عوامل تزيد من الإصابة بسرطان القولون تجنبيها

تؤدي الممارسات الحياتية الخاطئة، خاصة الغذائية منها، في تعريض معظم أجزاء الجسم للخطر ومنها القولون أحد أعضاء الجهاز الهضمي المهمة، والذي يقوم بمهام عدة منها تقوية المناعة، تحسين المزاج والوقاية من الأمراض الجلدية.

وتشير الدراسات والأبحاث إلى ارتباط القولون بصحة البشرة والدماغ والمناعة، فضلاً عن دوره الأساسي في تسهيل الهضم والإستفادة من الأطعمة المختلفة.

وأي ضرر يصيب القولون، يجعله ليس فقط غير قادر على إتمام مهامه وإنما أيضاً عرضة لأمراض خطيرة منها سرطان القولون. ويعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعاً، وقد شهد تزايداً في أعداد الإصابات به بين الأفراد الأصغر سناً دون سن الخمسين في الفترة الأخيرة.

تتسبب عوامل عدة في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، على رأسها نمط الحياة وعادات الأكل، إضافة لأسباب أخرى نستعرضها سوياً في موضوعنا اليوم إضافة لتسليط الضوء على النظام الغذائي الأكثر تسبباً بسرطان القولون كما جاء على موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن موقع "ذا إنسايدر".

عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون

التدخين عامل بارز للاصابة بسرطان القولون
التدخين عامل بارز للاصابة بسرطان القولون

كما أسلفنا، فإن نمط الحياة الغذائي والبدني غير الصحي يقف كسبب رئيسي وراء زيادة الإصابة بسرطان القولون خصوصاً بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، وإن بتنا نشهد للأسف انتشاراً غير مسبوق لهذا المرض بين فئة الشباب.

ويعود السبب في ذلك للعوامل التالية:

  • نمط الحياة الكسول: بحسب الأبحاث، فإن الجلوس لوقت طويل دون حركة أو أي نشاط بدني يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما فيها سرطان القولون. في المقابل، كشفت دراسات عدة أن القيام بنشاط بدني منتظم يعمل كتدبير وقائي في الوقاية من هذا المرض وتقليل خطر الإصابة به.

وعليه ينصح الخبراء بضرورة التخلي عن نمط الحياة الخامل وممارسة الحركة والرياضة باستمرار بمعدل 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع أو 75 دقيقة من النشاط الشديد، من خلال المشي أو رفع الأثقال وغيرها لرفع معدل ضربات القلب والوقاية من سرطان القولون.

  • نقص الألياف الغذائية: وهي من العناصر الضرورية لعمل القولون والأمعاء وتسهيل حركة الإخراج للتخلص من الفضلات والسموم. ونجد الألياف الغذائية بكثرة في الخضروات والفواكه التي يُعد تناولها باستمرار، وسيلة ناجعة في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل سرطان القولون. وتقول أنجي ديفيس، رئيسية منظمة "مكافحة سرطان القولون والمستقيم" في هذا الصدد: "الألياف مهمة لأنها تحافظ على عمل الجهاز الهضمي بشكل جيد، كما تقلل الإلتهابات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى". ناصحة بضرورة أن تحوي الأطباق اليومية على ثلثي الأطعمة النباتية للوقاية من السرطان.
  • الإكثار من اللحوم الحمراء: والمعروفة بغناها بالدهون المشبعة أحد الأسباب الرئيسية وراء زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان وغيرها. ويُشدد الخبراء ومنهم ديفيس، على ضرورة التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء خاصة المعالجة منها قدر الإمكان، وتناولها بحصص قليلة خلال الأسبوع مع ضرورة تجنب النقانق واللحوم الباردة.
  • التدخين: يتسبب التدخين بالإصابة بسرطان الرئة، لكن خطره لا يقتصر على الرئتين فقط بل يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بسرطان القولون، وعليه تنصح ديفيس كافة المدخنين بوجوب الإقلاع عنه للوقاية من هذا المرض الخطير.
  • إرتفاع مؤشر كتلة الجسم: وهو دليل على زيادة الوزن غير العادية والتي تقف وراء عدد من المشاكل الصحية منها خطر الإصابة بسرطان القولون. ووجدت دراسات عدة أن ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون مرتبط بمؤشر كتلة الجسم أعلى من 25 (يُعتبر زيادة بالوزن) أو 30 (في نطاق السُمنة)، مع وجود أدلة تشير إلى أن مقدار الخطر يتضاعف لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى.
  • حالات مرضية: يمكن لبعض المشاكل والحالات الصحية الأخرى خاصة تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي، أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. وتشير مصادر مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، إلى أن أمراض الأمعاء الإلتهابية ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي، قد تؤثر سلباً على الأمعاء وترفع من خطر الإصابةبسرطان القولون.

