نصائح لاختيار مستحضرات الوقاية من الشمس في الصيف من خبيرة جلدية

فصل الصيف هو فصل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة المزعجة، لكنه أيضاً موسم العطلات الصيفية والذهاب للبحر والمسابح للسباحة والإستمتاع بالشمس والمياه المنعشة.

إلا أن التعرض لأشعة الشمس القوية في الصيف، وحتى خلال الشتاء، قد يُعرض الإنسان لمشاكل صحية وجلدية مثل ضربة الشمس وسرطان الجلد وغيرها. لذا يُشدد الأطباء وخبراء الجلدية على وجوب استخدام منتجات الوقاية من الشمي قبل الخروج لحماية الجلد والجسم من أية مضاعفات.

تتوافر في الأسواق أنواع عديدة وكثيرة من منتجات الوقاية من الشمس، لكن كيف نختار الأفضل منها والذي يؤمن لنا حماية قصوى من أشعة الشمس الضارة؟ هذا ما تجيب عليه الدكتورة ميليسا بيليانج، أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.

أفضل مكونات منتجات الوقاية من الشمس 

منتجات الوقاية من الشمس تحمي من سرطان الجلد بانواعه
منتجات الوقاية من الشمس تحمي من سرطان الجلد بانواعه

بحسب الدكتورة ميليسا بيليانج، فإن الأشخاص الذين يستخدمون واقي الشمس بانتظام هم أقل عرضة للإصابة بمرض سرطان الجلد ويتمتعون بنوعية بشرة أكثر نضارةً وشباباً. ولكن مع وجود العديد من أصناف وأنواع المنتجات في السوق، من المهم اختيار النوع أو المنتج الذي يعمل بشكل جيد وفعال.
وأشارت أخصائية الأمراض الجلدية إلى إن الاستخدام اليومي لمنتجات الوقاية من الشمس التي تحتوي على عامل الحماية من الشمس بمقدار 30 درجة أو أعلى، يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بمرض سرطان الجلد.

كما يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بمرض الورم الميلاني، وهو النوع الأكثر خطورة من بين أنواع مرض سرطان الجلد، وذلك بنسبة 50٪، بالإضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة بمرض سرطان الجلد الأكثر شيوعاً، والمعروف بمرض سرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 40٪.

وقالت الدكتورة بيليانج: "بعيداً عن احتمالية الإصابة بمرض السرطان، فإن أشعة الشمس فوق البنفسجية تُلحق أضراراً بالجلد وتُسبب التجاعيد والبقع الداكنة والترهلات. ويمكن أن يساعد الإستخدام المنتظم لواقي الشمس في الحد من هذه التأثيرات والوقاية منها.

وأحد الاعتبارات المهمة التي يجب أخذها بالحسبان عند اختيار واقي الشمس هو ما إذا كان يحتوي على مُرشحات فيزيائية أو كيميائية، أو مزيج من الإثنين معاً، حيث تعمل المكونات الفيزيائية الواقية من الشمس تماماً مثل الحاجز العاكس، لتقوم بنثر الأشعة فوق البنفسجية قبل أن تخترق بشرتك. أما المُرشحات الكيميائية فتعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وتحويلها إلى حرارة قبل أن تلحق أضراراً بالبشرة."

وأضافت الدكتورة بيليانج أن اختيار مستحضرات الوقاية من الشمس سواء كانت فيزيائية أو كيميائية، يعتمد على ما يفضله الشخص نفسه، حيث قد يُفضل الأشخاص ذوو البشرة الحساسة منتجات الوقاية الفيزيائية، لأنها تكون أقل تهيجاً لأنواع معينة من البشرة. بينما قد تُخلف واقيات الشمس الفيزيائية أحياناً، بقعاً أو تصبغات بيضاء. وربما يضطر الشخص إلى تجربة أنواع مختلفة حتى يجد ما يناسب بشرته على نحو أفضل."

مكونات واقيات الشمس ومدى سلامتها وفعاليتها

نصائح لاختيار منتجات الوقاية من الشمس في الصيف
نصائح لاختيار منتجات الوقاية من الشمس في الصيف

تشمل المكونات الفيزيائية لمنتجات الوقاية من الشمس، والتي تُسمى أحياناً واقيات الشمس المعدنية، ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك. وفي حال كان واقي الشمس يحتوي على مُرشحات كيميائية، فقد تشتمل المكونات النشطة للمنتج على مواد مثل الأفوبينزون، والهوموسالات، والأوكتوكريلين، والأوكتينوكسات، والأوكتيسالات، والأوكسي بنزون.

ولفتت الدكتورة بيليانج إلى أن هناك اعتبار آخر يجب مراعاته عند اختيار واقي الشمس وهو تقييم مدى سلامة وفعالية مكونات المنتج، والتي لا يزال بعضها قيد التقييم من جانب هيئات مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)؛ حيث تسعى إدارة الغذاء والدواء حالياً للحصول على مزيد من بيانات السلامة حول بعض مكونات مستحضرات الوقاية من الشمس قبل تصنيفها "مُعترف بها عموماً على أنها آمنة وفعالة" أو ما يعرف اختصاراً بـGRASE ، وهو عبارة عن مستوى أمان أكثر صرامة. 

