قد يكون للصيام المتقطع دورًا فعالا في علاج الكبد الدهني

الصيام المتقطع والكبد الدهني .. تأثيرات مبهرة وحقائق هامة

ريهام كامل

يُعتبر الكبد الدهني واحدًا من أكثر الأمراض الكبدية شيوعًا في جميع أنحاء العالم. يتأثر به عدد كبير من الأشخاص في جميع الفئات العمرية المختلفة. وتعد السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون في الدم، ونمط الحياة غير الصحي مثل التغذية غير السليمة وقلة التمارين الرياضية من أهم عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة به، ومن ثم زيادة احتمالات حدوث مشاكل صحية خطيرة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد، وسرطان الكبد في الحالات الشديدة.

ما هو الكبد الدهني؟

بحسب موقع "الطبي" الكبد الدهني هو حالة تتميز بتراكم الدهون في خلايا الكبد بشكل غير طبيعي. وتعود أسباب دهون الكبد إلى عوامل مختلفة مثل السمنة، وارتفاع مستويات الدهون في الدم، ومقاومة الأنسولين، واتباع نمط حياة سيء، مثل النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني.

يعتبر الكبد الدهني حالة طبية خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية متشعبة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد، والإصابة يسرطان الكبد في الحالات الشديدة. تشمل أعراض الكبد الدهني تورم البطن، وآلام في الجزء العلوي من البطن، والتعب، وفقدان الوزن غير المبرر، وغيرها من الأعراض كما سيلي ذكره لاحقًا.

كيف يتم تشخيض الكبد الدهني؟

يُشخص الكبد الدهني عادة من خلال فحوصات الدم والتصوير الطبي مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي. كما أن الاهتمام بالأعراض يساهم في التشخيص المبكر للمرض من خلال استشارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة.

ما هي أعراض الكبد الدهني؟

قد لا تظهر أعراض الكبد الدهني في المراحل المبكرة من المرض، وقد يتم اكتشافه بشكل مبكر غالبًا بمراحل لاحقة أثناء الفحوصات الروتينية للكبد. ولكن في بعض الحالات قد تظهر بعض الأعراض التي تستدعي إستشارة الطبيب على الفور للتأكد من سلامة الكبد، وهذه الأعراض هي:

  1. آلام أو ضغط في الجزء العلوي من البطن.
  2. تورم وانتفاخ البطن نتيجة لتراكم السوائل.
  3. فقدان الوزن غير المقصود، وذلك بسبب نتيجة حدوث اضطرابات في وظائف الكبد.
  4. تعب وضعف عام وشعور بالتعب والإرهاق بشكل مستمر دون سبب واضح.
  5. اضطرابات في الهضم مثل الغثيان والقيء والانتفاخ والإمساك أو الإسهال.
  6. تغيرات في الجلد، قد يلاحظ المريض تغيرات في لون البشرة، مثل الاصفرار (يرقان) أو تكوّن البقع الداكنة على الجلد.
  7. زيادة حجم الكبد وذلك في حالة بعض الحالات المتقدمة.

هل الصيام يقضي على دهون الكبد؟

الصيام المتقطع وفقدان الوزن يساهمان في علاج الكبد الدهني
الصيام المتقطع وفقدان الوزن يساهمان في علاج الكبد الدهني

بحسب رأي معتز الشريف خبير التغذية بمركز هانوفارد الطبي، يمكن للصيام المتقطع أن يساعد في تقليل دهون الكبد في بعض الحالات، وذلك لأنه يقلل من إمدادات الجسم بالسكريات والدهون التي يمكن أن تتراكم في الكبد. خلال فترة الصيام، ويعتمد الجسم على مخزونه من السكريات والدهون لتوليد الطاقة، ومن ثم تقليل تراكم الدهون في الكبد بمرور الوقت. ولتتحقق الفائدة من الصيام المتقطع يجب أن يكون تحت إشراف خبير التغذية وتحت إشراف الطبيب المختص، وخصوصًا لمرضى السكر والقلب، إذ أنه من الممكن أن يؤدي الصيام غير المنظم أو الطويل إلى مشاكل صحية محتملة. لذا من الأفضل أن يتم دمج الصيام مع نمط حياة صحي، بما في ذلك النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، للحفاظ على صحة الكبد والجسم بشكل عام.