كما يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بمخاطر أعلى، بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى مثل مؤشر كتلة الجسم وعادات ممارسة الرياضة.

  • العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دوراً بارزاً في زيادة خطر الإصابة بالسرطان، لذا ينبغي على الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لسرطان القولون أو سلائل القولون توخي الحذر، حتى وإن كانوا يتبعون نظاماً غذائياً صحياً.

نظام غذائي يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون

الكشف المبكر عن سرطان القولون يسهم في علاجه
الكشف المبكر عن سرطان القولون يسهم في علاجه

كشفت دراسة طبية أجريت العام الماضي قام بها أطباء من مستشفى ماساتشوستس العام ببوسطن ونُشرت نتائجها في مجلة "غاما نتورك"، أن النظام الغذائي الذي يؤثر سلباً على صحة ميكروبيوم الأمعاء (وهي البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي والتي تساعد الجسم على معالجة الطعام)، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.

وأظهرت نتائج الدراسة أن استهلاك اللحوم الحمراء والمُصنعة والبطاطس المقلية والمشروبات الغازية بشكل مفرط، وقلة تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة في المقابل، يرفع من احتمالية إصابة الإنسان بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 27%.

ويعود السبب في ذلك لاحتواء هذه الأطعمة على كمية كبيرة من الدهون والبروتين والكبريتات الغذائية، التي تجعل بكتيريا الأمعاء تزيد من إنتاج المستقلبات "المركبات الوسطية والنواتج النهائية لعملية الاستقلاب بواسطة الإنزيمات".ويمكن لهذه المستقلبات، التي تتحوللجزء من ميكروبيوم الأمعاء، أن تزيد الإلتهاب وتسبب تلف الحمض النووي، كما ترفع من خطر نمو أورام القولون والمستقيم.

وفي تعليقه على الدراسة، قال الدكتور أندرو تشان، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام ببوسطن: "عرفنا أن السبب في كون هذه الأطعمة تزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان القولون والمستقيم، يعود لآثارها على ميكروبيوم الأمعاء".

علامات تشير للإصابة بسرطان القولون والمستقيم

لتبيان الإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم، قامت الجمعية الأمريكية للسرطان بتحديد 7 علامات تنبأ بخطر الإصابة بهذا المرض، وهي أعراض تتشابه مع العديد من أمراض الجهاز الهضمي.

اللحوم الحمراء والمصنعة ابرز عوامل الاصابة بسرطان القولون
اللحوم الحمراء والمصنعة ابرز عوامل الاصابة بسرطان القولون

وتتلخص هذه العلامات في النقاط الآتية:

  1. تغير في عادات التخلص من الفضلات، مثل الإسهال أو الإمساك أو البراز الرفيع الذي يستمر لبضعة أيام.
  2. حركة أمعاء لا تهدأ حتى بعد الخروج من الحمام.
  3. نزيف في المستقيم مع وجود دم أحمر فاتح.
  4. دم في البراز، يكون بنياً داكناً أو أسود.
  5. ضيق في منطقة البطن، مع مغص وانتفاخات غازية وآلام.
  6. ضعف وإجهاد عام.
  7. فقدان الوزن دون سبب مبرر.

لكن الجمعية المذكورة أعلاه أشارت إلى أن أعراض سرطان القولون والمستقيم لا تظهر للمريض إلى بعد نموه أو انتشاره بشكل كبير، وعليه توصي بضرورة الخضوع لفحوصات دورية حتى إن كنتم لا تعانون من أي من هذه الأعراض.

ويؤكد الأطباء إن علاج سرطان القولون والمستقيم الذي يُكتشف مبكرا قد يكون أسهل، حيث تتم السيطرة عليه عن طريق إزالة الأورام التي تسمى "الزوائد اللحمية".