الصدفية مرض جلدي مزمن والتحكم به يتم بخطوات معينة

يُعد الجلد أكبر أعضاء جسم الإنسان، إذ يُشكل الغطاء الخارجي للجسم ويبلغ وزنه حوالي 2.7 كيلوغرام، وله أهمية كبيرة جدًا؛ إذ يُعتبر مسؤولًا عن العديد من الوظائف الضرورية للجسم. ويتكون الجلد من 3 طبقات رئيسية، هي طبقة البشرة وهي المنطقة السطحية من الجلد، وتتميز بكونها أكثر مناطق الجلد تجددًا؛ وطبقة الأدمة وهي طبقة من النسيج الضام تقع بين البشرة وطبقة النسيج تحت الجلد، وهي الطبقة الثالثة وتُعد أعمق طبقات الجلد، إذ توجد بالقرب من العضلات، وتتكون بشكل رئيسي من الدهون، والنسيج الضام المليء بالكولاجين، بالإضافة إلى الأوعية الدموية والأعصاب.

يقوم الجلد بثلاثة وظائف مهمة، هي الآتية:

الصدفية تسبب الحكة والازعاج
الصدفية تسبب الحكة والازعاج
  1. الوقاية: إذ يعمل الجلد كحاجز يتحكم في تفاعلات الجلد مع العالم الخارجي، كما يحمي من الإعتداءات الخارجية (الشمس ـ البرد ـ التلوث ـ العدوى وغيره).
  2. تنظيم حرارة الجسم: يمكن للجلد الإحتفاظ بدرجة حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية نتيجة ما يتمتع به من قوة عازلة وغيرها من العمليات الأخرى، مثل التعرق.
  3. توليد فيتامين د: وهو الفيتامين الوحيد الذي ينتجه الجسم جراء التفاعل مع الإشعاع فوق البنفسجي. ويقوم الجلد ـ عند التعرض لأشعة الشمس ـ بتحويل بروفيتامين "د" إلى فيتامين د وهو الفيتامين اللازم لأداء الجسم لوظيفته (إذ يساعد على نمو العظام ويحمي من الأمراض المزمنة وخلافه).

يتعرض الجلد لمشاكل صحية عدة، بعضها مؤقت ويمكن علاجه بشكل فعال، والبعض الآخر مستعصي أو مزمن ويتطلب وقاية وحسن تدبير من قبل الشخص المصاب به، كي لا تتفاقم مضاعفاته.

من هذه المشاكل، الصدفية التي تطلعنا الدكتورة داليا الشاذلي، أخصائية جلدية وتجميل من المستشفى الكندي التخصصي على أسبابه وأعراض وطرق علاجه والتحكم به من خلال مقابلة حصرية أجريناها معها على موقع "هي".

أسباب ومحفزات مرض الصدفية

بحسب الدكتور الشاذلي، فإن الصدفية هي مرض جلدي مزمن وغير مُعد، يرتبط بخلل في المناعة ينتج عنه تجدد الجلد بمعدلات أسرع من المعدل الطبيعي.

أما بخصوص الأسباب، فتشير أخصائية الجلدية إلى عدم وجود سبب واضح لهذا الخلل المناعي. لكن الأبحاث تشير إلى أن العاملين البيئي والوراثي، قد يلعبان دوراً في حدوث هذا الأمر.

ويمكن لبعض المُحفزات أن تزيد من خطر الإصابة بالصدفية منها:

تخفيف اعراض الصدفية ببعض الادوية
تخفيف اعراض الصدفية ببعض الادوية
  • العدوى مثل التهاب الحلق العقدي.
  • إصابة الجلد نتيجة الخدش أو الإحتكاك.
  • أجواء الطقس الباردة.
  • التدخين.
  • تناول بعض الأدوية مثل الليثيوم.
  • الضغوط النفسية والتوتر.

كما أن بعض عوامل الخطورة تزيد من إمكانية الإصابة بالصدفية، والتي تعددها الدكتور الشاذلي بالتالي:

  • التاريخ العائلي الإيجابي للمرض.
  • الضغوط النفسية.
  • التدخين.
  • العدوى البكتيرية والفيروسية.

