هل الدهون الثلاثية تسبب ضيق التنفس
نسمع الكثير عن الدهون الثلاثية وعلاقتها المباشرة وراء الإصابة بأمراض القلب المختلفة، فارتفاع الدهون الثلاثية عن الحد الطبيعي يمكن أن يؤدي لانسداد الشرايين في القلب والدماغ وتعرضهما للجلطات.
ولمن لا يعرف ما هي الدهون الثلاثية، فإنها أحد الدهون الغذائية التي تتواجد في المأكولات الحيوانية والنباتية على حد سواء. وما أن يتناولها الإنسان وتقوم المعدة بهضمها، حتى تنتشر الدهون الثلاثية في مجرى الدم لتستخدمها خلايا الجسم كمصدر للطاقة، فيما يقوم الجسم بتخزين المتبقي منها على شكل دهون لتزويد الجسم بالطاقة بين الوجبات.
إذن، هي عملية طبيعية لا تستدعي القلق في حال كان الإنسان يتناول هذه الدهون باعتدال. لكن الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية بمعدل أكبر مما يستطيع الجسم حرقه على مدار اليوم، قد يؤدي لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية المنتشرة في الدم والإصابة بأمراض صحية عدة مثل السمنة وأمراض القلب وغيرها.
قد يتسبب ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم بمشاكل عدة منها ضيق التنفس، وهو ما سوف نتعرف عليه أكثر في موضوعنا اليوم مع تسليط الضوء على مخاطر هذه الدهون على صحة المرأة.
هل الدهون الثلاثية تسبب ضيق التنفس
يشير موقع "ويب طب" إلى أن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية عن المعدل الطبيعي، قد يتسبب في ضيق التنفس. وارتفاع هذه الدهون بمعدل يتراوح بين 1000 - 2000 ملليغرام/ ديسيلتر، قد يتسبب بمنع وصول الدم إلى القلب أو الدماغ، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والسكتة الدماغية.
وأكثر الأعراض التي يسجلها نقص تدفق الدم للقلب بسبب ارتفاع الدهون الثلاثية هي:
- ألم الصدر.
- ضيق التنفس.
- التنميل.
- الدوخة والإرتباك.
- تشوش الرؤية.
- الصداع الشديد.
كما قد يؤدي ارتفاع الدهون الثلاثية إلى توقف التنفس أثناء النوم وهو أحد اضطرابات النوم الشائعة، ما يجعل من الصعب على الإنسان التنعم بالنوم طوال الليل، إضافة إلى المعاناة من الشخير والنعاس أثناء النهار.
والسُمنة هي أحد عوامل الخطر الرئيسية لتوقف التنفس أثناء النوم، إذ إن الأشخاص المصابين بالسُمنة يعانون من كمية دهون أعلى في الرقبة، مما يجعل مجرى الهواء أصغر ويصعب عليهم التنفس.
كيف نعالج ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية
هناك وسيلتان مؤكدتان لضبط الدهون الثلاثية ومنعها من الإرتفاع، إضافة إلى خفضها إلى المستويات الطبيعية.
أولها العلاجات الدوائية التي يصفها الطبيب مثل أدوية الفايبرات أو أحماض النيكوتين، كما قد يصف الطبيب الأدوية التي تساعد على خفض الكوليسترول المرتفع بالدم.
وثانيها، إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة والتي تشمل الغذاء والنشاط البدني كالآتي:
- التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
- إدخال الأطعمة الغنية بالألياف إلى النظام الغذائي اليومي.
- تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات.
- زيادة الأطعمة الغية بأحماض أوميغا 3 الدهنية مثل السمك والمكسرات.
- علاج الحالات الصحية التي يمكن أن تتفاقم مع ارتفاع الدهون الثلاثية، ومنها السكري وارتفاع ضغط الدم.
- تجنب التدخين والكحول.
- ممارسة الرياضة بانتظام حتى وإن كان الوزن صحياً.
ماذا يحدث في حال إهمال علاج الدهون الثلاثية
إن كل زيادة لمستويات الدهون الثلاثية عن 5000 ميللغرام أو أكثر وعدم علاجها، يمكن أن يؤدي لمضاعفات خطيرة تتمثل بالتالي:
- تضخم الكبد.
