تجنبي نقص فيتامين د بهذه النصائح الطبية المهمة

الفيتامينات هي مركبات عضوية يحتاجها الجسم بنسب معينة كي يتمكن من القيام بوظائفه الحيوية. وبما أن الجسم لا يستطيع تصنيع الفيتامينات بكميات كافية، فإنه يحتاج للحصول عليها من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضراوات والفواكه واللحوم والحبوب الكاملة والبقوليات والألبان الغنية بهذه الفيتامينات، إضافة إلى التعرض الآمن لأشعة الشمس للحصول على واحد من أبرز وأهم الفيتامينات، ألا وهو فيتامين د.

ويقوم الجسم بتصنيع فيتامين د من خلال التعرض لأشعة الشمس، وهو من الفيتامينات التي تسهم في تعزيز وتقوية الجسم بطرق مختلفة، منها تعزيز صحة العظام، التقليل من خطر الإصابة بالإنفلونزا، الوقاية من مرض السكري، الحفاظ على صحة الأطفال الرُضع، وتقليل خطر الإصابة بأمراض السرطان.

أي نقص في معدلات فيتامين د الطبيعية في الجسم، تنجم عنه مشاكل صحية عدة؛ منها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، هشاشة العظام خصوصاً عند النساء، أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل، الإرهاق والألم المزمن في أنحاء مختلفة من الجسم.

اشعة الشمس والمكملات تعالج نقص فيتامين د
اشعة الشمس والمكملات تعالج نقص فيتامين د

مضاعفات نقص فيتامين د على الصحة

يُعد نقص فيتامين "د" من المشاكل الصحية الشائعة في جميع أنحاء العالم خاصة في الدول العربية التي وعلى الرغم من توافر أشعة الشمس فيها معظم أوقات السنة إلا أن الناس قليلاً ما يتعرضون لها بسبب ارتفاع درجات الحرارة. في وقت يجري باستمرار التعرف على مزيد من الروابط بين هذا الفيتامين المهم والعديد من الأمراض المزمنة ودراستها، لكن تعويض النقص ليس دائمًا مسألة سهلة يمكن حلها بتناول المُكملات أو قضاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس، بحسب ما أكدت طبيبة مختصة من مستشفى كليفلاند كلينك.

وقالت الدكتورة سوزان ويليامز، طبيبة في معهد الغدد الصماء والتمثيل الغذائي لدى كليفلاند كلينك، إن منافع فيتامين د لجسم الإنسان لم تُدرك إلا حديثًا، بالرغم من أن التأثير الضار لعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس في الطفولة لم يكن خافيًا منذ قرون. وربطت الدراسات على نحو متزايد بين نقص فيتامين د وحدوث أمراض مزمنة مختلفة، فيما أثبتت دراسات أخرى وجود صلة إيجابية بين المستويات الجيدة من هذا الفيتامين والأداء الأمثل للجهازين المناعي والعصبي.

وأشارت الدكتورة ويليامز إلى أن الأطعمة الغنية بفيتامين د لا تتيح سوى نسبة ضئيلة من الحاجة اليومية الموصى بها من هذا الفيتامين، فيما يأتي الباقي من الشمس أو المُكملات. ويُعتبر التعرض المحدود للشمس، سواء نتيجة لسوء الأحوال الجوية أو حماية من خطر الإصابةبسرطان الجلد، سبب شائع لنقص فيتامين د.

ولكن ثمة أسباب أخرى لهذا النقص تتضمن العوامل التالية:

  • اللون الداكن للبشرة.
  • التقدم في السن.
  • الإصابة بالسمنة.
  • الخضوع لجراحة المجازة المعدية.
  • الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي التي تؤدي إلى سوء الإمتصاص.

كما يشيع حدوث نقص فيتامين د لدى الرُضع نتيجة قصر تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية وإبعادهم عن المصادر الأخرى لهذا الفيتامين.

