خاص "هي": حب الشباب مشكلة الجلد الأبرز .. والمستحضرات غير المرخصة تزيدها سوءا

الجلد هو العضو الذي يغطي الجسم البشري وأجسام العديد من الحيوانات. ووظيفة الجلد الرئيسية في الإنسان هي حماية الجسم، وهو أحد خطوط الدفاع الأولى ضد الجراثيم، كما الجلد يحمي الجسم من خلال خصائصه الفيزيائية فهو يكاد يكون مقاومًا للبلل تمامًا، ويمنع نفاذ السوائل التي تغمر أنسجة الجسم.

ويمنع الجلدمختلف أنواع البكتيريا والمواد الكيميائية من دخول معظم أجزاء الجسم، ويقي الأنسجة التي تقع تحته من أشعة الشمس الضارة.بالإضافة إلى ذلك، يساعد الجلد في المحافظة على درجة الحرارة الداخلية للجسم عند المستويات العادية، وذلك بأن تقوم الغدد الموجودة في الجلد بإفراز العرق عندما يتعرض الإنسان لحرارة شديدة، حيث يتبخر العرق، فيبرد الجسم؛ أما عندما يشتد البرد، فإن الجسم يحتفظ بالحرارة عن طريق تضييق الأوعية الدموية الموجودة في الجلد، فيقل نتيجة لذلك مرور الدم إلى سطح الجسم، وبذلك يفقد الجسم حرارة أقل.

يوجد في الجلد كثير من نهايات الأعصاب الحساسة للبرودة والحرارة، وكذلك النهايات العصبية الخاصة بالألم والضغط واللمس.والجلد أكبر أعضاء جسم الإنسان، فلو نشرنا جلد إنسان ذكر يبلغ وزنه 6-8 كجم لغطى مساحة قدرها نحو مترين مربعين.

يتعرض الجلد، كما باقي أعضاء وأجزاء الجسم الأخرى، لمتغيرات عديدة منذ الصغر وحتى التقدم بالسن والكثير من العوامل التي تؤثر على صحته وسلامته، منها حب الشباب الذي يُعد أكثر المشاكل الجلدية التي تواجهها المرأة منذ سن البلوغ.

في موضوعنا اليوم، نتطرق لأسباب وطرق علاج حب الشباب عند النساء مع الدكتورة براءة معطي، أخصائية جلدية من كوزمسيرج. كما نتعرف من الدكتورة منال التميمي، أخصائية أمراض جلدية من مستشفى إن ام سي رويال الشارقة على الضرر الذي تسببه المستحضرات غير الصحية على الجلد.

أسباب حب الشباب عند النساء

تشير الدكتورة معطي إلى أن حب الشباب يصيب 85-100% من الناس في مرحلة ما من حياتهم، وعادة ما يبدأ في سن البلوغ، كما يمكن أن يستمر حب الشباب حتى الثلاثينيات وما بعدها. ولا يزال 5٪ من الأشخاص فوق سن 45 يعانون من حب الشباب، وهو مرض مزمن ينشأ داخل الجريبات الشعرية الدهنية. 

ووفقاً لأخصائية الجلدية من كوزمسيرج، هناك 4 عمليات مترابطة وراء ظهور حب الشباب في الوجه والجسم،تتضمنالإفراط في إنتاج الدهن الطبيعي الذي يُدعى الزهم، ويحدث نتيجةفرط هرمونات الأندروجين أو زيادة حساسية الغدد الدهنية للمستويات الطبيعية لهرمونات الأندروجين ، إلى جانب عدم كفاية تساقط خلايا الجلد الميتة، ما يسد بصيلات الشعر. كذلك يمكن أن تلتهب المسام المسدودة وتزيد من نمو بكتيريا الجلد الطبيعية.

بالإضافة إلى أن تناول بعض الأدوية يمكنأن يسبب حب الشباب مثل الليثيوم والكورتيزون والهرمونات واليود وبعض أدوية الصرع وأيزونيازيد،وهناك نظرية بوجود مكون وراثي لحب الشباب.

أضف إلى ذلك أن بعض المشروبات خاصة تلك التي تحتوي علىنسبة عالية من السكر (مثل المشروبات السكرية والأطعمة النشوية والتي تؤدي لارتفاع مؤشر السكر في الدم)والحليب، تؤثر على شدة حب الشباب. وكذلك الإجهادوتدخين التبغ.

مع الإشارة إلى أنه يتم تصنيف حب الشباب على أنه خفيف أو متوسط ​​أو شديد، بناء على عدد ونوع الآفات الجلدية.

