خاص "هي": ما يجب أن تعرفيه عن جدري القرود .. يستدعي المتابعة ويمكن الوقاية منه بطرق بسيطة!

على الرغم من تطمينات منظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة من أن لا داعي للهلع من جدري القرود بنفس القدر من القلق الذي خلَفه فيروس كورونا على الناس حول العالم، إلا أن اكتشاف المزيد من الحالات وارتفاعها في بعض الدول ما زال مصدر توتر للبشر على اختلاف أجناسهم وأعمارهم.

وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود الذي ظهر بداية الشهر الحالي في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة والإمارات، هو مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ، تتشابه أعراض إصابته للإنسان بتلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة.

ينتقل جدري القرود إلى البشر عبر طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، لكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود، من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر. فيما يتراوح معدل الوفاة الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و 10%، وتسجل الفئات الأصغر سناً النسبة الأكبر من هذه الوفيات.

في محاولة لفهم فترة الحضانة لجدري القرود داخل الإنسان والمدة التي يستغرقها قبل إمكانية عدوى الآخرين، فضلاً عن الأعراض المصاحبة لهذا المرض وكيفية الوقاية منه، كان لموقع مجلة "هي" مقابلة حصرية مع الدكتورة روحيل بودياني، طبيبة أسرة من عيادة كورنرستون Cornerstone Clinic للإضاءة أكثر على هذا المرض وتوعية الناس حوله.

اعراض جدري القرود يمكن ان تختفي بعد فترة
اعراض جدري القرود يمكن ان تختفي بعد فترة

بداية، هل يجب أن نقلق من مرض جدري القرود وتحوله لجائحة عالمية كما كان الحال مع جائحة كوفيد-19؟

جدري القرود ليس فيروسًا غير معروف على عكس كوفيد19، فقد عُرفت الحالة البشرية الأولى المُصابة به  في عام 1970. وحاليًا لا داعي للقلق، إنه فيروس من الصعب جدًا التقاطه حيث أظهرت دراسة Bull World Health Organ 1988 أن 3٪ فقط من المخالطين القريبين سيصابون بالعدوى. ومع ذلك، يُعد هذا تفشيًا غير عادي وغير مسبوق لجدري القرود. لقد فاجأ ذلك العلماء المتخصصون في المرض، ودائمًا ما يكون مصدر القلق عندما يُغير الفيروس سلوكه، ولذا فنحن بحاجة إلى مراقبة الموقف.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا وضع قابل للاحتواء، ويمكننا وقف انتقال العدوى بين البشر. كما حذرت المنظمة الأممية من وجود حاجة ملحة لزيادة الوعي وتحسين الرعاية والعزل وتتبع الإتصال للحالات المؤكدة، لكنها شددت في الوقت ذاته على عدم وجود سبب للذعر.

هل هناك أوجه الشبه بين جدري القرود وجدري الماء المعروف

يأتي جدري الماء وجدري القرود من نوعين مختلفين من الفيروسات. فجدري القرود يأتي من فيروس الجدري، بينما يأتي جدري الماء من فيروس الحماق النطاقي.

وقد يتشابه المرضين في بعض الأعراض مثل الحمى والقشعريرة والأوجاع والآلام، لكن الإختلافات بينهما تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وتضخم الغدد حول الرقبة، وبثور أكبر مع جدري القرود. وفي حال كنت قلقة أو غير متأكدة إذا كنت تعانين أنت أو طفلك أعراض جدري القرود أو جدري الماء، أنصحك باستشارة طبيبك في أقرب وقت ممكن لمنع انتشار المرض.

ما هي أعراض جدري القرود

إذا أصبت بجدري القرود، فعادة ما يستغرق ظهور الأعراض الأولى ما بين 5 و 21 يومًا. وتشمل الأعراض الأولى لجدري القرود ما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الصداع.
  • آلام العضلات والظهر.
  • تورم الغدد.
  • القشعريرة والإجهاد.