الدكتورة سوزان ويليامز من كليفلاند كلينك
الدكتورة سوزان ويليامز من كليفلاند كلينك

كيفية قياس وعلاج نقص فيتامين د في الجسم

يمكن قياس مستوى فيتامين د في الجسم عن طريق فحص الدم، وهناك عاملان يجب مراعاتهما إذا كان الحصول على المُكملات ضروريًا. وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة ويليامز أن هناك نوعين من مكملات فيتامين د؛ فيتامين د2 وفيتامين د3. وبينما يرفع كلا النوعين مستويات فيتامين د، فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن فيتامين د3 له تأثير أقوى بمرور الوقت.

كذلك فإن طريقة تناول المُكملات مهمة، إذ أشارت الدراسات إلى أن المُكملات تكون أكثر فاعلية عند تناولها مع وجبة تحتوي على 15 جرامًا على الأقل من الدهون وتناولها مع أكبر وجبة يومية سوف يعزز الإمتصاص.

وشدّدت الدكتورة المختصة بالتمثيل الغذائي على ضرورة الإلتزام بالجرعات التي يصفها الطبيب من المُكملات، وإلا فإن المرضى يتعرضون لخطر التسمم بفيتامين د، مشيرة إلى أن بعض المرضى قد لا يستجيبون لمُكملات فيتامين د لأنهم يعانون من مشاكل في امتصاصها، ومن بينهم الأشخاص المصابون بمرض كرون، الذين أجروا جراحات لعلاج السمنة تتعلق بالإمتصاص، المصابون بالإضطراب الهضمي، التليف الكيسي، الإسهال الدهني، مرض الأمعاء القصيرة، التهاب الأمعاء، والركود الصفراوي الحادّ

تجنبي نقص فيتامين د ببعض النصائح الطبية الهامة
تجنبي نقص فيتامين د ببعض النصائح الطبية الهامة

ويمكن التأكيد من مشكلة الإمتصاص باختبارات الدم، عبر مقارنة مستويات فيتامين د في عينة الدم المأخوذة مباشرة قبل إعطاء جرعة فموية من فيتامين د، والعينة المأخوذة بعد مدة تتراوح بين 12 و24 ساعة بعد الجرعة. فإذا تأكد سوء الإمتصاص، يمكن استخدام العلاج بالضوء، والذي يتضمن تحديد نوع الجلد بدقة والتعرض المدروس بعناية للأشعة فوق البنفسجية من النوع ب، لزيادة مستويات الفيتامين.

لكن الدكتورة ويليامز حذرت المرضى في الوقت ذاته من محاولة زيادة مستوى فيتامين د عن طريق استخدام سرير التسمير أو قضاء ساعات في حمامات الشمس، واصفة هذه الطرق بأنها "ليست فعالة في الغالب وتحمل أخطار الإضرار بالجلد والإصابة بسرطان الجلد".

وأضافت: "نحتاج لتركيب فيتامين د إلى الأشعة فوق البنفسجية من النوع ب، ولكن نسبة هذا النوع في الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس لا تزيد على 5%. أما الأشعة فوق البنفسجية أ فهي مصدر الضوء الأكبر أو الوحيد المُستخدم في أسرة التسمير، ويمكن أن تصل جرعة الأشعة فوق البنفسجية أ في تلك الأسرة إلى 12 ضعف ما تشتمل عليه أشعة الشمس. ولكلا النوعين من الأشعة، على أية حال، دور في الإصابة بسرطانات الجلد، لكن يُعتقد أن الأشعة فوق البنفسجية أ تلحق الضرر بالجلد وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق التسبب في تلف الحمض النووي الناجم عن الإجهاد التأكسدي، أما ضرر النوع ب فمباشر أكثر في المنتجات الضوئية المتورطة في تسرطن الجلد".

وختمت الدكتورة ويليامز بالقول أن نوع البشرة وسن الشخص، يؤثران في الإستجابة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية. ولكن بشكل عام، فإن تعريض 5% من سطح الجسم مرتين أسبوعياً لمدة 20 دقيقة في الأشهر الدافئة قد يعادل الحصول على 430 وحدة دولية من فيتامين د في اليوم، مشددة على ضرورة الإلتزام بحد الوقت الأقصى، وهو 20 دقيقة، نظرًا للأخطار المرتبطة بزيادة التعرض لأشعة الشمس.