إصابات العين أحد أهم أسباب فقدان البصر عند الأطفال

إصابات العين وراء فقدان البصر عند الأطفال.. طرق الوقاية

ريهام كامل

طفلكِ قطعة من قلبك تمشي على الأرض. لذلك، فإن أي مشكلة صحية قد تطرأ عليه تُربك حياتك كلها، وخصوصًا إذا كانت مشكلة حساسة مثل فقدان البصر عند الأطفال. هذا الأمر لا يمس العينين فقط، بل يمتد إلى النفسية، النمو، التعليم، وطريقة التفاعل مع البيئة المحيطة به. أعلم أنه موضوع دقيق وحساس، ولذلك يجب تسليط الضوء عليه عبر نقاط مهمة تسهل عليكِ كأم الفهم الصحيح لأسباب فقدان البصر من اجل متابعة جيدة لتحقيق الوقاية قدر الإمكان.

ما هو فقدان البصر عند الأطفال؟

فقدان البصر عند الأطفال هو ضعف شديد أو فقدان كلي لحاسة الإبصار، قد يظهر منذ الولادة أو يتطور مع مرور الوقت. يساهم التدخل المبكر في تقليل آثارها على النمو العقلي والاجتماعي.

الوقاية من الحواداث وإصابات العين تحمي بصر الأطفال

ما هي أسباب فقدان البصر عند الأطفال؟

تتعدد أسباب فقدان البصر عند الأطفال، منها ما هو وراثي، ومنها ما ينتج عن مشكلات صحية أثناء الحمل أو بعد الولادة، ومن أبرزها:

  • العيوب الخَلقية مثل ضمور العصب البصري أو إعتام عدسة العين الخلقي.
  • الأمراض الوراثية مثل العشى الليلي أو الضمور الشبكي.
  • المضاعفات الناتجة عن الولادة المبكرة، مثل اعتلال الشبكية عند المواليد ناقصي الوزن.
  • الالتهابات أو العدوى الفيروسية والبكتيرية التي قد تؤثر على العين.
  • الإصابات المباشرة للعين أو الحوادث.

اليوم سنتحدث عن إصابات العين والحوادث كأحد أهم مسببات فقدان البصر عن الأطفال.

كيف تسبب إصابات العين فقدان البصر عند الأطفال؟

تُعد إصابات العين من أكثر الأسباب شيوعًا لفقدان البصر لدى الأطفال ورغم ذلك يمكن الوقاية منها بسهولة، خاصة خلال سنوات الدراسة، حيث يزداد الفضول وحب الاستكشاف، إضافة إلى الأنشطة الرياضية واللعب النشط، مما يرفع احتمالية التعرض للمخاطر.

وانطلاقًا من أهمية الوقاية، يقدّم مستشفى باراكير للعيون مجموعة من الإرشادات العملية التي يمكن للآباء والمعلمين والمتخصصين في الرعاية الصحية اتباعها لحماية نظر الأطفال.

لماذا تزداد إصابات العين في الطفولة؟

الأطفال بين سن السادسة والثانية عشرة يتميزون بالنشاط وحب الاستكشاف، لكنهم في المقابل يفتقرون للوعي الكافي بالمخاطر. الجري في الملاعب، ممارسة الرياضة، أو حتى الأنشطة الصفية مثل التجارب العملية، قد تعرّضهم لمخاطر غير متوقعة تشمل:

  • الأدوات الحادة.
  • الكرات والأدوات الرياضية.
  • المواد الكيميائية المستخدمة في المختبرات.

هذه العوامل تجعلهم أكثر عرضة لإصابات قد تؤدي إلى فقدان مؤقت أو دائم للبصر.

ما هي الحوادث الأكثر شيوعًا وراء فقدان البصر عند الأطفال؟

  • خدوش القرنية الناتجة عن الأظافر أو الرمال.
  • وجود أجسام غريبة كالغبار أو شظايا الخشب الدقيقة داخل العين.
  • الإصابات المباشرة من أدوات الرياضة أو التصادمات.
  • الإصابات النافذة من الأقلام أو العصي وهي الأكثر خطورة.
  • الحوادث الكيميائية المرتبطة بمواد التنظيف أو أدوات الفنون وهي لا تقل خطورة عن غيرها من الأسباب التي تقف وراء فقدان البصر عند الأطفال.

كيف يمكن الوقاية من الحوادث التي تسبب فقدان البصر؟

يؤكد خبراء مستشفى باراكير للعيون أن التدخل السريع والوعي الوقائي يمكن أن يحدثا فارقًا حاسمًا في حماية البصر للأطفال، موضحين أن ترسيخ ثقافة السلامة البصرية يبدأ ذلك بتبني عادات بسيطة والالتزام بتطبيق ما يلي:

  • توعية الأطفال باللعب الآمن والمسؤول.
  • تجنب رمي الأشياء أو توجيهها نحو الآخرين.
  • مراقبة الأنشطة اليومية عن قرب خاصة أثناء الرياضة.
  • ارتداء النظارات الواقية عند ممارسة أنشطة قد تنطوي على مخاطر.
  • حفظ المواد الكيميائية والأدوات الحادة بعيدًا عن متناول الأطفال.
 الدكتور وسام شرف الدين، استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون
الدكتور وسام شرف الدين استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون

كيف يمكن الإسعافات الأولية بعد إصابات العين؟

الاستجابة السريعة قد تنقذ البصر. ومن أبرز الإجراءات التي يجب أن يعرفها الأهل والمعلمون:

  • غسل العين مباشرة عند دخول الغبار أو المواد الكيميائية.
  • وضع كمادات باردة لتقليل التورم الناتج عن الصدمات.
  • عدم محاولة إزالة الأجسام الحادة المغروسة في العين.
  • التوجه فورًا إلى طبيب العيون عند استمرار الألم أو حدوث تغير في الرؤية.

يشدد مستشفى باراكير للعيون على أن الإصابات التي تبدو بسيطة لا يجب الاستهانة بها، إذ قد تخفي أضرارًا أكثر خطورة. لذلك، يُعد الفحص الفوري من قبل أخصائي العيون أمرًا ضروريًا في حال استمرار الألم، أو حدوث تغيّر في الرؤية، أو مواجهة صعوبة في فتح العين.

وفي هذا الصدد أيضًا، قال الدكتور وسام شرف الدين، استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون، يمكن الوقاية من غالبية إصابات العين لدى الأطفال عبر تعزيز الوعي والمتابعة الدقيقة. ومن خلال التعاون بين الأهل والمعلمين والمتخصصين في الرعاية الصحية، نستطيع حماية الأطفال وتمكينهم من النمو والتعلم واللعب بأمان، دون تعريض نظرهم لأي مخاطر.

فقدان البصر عند الأطفال بسبب الحواداث وإصابات العين تجربة صعبة، لكنها ليست نهاية الطريق. مع زيادة الوعي والتشخيص المبكر، والعلاج المناسب، والدعم النفسي والاجتماعي، يمكن للطفل أن ينمو ويحقق ذاته ويعيش حياة طبيعية مليئة بالإنجازات. المفتاح هو الصبر، التفهم، وتقديم الحب غير المشروط، لأن الطفل الذي يفقد بصره لا يفقد قدرته على الإبداع ولا حقه في الفرح.