تأثير الهرمونات على صحة المرأة وسلامتها

إعداد: الدكتورة أنيتا داس غوبتا، أخصائية التغذية السريرية، مستشفى برجيل بأبوظبي
هي: جمانة الصباغ
 
هل تساءلت يوماً لماذا تكون المرأة الحامل دوماً متقلبة المزاج، أو لماذا ظهرت لديك حب الشباب عند وصولك مرحلة البلوغ؟ ولعل الإجابة على ذلك بسيطةٌ للغاية، فكل هذه الأشياء لها علاقةٌ قويةٌ بالهرمونات أو ما يمكن أن نطلق عليها النواقل الكيميائية الموجودة بجسدك. فهذه الهرمونات يمكن أن يكون لها تأثيرٌ على كل شيء إبتداءً من وزنك وحتى صحة أمعائك. فإذا ظهرت لديك أعراض مثل التعب، وزيادة الوزن، أو نقصان الوزن لحوالي النصف، واضطراباتٌ أثناء النوم، ونعاس دائم، وعقمٌ أو تكيَس بالمبايض، فإنك على الأرجح تعانين من عدم اتزان هرموني.
 
كيفية تعزيز وتنظيم الهرمونات لديك
إن هرمونات الغدد الرئيسية في الجسم مثل الغدة النخامية، والغدة الدرقية، والغدد الكظرية، والغدد التناسلية والغدة الصنوبرية، لها تأثيرٌ كبيرٌ على عملية الأيض أو ما يُعرف بالتمثيل الغذائي في الجسم وأيضاً على الوظائف الجنسية وعملية التكاثر والنمو. ولجوء الغدة الكظرية للإفراط عند إفراز هرمون الكورتيزول يتسبب في ما يُعرف بمتلازمة كوشينغ (من أعراضه وجه القمر، وحب الشباب، والشعرانية، وآلام الظهر، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، واضطراب الطمث، والسُمنة في منطقة البطن، والهزال عند عضلة الفخذ، وهشاشة العظام وسهولة التعرض للعدوى). 
في حين أن القصور في إفراز هرمون الكورتيزول يتسبب بما يُعرف بمرض أديسون (فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والإسهال أو الإمساك، وانخفاض نسبة السكر في الدم، ونقص ضغط الدم الوضعي، وتساقط الشعر عند الإناث وظهور بقع صبغية على الوجه والكوع والركبة). أما الزيادة في هرمون الغدة الدرقية في مجرى الدم فيتسبب في فقدان سريع للوزن، وزيادة سرعة دقات القلب، والتعرق والعصبية. وعندما تُنتج الغدة الدرقية هرمونات أقل من المعدل، فإن هذا يتسبب في ظهور أعراض مرضية مثل الإعياء الشديد، والإمساك، وجفاف الجلد والإكتئاب. كما أن الغدة النخامية الدرقية تؤثر  في اضطرابات الدورة الشهرية للمرأة.
 
النظام الغذائي السليم والتغيير في نمط الحياة لضبط معدل الهرمون الصحي:
1تجنبي تناول الكربوهيدرات المكرَرة أو المصنَعة:
الكربوهيدرات المكرَرة هي نتيجة إخضاع النشويات والحبوب الكاملة لمعالجة واسعة النطاق. فأثناء معالجة الكربوهيدرات والحبوب الكاملة فإنها تميل إلى فقدان كميات كبيرة من العناصر الغذائية والألياف الضرورية. ويُعتبر الدقيق الأبيض والسكر والمنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة المجهَزة خير مثال للكربوهيدرات المكرَرة. 
 
وتناول الكربوهيدرات المكرَرة لا يمنحك إحساساً الشبع وفي نفس الوقت يجعلك تميلين لتناول هذا النوع من الأطعمة بكميات أكبر مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم. وفي هذه الحالة، يحتاج البنكرياس لديك إلى العمل المضني للتحكم في نسبة السكر في الدم. كما أن استهلاك الكثير من الكربوهيدرات المكرَرة يؤدي أيضاً إلى زيادة الوزن وبالتالي تكونين عرضة للسُمنة. وفي هذه الحالة فإن مستويات الدهون الثُلاثية (نوعٌ من الدهون موجودةٌ في مجرى الدم) قد ترتفع بدورها.
 
لذلك، من المستحسن أولاً تحديد نوعية الأطعمة المصنَعة من الحبوب الكاملة واستبدال السكر بالعسل أو الدبس، إذا لزم الأمر.
 
2التحكم في التوتر والإجهاد:
عندما تتعرضين للضغوطات النفسية يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول ومستوى الأدرينالين لديك. لذلك فإن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعدك على إبقاء دماغك في حالة هدوء واسترخاء. فالحبوب الكاملة ومنتجاتها تستغرق وقتاً أطول للهضم وهذا يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، وبالتالي يمنحنا الاحساس بالإرتياح والإسترخاء.
 
كذلك، فإن تناول كوب من الحليب الدسم الدافئ أو الحليب منزوع الدسم قبل الذهاب للنوم يمنحنا أيضاً الشعور بالراحة، كما أن تناول الموز يكون له نفس التأثير.
 
نتابع غداً كيفية التحكم بالهرمونات لصحة جيدة وسليمة.