ونوهت الدكتورة بيليانج إلى أن هذا لا يعني أن هذه المكونات غير آمنة أو أن الأفراد يجب أن يتجنبوا المستحضرات المُصنفة في مستويات مختلفة، وإنما يعني فقط أن إدارة الغذاء والدواء تريد التأكد من أن لديها معلومات كافية حول هذه المكونات قبل أن تتمكن من تصنيفها آمنة وفعالة. وبالنسبة للأشخاص الذين يفضلون توخي الحذر أكثر، يمكنهم اختيار واقي شمس يحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم، وكلاهما يحمل تصنيف GRASE".
حماية واسعة الطيف

نصحت الدكتورة بيليانج أيضاً الأشخاص بفحص درجة عامل الحماية من الشمس (SPF) المذكورة على ملصق واقي الشمس، قائلة: "بالنسبة للأيام التي تتواجد فيها في الخارج لفترات قصيرة جداً، يمكنك استخدام واقي شمس بحد أدنى 15 درجة من عامل الحماية من الشمس. ولكن إذا كنت ستبقى في الخارج لأكثر من بضع دقائق، فاختر واقي شمس بعامل حماية من الشمس 30 درجة على الأقل."

الدكتورة ميليسا بيليانج من كليفلاند كلينك أبوظبي
الدكتورة ميليسا بيليانج من كليفلاند كلينك أبوظبي

بالإضافة إلى ذلك، يجب النظر في نوع الحماية التي يوفرها واقي الشمس، تضيف الدكتورة بيليانج، "حيث تتعرض بشرة الأشخاص الذين يمضون أوقاتاً في الخارج لنوعين من الأشعة فوق البنفسجية وهما "أ" و"ب". وتشير درجة عامل الحماية من الشمس إلى مستوى الحماية التي يوفرها واقي الشمس من الأشعة فوق البنفسجية من النوع "ب"، والتي تُعد السبب الرئيسي وراء الإصابة بحروق الشمس. لكن عامل الحماية من الشمس لا يشير إلى مستوى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع "أ"، والتي يمكن أن تُلحق أضراراً بالبشرة وقد تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الجلد."

وتنصح الدكتورة بيليانج باختيار واقي شمس يؤمن حماية "واسعة النطاق – broad spectrum"، وذلك لضمان الحماية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع "أ"، حيث يعني هذا المصطلح أن المنتج يحمي من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها "أ" و"ب". كما من المهم للغاية التحقق من تاريخ انتهاء صلاحية واقي الشمس، إذ أن مستوى الحماية الذي يوفره المستحضر ينخفض على مدار فترة من الزمن.

كذلك قدمت الدكتورة بيليانج بعض النصائح حول كيفية استخدام واقي الشمس، قائلة: "يجب وضع كمية كافية من واقي الشمس على البشرة لأن نقص الكمية المطلوبة يمكن أن يؤدي لفقدان مستوى الحماية الذي تحتاجه بشرتك. ويحتاج معظم البالغين إلى 30 جراماً من واقي الشمس على الأقل، أو حوالي 3 ملاعق كبيرة للحصول على حماية كافية على الوجه والرقبة والذراعين والساقين."

وتحتاج المكونات النشطة في واقي الشمس إلى حوالي 30 دقيقة ليبدأ مفعولها، لذا يجب الانتظار بعض الوقت قبل الذهاب للخارج. وينبغي تكرار عملية وضع واقي الشمس كل ساعتين على الأقل. وحتى إذا كان واقي الشمس مقاوم للماء، يجب الحرص دائماً على إعادة وضعه بعد السباحة والتجفيف.

واختتمت الدكتورة بيليانج بالتحذير: "يجب أن يكون واقي الشمس جزءاً من روتينك اليومي في أي وقت تخرج فيه خلال فترة النهار، لكن لا تتوقع من المستحضر أن يقي بشرتك بشكل كامل من أشعة الشمس، حيث لا يوجد واقي شمس يمكنه حجب كل كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تتعرض لها. ويجب أن تشمل وسائل الحماية الجيدة من أشعة الشمس أيضاً البحث عن الظل، وارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارات شمسية واختيار نوعية ملابس يمكن أن تقي وتحمي بشرة جسمك من الشمس. واستمتع بأشعة الشمس – ولكن كن ذكياً واحرص دائماً على حساب الوقت. 

الملخص:
نصائح لاختيار منتجات الوقاية من الشمس تقدمها اخصائية جلدية، تركز فيها على ضرورة اختيار منتجات تحوي مرشحات فيزيائية او كيميائية توفر حماية مطلقة من اشعة الشمس