ووفقاً للدكتورة الشاذلي، فإن مرض الصدفية ليس نوعاً واحداً بحد ذاته بل أنه 5 أنواع مختلفة هي:

  1. صدفية الطبقات: وهو الأكثر شيوعاً، ويتميز بوجود بقع حمراء من الجلد مغطاة بقشور فضية وتظهر غالباً في الركبتين والمرفقين وأسفل الظهر وفروة الرأس وتسبب حكة.
  2. الصدفية النقطية: تحدث بسبب العدوى البكتيرية العقدية التي تصيب الحلق، وتظهر على شكل قشور صغيرة تشبه قطرات الماء على منطقة الجذع والذراعين والساقين.
  3. الصدفية العكسية: تظهر على شكل بقع حمراء كبيرة في مناطق ثنيات الجلد كالإبطين وتحت الثدي وبين الفخدين.
  4. الصدفية الحمراء: تظهر على شكل طفح جلدي أحمر يغطي كافة الجلد ويُسبب حكة شديدة، وهذا النوع يستدعي مراجعة الطبيب فوراً.
  5. الصدفية البثرية: تظهر على شكل بثور مليئة بالصديد على مناطق مختلفة من سطح الجلد.

أبرز أعراض مرض الصدفية

فضلاً عن الحكة التي تسببها الصدفية، فإن المصابين بهذا المرض هم عرضة أيضاً لأعراض أخرى تختلف من شخص لآخر حسب نوع الصدفية، أماكن ظهورها ودرجة الإصابة.

ومن أبرز أعراض الصدفية:

الصدفية مرض مناعي لا يمكن علاجه بالكامل
الصدفية مرض مناعي لا يمكن علاجه بالكامل
  • بقع حمراء من الجلد مغطاة بقشور فضية سميكة.
  • جفاف الجلد مع الحكة.
  • تورم المفاصل.
  •  أظافر سميكة أو بها حُفر أو حواف.

والصدفية مرض يمكن أن يحمل بعض المضاعفات الصحية التي ذكرتها لنا الدكتور الشاذلي على الشكل التالي:

  • التهاب المفاصل الصدفي.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • الإكتئاب.
  • أمراض العين مثل التهاب الملتحمة والجفن.
  • ارتفاع ضغط الدم.

هل يمكن العلاج من الصدفية

للأسف، لا يوجد علاج يشفي تماماً من الصدفية بحسب الدكتور الشاذلي، لكن تُستخدم بعض الأدوية للتحكم بالأعراض، وتنقسم إلى:

  1. العلاج الموضعي: مثل الكورتيزون، نظائر فيتامين د، مثبطات الكالسينورين، والرتينوير.
  2. العلاج الضوئي: وتتضمن الأشعة الفوق بنفسجية ب، والأشعة الفوق بنفسجية أ مع السورالين، وليزر الأكسيمر.
  3. أدوية تؤخذ عن طريق الفم: كمثبطات المناعة مثل السيكلوسبورين والميثوتيركسات.
  4. الأدوية الحيوية: تعطى عن طريق الحقن وتعتمد على تعطيل دورة المرض وتحسين الأعراض ويتم اللجوء إليها في الحالات متوسطة لشديدة الخطورة والحالات التي لم تستجيب للعلاجات الأولية. 

طرق الوقاية من الصدفية

كما أنه ليس هناك علاج شافي للصدفية، فإنه ليس هناك أيضاً طرق فعالة وحاسمة في الوقاية من الصدفية. لكن الدكتورة الشاذلي تؤكد على وجود بعض الإرشادات التي تساعد في التحكم بها مثل:

  • ترطيب الجلد بانتظام.
  • تجنب الضغط العصبي.
  • تناول الأغذية الصحية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنب المهيجات قدر الإمكان.

والآن وقد عرفت كل شيء عن الصدفية، ننصحك عزيزتي القارئة بعدم إهمال أية حالة صحية تمرين بها خصوصاً مشاكل الجلد التي يمكن أن تتفاقم في حال عدم إخضاعها للعلاجات المعترف بها.