- ظهور كتل غير مؤلمة في الأرداف والفخذين.
- اصفرار منطقة الجفون وظهور كتل حولها.
- تضخم الطحال.
- ظهور عُقيدات صغيرة في المرفقين والركبتين.
- التهاب البنكرياس الحاد.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- القيء.
- آلام شديدة في البطن.
- فقدان الذاكرة.
- الاكتئاب.
- الخرف المبكر.
- السكتة القلبية والدماغية.
- انسداد الشرايين.
مخاطر الدهون الثلاثية على صحة المرأة
بعدما تعرفنا على المشاكل الصحية والمخاطر الناجمة عن ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم، لا بد من الحديث عن مخاطر هذه الدهون تحديداً على صحة المرأة، وكيف يمكن لك عزيزتي خفضها أو الحفاظ عليها ضمن المعدلات الطبيعية لتجنب الإصابة بالأمراض على اختلافها.
وبحسب موقع "ويب طب"، فإن زيادة نسبة الدهون الثلاثية في الدم يمكن أن تُخلف مخاطر جسيمة على الجسم عموماً والقلب خصوصاً. إذ يربط الخبراء بين ارتفاع هذه الدهون وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وانسداد الشرايين وغيرها من الأمراض الأخرى الضارة.
كما يمكن أن يؤدي ارتفاع هذه الدهون للمضاعفات التالية:
- إن ارتفاع الدهون الثلاثية بشكل كبير، يمكن أن يتسبب في التهاب البنكرياس الحاد إضافة لانسداد بعض أوعية العيون.
- ارتفاع الدهون الثلاثية مرتبط بشكل وثيق بارتفاع مستوى الكوليسترول الضار بالدم، وكلاهما سبب وراء الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كون الدهون الثلاثية هي عبارة عن أحماض دهنية مرتبطة بالجليسرين تُستخدام لإنتاج الطاقة في خلايا الجسم.
في حال زادت مستويات الدهون الثلاثية عن الحد الطبيعي، فإنها تحتاج إلى ما يُعرف بإسم البروتين الدهني من وإلى الكبد والأمعاء وباقي الأنسجة. وهناك نوع من البروتين الدهني الثقيل الحميد الذي يعمل على نقل الكوليسترول من جدار الشرايين إلى الدم، ونقص هذا البروتين قد يؤدي لانسداد الشرايين بالكوليسترول ما يتسبب في حدوث انسداد بشرايين القلب وزيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
يمكن لفحص دم محدد أن يكشف ارتفاع الدهون الثلاثية في الجسم، إذ تُظهر النتائج وجود طبقة بيضاء فوق الدم هي تجمع الدهون الثلاثية، وارتفاعها قد يؤدي للإصابة بمرض السكر في مرحلة مقبلة.
كيف أخفض الدهون الثلاثية لمنع هذه المخاطر
هو السؤال الذي قد يخطر ببالك الآن عزيزتي، وهو ما سوف نجيبك عليه بناء لبعض النصائح المذكورة في عدد من المواقع الطبية والصحية، إنما ننصحك دوماً بمراجعة الطبيب المختص قبل الأخذ بها:
- ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 5 مرات على الأقل أسبوعياً.
- خفض الوزن الزائد وتجنب الإصابة بالسُمنة.
- تناول الأطعمة قليلة الدهون مثل السلمون والماكريل والتونة، والغنية أيضاً بأحماض أوميغا 3 الدهنية الصحية.
- تقليل تناول السكر قدر الإمكان.
- استبدال الأطعمة الغنية بالدهون بأخرى نباتية قليلة الدهون أو شبه الخالية منها.
- استخدام منتجات القمح الكامل عوضاً عن الأرز والخبز الأبيض والمكرونة.
في النهاية، لا يسعنا سوى التوعية حول نمط الحياة الصحية الذي يضمن لك حياة صحية وسليمة خالية من أية أمراض. وارتفاع الدهون الثلاثية هو أحد المخاطر المسببة لأمراض عديدة مثل أمراض القلب والسكري وغيرها، لذا لا تتواني عن فحص هذه الدهون بانتظام وتغيير نظامك الحياتي والغذائي لمنع ارتفاعها عن المستوى الطبيعي.