طرق علاج حب الشباب عند النساء

بالنسبة إلى علاج حب الشباب، تشير الدكتورة معطي إلى أن اختيار العلاج يعتمد اختيار بالدرجة الأولى على شدة المرض وتفضيلات المريض وقدرة التحمل.

وتُعد الرتينويدات الموضعية أبرز طرق علاج حب الشباب مهما كانت شدته، كما يصف الطبيب المختص استخدام المضادات الحيوية الجهازية والموضعية مثل البنزويل بيروكسايد والريتينويدات ولمدة أقصاها 12 أسبوعًا للتخلص من مشكلة حب الشباب.

ويُستخدم الإيزوتريتنون لعلاج حب الشباب الشديد والمضطرب، وتحت إشراف الطبيب ومتابعته شهريا نظرًا لاحتمال خطر التشوه عند الأجنة بالإضافة إلى التأثيراتالجانبية الأخرى التي يخلفها استخدام هذا النوع من العلاجات.

هناك أيضاً بعض الجلسات التييجري تطبيقها في العيادة وتحت إشراف الطبيب، يمكن ان تساهم في تحسن حب الشباب متل الليزر وحقن البلازما وجلسات التقشير الكيميائي.

توصيات لتخفيف مشكلة حب الشباب عند النساء

في النهاية، توصي الدكتورة معطي كافة النساء وحتى الرجال، بضرورة اتباع النصائح التالية لتخفيف حدة حب الشباب والتخلص منها:

• تنظيف المناطق المعرضة لحب الشباب بالصابون أو المنظفات اللطيفة.
• تجنب المهيجات التي قد تفاقم من مشكلة حب الشباب، مثل الفرك القوي واستخدام الكحوليات المعقمة والمُقشرات الكاشطة للمناطق التي تعاني من حب الشباب.
• تجنب المنتجات الدهنية على الجلد وفروة الرأس.
• تجنب المأكولات الدهنية والبهارات الحارة والمشروبات التي سبق ذكرها.

المستحضرات غير المرخصة وتأثيرها السلبي على صحة الجلد

من ناحية أخرى لا تقل أهمية عن مشكلة حب الشباب، فإن استخدام بعض المستحضرات غير المرخصة سواء الكريمات أو مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والبشرة يمكن أن يُولد بعض المشكلات غير المحمودة.

وتحدثنا الدكتورة منال التميمي عن هذه المشكلة بالقول أن استخدام كريمات أو فيتامينات أو مستحضرات ما سواء للشعر أو للبشرة من خلال نصائح مواقع التواصل الإجتماعي ومدونات السوشيال ميديا، يؤدي للكثير من الأضرار الجانبية كرد الفعل التحسسي والإلتهابات الشديدة.

مضيفة أن معظم المنتجات الطبية التي يُروج لها من قبل بعض المواقع الإلكترونيه أو مشاهير السوشيال ميديا، لم تخضع لدراسات السلامة وما قد ينتج عنها من أخطار صحية عدة. كما قد تتعارض هذه المُركبات أو تتفاعل مع الأدوية التي يتعاطاها المريض لعلاج أمراض أخرى. بالإضافة إلى عدم ملاءمة هذه المُركبات للعديد من المرضى الذين يعانون حالات مرضية مزمنة، وعدم خضوع هذه المنتجات لرقابة الجودة والنوعية أثناء عمليات التصنيع، وعدم خضوعها لرقابة الجهات الصحية المعنية.

‎كما أن أغلب الإعلانات التي تُروج لمستحضرات التجميل والمنتجات العشبية، والتي يُشاع أنها قادرة على علاج تصبغات البشرة وتجاعيدها وعلاج تساقط الشعر والحماية من أشعة الشمس، غالباً ما يتبين بعد تحليلها خلوها من أي مواد فعالة وأن الإدعاءات الطبية المكتوبة على تلك الكريمات غير صحيحة. حتى أن بعض الكريمات قد تحتوي على نسب مرتفعة من مواد كيميائية ضارة للمستهلك.

وتحدثت الدكتورة التميمي عن مواجهتها بشكل يومي للعديد من الحالات المختلفة لمشاكل الجلد، من ضمنها حالات لمضاعفات ناتجة عن استخدام مستحضرات غير مرخصة. ناصحة النساء وعموم الناس بعدم الإنسياق وراء الإعلانات المُضللة لمنتجات غير مُصرحة، لتجنب النتائج العكسية غير المرغوب فيها.