هل فقدان الوزن يعالج الكبد الدهني؟

نعم، فقد أكد الشريف على أن فقدان الوزن يعد عاملًا مساعدا في علاج الكبد الدهني، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من السمنة أو زيادة في الوزن. ولذلك يجب الحرص على تخفيف الوزن لأن ذلك يساهم في التخلص من تراكم الدهون في الكبد وتحسين صحة الكبد بشكل عام. كما أنه عادةً ما يُوصى الأطباء المختصين بفقدان الوزن ببطء، بمعدل يتراوح بين نصف كيلو إلى كيلوغرام واحد في الأسبوع، وهذا يعتمد على الحالة الصحية المتعلفة بكل مريض. كما أن الفقدان البطيء للوزن يكون أكثر أمانًا، كما أنه يقلل من فرص استعادة الوزن مرة أخرى.

ويؤكد الشريف على ضرورة فقدان الوزن بطريقة صحية من خلال مزيج من النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما يجب استشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج لفقدان الوزن، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من حالات صحية مثل السكري أو أمراض القلب أو الكبد.

ما هو الأكل الممنوع لمرضى الكبد الدهني؟

يوصي الشريف مرضى الكبد الدهني بضرورة تجنب الأطعمة والمشروبات التي تزيد من تراكم الدهون في الكبد وهي:

  1. الأطعمة العالية بالدهون: مثل اللحوم الدهنية، والأطعمة المقلية، والأطعمة المعلبة بزيوت مشبعة.
  2. المشروبات الغنية بالسكر: مثل المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.
  3. الأطعمة ذات السكر المضاف: مثل الحلويات، والمعجنات، والحلويات الصناعية.
  4. الملح والأطعمة المملحة: فالملح يمكن أن يزيد من ضغط الدم ويؤثر سلبًا على صحة الكبد.
  5. الكحول: يجب تجنب تناول الكحول.

هل يمكن شفاء الكبد الدهني؟

نعم، بحسب الأطباء المختصين يمكن الشفاء من مرض الكبد الدهني في بعض الحالات، وخصوصًا الحالات التي يتم فيها الكشف المبكر عن المرض، وذلك من خلال عمل تغييرات في نمط الحياة كتناول الغذاء الصحي المتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بالعلاج المناسب. ولكن في بعض الحالات الأخرى قد لا يكون الشفاء الكامل ممكنًا. ويتعين على الشخص استمرار العناية بصحته ومراقبة حالة الكبد بانتظام تحت إشراف الطبيب.

أسهل طريقة لإزالة دهون الكبد

هناك عدة خطوات بسيطة يمكن اتباعها للمساعدة في إزالة دهون الكبد بشكل طبيعي وعلاج الكبد الدهني، وهذه الخطوات هي:

  1. تغيير نمط الحياة: يشمل ذلك تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية مثل الأسماك والدواجن الخالية من الدهون. يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات المضافة.
  2. مراقبة الأمراض المزمنة: مثل مراقبة مستويات السكر في الدم لمن يعانون من السكري، ومراقبة ضغط الدم لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
  3. الحد من استهلاك الكحول: يجب تجنب تناول الكحول بشكل كامل لمن يعانون من الكبد الدهني، حيث يمكن أن يزيد استهلاك الكحول من تلف الكبد ويعيق عملية الشفاء.
  4. مراجعة الطبيب بانتظام: من المهم مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة حالة الكبد وتعديل العلاجات إذا لزم الأمر.
  5. ممارسة التمارين الرياضية: ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة أو السباحة. يساعد التمرين البدني على حرق الدهون وتحسين صحة الكبد.
  6. فقدان الوزن: إذا كان هناك زيادة في الوزن أو السمنة، فإن فقدان الوزن بشكل تدريجي يمكن أن يقلل من تراكم الدهون في الكبد.
  7. مراجعة الطبيب: من المهم مراجعة الطبيب لتقييم حالة الكبد والحصول على توجيهات خاصة بالعلاج والرعاية الصحية المناسبة.

وختامًا، من المهم الوعي بعوامل الخطر، والتحديات التي تواجه مرضى الكبد الدهني، وتشجيعهم على اتباع نمط حياة صحي والبحث عن المساعدة الطبية بمجرد الشعور بواحد أو أكثر من الأعراض السابق ذكرها أعلاه، لأن اكتشاف المرض مبكرًا يقي شر التعرض لمخاطر جمة مثل تلف الكبد، والإصابة بالسرطان.