متضمنة لكافة العناصر الغذائية لتعزيز النمو الجسدي والعقلي للأطفال ومن ثم مساعدتهم على الحصول على أعلى النتائج الدراسية,
-
دور الأهل في التحفيز والدعم
العودة للمدارس ليست مسؤولية الأطفال وحدهم، بل تتطلب مشاركة فعالة من الأهل. فالوالدان يلعبان دورًا أساسيًا في تشجيع أبنائهم ومساعدتهم على مواجهة التحديات.
الدعم الأسري المستمر يجعل الطفل أكثر حماسًا للتعلم ويخفف من الضغوط الدراسية. يمكن تحقيقه وتحفيزهم على بداية قوية مع العودة للمدارس عبر تطبيق ما يلي:
- متابعة الواجبات الدراسية دون فرض ضغط شديد.
- الانصات جيدًا لمشاكل الطفل داخل المدرسة ومساعدته على إيجاد حلول.
- تشجيعه على تكوين صداقات جديدة.
- الاحتفاء بإنجازاته الصغيرة لتعزيز ثقته بنفسه.

-
الاستعداد الدراسي والتنظيم
لا تكتمل العودة للمدارس دون تجهيز الأدوات واللوازم التي يحتاجها الطالب. إن شراء المستلزمات الدراسية والتجهيز للدراسة يحمس الأطفال ويزيد من شعورهم بالمسؤولية.
يمكن تطبيق ما يلي لشراء كافة المستلزمات الدراسية:
- إعداد قائمة بالمستلزمات الأساسية لتجنب المشتريات غير الضرورية.
- إشراك الطفل في اختيار أدواته المدرسية لتوليد الحافز.
- تخصيص مكان مناسب في المنزل للمذاكرة.
- تعليم الطفل طرق تنظيم كتبه ودفاتره.
- التحضير الجيد يرسخ قيمة النظام ويجعل الطفل أكثر التزامًا منذ بداية العام.
- التوازن بين الدراسة والأنشطة واللعب.
النجاح الدراسي لا يعني الانشغال بالكتب فقط، بل يحتاج الطفل إلى ممارسة الأنشطة البدنية والفنية والاجتماعية. هذا التوازن يساعد على تطوير شخصية متكاملة ويقلل من الضغوط النفسية.
- ممارسة الرياضة لتحسين اللياقة والتركيز لأنها مفيدة للجسم والعقل على حد سواء.
- المشاركة في أنشطة فنية مثل الرسم أو الموسيقى.
- الانخراط في أنشطة اجتماعية تطور مهارات التواصل.
- إتاحة الفرصة للطفل لممارسة هواياته يجعله أكثر سعادة ويزيد من دافعيته للتعلم.
كيفية مواجهة القلق من العودة للمدارس عند الأطفال
بحسب د. أميرة، من الطبيعي أن يشعر بعض الأطفال بالقلق عند بداية العام الدراسي. لكن يمكن للأهل التعامل مع هذا القلق بطرق سهلة وفعالة، وهي:
- الاستماع لمخاوف الطفل والتحدث عنها بهدوء
- احتواء تلك المخاوف وتعزيز شعور الطفل بالدفء والأمان.
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بطرق إيجابية.
- توضيح أنه لا مبرر للخوف أو القلق بشأن الوقوع في الأخطاء باعتبارها جزء من التعلم.
خلاصة القول:
يعتبر موسم العودة للمدارس فرصة جيدة لبداية جديدة مليئة بالنجاح والإنجاز. ومع بعض التنظيم والتهيئة النفسية والدعم الأسري للأبناء، يمكن تحويل هذا الانتقال إلى تجربة ممتعة مليئة بالتحفيز والتطور، تحفزهم على المدرسة والانتظام في مقاعد الدراسة بسعادة.
تذكروا.. من جد وجد ومن زرع حصد، وأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق،،،