فيما يظهر الطفح الجلدي عادة بعد يوم إلى خمسة أيام من ظهور الأعراض الأولى. وغالبًا ما يبدأ الطفح الجلدي على الوجه ، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

يتم الخلط أحياناً بين الطفح الجلدي وجدري الماء، الذي يبدأ على شكل بقع بارزة، سرعان ما تتحول إلى بثور صغيرة مليئة بالسوائل. وتُشكل هذه البثور في النهاية قشورًا تسقط لاحقًا.

مع الإشارة إلى أن الأعراض غالباً ما تختفي الأعراض في غضون 2 إلى 4 أسابيع.

كيف تنتقل العدوى من شخص لآخر، وهل هي عدوى سهلة

لا ينتشر جدري القرود بسهولة بين الناس، وقد يحدث انتشار هذا المرض عندما يكون الشخص على اتصال وثيق مع حيوان مصاب (ويُعتقد أن القوارض هي المستودع الحيواني الأساسي للانتقال إلى البشر) أو الإنسان أو المواد الملوثة بالفيروس.

ويدخل الفيروس الجسم من خلال الجلد المجروح (حتى لو لم يكن مرئيًا) أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).

أما الإنتشار من شخص لآخر فهو غير شائع، ولكن قد يحدث من خلال:

  • ملامسة الملابس أو البياضات (مثل الفراش أو المناشف) التي يستخدمها الشخص المصاب.
  • التلامس المباشر مع الآفات أو القشور الجلدية لجدري القرود.
  • سعال أو عطس فرد مصاب بطفح جلدي من جدري القرود.
النظافة الجيدة افضل طرق الوقاية من جدري القرود
النظافة الجيدة افضل طرق الوقاية من جدري القرود

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة حالياً: هل جدري القرود مميت، وهل من علاج له

لا يوجد حاليًا علاج مُثبت وآمن متاح لجدري القرود. قد تساعد الأدوية المضادة للفيروسات، لكن لم تتم دراستها كعلاج لجدري القرود. وبدلاً من ذلك، سيراقب مقدم الرعاية الصحية حالتك ويحاول تخفيف الأعراض. ويتحسن معظم الناس من تلقاء أنفسهم دون علاج.

حتى الآن لم تحدث وفيات من جراء تفشي مرض جدري القرود، وقُدرت الوفيات بما يتراوح بين 1 و 10%، حسب السلالة. ولحسن الحظ ، ارتبطت السلالة التي تم تحديدها في حالات المملكة المتحدة بانخفاض معدل الوفيات، بحوالي 1%.

من المهم ملاحظة أن معدل الوفيات هذا يعتمد على الحالات التي شوهدت في غرب ووسط إفريقيا حيث الرعاية الصحية ليست مثالية.

في النهاية، ما هي نصائحك لقارئات "هي" للوقاية من جدري القرود

هناك عدد من الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها للوقاية من الإصابة بفيروس جدري القرود، وتتضمن الآتي:

  • عزل المرضى المصابين عن الآخرين المُعرضين لخطر العدوى.
  • اتباع إرشادات النظافة الجيدة لليدين بعد ملامسة الحيوانات أو البشر المصابين. على سبيل المثال، غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول.
  • تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تأوي الفيروس (بما في ذلك الحيوانات المريضة أو التي تم العثور عليها ميتة في المناطق التي يحدث فيها جدري القرود).
  • تجنب الإتصال المباشر مع أية مواد، مثل الفراش أو الغسيل، التي كانت على اتصال مع حيوان أو مريض. (ويمكن التخلص من فيروس جدري القرود في غسالة عادية تحتوي على ماء دافئ ومنظف).
  • استخدم معدات الوقاية الشخصية المناسبة (PPE) عند رعاية المرضى، والتي تشمل الرداء الطبي، والقفازات، وجهاز التنفس الصناعي، وحماية العين.