إحساسك المزمن بالتعب... ما هي أسبابه؟

هي: أريج عراق
 
الكثير من الأعمال، في المنزل، في العمل، في رعاية الأطفال، المزيد والمزيد كل يوم، لكن هذا الإحساس المزمن بالتعب والإرهاق يلاحقك دوماً، ويمنعك من القيام بجزء كبير من واجباتك، فما هو الحل؟ بل ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الإحساس؟ وهل هو إحساس حقيقي مبني على أسباب علمية، أم أنه مجرد شعور نفسي ناتج عن ضغوطات الحياة التي تعرضين لها يومياً؟ تعالي نتعرف على الأسباب الحقيقية وراء هذا الإحساس، وكيفية التعامل معها، حتى يمكنك إستعادة كامل نشاطك وحماسك للحياة.
 
إهمال ممارسة الرياضة
على عكس ما تتوقعين، ليست ممارسة الرياضة هي ما تشعرك بالتعب، بل إن التوقف عنها هو الذي يفعل، ففي دراسة أجرتها جامعة جورجيا مؤخراً، أثبتت أن الباغين المنتظمين في ممارسة الرياضة بمعدل 20 دقيقة أسبوعياً مقسمة على ثلاث مرات في الأسبوع (وهو الحد الأدنى) يشعرون بالإرهاق إذا ما توقفوا عن ممارستها لمدة ستة أسابيع، حيث تبدأ العضلات في الترهل، ويقل نشاط الدورة الدموية، الذي تحسنه الممارسة، مما يؤثر على القلب، ويعطي إحساساً عاماً بالإرهاق، لذلك حاولي ألّا تتجاهلي ممارسة الرياضة حتى وإن كنت متعبة، فهي القادرة على تحسين حالتك الجسدية والنفسية في الوقت ذاته.
 
الإقلال من شرب الماء
هل يمكنك أن تتخيلي ما يمكن أن يفعله بك نقص الماء من آثار سلبية على جسدك؟ إن له بالفعل تأثير كبير جداً، فإلى جانب أن الماء يزيد من درجة سيولة الدم، فإنه أيضاً يحمل الأوكسجين إلى القلب، وبالتالي يؤدي نقصه إلى زيادة في كثافة الدم وتخثره، ونقص في الأوكسجين، وبالتالي لن يقوم القلب بعمله بكفاءة، كذلك فإن الماء يزيد من ليونة العضلات، وبالتالي إبعاد شبح التعب عنك، فاحرصي على تناول الكمية المناسبة من الماء يومياً دون إهمال، وهي ثمانية أكواب.
 
نقص الحديد
نقص كمية الحديد في الدم مشكلة خطيرة لها الكثير من الأبعاد، ربما يكون أقلها خطورة أنه يساعد على إيصال الأوكسجين للعضلات والخلايا، وبالطبع فإن أخطرها هي مشكلة فقر الدم، احرصي على تناول الأطعمة المدعومة بالحديد، مثل اللحوم والبيض (وخاصة الصفار)، والخضروات الورقية وزبدة الفول السوداني .. إلخ، ولا تنسي تناول فيتامين C، حيث أنه يساعد في امتصاص الحديد بشكل جيد.
 
مشكلات العمل
هذا هو الجانب النفسي في الموضوع، ومشكلات العمل تنقسم إلى كثير من الأجزاء، منها مثلاً أنك تسعين إلى الكمال في عملك، فتضعين خططاً أكبر من قدراتك، وبالتالي لا تنجحين في إتمامها، فيؤثر هذا على وصول الدم إلى المخ، وهو ما يعطي الإحساس بالإرهاق الشديد، كما تؤكد دكتور Irene S. Levine أستاذ الطب النفسي بجامعة نيويورك، كذلك إذا كنت تهتمين بكل التفصيلات وتصرين على إنجازها بنفسك، فهذا أيضاً مرهق ذهنياً، والإرهاق الذهني هو مرآة الإرهاق البدني، وإحدى بواباته الرئيسية، مكتبك الفوضوي وغير المنسق أيضاً أحد العوامل المهمة في زيادة الإحساس بالإرهاق، وقبولك لكل الأعمال المطلوبة منك حتى وإن كنت لن تستطيعي إنجازها، أما أخطر الأمور، فهو العمل في أيام العطلات، هذا الأمر له تأثير شديد السلبية على حالتك العامة، حيث يجب أن تنفصلي تماماً عن أجواء العمل، ولا تحاولي حتى تفقد البريد الإلكتروني الخاص بك، فهذا يساعدك على تجديد طاقتك، وشحذ همتك من جديد، وبشكل عام، عليك بترتيب جدول أعمالك بشكل منظم، وتحديد المهام التي يمكنك القيام بها، ورفض كل ما يخرج عن إمكانياتك أو طاقتك، والحرص على الجلوس في مكان منظم، هذه الإجراءات البسيطةستؤدي إلى نتائج رائعة بشكل عام على حالتك الصحية والنفسية على حد سواء.
 
التغذية السيئة
بالتأكيد تؤثر التغذية السيئة سلباً عليك، وكما أسلفنا فإن نقص الحديد ذو آثار مدمرة، وتنقسم التغذية السيئة إلى قسمين رئيسيين، الأول هو إهمال وجبة الإفطار، التي تؤدي إلى التأخر في بدء عملية الأيض، ما يجعلك تشعرين بالخمول والبطء، لذلك عليك تناول وجبة إفطار صحية سليمة تحتوي على البروتين والحديد والدهون الصحية، والابتعاد عن الدهون المشبعة.
 
أما القسم الثاني فهو تناول الوجبات السريعة، كارثة هذا العصر، التي تتضمن آثارها السيئة تذبذب نسبة السكر في الدم، فتؤدي إلى ارتفاعه حيناً وهبوطه حيناً آخر، ما يؤثر على وصول الدم للمخ والقلب، وبالتالي زيادة شعورك بالتعب والإرهاق.
 
عدم انتظام مواعيد النوم
عدم حصول الجسم على القسط الكافي من الراحة والنوم، وعدم انتظام مواعيد النوم، يؤدي إلى مشكلة في الساعة البيولوجية الطبيعية في الجسم، ما يقلل من إفراز مادة الميلاتونين في الجسم، وهو الهرمون المسئول عن تنظيم عمل الأجهزة وفق مواعيد منتظمة هي مواعيد الاستيقاظ والنوم، والإخلال بهذا الأمر يؤثر سلباً على كفاءة الأجهزة وبالتالي الشعور بالتعب، لذا إن كنت من هواة متابعة بريدك الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك قبل النوم، فعليك بالتخلص من هذه العادة تماماً، بل وحاولي التوقف عن التطلع في أية شاشة إلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل، لإراحة عينيك ومخك، كذلك السهر في أيام العطلات يؤدي إلى إفساد ساعتك البيولوجية، وتحميل جسدك فوق طاقته.
 
الكافيين
يعتبر الكافيين من المواد شديدة الالتباس بالنسبة للجسم، فهو يحمل الكثير من الفوائد، لكنه في المقابل يحمل الكثير جداً من الأضرار، وبعض الناس تتعامل مع الكافيين باعتباره حلوى، فما أن تنتهي من كوب القهوة حتى تشرع في تناول غيره، وهذا الأمر مدمر لأجهزة الجسم، لذلك ينصحك الأطباء بالاكتفاء بثلاثة أكواب متوسطة من الكافيي في اليوم، على أن يكون آخرها قبل موعد النوم بست ساعات على الأقل، حتى لا يؤثر على تنظيم ساعتك البيولوجية.