الدكتورة إنعام حسون لـ"هي": الفحص المبكر ضروري لبعض الأمراض عند النساء
جميعنا بات يعلم أن التوجه العام في قطاع الصحة،ب ات يركز على استراتيجية الفحص المبكر للأمراض من خلال برامج المسح الصحي، ليتسنى الكشف المبكر عن المرض في مراحله الاولى مما يتيح نسبة شفاء عالية قد تتعدى 95% في بعض الحالات.
وتبرز أهمية الفحص المبكر لبعض الأمراض الوراثية التي تُصنف ضمن خانة الخطيرة أو المميتة، مثل أمراض القلب، السكري، السرطان، ارتفاع ضغط الدم، فقر الدم المنجلي وغيرها.
وكما أن هناك أمراضاً مشتركة بين جميع الناس على اختلاف أجناسهم، فإن ثمة أمراضاً محددة للنساء على وجه الخصوص بحسب ما صرحت لنا الدكتورة إنعام مجيد حسون، استشارية الأمراض النسائية والولادة من مستشفى الشرق بالفجيرة. مضيفة أن هناك الكثير من برامج الفحص الخاصة بالمرأة حسب الفئة العمرية، إضافة إلى التاريخ المرضي للأسرة الذي تنحدر منه المرأة.
في موضوعنا اليوم، نتعرف مع الدكتورة حسون على برامج الفحص الخاصة بالنساء وأهميتها، خاصة الفحص الطبي قبل الزواج.
الفحص المبكر لبعض الأمراض عند النساء

لا شك في أن عناية المرأة بصحتها، يجب أن تكون أولوية منذ عمر صغير وحتى بلوغ سن الشيخوخة، كون المرأة تمر بتغيرات عديدة طوال حياتها وأية أمراض أو مشاكل صحية تعاني منها، قد تفاقم من حدة هذه التغيرات وتجعلها تعاني بشدة.
كما تحتاج المرأة لمعرفة التاريخ المرضي لعائلتها وإجراء الفحوصات المبكرة للأمراض الوراثية، لتبيان ما إذا كانت مصابة بها أو عرضة للإصابة بها.
ومن برامج الفحص المبكر المتعارف عليها والتي تخص النساء خصوصاً في الوطن العربي الآتي كما أفادتنا به الدكتورة حسون:
- الفحص المبكر للزواج: يكون قبل الزواج مباشرة.
- الفحص المبكر للحمل: يكون بعد تأخر الدورة الشهرية للمرأة المتزوجة ويستمر طيلة فترة الحمل وفق جدول معين.
- الفحص المبكر للكشف عن سرطان عنق الرحم: يكون بعد سن 25 من العمر في حال كانت المرأة متزوجة (وفي بعض الدول بعد سن 21) ولغاية 64 سنة.
- الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي: يكون بعد سن الأربعين أو قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي للمرض لدى الأقرباء من الدرجة الأولى والثانية. ويحصل هذا الفحص كل سنة أو سنتين.
- الفحص المبكر للكشف عن سرطان القولون: يكون بين سن 45 و 75 بمعدل مرة كل 10 سنوات؛ أو قبل ذلك إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض لدى الأقرباء من الدرجة الأولى والثانية.
- الفحص المبكر للكشف عن هشاشة العظام: يكون بعد انقطاع الطمث أو سن اليأس؛ أو قبل ذلك في حال تم استئصال المبايض لأي حالة مرضية تستدعي ذلك. ويتم في سن 65 سنة فما فوق.
الفحص الطبي قبل الزواج

هو فحص مخصص للمقبلين على الزواج،للكشف المبكرعن الإصابة ببعض أمراض الدم الوراثية (كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا) وبعض الأمراض المعدية (كالتهاب الكبد الفيروسي ب، الإلتهاب الكبدي الفيروسي ج، نقص المناعة المكتسب الإيدز)، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الأخر أو للأبناء في المستقبل، وتقديم الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحياً.
أهمية فحص الزواج
تشير الدكتورة حسون إلى أن فحص الزواج له العديد من المنافع التي يلمسها كل من يتمتع بحياة أُسرية صحية وسليمة، ومنها:
- الكشف عن الأمراض الوراثية في الدم والعضلات والطول وغيرها، وبناء عليه تحديد إمكانية الزواج من عدمه؛ لمنع حدوث التَوارث للمرض.
- الكشف عن الأمراض المُعدية التي تكون في حالة الخمود ولا تظهر على حاملها أي أعراض، وتنتقل للطَرف الآخر بالاتصال الجنسي، كالتهاب الكبد الوبائي، الزهري، السيلان، والإيدز؛ فبعض هذه الأمراض تمنع الزواج وبعضها الآخر يتم الزواج بعد أنيأخذ الطَرف السليم جرعات الوقاية من الإصابة.

ويُفضل منع الزواج في بعض الحالات التي يؤكد فيها الطب والتحاليل المخبرية بأن التوارث أو العدوى كائنة لا محال؛ مما يحمي الأفراد من الأمراض المُستعصية والتي تثقل كاهل الأسرة بتكاليف العلاج والرعاية والخدمة الطبية. كما أن فحص الزواج المبكر يوفر الحماية من الإصابة بأمراض الدم التي تتطلب العلاج المُكلف وطويل الأمد، وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم.
وتنصح استشارية الأمراض النسائية والولادة المُقبلين على الزواج، بضرورة إجراء الفحص الطبي قبل موعد الزواج بمدة لا تقل عن 3 أشهر، ليتسنى للزوجين التخطيط لحياتهم بشكل أفضل، ويمكن إعادة فحص الأمراض المُعدية عند الحاجة مرة أخرى.