جمعية إبصار: زواج الأقارب من أسباب زيادة العمى

أجرت جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية دراسة خاصة بـ "مركز إبصار للدراسات الإحصائية"، عبر خضوع 105 معوقاً بصرياً لهذه لدراسة. وأصدرت الجمعية "تقرير ضعف البصر" الذي استهدف الفترة من بداية شهر محرم إلى نهاية شهر ذو الحجة عام 1434هـ. 
 
أكد التقرير أن التهاب الشبكية الصبغي يعتبر من أعلى نسب الأمراض المؤدية لضعف البصر والعمى، حيث بلغت نسبة الإصابة به 30% من إجمالي الحالات نتيجة للأسباب الوراثية مما يؤكد الحاجة الماسة لتوعية المجتمع بضرورة تغيير بعض العادات الاجتماعية المتعلقة بزواج الأقارب.
 
كما أكد التقرير زيادة أعداد المستفيدين المصابين باعتلال الشبكية المصاحب لمرضى السكري، حيث بلغت نسبة المصابين به 14% مقارنة بإجمالي حالات المستفيدين، فيما احتل ضمور العصب البصري ثالث أعلى مرض يسبب ضعف البصر أو العمى في الحالات المسجلة في الجمعية. 
 
يعطي هذا التقرير مؤشرا الى أن تزايد حالات مرض السكري في المملكة والتي بلغت نحو 30% ستزيد من حالات ضعف البصر والعمى في المملكة خلال السنوات المقبلة ما لم تتخذ إجراءات وقائية وضرورية للتعامل مع هذا الوضع، لاسيما وأن الدراسة أظهرت أن نحو 53% من الحالات فوق 16 عاما وحتى 60 عاما وهي المرحلة العمرية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
 
وأكد أمين عام الجمعية محمد توفيق بلو، أن الجمعية بنهاية العام الهجري الماضي استطاعت من خلال عيادة إبصار لضعف البصر، تقديم خدمة فحص وتقويم ضعف البصر والاستشارة والتوجيه لعدد 105 حالات منهم 87 بنسبة 83% سعوديين و18 حالة بنسبة 17% غير سعوديين، منهم 96 حالة جديدة و9 حالات متابعة، ومنهم 55 من الذكور و50 من الإناث، مبيناً أن أسباب الإعاقة البصرية للمستفيدين انحصرت في 20 مرضاً منها: التهاب الشبكية الصبغي، وضمور بالعصب البصري، واعتلال الشبكية المصاحب لمرض السكري، واعتلال الشبكية لكبر السن، وألبينو.
 
وباستشارة أخصائي طب الأسرة الدكتور أنور يوسف، حول هذا التقرير، قال: "كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالعديد من الأمراض الوراثية في الذرية وذلك نتيجة للتقدم العلمي في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية لم تكن مفهومة في العصور الماضية، والواقع أن زيادة نسبة ظهور الأمراض الوراثية في الذرية الناتجة من العوامل الوراثية المتنحية من كلا الأبوين، ليست معتمدة على زواج الأقارب في كل الأحوال ولكنها تعتمد أساسا على مدى انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي بين أفراد المجتمع ككل".