عفوًا لقد نفد رصيدكم

يبدأ الزوجان الحياة الزوجية ورصيدهما من المشاعر محدد ، وتعمل العشرة والمودة على زيادة ذلك الرصيد ، حتى تتكون ثروة على مر الأيام تساعد على استمرار الحياة ، وتُعين كل طرف على تخطي المشاكل والخلافات . ويحدث في بعض الحالات أن تؤدي العِشرة إلى تناقص رصيد المشاعر ، وتتراكم الأخطاء والخلافات ، إلى أن يُفاجأ الطرفان أو أحدهما أن استمرار الحياة صار مستحيلاً ، بينما يُطرح السؤال المحوري : ما الذي وصل بالعلاقة حدّ الإفلاس ؟ يؤكد خبراء العلاقات الزوجية أن هناك مجموعة من الأفعال تؤدي إلى إفلاس المشاعر بين الزوجين ، والغريب أن بعضها يتم بحسن نية ، بل وربما بدافع الحب . فالزوجة حين تُعفي زوجها من تحمل مسؤوليات الأسرة ، فإنها تجعله – دون أن يدري أحدهما - يفقد الإحساس بالقيمة النفسية مع زوجته وعائلته ، رغم أنها قد تفعل ذلك بدافع الرغبة في التخفيف عنه . كذلك فإن افتقاد أحد الطرفين للمساندة والتشجيع الإيجابي ، قد ينتقص من رصيد الطرف الآخر لديه ، فالوقوف بجانب الشريك وتشجيعه لاجتياز أزماته ، وإبداء الثقة في حسن تصرفه ، كلها أمور من شأنها أن تُزيد رصيد الزوجين العاطفي . ومن أهم ما يقوي العلاقة العاطفية بين الطرفين أن يقدّر كل منهما خصوصية الآخر ، وحقه في التنفس بعيدًا عن محيط العلاقة الزوجية . أما محاولة طرف لتملك الطرف الآخر ، فلن تؤدي إلا إلى المزيد من الإفلاس العاطفي ، ليفاجأ أحد الطرفين في النهاية برسالة من الطرف الآخر مفادها : " عفوًا لقد نفد رصيدكم العاطفي " .